جسد الشاب عبد الحق شابي، 26 عاما، أول مشروع جزائري و عربي،  في ظل هيمنة المنتوج الأجنبي لسوق ألعاب الفيديو، و بدأ في شق طريقه في هذا المجال، بفكرة  أول لعبة فيديو قتالية، أبطالها مهندسو ثورة الفاتح من  نوفمبر ، بإسقاطات لأبرز الأحداث  التاريخية  و أهم المحطات النضالية في تاريخ الشعب الجزائري طيلة قرن و نصف من النضال المستميت، ضد المستعمر الفرنسي.
بالرغم من نقص التكوين في مجال ألعاب الفيديو بالجزائر و نقص الإمكانيات المادية التي تحتاجها الفكرة لتجسد على أرض الواقع كمنتوج تجاري ربحي، يحمل قيما وطنية، إلا أن الشاب عبد الحكيم أكد للنصر، أنه مؤمن بالمشروع و سيتمسك به إلى غاية تجسيده، مهما تطلب منه ذلك من جهد و وقت و تكاليف يجمعها من ماله الخاص، في ظل غياب الدعم الرسمي.
 عبد الحق أضاف أنه يؤمن أن  لعبة « شبح نوفمبر» و هي التسمية التي سيحملها الفيديو القتالي، ستكون بمثابة قفزة  حقيقة في عالم ألعاب الفيديو في الجزائر و العالم العربي، كأول تجربة ستمهد لتجارب أخرى و الاستثمار في هذا المجال الخصب و استقطاب آلاف المواهب الشابة التي لها قدرات عالية في مجال البرمجيات و تصميم الشخصيات الالكترونية و المونتاج و غيرها من التخصصات، التي تندرج ضمن هذه الصناعة القائمة بذاتها  في العالم ، و بالتالي فتح مناصب شغل و تأسيس شركات خاصة بألعاب الفيديو لصناعة و إنتاج ألعاب تجارية، ببصمة وطنية تحمل قيم و عادات و تقاليد الشعب الجزائري.
الثورة التحريرية الجزائرية محور الألعاب
قال الشاب عبد الحق الذي يعمل مسيرا لمقهى إنترنت بولاية عنابة ، للنصر، أن لعبة الفيديو التي يعمل عليها و التي أطلق عليها اسم « شبح نوفمبر»، هي بمثابة تمجيد و تخليد لأبطال و أسماء ثورية ممن  ضحوا بالغالي و النفيس لننعم  نحن اليوم بالاستقلال ، و خلال حديثه عاد بنا إلى ثمانية سنوات إلى الخلف، عندما راودته لأول مرة فكرة تصميم لعبة فيديو قتالية، ببصمة جزائرية ، و تولدت الفكرة من خلال ألعاب الفيديو التي كان يدمن على مشاهدتها و التي  تمجد غالبيتها أبطالا خرافيين من  أوروبا و أمريكا، مهد صناعة ألعاب الفيديو.
  بالمقابل كانت بعض تلك الألعاب تقزم العرب أو يتم إظهارهم على شكل  طغاة  و إرهابيين، ما جعله يشعر بنوع من الحزن، خاصة أن البديل العربي في هذا المجال غائب تماما،  و من هنا بدأ البحث و التعلم أكثر في كيفية تصميم ألعاب الفيديو، في ظل شح المعطيات التعليمية  و التكوينية.
قضى عبد الحق خمس سنوات في النهل من مختلف المواقع  التي تهتم بعلم البرمجيات و الاحتكاك بالكثير من المواهب في مجال الإعلام الآلي ، قبل الشروع في تجسيد فكرته، و قضى، كما قال،  ثلاث سنوات في بناء و تصميم  العرض الترويجي فقط للعبة التي أطلق عليها اسم « شبح نوفمبر» و هو عبارة عن  مقاطع من أحداث الفاتح نوفمبر التي هندسها كبار قادة الثورة ، و قد لاقت الفكرة بعد إطلاقها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تجاوبا واسعا و ترحيبا بالفكرة.
بومدين، عميروش ،بن مهيدي و آخرون لأول مرة في ألعاب الفيديو

قال عبد الحق آن سبعة  شخصيات ثورية بارزة في تاريخ النضال الجزائري   ستشكل أبطال « شبح نوفمبر»،  أهمها الرئيس الراحل هواري بومدين و العربي بن مهيدي و  البطل عميروش و آخرون ، أما بالنسبة للأحداث فهو بصدد اختيار الأبرز في تاريخ الثورة ، و رغم أن كل الأحداث مهمة و قد رسمت و مهدت الطريق للاستقلال ، لكنه سيختار  الأهم منها في مقدمتها أحداث الفاتح من نوفمبر ، مؤتمر الصومام ، هجومات 20 أوت، و يواصل رصد أحداث و وقائع  تاريخية أخرى، من خلال عملية التنقيب  في تاريخ الثورة المجيدة ، التي باشرها منذ سنوات، ليكون ملما بكل التفاصيل.
أما عن طبيعة اللعبة، فهي قتالية واقعية من خلال الشخصيات و الأحداث، لكنها لا تخلو من الخيال  الذي تتسم به ألعاب الفيديو ، و تهدف  إلى إبراز هذه الشخصيات الفذة التي ارتسمت في مخيلتنا كأبطال أسطويين استطاعوا تحدي الصعاب و قهر أكبر استعمار في تاريخ البشرية.
و أشار عبد الحق إلى أن لعبة فيديو يمكن تسويقها و بيعها كأي منتوج اقتصادي، لكن جانبها التعليمي و التاريخي أهم بكثير، لأنها ترسخ عند الأطفال و الأجيال الصاعدة أسماء و أحداث الثورة الجزائرية بطريقة سلسة و جذابة، فلا يمكن  نسيانها أو تجاوزها.
في غياب الدعم قد يستغرق المشروع سنوات ليكون جاهزا
ذكر عبد الحق أن مشروع لعبة « شبح نوفمبر» سيستغرق وقتا ليكون جاهزا للتسويق ، خاصة في ظل  المعطيات الحالية، فهو يعتمد على امكانياته البسيطة، في غياب الدعم المادي الرسمي، و تطلب صنع الإشهار الترويجي فقط قرابة ثلاثة سنوات من بناء و تصميم الشخصيات بدقة كبيرة.
 و أضاف المتحدث أن مثل هذه المشاريع في دول أخرى، يتم انجازها من قبل شركات خاصة و طاقم عمل و متكامل من مختصين في البرمجيات، و تصميم الشخصيات ، و كذا  مهندسين في الصوت و التركيب و غيرهم ، بينما يقوم هو بمفرده بعمل فريق متكامل، و يستعين في بعض الأحيان ببعض المختصين الشباب في مجال الإعلام الآلي الذين لهم طاقات كبيرة ، لكنهم لم يجدوا الفرصة لتفجيرها و الإبداع في هذا المجال الواعد.
و بعد التفاعل الكبير الذي صاحب الإعلان عن المشروع،  ينتظر عبد الحق إلتفاتة من السلطات، لدعم فكرته ، و لما لا التفكير في مشروع خاص لصناعة ألعاب الفيديو،  كأول فكرة في الجزائر ، لتكون تمهيدا لاقتحام هذا المجال الذي من شأنه فتح مناصب شغل و استقطاب مئات الشباب الولوع بهذا المجال و ما أكثرهم، حسب عبد الحق ،  مضيفا أنه لحد الساعة لم يتلق أي اتصال من جهة رسمية.
 و حتى و إن  غاب الدعم الرسمي، فإنه لن يتخلى عن مشروعه و سيجسده بأبسط ما يملك من إمكانيات، مهما استغرق ذلك من وقت، كما أكد المتحدث.                   هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى