دايخي قريب من طوكيو ونملك مشروعا سنجني ثماره عام 2024
أكد مدرب المنتخب الوطني للكاراتي رضوان إيديري، أن الجزائر قد تبصم على حضورها في أولمبياد طوكيو بمصارع، وذلك بعد إدراج الكاراتي ضمن قائمة الرياضات الأولمبية لأول مرة في التاريخ، وأوضح في هذا الصدد بأن دايخي يتوفر على حظوظ كبيرة، للظفر بإحدى تأشيرات المشاركة في أكبر تظاهرة رياضية عالمية.
حــاوره: صالح فرطــاس
إيديري، وفي حوار خص به النصر، أبدى الكثير من التفاؤل بخصوص مستقبل الكاراتي الجزائري، أشار إلى وجود العديد من المواهب الشابة التي باستطاعتها ـ كما قال ـ « كتابة صفحة جديدة في السجلين القاري والعالمي»، وأوضح بأن المراهنة على تأهل 3 مصارعين جزائريين إلى أولمبياد 2024، يبقى الهدف المسطر على المدى الطويل، في الوقت الذي أدرج فيه الكاراتي في خانة الرياضات، التي تتطلب التسلح بالنيف والروح الوطنية، جراء استحالة المقارنة مع كرة القدم، كما كشف عن تخلص الجزائر من هاجس الظلم التحكيمي، بعد تواجد التمثيل الجزائري في الهيئة القارية.
عانينا من الظلم والحقرة وبزوالهما حققنا نتائج كبيرة المغرب
نستهل هذه الدردشة بالاستفسار عن الطريقة، التي تتعاملون بها مع تدريبات المصارعين وتحضيراتهم منذ تعليق النشاطات الرياضية؟
ليس من السهل التعامل مع هذه الظروف الاستثنائية، لأن خطورة فيروس كورونا تجبرنا على توخي الحيطة والحذر، وبصفتي كمسؤول أول على المنتخب الوطني لم أكن أملك الشجاعة، التي تكفيني للدفع بالمصارعين إلى المغامرة بحياتهم من أجل النشاط الرياضي، مادام الحديث عن التدريبات في هذه الفترة يستوجب ضبط برنامج خاص، مع إلزام الرياضيين بالخروج من حين لآخر إلى الغابة لإجراء حصص، تتماشى والبرنامج المسطر، لكن هذا الإجراء يشكل بالموازاة مع ذلك خطورة على المصارعين، ويمس بالتدابير الوقائية الواجب التقيد بها في هذه المرحلة، لأن انتقال العدوى بين الأشخاص يكون بشكل سريع، ومن غير المعقول أن أجبر مصارعا على مغادرة منزله العائلي من أجل اجراء حصة تدريبية، وعليه يمكن القول بأن النشاط الرياضي، يبقى خارج اهتماماتنا منذ منتصف شهر مارس االفارط، وما قمنا به مع المصارعين، يمكن إدراجه في خانة الحلول الترقيعية، لأن رياضي النخبة بحاجة إلى برنامج شامل وكامل، والتدرب على انفراد في المنزل أو حتى في الغابة لا يكفي لتلبية متطلباته من العمل الميداني.
نفهم من هذا الكلام بأن المنتخب الوطني للكاراتي، تأثر كثيرا بمخلفات أزمة كورونا؟
عندما يتعلق الأمر بالأرواح البشرية، فإن السقوط الأوتوماتيكي سيكون المصير الحتمي للرياضة أو أي نشاط آخر، والتفكير في الوقت الراهن يتجاوز بكثير مستقبل المنتخب الوطني، لأننا قادرون على تدارك أي تأخر، وهذا بعد تحسن الأوضاع، لكن الوباء ما فتئ يأخذ منحى تصاعديا، وعدد الحالات المؤكدة في تزايد من يوم إلى آخر، وعليه فإن مسعانا أصبح منحصرا في الجانب التحسيسي، وذلك بتوعية الرياضيين بتفادي المخاطرة بحياتهم من أجل التدريبات، والوضع ليس حكرا على الجزائر فقط، بل إن انتشار الفيروس في العالم برمته، يكفي لأخذ نظرة أوضح عن مستقبل النشاطات الرياضية، والدليل على ذلك أن الهيئات العالمية والقارية وحتى الإقليمية، اضطرت إلى تأجيل مختلف التظاهرات، وبالنسبة لرياضة الكاراتي فقد تم تأخير موعد الدورة التأهيلية إلى أولمبياد طوكيو، التي كانت مقررة شهر أفريل الفارط بفرنسا، كما تقرر تأخير موعد إقامة بطولة العالم بسنة، وهي التظاهرة التي كان من المزمع إقامتها بالإمارات شهر نوفمبر المقبل، وهي قرارات جعلنا نخفف من درجة الضغط المفروض على المصارعين، بخصوص برنامج التدريبات المسطر بصفة استثنائية، ولو أنني كمسؤول أول على العارضة الفنية للمنتخب، عملت على تسطير برنامج استثنائي فردي لجميع العناصر، ومتابعته عن بعد تبقى للإطمئنان فقط على الجانب البدني، لأن المصارع يبقى مطالبا بتفادي فترة راحة طويلة، وهذا لتجنب الزيادة في الوزن، لأن لكل مصارع تصنيفه، وهذا بمراعاة الأوزان.
عقوبة الاتحاد الدولي كانت درسا مفيدا
وكيف تنظرون إلى الاستئناف والطريقة التي ستنتهجونها لتدارك التأخر المسجل في التحضيرات؟
الحديث عن هذا الجانب سابق لأوانه، لأن كل شيء متوقف على تحسن الوضعية الوبائية في البلاد، واستئناف النشاط لن يكون إلا بعد رفع الحجر الصحي، ولو أن رياضة الكاراتي تبقى من الحالات الاستثنائية، التي قد تستوجب تمديد فترة التوقيف الإضطراري، لأن التدريبات فيها تكون باحتكاك مباشر بين المصارعين، وهذا ما يزيد من درجة المخاوف من انتقال العدوى في أوساط الرياضيين، وتفكيرنا في المرحلة القادمة ليس منحصرا في التحضير للإستحقاقات التي تنتظرنا، بل هناك برنامج عمل كنا قد سطرناه مسبقا، وتجسيده يكون على مستوى النوادي، لأن العمل في المنتخب يقتصر على التربصات التحضيرية، والمشاركة في مختلف الدورات.
لكن «الأجندة» تتضمن بطولة العالم وكذا أولمبياد طوكيو، فماذا عن حظوظ التمثيل الجزائري في التظاهرتين العالميتين؟
إدراج الكاراتي ضمن قائمة الرياضات الأولمبية لأول مرة، يجعلنا نحلم بتسجيل المشاركة الجزائرية في الأولمبياد، ولو أن التأهل ليس سهلا، بالنظر إلى النظام الذي تم اعتماده، ومع ذلك فإن المصارع حسين دايخي يمتلك حظوظا كبيرا في رفع راية الكاراتي الجزائري في دورة طوكيو، كونه يحتل حاليا المركز العاشر عالميا في اختصاصه، وهي مرتبة تضعه في رواق ممتاز للظفر أوتوماتيكيا بإحدى تأشيرات المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، والأمر متوقف على الفترة التي يتم فيه أخذ لائحة التصنيف العالمي، كمعيار للحسم في مصير التأهل المباشر، ودايخي يبقى من أحسن المصارعين على الصعيد العالمي في الوزن الثقيل، ووضعيته الحالية تسمح لنا بإبداء الكثير من التفاؤل بضمان مشاركته في موعد طوكيو، بينما تبقى حظوظ باقي مصارعينا ضئيلة جدا في انتزاع إحدى تأشيرات التأهل، لأن التصفيات تستوجب خوض دورة تأهيلية بفرنسا، والمهمة شبه مستحيلة أمام أبطال من مختلف القارات، وعليه فإننا نراهن كثيرا على دايخي لضمان تواجد الكاراتي الجزائري في أولمبياد طوكيو، في الوقت الذي تختلف فيه المعطيات بخصوص بطولة العالم المقررة بدبي، لأن تأجيل موعد هذه المنافسة إلى نوفمبر 2021 يتيح لنا الفرصة للتحضير أكثر، مع تسطير أهداف تتماشى وطموحاتنا، لأننا أصبحنا نتسيّد القارة الإفريقية، ولا بد أن ندخل المنافسات العالمية بكثير من التفاؤل.
من المفارقات أن أجرة لاعب كرة قدم تفوق ميزانية ناد يضم أبطالا !

وما السبب الذي يدفع بك إلى إبداء تفاؤل كبير، بخصوص المشاركة الجزائرية في بطولة العالم؟
الحقيقة أننا حاليا نتوفر على مواهب شابة، تمتلك امكانيات تسمح لنا بالتفاؤل كثيرا بمستقبل الكاراتي الجزائري، شريطة الاستثمار فيها بعقلانية، ودايخي المرشح بقوة للمشاركة في الأولمبياد لا يتجاوز عمره 23 سنة، وكذلك الحال بالنسبة للمصارع سامي براهيمي، دون نسيان البطل العالمي أنيس حلاسة، الذي ينتمي إلى منتخب الأواسط، وسيكون عن قريب مع الأكابر، وسياسة التشبيب التي انتهجناها على مدار السنوات الأربعة الأخيرة أتت بثمارها، لأن الإتحادية الجزائرية كانت قد تعرضت في سنة 2015 لعقوبة من الاتحاد الدولي، تقضي بالحرمان من مشاركة المنتخبات الوطنية في جميع المنافسات لمدة سنة كاملة، بسبب إشكال إداري، وتلك العقوبة كانت بمثابة الدرس القاسي، الذي حاولنا أن نستخلص منه العبر، مع وضع استراتيجية عمل مبنية بالأساس على التكوين والعمل القاعدي، لبناء منتخبات شابة، فكانت هذه السياسة ناجحة، ومكنت المنتخب الوطني من العودة بقوة إلى الواجهة، والدليل على ذلك النجاح في التتويج بالذهب لأول مرة في تاريخ الألعاب الإفريقية، وكذلك الحال بالنسبة للقب القاري، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما.
تفضل ... ما هو؟
نشاط «الكواليس» في رياضة الكاراتي بلغ الذروة، والتحكيم كان أكبر هاجس، لأنه يلعب دورا كبيرا في تحديد النتائج، والجزائر كانت في السنوات الماضية تتعرض لكثير من «الحقرة» في المنافسات القارية، الدولية وحتى الإقليمية، وذلك بسبب غياب تمثيلها في هذه الهيئات، لكن المعطيات الميدانية سارت نحو الأحسن في هذه العهدة، وذلك بتواجد رئيس الفيدرالية الجزائرية سليمان مسدوري، ضمن الهيئة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية، بينما أصبح الجزائري ياسين أعراب المسؤول الأول عن لجنة التنظيم الرياضي في الإتحادية القارية، وهو المنصب الذي وفّر للكاراتي الجزائري «الحماية» الكافية من مظالم التحكيم، لأن أعراب يسهر على ضمان سير جميع المنافسات الإفريقية في أحسن الظروف، دون أي تحيّز للمصارعين الجزائريين، وهذا «الإمتياز» خلّصنا من «كابوس» ظل يطاردنا لسنوات طويلة، فكانت النتائج المحققة في آخر سنتين، أبرز دليل ميداني على ذلك، إذ نجحنا في إنتزاع ذهبية الألعاب الإفريقية لسنة 2019، بالفوز في النهائي على المنتخب المغربي في عقر داره، وهذا ليس بالأمر السهل، لأن المعتاد عليه أن التحكيم ينحاز آليا لصالح البلد مستضيف الدورة، كما أن تتويجنا باللقب القاري في البطولة الإفريقية، التي جرت في فيفري الماضي بمدينة طنجة المغربية كان عن جدارة واستحقاق على حساب منتخب مصر، الذي يضم 3 مصارعين أبطال العالم، ونزاهة التحكيم أتاحت الفرصة لمصارعينا من أجل أظهار امكانياتهم الحقيقية، والقدرة على تغيير منظومة الكاراتي على الصعيد القاري، لأن الذهب ظل حكرا على مصر والمغرب، والمنتخب الوطني تمكن لأول مرة في تاريخه في التتويج باللقب الإفريقي.
الكاراتي رياضة محورها الاحتكاك وفيروس كورونا أثر علينا كثيرا
هذه الإنجازات توحي بأن مستقبل الكاراتي الجزائري واعد، أليس كذلك؟
كما سبق وأن قلت، فإننا نتوفر حاليا على خزان من المواهب الشابة التي تعد بالكثير، وسياسة التشبيب المنتهجة خفضت معدل عمر مصارعي المنتخب إلى 24 سنة، وبرنامج العمل الذي سطرناه يراعي هذا الإنجاز، وذلك بتسطير أهداف على المديين المتوسط والطويل، إنطلاقا من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة في صائفة 2022 بوهران، لأننا لا بد أن نستغل فرصة استضافة الجزائر لهذا الحدث المتوسطي، لترصيع السجل بأكبر عدد ممكن من الميداليات الذهبية، وأمامنا الوقت الكافي للتحضير لهذه المنافسة، سيما وأن الرزنامة الرسمية تتضمن بطولة العالم بدبي وكذا بطولة أمم إفريقيا، فضلا عن الدورة التصفوية التأهيلية إلى أولمبياد طوكيو، ولو أننا بالموازاة مع ذلك ننظر إلى المستقبل بكثير من التفاؤل، ورهاننا ضمان مشاركة 3 مصارعين جزائريين في أولمبياد 2024، لأن المعطيات الميدانية تكفي للمراهنة على كل من حسين دايخي، لامية معطوب، سامي براهيمي وأنيس حلاسة.
تواجد مسدوري وأعراب في الاتحادية القارية وفر الحماية لرياضيينا
إلا أن المصارعين يشتكون دوما من نقص الإمكانيات، فما تعليقك على هذا الإنشغال؟
لا يمكن مقارنة الكاراتي بباقي الرياضات، خاصة كرة القدم، التي تعد الرياضة الأكثر شعبية في العالم، والحديث عن الإمكانيات المادية يفتح المجال لإبداء الكثير من الإستغراب بخصوص السياسة المنتهجة في التسيير، خاصة في الجزائر، لأن لاعب كرة القدم يتحصل على راتب يتجاوز 400 مليون شهريا، رغم أنه لم يتمكن من إثبات أحقيته بهذا الإمتياز المادي، بدليل أن تركيبة المنتخب تبقى في غالبيتها من المحترفين، وأجرة شهر واحد تفوق بكثير الإعانة التي يتحصل عليها ناد في رياضة الكاراتي، لأن هناك من النوادي من تستفيد من دعم في حدود 100 مليون سنتيم من السلطات العمومية، على مدار سنة كاملة، وهذا في وجود أبطال أهدوا الجزائر الذهب في المنافسات القارية والعالمية، و»الاختلال» في توزيع الاعانات المالية ليس وليد هذه الفترة، بل يعود إلى سنوات طويلة، وعليه فقد اعتدنا على هذا الأمر، والذي يعتبره الكثيرون بمثابة تهميش وإقصاء للكفاءات، مقابل توجيه الإهتمام أكثر نحو كرة القدم، ومع ذلك فإن الكاراتي يبقى يحتفظ بخصوصياته، لأننا نعمد دوما إلى زرع الروح الوطنية في مصارعينا، دون الإتخاذ من الجانب المادي كمحفز رئيسي، والتواجد فوق البساط يجعل المصارع يفكر في الألوان الوطنية قبل كل شيء، رغم أن التتويج باللقب العالمي لا يكفي المصارع، للتواجد في نفس درجة الاهتمام مع أبسط لاعب في أندية الرابطة المحترفة الأولى في الجزائر، لتبقى ممارسة الكاراتي مرهونة بالتسلح أكثر بالنيف، دون تنصيب الامتيازات المادية كهدف.                                             ص .ف

الرجوع إلى الأعلى