أحزنني وصف - الفاشل -  وكنت أريد لقب هداف البطولة الجزائرية
خصنا الدولي البوركينابي واللاعب السابق لشباب قسنطينة عبدول سلام رحيم كاغامبيغا بحوار، عاد فيه إلى تجربته مع السنافر والأسباب التي جعلته يغادر بعد ستة أشهر فقط، موجها تشكراته للمدرب عبد القادر عمراني، الذي دافع عنه بكل قوة، كما تحدث كاغامبيغا عن الصدام المرتقب بين الخضر ومنتخب بلده خلال التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، وعدة أمور أخرى تخص الكرة الجزائرية.
حاوره: مروان. ب
uمرحبا عبدول، كيف هي الأحوال وما جديدك بعد أن غادرت شباب قسنطينة ؟
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، أنا في صحة جيدة وكل أموري على أحسن ما يرام، وأشكركم على هذه الالتفاتة، وعن جديدي فأنا الآن متواجد ببوركينافاسو، حيث أمضيت لفريقي السابق القوات الجوية، حيث رحب بي وفتح لي الأبواب من جديد، بعد أن أنهيت التزاماتي مع شباب قسنطينة، في تجربة لم تدم سوى أشهر قليلة، غير أنها ستظل راسخة في ذهني، كونها مكنتني من اكتشاف عالم جديد.
وثائق التسريح وتضييعي الوديات وراء بدايتي المتعثرة مع الشباب
uلنتحدث عن أسباب فشلك مع السنافر، رغم أن الجميع كان يعلق عليك آمالا كبيرة، وفي مقدمتهم المدرب عمراني، ماذا حدث بالتحديد، ولماذا لم تقدم المستوى المطلوب ؟
أنا على علم بأنهم وصفوني باللاعب الفاشل، وهناك من أبدى استغرابه لكيفية الإمضاء للاعب بهذه المواصفات، ولكنني أقولها وأعيدها الحظ خانني في تجربتي مع الشباب، وإلا لكنت من أفضل الهدافين في البطولة الجزائرية، أنا دولي بوركينابي، وأحظى بمكانة خاصة في بلدي، والكل يعتبرني من خيرة الهدافين، غير أن ما جرى لي خلال فترة التحضيرات الصيفية مع السنافر، كان وراء بدايتي المتعثرة، فعندما التحقت بالشباب حدث سوء تفاهم مع فريقي السابق، أين رفض مسؤولوه إرسال وثائق تسريحي، وطالبوا بقيمة مالية (5 آلاف أورو)، نظير التخلي عن خدماتي، وهو ما أربك الجميع، وفي مقدمتهم المدرب عمراني الذي لم يكن متأكدا من إمكانية الاستفادة من خدماتي مع انطلاق البطولة، حيث فضل عدم إشراكي في اللقاءات الودية، وأنا أتفهم موقفه، كونه كان يود العمل مع العناصر المتاحة مع انطلاق الموسم، وأتذكر بأن البطولة انطلقت بتاريخ 10 أوت، وأنا أنهيت الإشكال قبل يومين فقط، وهو ما انعكس بالسلب على تركيزي، وتسبب فيما بعد في مروري جانبا.
uألا ترى بأن تبريراتك قد يعتبرها البعض بغير المقنعة ؟
على العكس تماما لاعب كرة القدم يجب أن يوضع في ظروف مريحة، من أجل تقديم كل ما يملك، وأنا للأسف ورغم الترحاب الذي حظيت به، إلا أن قضية وثائق التسريح، وعدم الاعتماد على خدماتي في فترة التحضيرات أثرا على مشواري، حيث وجدت صعوبات بالجملة فيما بعد من أجل التأقلم، كما أنهم لم يمنحوني الوقت الكافي لإثبات مؤهلاتي، أين تم التخلي عن خدماتي بعد مرور أقل من ستة أشهر، لقد عدت لبلدي بغصة في قلبي، كوني كنت أراهن كثيرا على تلك التجربة من أجل الانتقال فيما بعد إلى أوروبا أو أي بطولة عربية أقوى، على العموم أشكر كل من وقف إلى جانبي في تلك الفترة، وفي مقدمتهم المدرب عبد القادر عمراني، الذي كان وراء جلبي إلى الفريق، وأنا هنا سعيد لأنني اطلعت على خبر مفاده، بأن الأخير قد عاد لتدريب الشباب من جديد، هذا المدرب كفء، وسيقود الفريق نحو نتائج ممتازة، وأنا حزين لأنه لم يكتب لي أن أعمل معه لفترة طويلة، كما اعتذر منه كثيرا، كونه دافع عني كثيرا قبل أن يجد نفسه مضطرا للتخلي عني.
الخضر متفوقون من حيث الخبرة ونراهن على نجومنا الناشطة بأوروبا
uكيف وجدت فريق شباب قسنطينة والبطولة الجزائرية ككل ؟
صدقوني فريق شباب قسنطينة متكامل، ويحوز على لاعبين متميزين، وأنا كنت سعيدا جدا بالاحتكاك بأسماء متألقة، في صورة حسين بن عيادة الذي يبدو أنه التحق بمنتخبكم الوطني، وهو بصدد الاستعداد لخوض تجربة احترافية بالخارج، صحيح أنني غادرت الجزائر منذ فترة، غير أنني لا أزال متابع لكل الأخبار التي تتعلق بالسنافر، كما اشتقت كثيرا لأجواء البطولة الجزائرية، كونها مليئة بالحماس، خاصة على مستوى المدرجات، ويكفي أن الفرصة قد أتيحت لي لاكتشاف شغف السنافر بفريقهم، فهم جمهور فريد من نوعه، وبالتالي على الفريق أن يبذل كل شيء، في سبيل إهدائهم الألقاب التي يستحقون الاحتفال بها.
uقبل قدومك إلى قسنطينة كنت لاعبا دوليا، ألا تزال تحظى باهتمام مدرب الخيول أم تم استبعادك ؟
ابتعدت لفترة عن المنتخب بعد فشل تجربتي مع السنافر، ولكن سرعان ما عدت لاهتمامات المسؤولين من جديد، خاصة بعد نجاحي في استعادة كافة مستوياتي، أنا الآن لاعب دولي، وأشكر بالمناسبة المدرب مالو على الثقة التي وضعها في شخصي، وبحول الله سأبذل قصارى جهدي من أجل التواجد مع منتخب بلدي في الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، وكذا كان الكاميرون 2021، وهي المحطة التي يتوجب علينا التأهل إليها بعد تضييع نهائيات كأس أمم إفريقيا الماضية بمصر.
الجزائر أكبر مرشح وبوركينافاسو قادرة على تحقيق المفاجأة
uبالحديث عن المنتخب، أوقعتكم القرعة المؤهلة إلى مونديال قطر ضمن مجموعة تضم الخضر وجيبوتي والنيجر، ما قراءتكم لها، ومن ترشح للمرور إلى الدور التصفوي الأخير ؟
على الورق، الجزائر أكبر مرشح للتأهل إلى الدور التصفوي الأخير، ولكن أحذركم من الآن، بأن بوركينافاسو قادرة على تحقيق المفاجأة، في ظل امتلاكها لجيل متميز من اللاعبين جلهم من الشباب ولديهم غاية وحيدة، تتمثل في كتابة التاريخ مع بوركينافاسو، ولم لا السير على خطى الجيل السابق الذي حقق نتائج جد باهرة، وكاد يحصد لقب كاس إفريقيا في 2013، لولا الحظ الذي خاننا أمام نيجيريا، على العموم ثقتنا كبيرة في أنفسنا وبحول الله سنخوض التصفيات بكل قوة، وسنعلب كافة المباريات كأنها نهائي، غير أن التركيز سيكون منصبا على الخضر، باعتبارهم المرشح الأبرز، في وقت لن نمنح فيه أي فرصة للنيجر وجيبوتي، كونهما الحلقة الأضعف ومحاولة الاستهانة بهما قد تكلفنا غاليا.
uتبدو واثقا من مقدرتكم على الإطاحة بأبطال إفريقيا، لماذا ؟
نكن كافة الاحترام للمنتخب الجزائري، ويكفي أنه يتربع على عرش القارة، بعد أن حصد كأس الأمم الإفريقية الأخيرة بمصر، ولكن امتلاكنا لمنتخب قوي يجعلنا متفائلين، فتركيبتنا الآن متميزة، وتضم في صفوفها لاعبين ذوي خبرة كبيرة، مثل بانسي وبيترويبا وألان تراوري، وكلها أسماء قدمت الكثير طيلة الفترة الماضية، إلى جانب الاعتماد على أسماء شابة تنشط بفرق محترمة في أوروبا، على غرار أجاكس أمستردام وليون وفيورنتينا، وبالتالي لا توجد فروقات كبيرة في المستوى بيننا وبين الخضر، ولو أن منتخبكم يفوقنا من حيث الخبرة، كما يمتلك ثقة أكبر في النفس، نظير نتائجه المتميزة في آخر سنة، على العموم المواجهة بيننا ستكون بطابع ثأري بعد ما حصل خلال التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، ونحن لن نرضى بغير اقتطاع تأشيرة التأهل التي كنا الأحق بها خلال التحدي السابق.
عُدت لبوركينافاسو بغصة في قلبي واعتذر من عمراني
uلو نطلب منك تقييما لأداء الخضر في الكان، بماذا تجيبنا ؟
كلنا كان معجبا بأداء منتخبكم في «الكان» الأخيرة بمصر، حيث قدم بطولة متكاملة، وكان الأكثر شراسة والأحق بالتتويج، رغم المنافسة الشرسة مع المنتخب السنغالي الذي لا يقل شأنا، خاصة وأنه يضم في صفوفه أسماء لامعة في شاكلة هداف نادي ليفربول الانجليزي ساديو ماني، على العموم منتخبكم فاجأنا بتطوره الكبير، والأكيد أن الفضل في ذلك يعود إلى الناخب جمال بلماضي، الذي نجح في فترة وجيزة في جلب الكثير، بدليل أن الأسلوب تغير بالكامل، ولاحظنا وجود انسجام لم نكن نراه مع مدربين سابقين، على العموم أتمنى كل التوفيق للخضر، ولكن بعد أن نحرمهم من تأشيرة التأهل إلى الدور التصفوي الأخير، لمونديال قطر 2022.
uهل تعرف بعض لاعبي الخضر ومن هي الأسماء التي تثير إعجابك ؟
أعرف الكثير من لاعبي المنتخب الجزائري، بحكم تجربتي السابقة مع السنافر، كما أنني متابع جيد لعدة بطولات أوروبية، على غرار الدوري الانجليزي، أين ينشط قائد منتخبكم رياض محرز الذي هو حقيقة من خيرة الأسماء العالمية، وأنا اعتبره أحسن سفير للكرة الإفريقية إلى جانب السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح، أنا معجب بعدة أسماء في منتخبكم، ولكنني مهتم أكثر بلاعبي الخط الأمامي بحكم منصبي، فأنا أتابع كل ما يقدمه إسلام سليماني وأندي ديلور وآدم وناس.
uماذا عن لاعبي الخط الخلفي، على غرار ماندي وبلعمري وبن سبعيني، خاصة وأنك قد تواجههم في التصفيات القادمة ؟
صدقوني اهتمامي أكبر منصب حول المهاجمين، وأنا لا أعرف بشكل جيد لاعبي الخط الخلفي، ولو أن أداءهم الجماعي مبهر، بدليل أنهم اكتفوا حسب علمي بتلقي هدفين فقط طيلة الكان الأخيرة، أنا وزملائي سنكون على استعداد لمواجهتهم، ولو أن الأمر سابق لأوانه، على اعتبار أنه لا علم لنا بموعد خوض اللقاءات، بعد توقف كل شيء، بعد أزمة كورونا التي أخلطت كافة الحسابات، وجعلت الجميع غير مهتم بالرهانات الكروية.
محرز أحسن سفير للكرة الإفريقية ومعجب بديلور وسليماني ووناس
uبماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا لكم على منحي الفرصة، من أجل شرح كل ما حدث معي خلال تجربتي مع السنافر، كما استغل الفرصة من أجل توجيه رسالة لأنصار هذا الفريق مفادها البقاء خلفه، لأنه يمتلك كافة المقومات من أجل حصد الألقاب، وأنا متفائل كثيرا، خاصة مع قدوم المدرب عبد القادر عمراني، كما أضرب موعدا للجماهير الجزائرية خلال التصفيات المؤهلة إلى الكان، حيث قد تكون فرصتي من أجل العودة للجزائر من جديد، وهو البلد الذي ارتبطت به رغم أنني لم أبق به سوى 6 أشهر فقط.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى