أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر أن الصحراويين يخوضون اليوم حربا حقيقية، وأن جيشهم على جبهة المواجهة يواجه قوات الاحتلال المغربية ببسالة، مؤكدا بأن مواصلة الكفاح المسلح ستستمر حتى النصر والاستقلال، وقال بأن كل أبناء الشعب الصحراوي مستعدون كل الاستعداد لخوض الحرب إلى غاية النصر وطرد الاحتلال من بلاده، وتحدث عن قوافل من المواطنين الصحراويين تتقاطر يوميا على الثكنات والنواحي العسكرية رغبة في التجنيد ودعم صفوف جيش التحرير الوطني الصحراوي.
حاوره: عبد الحكيم أسابع
وفي حوار خص به النصر في مكتبه بمقر السفارة في الجزائر العاصمة أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية أن لا شيء سيوقف هذه الحرب، إلا باعتراف المغرب بأن لا سيادة له على الصحراء الغربية وانسحابه الكامل من كل ترابها.
النصر: سعادة السفير، كيف تصفون لنا الوضع الحالي على جبهة المواجهات العسكرية الدائرة بين جيش التحرير الوطني الصحراوي وقوات الاحتلال المغربي على امتداد الجدار الرملي الذي بناه المغرب في السابق في المنطقة العازلة؟
السفير الصحراوي: المواجهة العسكرية مشتعلة على طول جدار العار الرملي العازل بين جيش التحرير الوطني الصحراوي والقوات المغربية المتخندقة على مستوى نقاط مختلفة من هذا الجدار، منذ قيام المغرب بخرق اتفاق إطلاق النار، واعتداء قواته على المدنيين الصحراويين قبل حوالي أسبوع، ونحن بهذا ندخل مرحلة جديدة بديلة لمرحلة الهدوء والاستقرار التي كانت قد عرفتها المنطقة على مدى 29 سنة أي منذ توقيع اتفاق إطلاق  النار بين الطرفين في سنة 1991، وجيشنا المغوار يقوم بقصف كل المواقع التي يتحصّن فيها جنود الاحتلال المغربي، ليل نهار، وبدون توقف ملحقا أضرارا بشرية ومادية في قوات الاحتلال.
وعلى الرغم من محاولة نظام المخزن التعتيم على هذه المواجهات العسكرية، والادعاء بأن بلاده ملتزمة بوقف إطلاق النار وأنّهم مع السلم، حيث حاول محمد السادس تسويق صورة مغايرة للواقع وللمعطيات الميدانية الحقيقية، في اتصال له بالأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش، في محاولة يائسة منه للدفع نحو العودة  مجددا  نحو حالة الجمود والهدوء بالمنطقة، إلا أن مواقع تواصل اجتماعية مغربية فضحت ادعاءاته بعد أن نشرت فيديوهات لعمليات تشييع جثامين الجنود المغاربة القتلى الذين سقطوا في المواجهات العسكرية القائمة بالصوت والصورة ومع التعليق عليها، ما أدى إلى متابعة أصحابها والزج بهم في السجن.
النصر: هل يمكن القول أنكم دخلتم الحرب فعليا مع المغرب بعد هدنة 29 سنة، وهل أنتم مستعدون لها؟
السفير الصحراوي: نعم لقد دخلنا الحرب مجبرين بعد أن فرضها علينا المغرب، رغم التحذيرات التي سبق وأن وجهناها له من مغبة أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، وسيواصل الشعب الصحراوي الكفاح حتى النصر، ويجب أن يعلم العالم أجمع أن الجيش الصحراوي والشعب الصحراوي يتمتعان بتجربة كبرى في النزاع المسلح و هما أكثر خبرة واستعدادا من الطرف الآخر على المواجهة العسكرية، ولجبهة البوليساريو من الخبراء والكفاءات والإمكانيات والقدرة على استعمال وسائل أكثر حداثة، ما سيحقق نتائج ميدانية مبهرة، ونحن متأكدون من ذلك، ليس بحسب الخطط والتكتيك الحربي الذي سيرهق قوات العدو ويجبره على التسليم بأننا أصحاب حق، ولكن أيضا بفضل روح التضحية التي يتمتع بها أبناء الشعب الصحراوي.
 النصر: ما مدى استعداد الشعب الصحراوي في المخيمات وفي الأراضي المحتلة وفي الخارج أيضا، للتضحية وخوض هذه الحرب التي قد يطول أمدها ؟
السفير الصحراوي: شعبنا الصحراوي مستعد كل الاستعداد لخوض الحرب بكل إرادة وعزيمة،  وهو وكل أفراد شعبنا في جاهزية تامة ومتحمسون للكفاح ومقاومة الاحتلال إلى غاية تحرير كل شبر من أراضينا المحتلة ويتبين هذا في حجم الإقبال الكبير من أبناء الشعب الصحراوي على المدارس في النواحي العسكرية وعلى المظاهرات في يتم تنظيمها يوميا في الأراضي المحتلة وفي الجاليات للتنديد بالاعتداء المغربي على المدنيين في الكركرات، وأيضا للتعبير عن استعداد المشاركين فيها للمشاركة في هذه الحرب.
وهنا يجب أن نوضح للعالم بأن هذا لا يعني أن أبناء شعبنا هواة حرب ويبحثون عن الحرب بل بالعكس فإن 29 سنة من الصبر والمراهنة على المساعي السلمية دليل على أن الصحراويين لم يكونوا فاقدي الصبر بل تجاوزوا حدود الصبر ولم يكونوا مستعجلين للبحث عن الحلول بقوة السلاح، ولكن عنجهية الاحتلال المغربي لم تترك له أي مخرج سوى التسليم بسياسة الأمر الواقع التي جرهم إليها ومواجهته بنفس الأسلوب الذي واجههم به.
النصر: برأيكم هل قام المغرب بخرق اتفاق وقف إطلاق النار مدفوعا من دول معينة أم أن ذلك جاء بقرار فردي غير محسوب ؟
السفير الصحراوي: أعتقد أنه حتى إن جاء قراره بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل متهور أو بناء على حسابات خاطئة بسبب غياب الرؤيا الاستراتيجية لديه أو انطلاق من ضعف تجربة، فلا يجب أن يغيب أبدا أن ذلك تم بتشجيع وحماية من القوة المستعمرة السابقة وهي فرنسا التي دافعت عنه وحمت جرائمه ومنعت الأمم المتحدة بأن تبلور حلولها السلمية لحل، كلما تم اتخاذ قرار للتعجيل بدفع الأمور نحو الحل تأتي فرنسا لتعرقل، وحتى القنصليات التي تم فتحها في الأراضي الصحراوية المحتلة فهي تابعة للبلدان الفرنكوفونية التابعة لفرنسا وفرنسا أيضا هي من دفع الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقيات مع المغرب في مجال الصيد البحري والفلاحة تضم المياه الإقليمية والأراضي الصحراوية. كما أن فرنسا التي شجعت نظام المخزن للعودة للاتحاد الإفريقي ولطلب العضوية في المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا لكي يلعب دورا داعما للدور الفرنسي في المنطقة بعد أن فقدت باريس جزءا هاما من نفوذها هناك.
وأخيرا انضمت الإمارات العربية المتحدة المتزعمة للتطبيع مع إسرائيل للداعمين للسياسة الاستيطانية التوسعية للمغرب لجره للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
النصر: هناك بعض الدول العربية ساندت المغرب على حساب القضية الصحراوية رغم عدالتها وتسجيلها في الأمم المتحدة بأنها تتعلق بقضية تصفية استعمار في القارة السمراء؟
السفير الصحراوي: البلدان العربية التي أخذت مواقف معلنة وصريحة لصالح المغرب هي الممالك، وهذا نظرا لطبيعة هذه الأنظمة وأخيرا جاء تشجيعها ودعمها له بالاستمرار في احتلال الصحراء الغربية من أجل جره للتطبيع مقابل دعم احتلاله للصحراء.
النصر: هل وقفتم على تحركات من المجتمع الدولي لتوقيف هذه الحرب والعودة لاستئناف مسار السلام؟
السفير الصحراوي: توجد نداءات ومطالبات بالهدوء وضبط النفس ووقف العمليات العسكرية للحفاظ على اتفاق إطلاق النار، لكن الصحراويين الذين أؤكد أنهم ليسوا دعاة حرب لن ينخدعوا مرة أخرى، بعد أن انخدعوا طيلة 29 سنة بالكذب والوعود الزائفة وظلوا ينتظرون السلام الذي لم يتحقق، وهم لا يؤمنون سوى بالملموس.  
النصر:ما هي شروط قيادة جبهة البوليساريو لتوقيف التصعيد الميداني والعمليات العسكرية لفسح المجال لاستئناف مسار السلام؟
السفير الصحراوي: المؤكد أن جبهة البوليساريو لن تكرر التجارب السابقة التي بنيت على الوعود والخطابات التي انتظر الشعب الصحراوي على ضوئها 29 سنة، دون أن يتحقق لها هدف الحرية والاستقلال للشعب الصحراوي، لأنها سئمت التعنت المغربي وعجز الأمم المتحدة عن فرض سلطتها على نظام المخزن وألاعيبه، ولكن البوليساريو ستبقي باب الحوار مفتوحا، لكن في ظل استمرار مسيرة الكفاح العسكري الذي استؤنف دون رجعة أو توقف، ولا شيء يوقف هذه الحرب إلا إذا أقرت المملكة المغربية بأن لا سيادة لها على كل الجمهورية العربية الصحراوية  وقررت الانسحاب منها.

الرجوع إلى الأعلى