فيروس كورونا حجمه كبير  و لا ينتشر في الهواء
يكشف الدكتور طه خالدي، مختص في علم المناعة بجامعة باجي مختار بعنابة،  في حوار للنصر عن طبيعة   فيروس كورونا من حيث تركيبته و خصائصه و كيفية انتقاله للإنسان و وسائل القضاء عليه، و   كيفية مقاومة الخلايا المناعية لهذا الفيروس، بمجرد دخوله للجسم.
حاوره: حسين دريدح
ما حقيقة انتقال الفيروس في الهواء ؟
فيروس كورونا حجمه كبير، ما بين 400 و 500 نانومتر، لا يستطيع التنقل في الهواء و يسمى كورونا لأنه يحتوي على تاج «كرون» و  أنه كبير  الحجم نسبيا مقارنة بباقي الفيروسات التي تستطيع التنقل في الهواء، و لثقله   ينزل إلى الأسطح و الأرض، الحمد لله أنه لا ينتقل في هواء و لو حدث هذا، فستكون الكارثة أكبر، و من بين الفيروسات التي تنتقل في الهواء «سارس» الذي ظهر في الصين و تم احتواؤه هناك و لم ينتشر.
من الناحية العملية كيف يلج الفيروس إلى الجسم ؟
الفيروس يدخل إلى الجسم عبر المخاط، على مستوى 3 مناطق أو منافذ و هي، الفم و  الأنف و العينين، حيث يمنع السائل المٌخاطي دخول الفيروسات، كرد فعل أولي للجسم و لصد الفيروس، يتم استخدام الكمامة لتغطية الفم، كونه أكبر منفذ للولوج إلى الجسم، لأن هدف فيروس كورونا –كوفيد 19، هو الوصول إلى الجهاز التنفسي، ثم يأتي إلى الأنف في الدرجة الثانية، و يدخل عبر العين عند حكها بالأصابع، فالفيروس لا ينتقل عبر الهواء.
الجميع يتحدث عن المناعة ما هو دور هذا الجهاز ؟
جهاز المناعة كباقي الأجهزة الموجودة في الجسم، مكلف بمراقبة الجسم و حمايته من الأخطار الخارجية، كالفيروسات، البكتيريا، الحساسية و مختلف الأمراض، حيث تكون المناعة قوية لدى البالغين الذين لا يعانون من أي مرض و تكون وظيفة الجهاز عادية، بحيث يستطيع التغلب على أي مرض.
الإحصائيات و النتائج التي وصلتنا من الدول  التي تضررت بشكل كبير من الوباء على غرار الصين، تقول بأن الفيروس يصيب من لديه جهاز مناعة ضعيف، هؤلاء هم كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 70 سنة و بحكم العمر، فإن وظيفة جهاز المناعة لديهم تضعف، على غرار أصحاب الأمراض المزمنة، كالقلب، السكري، ضغط الدم، فجهاز المناعة عند هؤلاء مُنهك و يقوم بالدفاعات يوميا حول الصعوبات التي يعاني منها الجسم، بسبب الأمراض المذكورة، فبمجرد التعرض لأمراض أخرى كالزكام، أو فيروس كورونا في وضعيتنا اليوم، لا يستطيع الجهاز المناعي التغلب عليه، بسبب عامل التغذية الذي يكون غير كامل و هو ما يضعف الخلايا المناعية.
كيف يعمل الجهاز المناعي ؟
قبل دخول الفيروس إلى الجسم، هناك حواجز مناعية، من بينها اللعاب فهو يساهم في منع دخوله للجسم و المخاط الموجود في الأنف و العينين، وعند تجاوز الفيروس هذه المادة، يتحرك الجهاز المناعي لمحاصرة الفيروس على مستوى الحُنجرة، التي يبقى فيها ما بين يومين و أربعة أيام، ينحصر دور الحنجرة في امتصاص الفيروس قبل مروره إلى الرئتين و بتعبير بسيط هي كالإسفنجة تحتوي على رطوبة عالية، بحيث نستطيع معرفة بأن الفيروس على مستوى الحنجرة، بظهور التهاب و الشعور بحرقة و جفاف الحلق.
كيف نتصرف مع الفيروس في الحنجرة و نفرقه من أعراض الأنفلونزا ؟
هنا يجب أن يتعامل المصاب بالزكام أو الأنفلونزا الحادة، كأنه مصاب بفيروس كورونا، كي لا يكون تساهل في العلاج و الاحتكاك بالآخرين، في الحنجرة توجد القصبة الهوائية المؤدية للرئة و البلعوم المؤدي إلى المعدة، لما يشعر المريض بالأعراض المذكورة سابقا، يُقبل على شرب الماء على الأقل كل 15 دقيقة نصف كأس و ذلك من أجل طرد الفيروس إلى المعدة، لأن حامض الأسيد الموجود في المعدة «بي أش 3» يقضي على الفيروس تلقائيا و يتم تغيير مساره، لأن الفيروس هدفه الوصول إلى الرئة.
كيف نعرف بأن الفيروس تجاوز جميع الحواجز و وصل إلى الرئة ؟
لما يكون الجهاز المناعي للإنسان العادي قويا، تظهر بعض الأعراض، منها الحمة، هنا يتحرك الجهاز المناعي مرة أخرى بشكل قوي، للدفاع عن الخلايا الموجودة بالقصبات الهوائية و الرئة، و نعرف بأن الخلايا المناعية تحركت لما ترتفع درجة الحرارة، و هو مؤشر إيجابي و ليس سلبي، و هي علامة على أن الجهاز المناعي يتفاعل مع الفيروس، بحيث تزيد الخلايا المناعية من درجة الحرارة الداخلية للقضاء على الفيروس، يستطيع الإنسان شرب مثلا «آسبيجيك».
 أما مضادات للالتهابات فإن منظمة الصحة العالمية، تنصح بالابتعاد عنها، لأنها تعطل عمل الجهاز المناعي و تعطي فسحة للفيروس كي ينتشر، فمن الأفضل للمصاب بالفيروس تحمل الأعراض، حتى يتمكن الجهاز المناعي من القضاء عليها في فترة ما بين 5 و 15 يوما كأقصى تقدير. و توصلت الدراسات، إلى أن الكبار يستطيعون اكتساب المناعة من الأطفال الصغار، من خلال الاحتكاك بهم، بعد تطعيمهم باللقاحات المضادة للحصبة و غيرها من الفيروس، حتى المناعة تُعدي إيجابيا، مثلما يعدي الفيروس سلبيا .
هل هناك بعض المواد الطبيعية الفعالة للقضاء على الفيروس ؟
نعم هناك مواد طبيعية فعالة كالعسل و الليمون و كذا عصير الليمون الطبيعي مع بكاربون الصوديوم، حتى منظمة الصحة العالمية، ذكرت ضمن نصائحها، استخدام الماء و الملح، أو الماء و البيكروبات، عن طريق الغرغرة لطرح الفيروس في الخارج، أو شرب العسل و الليمون لطرده إلى
 المعدة.                                                       ح .د

الرجوع إلى الأعلى