* لا ننتظر نصائح منظمة الصحة العالمية

يرى رئيس مصلحة كوفيد 19 بمركز زراعة الأعضاء بالبليدة، الدكتور عبد الحفيظ قايدي، أن الكلوروكين أعطى نتائج إيجابية لأكثر من 90 بالمائة من المصابين بالفيروس، الذين تمت معالجتهم بهذا الدواء، مؤكدا على أن الدولة الجزائرية قررت مواصلة العلاج به رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية، قائلا بأن الأمر يتعلق بحرب بين كبرى مخابر الدواء في العالم، أرادوا وقف العلاج بهيدروكسي كلوروكين من أجل فسح المجال لتسويق الأدوية التي صنعتها هذه المختبرات خلال هذه الأزمة الصحية العالمية.

حاوره: نور الدين عراب

أكد المختص في حوار للنصر أن الطبيب الجزائري استعمل هذا الدواء من قبل، و لديه معايير قياس مدى تجاوب المصاب بكورونا مع هذا الدواء.
كما نوه بإجراءات الوقاية التي فرضتها الحكومة في بلادنا، التي تجنبنا بها كارثة.  
- النصر: كيف تقيم وضعية انتشار وباء كورونا حاليا؟
قايدي: نحن في مركز زرع الأعضاء و الأنسجة بمستشفى فرانتز فانون بالبليدة المخصص لكوفيد19، شرعنا في العمل فيه مع بداية شهر أفريل و المركز يضم 3 طوابق و ما يقارب 150 سريرا، كلها كانت مخصصة للتكفل بالمصابين بهذا الوباء و هناك عدة مصالح تم تجميد نشاطها و حولت إلى علاج المصابين بكوفيد19، من بينها مصلحة الجراحة العامة، مصلحة جراحة الأجهزة البولية، أمراض الكلى، جراحة الأوعية الدموية و مصلحة الإنعاش و كنا مضطرين لتحويل هذه المصالح للمصابين بكوفيد 19، لأن العدد كان كبيرا بولاية البليدة، لكن لما ننظر إلى الوراء، نعتقد بأننا تجاوزنا مرحلة الذروة في 5 أو 6 أفريل الماضي، لأن عدد المرضى في هذه الفترة كان مرتفعا بشكل كبير و لهذا دخلنا مباشرة في مرحلة العلاج و بقيت الأمور تسير بهذا الشكل حتى نهاية شهر أفريل و هنا بدأت الأمور نوعا ما في التحسن في ما يخص أعداد المرضى و هذا ما جعلنا نتحكم في الأمور أكثر و حتى كيفية التكفل بهؤلاء المرضى تحسنت.
بحيث أنه و في البداية، كان هناك نقص في الطاقم شبه الطبي اللازم و كنا نعمل تقريبا بما يسمى «بطب الحروب» و حتى الإمكانيات المتعلقة بالكشف عن الفيروس لم تكن متوفرة و كنا مضطرين لعدم التأخر في تقديم العلاج و نعمل بالإمكانيات المتوفرة عندنا و المتمثلة في الأشعة الصدرية و السكانير و ذلك طبعا وفق الأعراض التي تظهر على المريض، ما مكننا من النجاح بهذه الطريق.
نعم لم تكن لدينا الإمكانيات اللازمة، لكن تجربتي كطبيب مختص مع زملائي الآخرين المختصين و الخبراء الذين نعمل بنفس الطريقة، اتفقنا في ظل نقص الإمكانيات، على أننا مضطرين للعمل بما هو عندنا و المهم بالنسبة لنا هو علاج المريض و تقريبا لا تهمنا طريقة الكشف عن الفيروس، لأن عندنا طرق أخرى تثبت لنا أن المريض مصاب بالفيروس، من خلال الأعراض الموجودة و الصورة الصدرية بالأشعة، التي تجعلنا نعمل على تشخيص الفيروس و استطعنا من خلال هذه الطريقة، تحقيق نجاح كبير، بالرغم  من تسجيل حالات وفاة، مثلا عندنا في مركز زراعة الأعضاء و الأنسجة، فإنه و من مجموع 256 مصابا عالجوا بهذا المركز، سجلنا 6 حالات وفاة، أي بنسبة 2 إلى 2.5  بالمائة و هذا الرقم يعطينا نظرة حول مدى نجاح عملية التكفل بمرضى كوفيد19.
و لو نتكلم عن الوضعية الموجودين فيها حاليا، مقارنة مع الوضعية التي كنا عليها في البداية، نقول صراحة نحن في تحسن و الأعداد التي تصلنا اليوم قليلة مقارنة مع تلك التي كانت في البداية، حيث يوجد حاليا بالمصلحة 56 مريضا، في حين وصل العدد في البداية إلى ما بين 145 إلى 160 مريضا و بذلك نقول فيه تحسن.
كما يمكنني الحديث عن مستشفى بوفاريك، الذي أداوم فيه مرة في الأسبوع و أملك نظرة عامة عنه، كما نعقد اجتماعات أسبوعية تضم كل الأطباء الأخصائيين و الخبراء الموجودين عبر كل المصالح بالتنسيق مع مدير الصحة بالولاية و نقدم نظرة حول الوباء و أين وصل في منطقة البليدة و في الاجتماع الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي، كانت المؤشرات إيجابية و عدد المصابين تراجع تقريبا في كل المصالح، و هناك عدد كبير من الأسرة الشاغرة في المصالح المخصصة لكوفيد 19، و هذا يبشر بالخير و المرضى لم يبقوا خارج المستشفيات و لم يبق التزاحم، على عكس السابق حينما لم نجد أسرة للمصابين و هذا ما جعلنا ننتقل من المرحلة الأولى ثم الثانية و الثالثة و أصبحنا نطلب من المصابين الحجر في المنازل باستثناء الحالات الخطيرة و هذا لم يحدث في الجزائر فقط بل في كل دول العالم، لكن اليوم لدينا نظرة أخرى و المهم بالنسبة لنا هو التكفل بالمصابين و الأهم من ذلك، هو أن نحاول القضاء على الوباء بقدر الإمكان، كما نستغل هذه الفرصة لندعو كل مصاب بفيروس كورونا للتنقل إلى المستشفى، لأنه في الوقت الحالي و بعد تراجع حالات الإصابة، أصبح من الضروري التكفل بكل المصابين في المستشفيات، بعد أن أصبح الوباء يشكل خطرا على كل المواطنين و المجتمع و حاليا تدعمنا بوسائل جديدة منذ ما يقارب الشهر و منها جهاز الكشف عن الفيروس، بحيث أنه في الأيام الماضية تحصلت المصلحة التي أشرف عليها، على 100 كاشف لنعمل بها لعدة أيام و كنا كل ما نطلب كميات إضافية إلا و توفر لنا و منذ حصولنا على جهاز الكشف أصبحنا نقوم بالكشف عن الفيروس حتى خارج المستشفيات و كلما تصلنا حالة مصابة بالفيروس، نقوم بإجراء الكشف لكل أفراد عائلته، حتى نتعرف على الحاملين للفيروس و إدخالهم إلى المستشفى و علاجهم و العلاج هو الذي يتركنا نقضي على الوباء.
كما أن هناك معيار آخر يمكن الاعتماد عليه كمؤشر لقياس تراجع انتشار الوباء، يتمثل في مصلحة الإنعاش، حيث أنه كلما كانت حالات الإصابة كثيرة، كان عدد الحالات الخطيرة التي توجه للإنعاش كبيرا و كنا نعمل في الأيام الأولى في خوف مع تزايد الحالات التي تصل الإنعاش و الطبيب المسؤول على المصلحة يجب عليه أن يكون منتبها لجميع الحالات و لا يغادر المصلحة إلا بعد ترك توصيات، كما نتابع الأمور بعد الخروج عن طريق الهاتف من المنازل و هو ما حدث معي، بحيث كنت أتابع كل الحالات، فمثلا في يوم عيد الفطر، اضطررت للذهاب لمقابلة العائلة بعد غياب طويل عنهم، لكن بقيت أتابع حالات المصابين مع الأطباء الشباب من أجل التحكم في الوضعية، لأن أي تهاون أو تقصير قد يكلفك أمورا كثيرة و الحمد لله الأمور تحسنت حاليا بمصلحة الإنعاش، على عكس ما كانت عليه سابقا، حينما كنا نوجه مصابين في حالات خطيرة لهذه المصلحة و لا نجد أسرة و اليوم الأمور بخير و مصلحة الإنعاش فيها عدة أسرة شاغرة و هذا يعطينا أيضا نظرة بأن حالة انتشار الوباء في البليدة في تحسن كبير.
- النصر: أنتم الأطباء الأخصائيون في الفيروسات الذين واجهتم الوباء منذ البداية بولاية البليدة، هل تملكون مؤشرات أو معطيات حول انحسار الوباء في تاريخ أو فترة معينة؟
قايدي: الأمور ليست سهلة، نحن دائما لما نجتمع، ننظر في الأوضاع كيف تسير، قلنا في ولاية البليدة الأمور تتحسن تدريجيا، لكن عندما نتابع العدد الذي يصلنا في مصالح الاستعجالات، نلاحظ أن حالات الإصابة في بعض الحالات تنخفض و في حالات أخرى ترتفع و المعيار بالنسبة لنا حتى نقول بأن هناك تحسن، لا بد أن تعرف فيه حالات الإصابة انخفاضا في فترة أسبوع كامل و نحن لم نصل إلى هذا المستوى بالرغم من انخفاض عدد الموجودين في المصالح الاستشفائية مثلا بالمصلحة التي أشرف عليها، انخفض العدد من 150 إلى 56 حالة و بهذا نحن في استقرار في العدد، لكن حتى تقدم نظرة عامة على المستقبل شيء صعب، خاصة و نحن نتابع ما يحدث في الدول الأخرى و ولايات الوطن الأخرى و الفيروس لم يبق منتشرا في البليدة و الجزائر العاصمة فقط، بل انتقل إلى كل ولايات الوطن و لهذا نحن نخاف من عودة الفيروس

و المشكل في كورونا، هو أنه لا يعطي مناعة قوية للمتعافي منه مثل باقي الأمراض المعدية الأخرى التي تصيب الإنسان كبوحمرون، بوشوكة، بحيث لما يشفى منها المريض لا يعود إليه و المريض يصبح يتمتع بمناعة كاملة من هذا الفيروس، على عكس كورونا، فإن المصاب يصبح لا يحمل مناعة قوية بعد التماثل للشفاء.
- النصر: نفهم من كلامك أن المصاب بكورونا بعد تماثله للشفاء هو أكثـر عرضة للإصابة بالفيروس من جديد.
قايدي: نعم هذا صحيح، يمكن أن يرجع الفيروس إذا لم يأخذ المتعافى منه الاحتياطات اللازمة و النصائح الطبية التي نتحدث عنها دائما و هذا ما يتركنا لا نستطيع أن نجزم بأن الأمور قد تنتهي مع نهاية جوان أو جويلية.
و لا ننسى أيضا هناك عامل آخر كنا نعول عليه في القضاء على الفيروس و هو عامل الجو و ارتفاع درجة الحرارة، لكن اليوم نرى أن ما يقع في دول المشرق العربي المعروفة بارتفاع درجة الحرارة و ما تعرفه من تسجيل حالات عديدة، يجعلنا نتأكد من كون فيروس كورونا ليس مثل الأمراض الأخرى كالأنفلونزا الموسمية أو السارس، التي يمكن القضاء عليها كلما ارتفعت درجة الحرارة، لكن مع كورونا الأمور مختلفة و عامل الحرارة لم يحد من انتشار الفيروس و لهذا نبحث حاليا عن علاج أو لقاح لهذا الوباء.
- النصر: منظمة الصحة العالمية كانت قد نصحت بتوقيف استعمال دواء هيدروكسي كلوروكين لأضراره الصحية، هل فعلا كان لهذا الدواء أضرارا جانبية على مستعمليه؟
قايدي: في البداية كانت الأمور صعبة و الجميع يتكلم و هذا الوباء ليس مثل الأمراض الكلاسيكية الأخرى التي تتوفر على بروتوكول حول طريقة العلاج في كل العالم و لدى كل الخبراء، أما في ما يخص كورونا، فعدد الوفيات كان بكثرة في كل العالم و العلاج غير متوفر و يظهر البروفيسور الفرنسي «راوول» ليقول أنه استعمل دواء هيدروكسي كلوروكين و قدم نتائج إيجابية و هنا وقعت حرب كبيرة بين المخابر الكبرى للأدوية، لأن هناك أموالا ضخمة صرفت على الأدوية و نحن كأطباء مختصين في الأمراض المعدية، لدينا بروتوكولات للعلاج، لكن نبقى نبحث و نقارن و نستفيد من كل التجارب لكسب الوقت و الاستفادة من تجارب من سبقونا بالعمل في هذا المجال.و لهذا نرى نحن الأطباء الجزائريون و الأمر لا يخصنا فقط، بل نتفق مع عدد من الأطباء في عدة بلدان، أن هذا الدواء قدم نتائج إيجابية و نحن كنا نستعمل هذه الأدوية من قبل و ليس اليوم فقط و هو ليس جديدا بالنسبة لنا، بحيث كنا نستعمله مع الملاريا و لهذا لا يخيفنا استعمال هذا الدواء و حتى المختصين في أمراض الجلد يستعملون الكلوروكين و العديد من الأمراض الأخرى يستعمل فيها هذا الدواء، لكن الفرق مع كوفيد 19، يكمن في الجرعة المقدمة للمصاب، بحيث تصل إلى 600 غرام و هي جرعة نوعا ما عالية، لكن لها فعالية، كما لا يمكننا أن نخفضها باستثناء حالات قليلة قمنا بتخفيض الجرعة إلى 400 غرام.و في نفس الوقت، نحن لم يكن لدينا بديل و الدولة الجزائرية التي سمحت باستعمال البروتوكول في البداية، لم يكن موضحا و الأطباء الأخصائيين كانوا يعملون حسب تجربتهم و فهمهم و لهذا عملنا براحة و الطبيب يعمل و يلاحظ و إذا كانت فيه مضرة، فإنه يوقف تقديم هذا الدواء للمريض و لا ينتظر مراسلة من الوزارة لتوقيفه أو نصائح منظمة الصحة العالمية و لهذا كنا مضطرين لاستعمال هذا العلاج و أنا شخصيا التجربة التي أخذتها من خلال تقديم الدواء لما يفوق 350 مريضا عالجوا بوحدة زراعة الأعضاء و النتائج كانت جيدة و هناك تحسنا ملحوظا لدى المرضى بعد 3 إلى 4 أيام من استعمال دواء هيدروكسي كلوروكين و هذا أمر جيد لما ترى الحالة الصحية للمريض متدهورة و يبدأ بالعلاج ثم يتحسن.
و كثيرا ما وجدنا الترحيب و الاستحسان من طرف المرضى، لأن أول مشكل بالنسبة لكوفيد 19، هو التنفس خاصة في البداية و رغم كل ذلك، فنحن لدينا مقاييس أخرى لمعرفة مدى تحسن حالة المريض في ما يخص التنفس الجيد أم لا و لهذا تفاجأت لقرار منظمة الصحة العالمية  و أحسست بالخوف، ماذا سأفعل مع المرضى، خاصة و أن الدواء قدم نتائج جيدة و لهذا رحبنا بقرار الدولة الجزائرية المتعلق بعدم الأخذ بعين الاعتبار لما قررته منظمة الصحة العالمية و لا توافقهم الرأي فيه و تحدثنا نحن كأطباء في اجتماع و اتفقنا على ضرورة الاستمرار في تقديم هيدروكسي كلوروكين.
أما بالنسبة للأعراض الجانبية و حتى يفهم المواطن جيدا، فإن المريض لما يبدأ العلاج بالهيروكسي كلوروكين، يسبقه إجراء تحاليل للمريض، و منه يقرر إذا يبدأ العلاج أم لا و وقفنا على حالات منعتنا تحاليل الدم التي أجريت للمصاب من استعمال هذا الدواء، كما لا نكتفي بالتحاليل فقط، بل نجري للمصاب تصويرا إشعاعيا على القلب و كل هذا ليس أمرا جديدا بالنسبة لنا، بل نعمل بنفس الطريقة مع تقديم أدوية أخرى للمرضى.
و ما يقال حول السكتة القلبية و غيرها، فإنها حالات ضئيلة جدا لا يمكن أن يقاس عليها و لا نأخذ بأعراض جانبية للداء لحالة واحدة من مجموعة ألف حالة استعملته و تسجيل حالة وفاة واحدة أمر طبيعي و هذه طريقة العمل في الطب و مشاكل القلب و الكبد و غيرها ليست مرتبطة بالكلوروكين فقط، بل هناك أدوية عديدة لها أعراض مماثلة و بهذا فبتحاليل الدم نستطيع أن نعرف إن كنا نقدم الدواء للمريض أم لا و إذا منعتنا نتائج التحاليل من استعمال الهيدروكسي كلوروكين نملك بديلا و هذه الأدوية هي الأخرى حققت نتائج جيدة و عامة المواطنين لا يعرفونها.
كما أننا لما نبدأ العلاج بالكلوروكين، نقوم بتحاليل ثانية على الدم في اليوم الثالث و ذلك للتأكد من ما إذا كان لهذا الدواء آثار على المريض بعد استعماله مباشرة و بهذا نجري تحاليل أولية قبل استعماله، لمعرفة مدى إمكانية تقديمه للمريض و بعدها نجري تحاليل ثانية لمعرفة مواصلة استعماله أم لا.
و نؤكد على أن 90 بالمائة من المرضى الذين استعملوا هذا الدواء، بعد إجراء تحاليل الدم لهم، أثبتت أن لا تأثير له على صحتهم و هذا تركنا نواصل في استعماله إلى اليوم العاشر، ثم يغادر المريض المستشفى و طبعا تجرى له تحاليل كشف أخرى لمعرفة إن كان قد تخلص من الفيروس أم لا و هذا لمعرفة طريقة التعامل معه.
- النصر: هل هناك متابعة للمرضى الذين استعملوا دواء هيدروكسي كلوروكين، بعد مغادرتهم المستشفى لمعرفة ما إذا كان لهذا الدواء آثار جانبية بعد مدة من تعاطيه؟
قايدي: المرضى الذين يخرجون ليسوا منقطعين عن المستشفى، بل يتم استدعاؤهم  للمراقبة الطبية و في ما يخص كوفيد 19، لدينا نوعين من المراقبة، المراقبة الأولى يقوم بها طبيب مختص في الأمراض المعدية و الفيروسات و مراقبة ثانية يقوم بها طبيب مختص في الأمراض الصدرية و المراقبة الطبية نقوم بها لأن كوفيد 19 قد يترك آثارا على التعافي منه مثله مثل السل و نؤكد لك، على أن بعض الأدوية، قد تترك آثارا على بعض مستعمليها في جميع الأمراض و ليس بالنسبة للكلوروكين فقط و هذا أمر عادي في الطب.
- النصر: في رأيك لماذا منظمة الصحة العالمية نصحت بتوقيف استعمال دواء هيدوركسي كلوروكين؟
قايدي: نحن كأطباء مختصين، تعجبنا لهذا الموقف من منظمة الصحة العالمية و الذي اتخذته بهذه السرعة و نعرف أيضا بأنه كانت فيه تناقضات بين من يريدون استعمال هذا الدواء و من يريدون استعمال أدوية أخرى و لهذا غير منطقي أن نوقف استعمال هذا الدواء و لم نقدم بديلا و في نفس الوقت، فإن هذا الدواء حقق نتائج جيدة، نحن نظن أن هذا الموقف من منظمة الصحة العالمية، مرتبط بأمور مالية و اقتصادية و نحن متعودون على العمل مع مخابر كبرى لصناعة الأدوية و كما هو معلوم، فإن دواء هيدروكسي كلوروكين سعره جد منخفض و لذلك ما الفائدة من استعمال هذا الدواء بالنسبة لمخابر الأدوية التي أجرت بحوثا و أنتجت أدوية جديدة، بعد أن صرفت أموالا ضخمة و بذلك فاستعمال الكلوروكين حطم ما تقوم به هذه المخابر من إنتاج لأدوية جديدة لم يعد الطلب موجودا عليها.
- النصر: السلطات العليا للبلاد، قررت إجبارية ارتداء الكمامات، في حين المواطنون في الشوارع لم يلتزموا بها، ما هي رسالتكم لهم؟
قايدي: نحن كنا في حالة حجر صحي في المنازل، ما ساعدنا بشكل كبير في التحكم في وضعية الوباء و لو لم نطبق الحجر الصحي في المنازل، لكنا قد وصلنا إلى كارثة حقيقية لا قدر الله و نظن أن الدولة الجزائرية اتخذت  قرارات هامة في الوقت المناسب، أو بشكل مسبق مقارنة مع دول غربية و لاحظنا ما وقع فيها بعد أن اتخذت قرارات متأخرة، كما أن الجزائر استفادت من تجارب الدول الأخرى، لكن في الأسابيع الأخيرة، قررت الدولة الجزائرية تخفيف الحجر الصحي و كنا نحن كطاقم طبي بولاية البليدة متخوفين من هذا الإجراء، بعد أن لاحظنا خروج المواطنين للشوارع بشكل عادي و كأن شيء لم يحدث بالرغم من حالات الإصابة المرتفعة و الوفيات، كما وقع في تلك الأيام التي خفف فيها الحجر الصحي نوعا من الارتفاع في حالات الإصابة، لكن اليوم لا يمكن أن نترك أناسا في الحجر بدون حدود، لأن هناك أمور أخرى اقتصادية و اجتماعية تدخل في هذا الإطار و عائلات توقف مصدر رزقها و لهذا وجب التفكير في رفع الحجر، لكن لابد أن يكون هناك بديلا و أخذ الاحتياطات حتى لا تكون الفوضى و نحن نخاف من موجة ثانية، لأنها قد تكون أخطر من الموجة الأولى و لا نخفي عليك، نحن عانينا كثيرا من الموجة الأولى و لا نريد أن تكون موجة ثانية، لذا كل الاحتياطات يجب أخذها و يجب تغيير ذهنية المواطن، خاصة احترام مسافة الأمان و استعمال الكمامات الواقية.
و نلاحظ عدم اكتراث المواطنين بها و لو اقتضى الأمر يجب استعمال القوة العمومية لفرضها في الشوارع على كل مواطن و معاقبة كل مخالف، كما أنه لا توجد حلول أخرى و مرحلة ما قبل كوفيد19 ليست هي مرحلة ما بعد كوفيد 19 و الأمور تغيرت بصفة جذرية في كل دول العالم و يجب التأقلم معها.
- النصر: أثرت المصالح الطبية التي أغلقت بمستشفيات البليدة بعد أن حولت للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا على باقي المرضى الآخرين و خاصة أصحاب الأمراض المزمنة و أصحاب مواعيد العمليات الجراحية، هل من حلول عاجلة لعودة هذه المصالح لنشاطها؟
قايدي: عقدت عدة اجتماعات لحل هذا المشكل، حيث أنه و في بداية الوباء، لاحظنا أن حالات المصابين بكوفيد 19 ترتفع و كان لابد من فتح مصالح جديدة للتكفل بالمصابين، مثلا في ولاية البليدة، كان المصابون يحولون إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، ثم اضطرنا لفتح مصالح أخرى و هي مصلحة الطب الداخلي نساء و رجال و مرضى هذه المصلحة، كان عليهم التوجه إلى مستشفيات أخرى، ثم اضطررنا مرة أخرى لغلق مصلحة طب الأطفال و حتى أسرة الأطفال كانت تستعمل للكبار المصابين بكوفيد19، ثم أخذنا مصلحة الجراحة العامة و مع تزايد الحالات، قررنا فتح مصالح أخرى و لهذا انتقلنا من بوفاريك إلى البليدة و حولت مصالح أمراض العظام، القلب، مركز زراعة الأعضاء، للتكفل بالمصابين بكورونا و هذه القرارات الهامة التي اتخذت و المتعلقة بتحويل المصالح للتكفل بكوفيد19، لا يمكن استعمالها لوقت غير محدد، فمثلا بمركز زراعة الأعضاء، هناك توقف كلي لمصلحة الجراحة العامة و المسالك البولية و أمراض للكلى و هذه المصالح متوقفة لمدة تزيد عن الشهرين، لكن اليوم الأمور تحسنت و هناك مرضى آخرون خاصة المصابين بأمراض مزمنة، ينتظرون خارج المستشفيات و لا بد من عودتهم.
في حين يبقى المشكل، هو أننا لا نعرف مستقبل كوفيد19 و لهذا لا يمكن اتخاذ إجراءات بطريقة نهائية، لأن الأمور قد تعود من جديد للارتفاع و تغلق المصالح مرة أخرى، كما أن الجميع مجند و هناك تنسيق بين الأطباء المختصين و رؤساء المصالح لاتخاذ القرارات التي لا تضر بالمواطن و نحاول فتح بعض المصالح تدريجا، فمثلا مصلحة الأمراض البولية، هناك وحدة بمركز زراعة الأعضاء تعد الوحيدة بالوسط و الغرب و لهذا أخذناها كأولوية لإعادة فتحها، كما لدينا أيضا مشكلة مع أمراض الكلى و الوحدة هي الأخرى تغطي ولايات الوسط و بعض ولايات الغرب و هذه المصالح لا يمكن غلقها لأكثر من شهرين، لهذا اقترحنا فتحها تدريجا و نتابع ما يقع بالخارج، كما فكرت وزارة الصحة في حلول أخرى، خاصة مع تحسن وضعية الوباء.     ن.ع

الرجوع إلى الأعلى