66 ألـــف حـــرفي استفـــادوا من منحـــة التعويـــض عن خسائـــر الأزمـــة الصحيــة
كشف المدير العام للصناعة التقليدية والحرف بوزارة السياحة، كمال الدين بوعام أن الحرفيين الجزائريين كانوا ضمن الصفوف الأولى في  العمل التضامني منذ بدء انتشار فيروس كورونا  ، مشيرا أنهم تمكنوا من إنتاج ما لا يقل عن 18  مليون قناع واقي ( كمامة )  ومختلف مستلزمات الوقاية منذ تفشي وباء كورونا تم توزيعها مجانا.
حاوره: عبد الحكيم أسابع
وفي حوار خص به النصر، أكد المتحدث بأن ما لا يقل من 66 ألف حرفي قد استفادوا من المنح والتعويضات التي خصصتها لهم الدولة لتخفيف الأضرار والخسائر التي تكبدوها جراء توقف نشاطهم بسبب إجراءات الحجر الصحي في إطار الوقاية من تفشي كورونا، وقال إن العملية ما تزال متواصلة.
كما تحدث السيد بوعام في هذا اللقاء عن مختلف أشكال الدعم والمرافقة التي تقدمها الدولة لفائدة الحرفيين، لتمكينهم من تحقيق مشاريعهم الخلاقة للثروة ومناصب الشغل.
* النصر: كيف جرت عملية التعويض التي كان قد أقرها رئيس الجمهورية لفائدة الحرفيين لتخفيف الأضرار المترتبة عن توقف النشاط  جراء  جائحة كورونا منذ شهر مارس الماضي ؟
عمليات التقييم التي قمنا بها بينت أن 66 ألف حرفي قد استفادوا من منحة 30 ألف دينار الموجهة بالدرجة الأولى لقطاع  الصناعة التقليدية والحرف، وهي التعويضات التي تخص الأشهر التي توقفوا فيها عن مزاولة نشاطهم بسبب إجراءات الوقاية من وباء كورونا في مارس أفريل و ماي أي بواقع 10 آلاف دينار عن كل شهر.
ومعلوم أن هذا الإجراء قد تم اتخاذه في مجلس الوزراء من طرف رئيس الجمهورية، وجاء لتخفيف الأضرار المالية الناجمة عن جائحة كورونا.
تعليمات لتخصيص فضاءات بالفنادق  للترويج  للصناعات التقليدية
ومنذ الإعلان عن هذه المنحة قمنا بعملية تحسيس على مستوى محلي من خلال غرف الصناعة التقليدية والحرف ومديريات الصناعة التقليدية والحرف، وطلبنا من كل الحرفيين التقدم لهذه المصالح  لملء استمارة وضعتها الحكومة كنموذج.
أما المرحلة الثانية فتتعلق بالتعويض الذي أقره السيد رئيس الجمهورية في إطار المهن الحرة، والمقدر بـ 30 ألف دينار، للشهر الواحد، ولمدة ثلاثة أشهر،  وبما أن الحرفيين يعتبرون من هذه المهن فقد فتحنا التسجيلات على مستوى مديريات السياحة الصناعة التقليدية والحرف وغرف الصناعة التقليدية و الحرف على مستوى محلي، والعملية ما تزال متواصلة إلى غاية نهاية آجالها المحددة في 30 نوفمبر الجاري، حيث لا يزال الحرفيون بصدد وضع ملفاتهم على مستوى المديريات المعنية.
وللاستفادة من هذه المنحة المقدرة بتسعة ملايين سنتيم لثلاثة أشهر، يشترط على كل حرفي يرغب في الاستفادة من هذا الشرط أن يكون منتسبا للصندوق الوطني للضان الاجتماعي لغير الأجراء ‘’كاسنوس’’ لسنة 2019 وأن يكون مكتتبا لسنة 2020 ، وفي هذا الصدد فإننا في مديرية الصناعة التقليدية والحرف نعمل بالتنسيق مع "كاسنوس" على أساس قائمة مشتركة ولما يتم التصديق عليها يتم إرسالها للولاية للتنفيذ.
* النصر: وبغض النظر عن المنح   التي خصصتها الدولة للحرفيين لتخفيف الأضرار الناجمة عن الأزمة الصحية، ما هي الإجراءات الأخرى التي اتخذتموها لصالح الحرفيين؟.
وضع قطاع الصناعة التقليدية والحرف المحلات المتوفرة على مستوى دور ومراكز الصناعة التقليدية البالغ عددها 80 هيكلا على مستوى الوطن  تحت تصرف الحرفيين عن طريق الكراء، وقد قرر السيد وزير السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي، في هذا الشأن تخفيض نسب الكراء لفائدة الحرفيين وأعطى الصلاحية لغرف الصناعة التقليدية والحرف وكذلك المكاتب المنتخبة على مستوى محلي صلاحية دراسة نسب تخفيض الكراء للحرفيين، في مختلف الولايات وتتم دراسة هذا الأمر بين الحرفيين المستفيدين من هذه المحلات ومدراء الغرف ومدراء السياحة والهيكل المنتخب.
إلى جانب ذلك فإننا نقدم أشكالا أخرى من الدعم والمساعدة للحرفيين من أجل ترقية وتسويق منتوجهم عن طريق تنظيم المعارض وتنظيم دورات تكوينية، فضلا عن تخصيص فضاءات للترويج وتسويق منتوجاتهم على مستوى المؤسسات الفندقية.
وفاة 20 حرفيا بفيروس كورونا خلال ممارسة أنشطة تضامنية
ونحن إن كنا قد احتفلنا مؤخرا باليوم الوطني للحرفي في مركز المعالجة بمياه البحر "طالاسو " بسيدي فرج ( الجزائر العاصمة ) فقد أردنا أن تكون هذه المناسبة فرصة للحرفيين للترويج لإبداعاتهم من خلال المعارض المقامة بالمناسبة وأيضا فرصة  للإشادة بالإنجازات التي حققها قطاع الصناعة التقليدية والحرف.
* النصر: ما هي المنتوجات الحرفية المعنية بالعرض والتسويق على مستوى المؤسسات الفندقية؟  
لقد أعطى مؤخرا السيد وزير السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي تعليمات صارمة لجميع المؤسسات الفندقية العمومية منها والخاصة لوضع فضاءات لفائدة الحرفيين لبيع وترويج منتوجاتهم، وبهذا الصدد فإن غرف الصناعة التقليدية والحرف هي التي تؤطر الحرفيين وتوجههم للفضاءات المخصصة لهم، والمتاحة على مستوى المؤسسات الفندقية سواء للعرض أو التسويق، وكل منتوجات الصناعة التقليدية والحرف التي تعبر عن الموروث الثقافي والهوية والأصالة الجزائرية معنية بأن تكون حاضرة في هذه الفضاءات بالفنادق من نحاس، جلود، خشب، فخار، رخام، حلي، والزربية وكل الأعمال اليدوية التي تعبر عن موروثنا معنية بالعرض والتسويق والترويج على مستوى المؤسسات الفندقية.
* النصر: وكيف تتم مرافقة الحرفيين حاملي الأفكار والمشاريع من أجل تجسيد مشاريعهم؟
إن مرافقتنا للحرفيين عادة ما تتم من خلال تقديم قروض مصغرة لهم وتمويلهم لإنجاز مشاريعهم الطموحة وتفجير إبداعاتهم وخلق الثروة، ومناصب شغل دائمة، لاسيما في مناطق الظل وتقديم المزيد من أشكال الدعم الأخرى في سبيل ترقية نشاطهم المعول عليه كقطاع منتج وخلاق للثروة.
 وقد قامت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي في هذا الصدد  خلال الفترة الأخيرة بإمضاء اتفاقيتين ترميان لتقديم الدعم للحرفيين لإنشاء مشاريع أو توسيع نشاطاتهم أو لتطويرها، وتم توقيع الاتفاقية الأولى مع وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة،  أما الاتفاقية الثانية فتم توقيعها مع الوزارة المنتدبة لدى الوزارة الأولى المكلفة بالمؤسسات المصغرة.
وفي هذا الصدد فإن قطاعنا يقوم بتأطير الحرفيين في مجال اختيار الفكرة ودراسة المشروع ودراسة الجدوى  قبل أن نوجه المعنيين نحو الصندوق الوطني لتسيير القرض المصغر، "لونجام " التابع لوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة أو نحو  الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب " لونساج" من أجل الحصول لدعم وخلق المؤسسات المصغرة.
الحرفيون أنتجوا ما لا يقل عن 18 مليون كمامة ومختلف مستلزمات الوقاية
ولعل الجديد المتعلق بالاتفاقية الممضاة مع " لونساج "  أن أي حرفي أصبح بوسعه توسيع نشاطه والتحول من مجرد   صاحب بطاقة حرفية إلى صاحب مؤسسة ذات طاقة إنتاجية أكبر، عكس ما كان عليه في السابق.
* النصر: ما مدى الإقبال   على الاستفادة من آليات التمويل وإنشاء المؤسسات المصغرة؟
دعني أوضح بالمناسبة أن الاتفاقية التي وقعناها مع وزارة التضامن الوطني، ذات شقين، ويتعلق الأمر بتكوين الإطارات لمرافقة الحرفيين و دعم وتمويل الحرفيين لاقتناء المواد الأولية أو لإنشاء المشاريع، ولحد الآن لدينا أكثر من 45 ألف حرفي استفاد من الصندوق الوطني لتسيير القرض المصغر.
ولعل أكثر المستفيدين من هذا الصندوق هي المرأة الحرفية، ما يعني أن الحملات التحسيسية التي قمنا بها لنشر ثقافة المقاولاتية في أوساط النساء والتي لا تزال متواصلة، قد أتت ثمارها.
وتجدر الإشارة إلى أنه ضمن برنامجنا نقوم بتنظيم حملات وقوافل تحسيسية تجاه حاملي المشاريع في المناطق الريفية ومناطق الظل، حيث نطرق كل الأبواب ونقوم بتشجيع المرأة التي كان نشاطها عائليا ونزرع فيها ثقافة المقاولاتية حتى تنخرط في النسيج الاقتصادي،  ما ينعكس حتما على ترقية أسرتها وترقية الصناعة التقليدية في تلك المنطقة.
ونحن نقوم ضمن مهامنا بمرافقة المرأة المهتمة للحصول على المادة الأولية أو على وسائل العمل عن طريق "أونجام"، واليوم أصبح منتوج المرأة الحرفية لافتا في المساحات الكبرى وفي مختلف الفضاءات التجارية.
أكثر من 45 ألف ناشط في المجال استفادوا من قروض مصغرة
كما تتمكن النساء الحرفيات من التعريف بمنتوجهن وتسويقه وربط علاقات مع الزبائن من خلال المعارض التي تقام بمختلف المناسبات، وفي دور الصناعة التقليدية، كما أن الكثير من النساء الحرفيات واكبن التكنولوجيات الجديدة وأصبحن يروجن لمنتوجهن عبر الفضاء الأزرق وكذا عبر بعض منصات التواصل الإلكترونية، بعد أن قلصت الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار وباء كورونا من فرص وفضاءات العرض المباشر.
وفي هذا السياق فقد رافقت دائرتنا الوزارية بعض المؤسسات الناشئة في مجال التسويق والترويج،  من بينها مؤسسة ناشئة لديها أكثر من أرضية على منصات التواصل الإلكترونية تعرض خدماتها على الحرفيين والعائلات المنتجة وتقدم لهم فرصها المتاحة لعرض وتسويق منتوجاتها المختلفة، لتقريب المنتوج من المواطن.
* النصر: بلغة الأرقام كم يبلغ اليوم عدد الحرفيين المسجلين على مستوى مصالحكم؟
يضم قطاع الصناعة التقليدية والحرف حاليا حوالي 400 ألف حرفي نشط في مجال الصناعة التقليدية والحرف،  من بينهم أكثر من 27 ألف في مجال الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية والباقي في الحرف، ويسير هؤلاء مليون و45 ألف منصب شغل، بمعنى أن مليون عائلة على الأقل مصدر دخلها من هذا النشاط.
هذه هي آليات  المساعدة على خلق مؤسسات منتجة
* النصر: هل يمكن أن تقدموا لنا صورة عن العمل التضامني الذي قام به الحرفيون منذ الأسابيع الأولى لانتشار الجائحة؟
لقد قام قطاع الصناعة التقليدية والحرف بهبة تضامنية كبيرة عندما كانت البلاد بحاجة إلى أقنعة واقية وألبسة واقية لمصالح قطاع الصحة والهيئات العمومية ولعموم المواطنين، حيث فتح الحرفيون ورشاتهم وأخذوا في صناعة الأقنعة الواقية والمآزر و منتوجات حرفية أخرى متعلقة ببرنامج دعم الوزارة لبرنامج الدولة في التصدي لوباء كوفيد 19، والتي   تم توزيعها مجانا، وبلغ إنتاجهم ما لا يقل عن 18 مليون كمامة وزعت على أسلاك الأمن والصحة والجمعيات لمكافحة تفشي الوباء، وما زالت ورشات  إلى اليوم تقوم بإنتاج الأقنعة الواقية ومختلف مستلزمات الوقاية من تفشي وباء كورونا في إطار العمل التضامني.
وخلال امتحانات شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط ساهم قطاعنا بحوالي مليون قناع   وزعت على مستوى محلي، عمن خلال جميع مديريات التربية.
ولا يسعني هنا سوى أن أترحم على أرواح الحرفيين الذين قضوا نحبهم بسبب كورونا وعددهم حوالي 20 حرفيا من الذين كانوا ينشطون في إطار العمل التضامني.
ع/أ

الرجوع إلى الأعلى