أنصح بعدم الإفراط في التفاؤل بخصوص عوار وكلام لوبيز معقول ومنطقي
ينصح الإعلامي الجزائري بقنوات «بي إين سبورت» محمد الوضاحي، مُحبي المنتخب الوطني، بعدم الإفراط في التفاؤل بخصوص المستقبل الدولي لنجم ليون حسام عوار، مؤكدا بأن كلام متوسط ميدان أولمبيك مارسيليا ماكسيم لوبيز كان معقولا ومنطقيا لعديد الاعتبارات، كما تحدث الوضاحي عن رغبته في رؤية الموهبة الصاعدة إسماعيل بن ناصر بألوان باريس سان جيرمان، كما تطرق أيضا لعدة أمور أخرى تخص المنتخب الوطني والكرة الجزائرية، تكتشفونها في هذا الحوار الذي خص به النصر.
حاوره: مروان. ب
بصفتك إعلاميا رياضيا بإحدى أكبر القنوات، كيف ترى عودة بعض الدوريات الكبرى، رغم عدم القضاء بشكل نهائي على وباء كورونا؟
قرار عودة المسابقات الكروية في بعض الدوريات، شجاع وجريء، لكنه جاء بعد تريث وتشاور عميق بين الهيئات الكروية والسلطات الصحية والسياسية في هذه البلدان، وبعد وضع بروتوكول صحي شديد الصرامة، وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحقيق الهدف، دون أن يؤثر ذلك على صحة الناشطين في الميدان.
أعتقد أنه قرار صائب، مهم وضروري أيضا للأندية خصوصا بعد الأزمة الصحية الأخيرة، وما ترتب عنها من خسائر مادية فادحة على الأندية حتى الكبيرة منها، وإنهاء الموسم الكروي يعتبر أمرا أساسيا أيضا لمنح الألقاب وتحديد الأندية، التي تستحق المشاركة في مختلف المسابقات القارية.
إلغاء الدوري الفرنسي بعث السخرية حتى بين الفرنسيين
من وجهة إعتقادك، هل تم اتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا  ؟
هذه البطولات لم تستأنف النشاط، حتى تم إعداد الظروف اللازمة والضرورية لحماية الجميع، عبر بروتوكولات صحية صارمة، والدليل أن الدوري الألماني قد عاد للنشاط منذ أكثر من شهر، ولم يشهد أي حدث حتى الآن وشارف على النهاية بتألق، وما شهدته هذه الدول خصوصا إسبانيا وإيطاليا جراء تفشي الوباء، لا يسمح بأي حال من الأحوال بالاستخفاف بهذا الملف، خصوصا وأن جميع المسؤولين على هذه القرارات، يوجدون تحت المجهر وأي خطأ قد يكلف غاليا، لذلك فإن الضمانات اللازمة، والإجراءات الضرورية تم اتخاذها لحماية الجميع.
يبدو أن فرنسا أخطأت بإلغاء الموسم الكروي، خاصة وأنها اتخذت قرارها مبكرا، ما تعليقك ؟
ما حدث في فرنسا بات مبعث سخرية حتى بين الفرنسيين أنفسهم، خصوصا أن قرار عدم الاستمرار وتوقيف الدوري كان سياسيا بامتياز، وأثبت أن هذا البلد ليس رياضيا ولا كرويا، عكس ما كان يروج له بعض الفرنسيين، فالهيئات الكروية أكدت عجزها وعدم فعاليتها في المشهد العام، ولم تستطع حتى إقناع السياسيين بالتريث قبل المجازفة واتخاذ القرار، بل سايرت السياسيين وحاولت إقناع المعارضين بقرار خاطئ. للأسف فضل صاحب القرار المصلحة السياسية الانتخابية على الصالح العام الرياضي والكروي تحديدا، رغم ما سيترتب عن هذا القرار من خسائر مادية فادحة، وتأثيره على صورة فرنسا الرياضية في العالم.
قادرون على الذهاب بعيدا في المونديال شرط ترك المنتخب يعمل في هدوء
الرؤى لم تتضح بعد في الجزائر، أنت مع أو ضد استكمال الموسم، وهل أنديتنا قادرة على تطبيق البروتوكول الصحي ؟
كما ذكرت سابقا، العودة إلى المنافسات يجب أن تكون مؤمنة وتعتمد على بروتوكول صحي صارم، مع توفير جميع الوسائل لنجاحه وبعد التشاور مع السلطات الصحية، بالنظر للوضع في الجزائر أعتقد أن عودة المنافسات يعد مغامرة غير محسوبة العواقب، لا يجب الدخول فيها، خصوصا وأن شروط العودة ليست متوفرة، وهنا أتحدث عن احترام البروتوكول الصحي، الذي لا يمكن إتباعه بالإمكانيات الحالية. برأيي أن المسؤولين في الجزائر لن يقامروا باتخاذ قرار العودة، خصوصا وأن الخسائر التي ستنجم عن توقيف الدوري، لن تكون بحجم ما كان قد يحصل في الدوريات الأوروبية.
بلماضي يملك كاريزمة قائد كتيبة وبإشارة بسيطة يوجه رسالة
بماذا تعلق على قضية التسجيل الصوتي المسّرب مؤخرا، وما رأيك في الإرادة السياسية للسلطات لمحاربة الفساد في عالم كرة القدم ؟
محاربة الفساد في الوسط الرياضي بات ضرورة وحتمية، ويجب ضرب بيد من حديد، كل من تسول له نفسه الدخول في هذا المستنقع النتن، الذي نخر رياضتنا خصوصا كرة القدم، وكل من تثبت عليه التهمة يجب أن ينال عقابا نموذجيا حتى يكون عبرة لمن يفكر في هكذا ممارسات، لأنه بصراحة طفح الكيل، وما يحدث في الوسط الكروي من فساد بات لا يطاق، كما يجب تطهير هذا الميدان من الدخلاء سواء على المستوى الرياضي المحض أو على مستوى الإدارة والإعلام.
أزمة كورونا أربكت الجميع بمن فيهم رجال الصحافة والإعلام وأجبرتهم على العمل عن بعد، كيف تعاملت قنوات «بي إين سبورت» مع الوضع ؟
«بي إين سبورت» ورغم الجائحة وتوقف مختلف النشاطات، وجدت نفسها مجبرة على الابتكار وتعويض المشاهد غياب هذه النشاطات عبر برامج ونشرات مبتكرة، كما اكتشفنا خلال هذه الأزمة العمل عن بعد، حيث نجحت القناة في نقل العمل من مقرها الرئيسي إلى بيوت الموظفين، وكاد هذا التغيير لا يرى وهذه تجربة جديدة بعد جهد كبير، قام به الزملاء في الأقسام التقنية.
عودة المنافسة في الجزائر مغامرة غير محمودة العواقب
الأزمة الوبائية تسببت في تسريح عدة إعلاميين وصحفيين، ما رأيك ؟
ما نعيشه تسبب في أزمة عالمية لا تخص فقط الإعلاميين والصحفيين، وسنشهد في قادم الأيام حملات تسريح واسعة في مختلف القطاعات، وجميع الدول تتهيأ لهذا الوضع المستجد، بسبب الخسائر الفادحة التي شهدتها جميع القطاعات وليس الإعلام فقط
ما صحة الأخبار التي تتحدث عن مغادرة الإعلامي لخضر بريش قنوات «بي إين سبورت»؟
ليس لدي أي علم بهذا القرار، ولكن يبقى الزميل لخضر بريش من بين القامات الإعلامية العربية المشهود لها بالاحترافية والاجتهاد، وترك بصمته في كل مكان مر به.
لنتحدث الآن عن عملك في فرنسا بعد إلغاء «الليغ 1 «؟
تعرفون أن قرار الإلغاء نفسه، أثار موجة من الأحداث قمنا بتغطيتها من فرنسا، هدأت الأمور في فترة العطلة الكروية الرسمية، ولكن الأمور ستعود مع عودة التدريبات.
عطال مفاجأة «الليغ 1» السارة وفييرا لن يتخلى عنه بسهولة
بالعودة إلى الدوري الفرنسي، بماذا تعلق على اهتمام العملاق باريس سان جيرمان بخدمات الموهبتين بن ناصر وعطال ؟
هذا دليل على مدى تطور هذين اللاعبين الموسم الماضي، وتكليلا لجهودهما مع ناديهما وعملهما الثابت والدؤوب، من أجل تحسين مستواهما وتطوير إمكانياتهما، بن ناصر بات رقما أساسيا في سوق اللاعبين الأوروبية، وأعتقد أن انتقاله إلى باريس سان جرمان، سيكون مفيدا له على عدة مستويات، خصوصا وأن اللاعب ترعرع وكبر في هذا البلد وتكوّن فيه، وبالتالي فهو على دراية بعالم الكرة فيه، إضافة إلى العامل الثقافي واللغة، وبالتأكيد أن اللاعب سيكون حاملا روحا قتالية عالية، لإظهار إمكانياته وإثبات الذات في بطولة تركته يذهب صغيرا، ولم تكن واعية بإمكانياته الحقيقة، ضف إلى ذلك أن النادي الباريسي يبحث فعلا عن لاعب من طراز بن ناصر، ما سيضمن له بدرجة كبيرة مكانة أساسية في التشكيلة، وهو ربما وضع لن يكون مضمونا في أندية أوروبية أخرى كمانشستر سيتي، أما يوسف عطال فيعتبر فعلا اكتشاف «الليغ1» ومفاجأتها السارة، وبات رقما أساسيا في خطط المدرب فييرا، الذي لا أعتقد أنه سيفرط فيه هذا الموسم على الأقل.
لاعب مرسيليا ماكسيم لوبيز صنع الحدث مؤخرا بتصريحاتك المتعلقة بمستقبله الدولي، حيث قال بأنه مل الحديث عن إمكانية التحاقه بالخضر، ما قراءتك لما صرح به، بحكم متابعتكم الجيدة للفرانكو - جزائريين ؟
أعتقد أن كلام لوبيز كان معقولا ومنطقيا، وهو ما يفكر فيه وفكر فيه الغالبية العظمى من اللاعبين، الذين يتواجدون حاليا في المنتخب أو المرشحين للالتحاق بالخضر. اللاعب ما زال يأمل في الالتحاق بديوك فرنسا، ولكنه لم يغلق الباب أمام احتمال تقمص ألوان الخضر، وهو الوضع الذي مر به أغلب اللاعبين الحاليين للمنتخب الوطني كبراهيمي وفيغولي وغيرهما. أكرر أغلب اللاعبين الحاليين وليسوا كلهم حتى لا يفهم كلامي خطأ.
تصرف محرز كان مثاليا خلال «محنته» وسر عودته القوية
تفاؤل كبير باختيار نجم ليون حسام عوار للخضر، خاصة مع اقتراب مغادرته لفرنسا، هل أنت مع هؤلاء أم لديك رأي آخر في هذه المسألة ؟
أنصح بعدم الإفراط في التفاؤل !.
بعد موسمه الأول الصعب مع المان سيتي نجح محرز في نيل ثقة المدرب بيب غوارديولا، كيف تقيمون مشواره مؤخرا ؟
رياض بات رقما أساسيا في خطط غوارديولا، وهنا يجب الإشارة إلى تصرف الدولي الجزائري، الذي كان مثاليا خلال الفترة الصعبة التي قضاها في النادي بعدم اعتماد المدرب عليه أساسيا، حيث كان يعمل في صمت ويطبق تعليمات الطاقم الفني، دون أن يثير أي ضجيج حوله حتى أقنع الجميع بإمكانياته وفعاليته، وظفر بمكانة أساسية في التشكيلة، رياض مازال شابا، ويمكنه أن يبدع ويتوج بألقاب كثيرة، إذا واصل على هذا النهج وبهذه الروح الاستثنائية.
كل من تثبت عليه تهم الفساد يجب أن ينال عقابا «نموذجيا» ليكون عبرة
كنت من الأسماء التي نصحت بالتعاقد مع جمال بلماضي، لماذا ؟
ببساطة، لأن الرجل أثبت أنه بفضل عمله واجتهاده في مختلف المهام التي أوكلت له، إنه مدرب عصري ويملك كاريزمة قائد الكتيبة، إضافة أنه مدرب ابن بيئة أغلبية اللاعبين ويفهم عليهم كما يفهمون عليه، اليوم جمال بإشارة بسيطة بعينه يوجه رسالة كاملة لأي من لاعبيه، إضافة إلى أنه مدرب شاب ويتفهم عقلية لاعبيه الشباب، هذا دون الحديث عن وطنية الرجل وحبه الشديد للجزائر.
بن ناصر رقما أساسيا في السوق الأوروبية و»البي.آس.جي» يفيده
الناخب الوطني رفع سقف الطموحات عاليا بتأكيده على ضرورة المنافسة بمونديال قطر، ما رأيك ؟
يجب وضع تصريحات جمال في سياقها وعدم إخراجها منه، الرجل لم يكن جادا في الحديث عن هذه الطموحات، بل جاء الكلام في سياق المزاح، وهو يعلم جيدا أن تحقيق اللقب العالمي أو المنافسة عليه مهمة معقدة، ولكن المشاركة المشرفة والذهاب بعيدا في هذه المنافسة، يعتبر إنجازا حقيقيا لزملاء محرز الذين يمكنهم المفاجأة، والذهاب إلى أدوار متقدمة في هذه المسابقة، شرط تركهم يعملون بهدوء ودون إثقال كاهلهم بالضغوط التي عادة ما تعود علينا بالسلب.
 م. ب

الرجوع إلى الأعلى