رؤساء نوادي يختفون خلف كورونا تهربا من تسوية الأجور !
كشف المدرب رضا بن دريس بأن إصرار نوادي الرابطتين الأولى والثانية على إلغاء الموسم الكروي مرده رغبتها في التهرب من تسديد أجور اللاعبين العالقة، وليس خوفا من عدم النجاح في تطبيق البروتوكول الصحي، مشيرا في حواره مع النصر، بأن الفساد الرياضي طال حتى الفئات السنية، ولذلك الأسرة الكروية تثمن موقف الوزارة الوصية التي تدخلت في قضية التسجيل الصوتي المسرب، كما تحدث لاعب الوفاق الأسبق عن عدة نقاط أخرى، على غرار المنتخب الأول وتعيين بوقرة لقيادة المحليين.
حاوره: مروان. ب
* بداية، بصفتك لاعبا ومدربا سابقا في وفاق سطيف، ما رأيك فيما حدث للفريق مؤخرا؟
فيما يخص قضية وفاق سطيف التي شغلت بال الرأي العام الجزائري ككل، فهذا أمر مؤسف بالنسبة لفريق بحجم الوفاق الكبير بتاريخه وألقابه، ولو أن ما حدث جاء جراء ما مر به الفريق في السنوات الأخيرة، والمشاكل الإدارية التي عاشها.
الوقاحة وصلت درجة الافتخار بترتيب المباريات عبر «البلاطوهات»
* هل قضية التسجيل الصوتي ستؤثر على مستقبل الوفاق؟
بطبيعة الحال قضية المدير العام فهد حلفاية ووكيل اللاعبين نسيم سعداوي وما انجر عنها فيما بعد، أثرت بالسلب على صورة الوفاق، خاصة وأن ناد بهذا الحجم، لا يستحق أن تحدث معه مثل هذه الأمور المشينة، فيكفي أن هذا الفريق مثّل الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية، فهو بطل إفريقيا في مناسبتين، فضلا عن مشاركته العالمية، وكلها أمور تجعل النسر السطايفي من خيرة الفرق في إفريقيا وليس الجزائر فقط، وأي تصرف غير مسؤول من شأنه تلطيخ صورته.
* كيف تعلق على قضايا الفساد في كرة القدم الجزائرية؟
قضايا الفساد ليست بجديدة على كرة القدم الجزائرية، كما أننا أصبحنا نسمع عنها باستمرار في مختلف بطولاتنا، فهناك من يردد بأن ذلك اللقاء مرتب وهؤلاء اللاعبين رفعوا الأرجل، إلى جانب التشكيك في نزاهة بعض الحكام، وأظن بأن الحل في يد السلطات العليا على رأسها الوزارة والفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، كونهما الجهة الوحيدة المخولة، باتخاذ الإجراءات العقابية القاسية، من أجل الحد من هذه الممارسات، التي لطخت صورة كرتنا وقد تقودها نحو مستقبل مجهول.
أستغرب  وصول أشخاص لا تعرف مصادر أموالهم هرم النوادي
* ما رأيك في موقف وزارة الشباب والرياضة والإجراءات المتخذة، لردع كل من تسول له نفسه التلاعب بنتائج المباريات؟
كما تعلمون الجزائر تمر بمرحلة جديدة، وهناك إرادة سياسية لدى المسؤولين في البلاد، للحد من كافة الممارسات المشينة، وفي كافة المجالات وقضية التسجيل الصوتي كانت فرصة لوزارة الشباب والرياضة، من أجل التدخل وتطبيق القانون على كل من تسول له نفسه التلاعب بنزاهة المباريات، وأنا أدعم الوزارة الوصية في محاربتها للفساد الرياضي بكل أنواعه، كونها الهيئة المخولة بمعاقبة الدخلاء على عالم كرة القدم الجزائرية، ولعلمكم الفساد لا يقتصر في قضية التسجيل الصوتي فحسب، بل قد عم مختلف الأقسام، ولاحظنا أنه طال حتى الفئات السنية، وأعتقد بأن خرجة الوزارة بحاجة للتثمين، ونأمل في أن تكون القرارات العقابية،  بمثابة دروس لكل من يفكر فقط في القيام بأي تلاعبات لتغيير النتائج.
* الفساد متفش من قبل، غير أن الظاهرة ازدادت حدة مؤخرا، أليس كذلك؟
الفساد الرياضي ليس ظاهرة جديدة، وكنا من قبل نسمع بوجود تلاعبات في نتائج المباريات فقط، ولكن دون وجود أشياء ملموسة تدين أي طرف، غير أن المستور بات مكشوفا في الآونة الأخيرة، بدليل وجود المكالمات الهاتفية كما حدث في قضية الوفاق، ناهيك عن بعض المظاهر التي باتت مسيئة، فهناك رؤساء يفتخرون بذلك، ويتحدثون عن قيامهم بترتيب لقاءات بكل وقاحة، وأظن أن هذا بات معروفا، لدى كافة المتتبعين لشؤون كرة القدم الجزائرية للأسف.
صورة  الوفاق خط أحمر لكن فضيحة التسجيل مسّتها
* هل ترى أن مستوى الرؤساء الحاليين وراء تراجع مستوى الكرة الجزائرية أم المشكلة أكبر؟
فكر وشخصية الرؤساء انعكس بالسلب على سياسة النوادي، وكل مسؤول يقوم بتطبيق مفاهيمه دون مراعاة أي شيء، وهو ما أوصل الكرة الجزائرية إلى الحضيض، وأغلب المسؤولين ليسوا من أبناء الحركة الرياضية، ولم يسبق لهم ممارسة كرة القدم، وكل ما في الأمر أنهم يمتلكون الأموال، وقاموا بالاستثمار في الفرق، وهمهم الوحيد كيفية الفوز بالمباريات والألقاب، دون الاهتمام بالطريقة، ولذلك تفشى الفساد بشكل كبير ونأمل إعطاء الفرصة للرياضيين الحقيقيين، كونهم سيعيدون الاعتبار لكرة القدم الجزائرية في ظل إلمامهم بهذا المحيط.  
بلماضي من زكى خيار بوقرة وسيقوم بمهمته على أكمل وجه
* هل حان الوقت لتعديل بعض الأمور في المنظومة الكروية، وبماذا تنصحون؟
سياسة الفريق كما سبق أن صرحت يحددها الرئيس، والاستثمار يجب أن يكون في المسؤول الأول بالدرجة الأولى، وأنا مستغرب لكيفية منح زمام التسيير كل سنتين لرئيس جديد لا نعرفه ولا ندري حتى مصادر أمواله، وهنا يجب وضع بعض الشروط منها المستوى التعليمي، كونه أمر مهم لإيصال رسائل في المستوى لجماهيرنا، ولا نصر على ضرورة أن يكون لاعبا سابقا، فيكفي أنه شارك في حركة رياضية، كأن يكون عضوا في الجمعية العامة لمدة خمس سنوات على الأقل، وهي أمور لن تسمح للغرباء ممن يمتلكون الأموال بترؤس نوادي تمتلك تاريخ كبير، إلى جانب ذلك الحرص على برمجة دورات تكوينية للمسؤولين، لتمكينهم من استيعاب بعض المفاهيم الهامة، كما لا يجب أن نغفل عن الإجراءات العقابية الردعية، في حق كل المتلاعبين كالحرمان مدى الحياة من ممارسة النشاط الرياضي، بالموازاة مع إيداع من تثبت إدانته السجن، لأن مثل هذه الأشياء من شأنها أن ترفع من المستوى، وهذا ما سينعكس بالإيجاب على المنظومة الكروية ككل.
فكر وشخصية المسؤولين انعكسا سلبا على تسيير النوادي
* رؤساء فرق غرب البلاد وشرقها يقترحون إلغاء الموسم، في ظل استحالة تطبيق البروتوكول الصحي المقترح، هل أنت معهم أم ضدهم؟
أنا ضد فكرة إلغاء الموسم، لأن الذهاب إلى هذا المقترح سيكون أمرا مؤسفا، لأنه لا يعقل لفرق دخلت عالم الاحتراف منذ عشر سنوات، تتحجج بعدم مقدرتها على تطبيق البروتوكول الصحي، وعلى المسؤولين الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء رغبتهم في عدم استكمال الموسم الكروي الحالي، فهم يتهربون من اللاعبين، كونهم فشلوا في تسديد رواتبهم ويرون الفرصة سانحة لإعفائهم من هذا الحمل الذي يرونه بالثقيل، كما أن التدابير المقترحة لا تكلف أموالا كبيرة، وكافة الدوريات عبر العالم، قد عادت للنشاط بشكل عاد دون حدوث أي مشاكل.
* عملت في الخليج، ما رأيك في تعيين بوقرة مدربا للمنتخب المحلي، خاصة وأنه خاض بعد التجارب الناجحة في قطر والإمارات؟
أثمن قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بتعيين الدولي السابق مجيد بوقرة على رأس المنتخب المحلي، فهو قدم الكثير للخضر، فرغم أنه لا يمتلك خبرة كبيرة في عالم التدريب، إلا أنه يقوم بمجهودات جبارة لتكوين نفسه، وكافة المدربين انطلقوا من الصفر، وأرى بأن بوقرة لديه المؤهلات للنجاح، خاصة وأنه سيجد المساعد والدعم من الناخب الوطني جمال بلماضي، كونه من زكاه لشغل هذا المنصب، ونحن كتقنيين نتمنى له النجاح، وأنا على ثقة بأنه سيمنح الفرصة لمن يستحقها، لأننا لسنا بحاجة للأسماء القديمة، التي خيبت كافة الآمال في المواعيد السابقة.
* هناك من يرى بأن تعيين بوقرة كمدرب لأقل من 23 سنة كان سيكون القرار الأفضل، باعتبار أنه قادر على إقناع بعض مزدوجي الجنسية بتمثيل الخضر؟
لست مع هذا الطرح، ومهمة بوقرة ستكون منحصرة على البطولة المحلية، من أجل اختيار الأفضل تحسبا للشان المقبل، وكذا تجهيز أسماء للمنتخب الأول، وعن إقناع مزدوجي الجنسية ممن تقل أعمارهم عن 23 سنة فهذا من مهام بلماضي والفاف، ولو أنني أرى بأن بوقرة قادر على التواصل معهم أيضا.
الفساد الرياضي وصل الفئات السنية وأثمن موقف الوزارة الوصية
* بلماضي رفع سقف الطموحات عاليا بعد أن أكد سعيه لقيادة الخضر نحو إنجاز غير مسبوق في مونديال قطر، ما تعليقك ؟
المنتخب الوطني، رغم فوزه بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 ، إلا أنه لا يزال بحاجة لبعض التعديلات، من أجل الوصول إلى الأهداف الجديدة المسطرة كالتأهل إلى مونديال قطر والذهاب إلى أبعد محطة ممكنة في هذه المسابقة العالمية، وأظن بأن الناخب الوطني جمال بلماضي أدرى بكل الاحتياجات، وسيقوم بتدعيمات لبعض المناصب، من أجل الحصول على الإضافة التي يبحث عنها.
* ترى بأن المنتخب بحاجة للتدعيم بأسماء جديدة في شاكلة عوار ولوبيز وآيت نوري؟
الفاف مطالبة في قادم الأسابيع بالسعي لإقناع بعض مزدوجي الجنسية، ممن هم بارزون في مختلف البطولات الأوروبية، على اعتبار أن التدعيم سيكون في صالح الخضر، كونه سيخلق منافسة أكبر بين اللاعبين وهذا سيعود بالإيجاب على التشكيلة ككل.
* بماذا تعلق على أداء محرز مع السيتي مؤخرا؟
أداء محرز مع مانشستر سيتي جيد جدا، ولو أنني أرى بأنه قادر على تقديم مستويات أكبر، ولم لا يستعيد مستواه الذي أبان عنه مع ليستر سيتي، والذي مكنه من الفوز بالريمرليغ وحصد لقب أفضل لاعب في الدوري ككل، هو الآن في منحى تصاعدي مع الثقة التي باتت ممنوحة له من طرف المدرب بيب غوادريولا، وسيكون أكثر فعالية الموسم المقبل، وقد نراه ضمن الأفضل في العالم.
المنتخب بحاجة لتدعيمات ومواهب مثل عوار
* هل كلمة أخيرة ؟
قبل أن أختم الحوار وجب علي العودة إلى فريق القلب وفاق سطيف، الذي يعيش أياما عصيبة، حيث أقول لأنصاره عليكم أن تظلوا خلف فريقكم الكبير الذي لطالما شرف الجزائر، كما آمل أن يلقى هذا النادي الدعم المطلوب من خلال منحه شركة وطنية تقوم بالتخفيف عنه، خاصة وأن أوضاعه المادية ليست على أحسن ما يرام.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى