* فتحت فضاء لبعث فن التصوير الفوتوغرافي في الجزائر

أكد المصوّر الفوتوغرافي المحترف، ابن ولاية تبسة، سفيان مصطفاوي في حوار للنصر، بأن المعارض و المنافسات الافتراضية حقّقت انتشارا لصوره بعرضها إلى جانب ما التقطه كبار المصورين، من خلال مشاركته في معارض دولية بروسيا و جنوب إفريقيا و الإمارات و غيرها، ما مكنه من الظفر بجائزة دولية، مبرزا أهمية ذلك في التعريف بالمصوّر و الترويج السياحي.

حاورته / أسماء بوقرن
كما تحدث في هذا الحوار عن شغفه بفن التصوير،  قائلا بأن أنامله تعشق مداعبة الكاميرا منذ الصغر، و التدقيق في تفاصيل الصور و رمزيتها، كما كشف للنصر عن افتتاحه لفضاء خاص لعرض لوحاته في أوت الفارط، و بعث سوق التصوير فوتوغرافي في الجزائر، مشيرا إلى أن فضاءه يلخص للزائر رحلاته  طيلة عقد من الزمن، كما يروج للسياحة الداخلية.
. النصر: حدثنا عن بداياتك مع العدسة و التصوير الفوتوغرافي..
- سفيان مصطفاوي : منذ نعومة أظافري و أنا أهوى التصوير الفوتوغرافي، كان والدي يقتني لي آلات تصوير، و كنت أستمتع بالتقاط صور لعائلتي، خاصة  في المناسبات العائلية، فقد كنت بمثابة مصور للعائلة، و زاد تعلقي بالكاميرا، خاصة في سن 16 ، حيث كنت أشارك في رحلات سياحية داخلية استكشافية للتعريف بمقومات بلدي،  و أوثق لذلك بعدستي.
منذ نحو 10 سنوات، طورت هوايتي أكثر و اقتنيت كاميرات رقمية، رافقتني في رحلاتي إلى عديد الدول العربية و الأوروبية، أين التقطت عديد الصور لإثراء رصيدي و التنويع في لوحاتي الفوتوغرافية، كما أعتبر مشاركتي في مسابقة دولية ببنزرت، بصورة التقطتها بولاية سكيكدة، انطلاقتي القوية و الحقيقية في مجال التصوير الفوتوغرافي.
الاعتماد على الجانب الحسي مهم لإبراز جمالية الصورة
. لماذا تعتبر مشاركتك في مسابقة بنزرت بتونس انطلاقتك الحقيقية؟
- هذه المشاركة مكنتني من الالتقاء بمصورين محترفين من عديد الدول، و قدموا لي الكثير من التوجيهات التي كنت أجهلها، و أعتبرها حافزا قويا لي لتطوير مهاراتي و التعرف على خبايا  المجال، دون الغوص في تقنيات التصوير، فأنا أفضل الاعتماد على الجانب الحسي فدوره أساسي و مهم في إبراز جمالية الصورة، و إدخال عنصر التأثير، فأخذ صورة بآلة تصوير بسيطة، يمكن من التقاط صور معبرة قمة في الروعة.
. هل تفضل إدخال تعديلات على الصوّر بعد التقاطها، كما يفعل عديد الفوتوغرافيين؟
- لا، لا أحبذ ذلك، أكتفي بالتعديل في عنصر الإضاءة فقط، لكوني أفضل الصور الأصلية التي تعكس الحقيقة و الواقع.
. أي نوع من المشاهد تميل لالتقاطها بعدستك؟
- أفضل التقاط صور حول مختلف المجالات، و عدم حصر عدستي في مجال معين، فأنا أحب صور الطبيعة و مناظرها الخلابة، و المشاهد التي تحمل رمزية، كمنظر يعكس مسار الحياة و آخر يعكس الواقع، و أخرى تبرز إبداعات الفنانين التشكيليين و غيرها، فأحيانا عندما أشارك في جولات سياحية مع الزملاء، لا أنساق وراء ما تميل له عدسة زملائي، و إنما أفضل الانفراد بمشاهد لا يعيرونها اهتماما لأحقق التميز، حيث يمكن أن تخطف صورة لورقة شجرة على الأرض  الأنظار،  أكثر من صورة ملتقطة لنهر يخترق سفح الجبل، و هو ما وقفت عليه خلال التقاطي لمشهد الورقة ، و كذا الصورة التي  تحكي مسار الحياة .
التصوير غيّر حياتي بشكل إيجابي


. كيف هي علاقة سفيان بالصورة الفوتوغرافية؟
- علاقتي بالصورة غيّرت حياتي بشكل إيجابي، فقد أصبحت أتمتع بدقة الملاحظة، و أصبح رؤيتي للأشياء و للحياة عموما مختلفة، حيث لم أعد أكتفي بالشيء الظاهر للأشياء، و  أصبحت أبحث في أدق التفاصيل، كما لا أحب حصر عدستي في فكرة معينة، بل أبحث عن الصورة التي تؤثر في نفسي و أرى أنها تحمل رمزية، فصوري عفوية و لا آخذ وقتا كبيرا في التفكير قبل التقاطها.  
. كيف انتقل سفيان مصطفاوي من الهواية إلى الاحترافية؟
- إلى يومنا هذا لا أصنف نفسي في خانة المحترف، بالرغم من أن أعمالي أعجبت الجمهور و كان لها صدى و وقعا على المستوى الدولي و نالت جوائز دولية و حققت رواجا، و نلت شرف الاستضافة في عديد القنوات التلفزيونية و المحطات الإذاعية، و أنا سعيد بذلك، فبالرغم من أن خبرتي قصيرة ، إلا أنني استطعت تحقيق الانتشار، غير أنني أعتبر نفسي مصورا بسيطا، بالنظر لما يقدمه كبار المصورين العالميين، و أفضل أن أبقى إنسانا بسيطا و متواضعا، لكي لا أقع في فخ الغرور و بالتالي الفشل، لأنني أرى أن الغرور يوقف تطور مهاراتي.
المصوّر الأفغاني ستيف ماكوري ملهمي
- من هم المصورون الذين لفتوا نظرك و استلهمت أفكارا من أعمالهم الفوتوغرافية؟  
ـ يعد المصور الأفغاني ستيف ماكوري الذي اشتهر بصورة المرأة الهندية، من المصورين البارعين بالنسبة إلي، و أستلهم من خبرته الكثير، كما أتابع أعماله، و قد خلق لي دافعا من خلال أعماله، لزيارة الهند و التقاط عديد الصور هناك.
. من هو المصوّر الناجح في نظرك؟  
- في نظري المصور الناجح هو المصور المحب لهوايته و الشغوف بها، و لا يكترث للتعب و الشقاء الذي يشعر به عند التقاط صوره، و لا يشتكي من صعوبة الظروف، منها الظروف الطبيعية التي نواجهها .
أثريت معرضي خلال رحلاتي إلى الخارج
. هل شغفك بالتصوير هو الذي دفعك لزيارة عديد البلدان
و التقاط صوّر هناك؟
- في الحقيقة لا، سفري لعديد الدول الأجنبية ، كان بعد أن أتيحت لي فرصة القيام برحلات سياحية رفقة زوجتي، و قد استغليت ذلك ، في ممارسة هوايتي التي أعشقها حد النخاع، فتمكنت خلال عشر سنوات من التقاط أزيد من 50 صورة وثقتها في لوحات فوتوغرافية، ساهمت في تنوع معرض صوري.
. ما هي الدولة التي نالت إعجابك
و التقطت بها عديد الصوّر ؟
- الجمال موجود في كل مكان على سطح الكرة الأرضية، ففي كل مكان بإمكان المصور أن يأخذ صورا غاية في الجمال.
.شاركت في عديد المعارض الدولية، حدثنا عن ذلك؟
- مشاركتي كانت من خلال معارض افتراضية نظمتها مواقع مختصة في التصوير الفوتوغرافي، و ذلك بإرسال الصور التي أود المشاركة بها، كما نظمت عديد المواقع مسابقات دولية، تشرف عليها لجان، من بين المنافسات التي شاركت فيها و حققت نجاحا، المسابقة التي نظمتها إذاعة قنطرة و هي إذاعة متوسطية ما بين إسبانيا و المغرب و مصر و لبنان و عديد الدول، و قد كان  حينها موضوع المسابقة « الجسور» ، فشاركت بصورة لجسر الحب في باريس و فزت بالمرتبة الثالثة، كما كانت لي مشاركة في منافسة بكيب تاون في جنوب إفريقيا من خلال موقع مختص، و قد نالت الصورة التي تعبر عن الرياضة المائية التي شاركت بها، نسبة كبيرة من تصويت مصورين محترفين، ليتم توثيقها في كتاب الصور في مدرسة الصورة  الفوتوغرافية بكيب تاون، كما تم عرضها في معارض هناك.
المعارض الافتراضية صنعت جوا خاصا خلال الجائحة
.هل ترى بأن المعارض الافتراضية للصورة الفوتوغرافية ساهمت في تطوير التصوير الفوتوغرافي
و التعريف بأعمال المصوّرين؟
- أكيد ساهمت بقوة كما شجعت المهتمين على المشاركة، خاصة في الأزمة الوبائية، حيث صنعت المعارض و المنافسات الافتراضية جوا خاصا، و مكنت من توسيع نطاق مشاركتي ، حيث كانت لي عديد المساهمات في معارض نظمها موقع روسي و ثلاث مشاركات  في منافسة الشارقة بالإمارات ، و حصلت على شهادات مشاركة، و قد ساهم ذلك  في التعريف بأعمالي و الترويج للسياحة الداخلية.
. في نظرك ماذا يميّز أعمالك عن بقية أعمال المصورين؟
- الحمد لله، أنني نلت فرصة السفر لعديد الدول، و تمكنت من تنويع معرضي و التقاط صور مختلفة، لم يسبق و أن التقطها مصورون محليون، و قد أردت إبراز ذلك من خلال فتح فضاء خاص لعرض أعمالي التي تتيح لمن يشاهدها السفر بخياله.
أحلم بعرض صوري في كتاب أو مجلة متخصصة
.حدثنا عن الفضاء الذي افتتحته مؤخرا بتبسة لعرض صوّرك الفوتوغرافية؟
- أملك محلا و كنت استغله تجاريا، لكنني فكرت مؤخرا في إقامة معرض خاص بلوحاتي، سعيا لبعث سوق الصورة الفوتوغرافية، و كان لذلك صدى كبيرا من قبل المهتمين بالمجال و الراغبين في طرق أبوابه. و قد دشن الفضاء من قبل والي تبسة في 19 أوت الفارط في اليوم العالمي للمصور الفوتوغرافي، حيث عرضت كل أعمالي التي تروي رحلاتي السياحية خلال العقد الأخير.
. هل تفكر في أن يكون لك إصدارات مكتوبة ككتاب أو مجلة تضم لوحاتك الفوتوغرافية؟
- هذا حلم و أسعى جاهدا لتحقيقه، لكونه مرتبط بالإمكانيات، و أتمنى أن أحظى بالتفاتة من الهيئات المعنية، فكل ما أقدمه من جهدي الخاص، فالمعارض وحدها مكلفة جدا، ضف إلى ذلك تكاليف الطباعة و الأطر و أعباء النقل و الإيواء، و ما غير ذلك.
. هل هناك سوق لفن التصوير الفوتوغرافي ؟
- لا يوجد سوق لفن الصورة الفوتوغرافية، لكن أسعى لتغيير ذهنية المواطن ليكون منفتحا على هذا المجال.
. ما هي مشاريعك المستقبلية؟
- هناك عدة مشاريع، حققت مؤخرا أحدها و هو عرض أعمالي في قصر الباي بقسنطينة في معرض « تبسة تعرض بقسنطينة»، و أتمنى أن أعرض أعمالي في ولايات أخرى.            أ ب

الرجوع إلى الأعلى