كشف المدرب زردافكو لوغاروسيتش مسؤول الطاقم الفني لمنتخب زيمبابوي، أن قوة المنتخب الوطني والمستوى الكبير الذي وصله الخضر منذ قدوم جمال بلماضي لا يحتاج لشهادته، وقال التقني الكرواتي في حوار مع النصر، إن روح كرة القدم تمنع عليه وعلى أشباله دخول مباراة 12 نوفمبر في ثوب الضحية، مؤكدا أن لقاء بطل إفريقيا في حد ذاته يعتبر أكبر محفز للاعبيه، الذين يتمنون ألا يكون رفاق محرز في يومهم لأجل إحداث مفاجأة الجولة، بالصمود في الجزائر، كما تطرق مدرب منتخب السودان السابق إلى الكثير من الأمور الأخرى تخص تفاصيل سفر البعثة إلى الجزائر والجدل المثار حول بعض خياراته، إضافة لرأيه في الناخب الوطني جمال بلماضي، وسر اعتباره أحسن مدرب في القارة السمراء، وضمن قائمة الأفضل في العالم.
حاوره: بورصاص.ر
*أهلا بك «كوتش»، نشكرك على رحابة صدرك، وقبول إجراء هذا الحوار؟
لا شكر على واجب، وأنا تحت تصرفكم، من أجل الإجابة عن كل أسئلتكم، رغم أنكم تودون نقل أكبر قدر من الأخبار عن فريقي، كوننا سنواجه منتخب بلدكم (يضحك)، تفضل أطرح ما شئت من الأسئلة.
*في البداية، هل سويتم مشكلة تنقلكم إلى الجزائر، خاصة وأن الاتحادية الزيمبابوية، تحدثت عن وجود مشكلة كبيرة في هذا الجانب؟
لقد كان لي حديث منذ قليل مع رئيس الاتحادية (الحوار أجري سهرة الإثنين)، وأكد لي تسوية الإشكال، رغم أن المأمورية لم تكن سهلة، بالنظر إلى الظروف التي يعيشها العالم ككل بفعل انتشار «كوفيد-19»، والذي عطل كل شيء وأغلق عديد المطارات، مثلما هو الحال لديكم في الجزائر، إلى جانب معاناة الاتحادية الزيمبابوية من ضائقة مالية، وهو ما وضعها في موقف صعب من أجل ضبط سفرية الجزائر.
لقاء حامل اللقب لا يحتاج لتحفيز ويشبه صدام فريق مغمور مع الريال
*وكيف سيكون مخطط رحلتكم؟
حسب ما أكده لي رئيس الاتحادية وما ضبطته مع أعضاء طاقمي الفني المساعد، التنقل إلى الجزائر سيكون 48 ساعة قبل موعد المباراة، حيث سنتنقل إلى الجزائر العاصمة سهرة 10 نوفمبر الجاري، على أن نصل إلى بلدكم صبيحة الأربعاء، ونجري حصة تدريبية خفيفة وحيدة، قبل مواجهة المنتخب الجزائري، ونتمنى أن تكون كافية بالنسبة لنا.
*نفهم من كلامك، بأنكم ستتنقلون على متن طائرة خاصة أم ماذا بالضبط؟
نعم، سنتنقل على متن رحلة خاصة، على أن نعود على متنها بعد نهاية المباراة، حيث نملك مخططين للعودة، إما التنقل مباشرة بعد نهاية المباراة، ونتوجه من الملعب إلى المطار مباشرة، أو نقيم ليلة إضافية في الجزائر، ونسافر صبيحة اليوم الموالي.
*هل صحيح، بأنكم ستجلبون معكم في رحلة العودة بعض الطلبة الزيمبابويين الذين يدرسون في الجزائر؟
نعم، حسب ما أكده لي رئيس الاتحادية، خاصة في ظل المشكلة المادية التي يعاني منها، وسعيا منه لتخفيض تكاليف الرحلة، التي ستكون في حدود 125 ألف دولار، حيث تم الإتفاق مع عائلات الطلبة العالقين في الجزائر على إجلائهم، وبالمقابل تساعد تلك العائلات في تأمين مبلغ الرحلة.
سنلاقي منتخبا لم ينهزم في 20 مباراة والمفاجآت دوما واردة
*ومتى ستنطلق تحضيراتكم للمواجهتين المزدوجتين أمام المنتخب الوطني؟
أنا متواجد حاليا بزيمبابوي، لكن التحضيرات للمواجهتين المزدوجتين أمام المنتخب الجزائري ستنطلق الأسبوع المقبل، خاصة وأننا أمام حتمية التعامل مع تواريخ الاتحاد الدولي، وسنعمل على تقسيم البرنامج لمرحلتين، أين نشرع في التحضيرات بالعناصر المحلية التي تنشط في كل فرق بطولة زيمبابوي، إضافة إلى العناصر التي تلعب في دوري جنوب إفريقيا وتانزانيا، قبل التحاق العناصر المحترفة في أوروبا، حيث نملك لاعبين ينشطون في فرنسا وتركيا وآخرين في إنجلترا، وهناك لاعبون في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر من ذلك هناك عناصر مرتبطة بمباريات رسمية يوم 8 وأخرى يوم 9 نوفمبر، وهو ما يؤخر اكتمال التعداد إلى اليوم الذي يسبق موعد التنقل، على اعتبار أن اللاعبين سيجرون أولا تحاليل كورونا، قبل القدوم إلى هراري، والسفر معنا إلى الجزائر، مثلما اشترطته السلطات في بلادكم، وحتى تطبيقا للبروتوكول المتفق عليه مع الاتحاد الإفريقي للعبة.
منحت صوتي بلماضي لأني مقتنع بأنه الأفضل
*تبدو وكأنك قلق من وضعية لاعبيك، وعدم قدرتكم على تجميعهم، قبل التنقل إلى الجزائر، أليس كذلك؟
ما باليد حيلة، هناك تواريخ يحددها الاتحاد الدولي للعبة، والعناصر المحترفة لا يمكنها الالتحاق قبل تلك الآجال، ونحن ندرك ذلك جيدا، إضافة إلى الظروف الصعبة، وهو ما يجعلنا أمام حتمية التعامل مع هذه المعطيات، والتي لن تكون في صالحنا، لأننا سنواجه منتخبا قويا، وببساطة أفضل منتخب في إفريقيا، وهو ما يتطلب منا أن نكون في أفضل أحوالنا، وأن نضاعف مجهوداتنا فوق أرضية الميدان.
*وكيف تتوقع المواجهتين المزدوجتين أمام الخضر؟
أعتقد بأن سؤالك، لا يحتاج للتفكير طويلا للإجابة عنه، لأننا سنواجه أفضل منتخب في إفريقيا، ويدربه الأحسن حاليا في القارة، وبالمناسبة، لقد صوت على بلماضي في جائزة أفضل مدرب في العالم وفي إفريقيا، وليست مجاملة، بل عن قناعة، بالنظر إلى الإنجاز الذي حققه مع المنتخب الجزائري، الذي أبهر الجميع في كان مصر الأخيرة، كما أنه يواصل تقديم عروضه القوية، مثلما يفعل حتى في الوديات، وكان ذلك أمام منتخبات عالمية، في صورة المكسيك مؤخرا وقبلها كولومبيا.
التكنولوجيا سهلت جمع المعلومات وملعب 5 جويلية يخدمنا
*يبدو أنك تتابع جيدا أخبار المنتخب الجزائري، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، وهذا من صميم عملي، لأنني مدرب منتخب زمبابوي والمنتخب الجزائري منافسنا في المجموعة، ونحن أمام حتمية جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عنه، ومن حسن الحظ أننا في عصر التكنولوجيا، ويمكنك الحصول على أي معلومة تريدها، وحتى الإحصائيات والمباريات صارت متاحة بسهولة، وهو ما يسمح لك بمعاينة منافسك جيدا، رغم أن المنتخب الجزائري متكامل، وهذه حقيقة لا مفر منها، ونقاط ضعفه قليلة، ونتمنى فقط ألا يكون في أحسن أحواله، رغم أنني حسب ما شاهدت في الأسابيع الأخيرة، فإن جل لاعبيه يمرون بفترة زاهية، مثل ما هو الحال بالنسبة لبن ناصر وسط ميدان نادي ميلان، وحتى قائد منتخبكم محرز وبن سبعيني، الذي يقدم مستويات رائعة في ألمانيا، وأنا في انتظار إعلان بلماضي عن القائمة النهائية، خاصة وأن هناك بعض الأسماء، غابت في المباراتين الأخيرتين، ومن المحتمل عودتها.
*من خلال حديثك عن قائمة بلماضي، إعلانكم عن العناصر المعنية بمواجهتي الخضر أحدث ضجة في زيمبابوي، هل تم احتواء الوضع؟
لا توجد أي ضجة، فقط القائمة الموسعة التي أعلنتها، حملت اسم لاعب دون فريق (كارورو أوفيدي)، ولكنه يعتبر من بين ركائز التشكيلة، وتحدثت مع أعضاء طاقمي المساعد في الموضوع، ومنحوني تقريرا جيدا عنه وعن حالته البدنية، وهو ما أكدته في تصريحاتي لوسائل الإعلام المحلية، لقد كنت مجبرا على توجيه الدعوة ل25 لاعبا، كما تعلمون في الظرف الحالي الإستثنائي، يمكنك أن تقع في إشكال في آخر  لحظة وتفقد خدمات لاعب أو لاعبين، بسبب هذا الفيروس اللعين، وعليه يجب علينا الانتظار إلى آخر لحظة.
أمنيتي الوحيدة أ لا يكون الخضر في أحسن أحوالهم وإلا..

*وما هي أهدافك مع منتخب زيمبابوي؟
أعتقد بأن الهدف واضح، وهو البحث عن ضمان التأهل إلى الكان المقبلة التي ستجرى في الكاميرون، رغم أن المأمورية صعبة، على اعتبار أن القرعة لم تكن رحيمة بنا، وأوقعتنا في مجموعة تضم بطل إفريقيا، الذي يتصدر المجموعة بامتياز، نتيجة فوزين في الجولة الأولى والثانية، إلى جانب زامبيا، الذي توج من قبل بالكان أيضا، والجار منتخب بوتسوانا، وهو ما يجعلنا أمام حتمية البحث عن كيفية حصد أكبر عدد ممكن من النقاط، بداية من المواجهتين المقبلتين أمام الجزائر، واللتان تعتبران بالنسبة لنا محطتين مهمتين، من أجل معرفة مستوانا الحقيقي، ولما لا مباغتة الخضر، خاصة وأن كل شيء وارد في كرة القدم.
*نفهم من كلامك، بأنك تسعى لمباغتة الخضر في ملعب 5 جويلية أم ماذا؟
أي مدرب في العالم، لا يمكنه دخول أي مباراة وهو خاسر، بل العكس تماما يجب عليه إيجاد الحلول، والبحث عن الكلمات المناسبة من أجل تحفيز لاعبيه، رغم أن مواجهة بطل إفريقيا تعتبر في حد ذاتها حافزا معنويا مهما، مثلما يحدث في إسبانيا عندما يواجه لاعبو أندية «الليغا» فرقا بحجم ريال مدريد وبرشلونة أو في ألمانيا بايرن ميونيخ، فدائما هذه المواجهات لها طابع خاص، وكل لاعب يحاول تقديم أفضل ما لديه، لأنه يدرك جيدا، بأن وسائل الإعلام ستسلط عليه الضوء، كما لا تنسوا بأن اللعب ب5 جويلية يصب في صالحنا أيضا، لأنني أدرك جيدا، بان هذا الملعب لا يخوض عليه المنتخب الجزائري مبارياته دائما، ولديهم ملعب آخر (يقصد ملعب تشاكر).
الرحلة الخاصة كلفتنا الكثير ولهذا لجأنا لعائلات الطلبة
*المنتخب الوطني يبصم على رقم مميز، حيث يوجد بدون خسارة في 20 مباراة متتالية مع بلماضي، ماذا يعني لك ذلك؟
أنا على إطلاع بذلك، ولهذا قلت لك بأن المنتخب الجزائري طبعة بلماضي منتخب متكامل وقوي جدا، ولما لا نلحق بهم أول هزيمة، رغم أن المأمورية ستكون صعبة، لكننا سندخل المواجهتين بنية تحقيق نتيجة جيدة، تبقينا في سباق التنافس على التأهل إلى الكان.
*بعيدا عن المواجهتين المقبلتين أمام الجزائر، هل ترى بأن الخضر قادرون على مواصلة تسيد القارة؟
لما لا، المنتخب الجزائري لديه كل الإمكانيات لمواصلة البصم على نتائج مميزة في إفريقيا، بالنظر إلى التعداد الذي يضمه، وأهم نقطة الخزان الموجود لديهم من الشبان، كما أن جل الركائز لا يزال لديهم الكثير لتقديمه، دون نسيان عامل مهم وهو الاستقرار والمحافظة على المدرب بلماضي لأطول فترة ممكنة.
*من خلال حديثك عن بلماضي، هذا الأخير يستهدف التأهل والذهاب بعيدا في المونديال، ما تعليقك؟
يعجبني هذا النوع من المدربين، الذين يملكون طموحا كبيرا، وهذا سبب من أسباب تصويتي عليه في الاستفتاء الأخير للفيفا، ومن فاز أمام كولومبيا بنتيجة ثقيلة، وتعادل مع المكسيك وهو منقوص عدديا، يمكنه مواجهة أي منتخب مهما كانت قيمته.
تملكون جيلا رائعا وطموحات بلماضي بعيدة عن الجنون
*هل من كلمة أخيرة؟
أضرب لكم موعدا في الجزائر يوم 12 نوفمبر الجاري، ونتمنى أن نكون في المستوى ونقدم مباراة كبيرة، رغم أنني شخصيا كنت أتمنى اللعب أمام مدرجات ممتلئة عن آخرها، لكن الوضع الصحي لا يسمح بذلك.      
ب/ر

الرجوع إلى الأعلى