دعا الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا الدكتور جمال فورار، إلى مراقبة المخابر التي تكتفي بإجراء تحاليل السيرولوجيا في الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، باعتبار أن هذا النوع من التحاليل لا قيمة له، مؤكدا بأن الاختبار الوحيد  الكفيل بالكشف عن الإصابة هو  اختبار «تفاعل البوليميراز المتسلسل»" PCR " الذي يقدم نتائج دقيقة.
حاوره: عبد الحكيم أسابع
وفي حديث خص به النصر في مكتبه، فند الدكتور جمال فورار ما يتردد بأن "الأقنعة الواقية ضارة" مؤكدا بأن كل الدراسات التي أجريت عبر العالم بينت أن القناع الواقي يحمي من انتقال الفيروس من شخص إلى آخر ولا يضر.
كما أكد بأن الإحصائيات التي يقدمها في ندوته الصحفية اليومية عن الحالة الوبائية، الناجمة عن تفشي الجائحة، صحيحة ودقيقة ولا تشوبها أي شائبة.
• النصر: يطرح في العديد من الولايات مشكل نقص وسائل التكفل بالمرضى وعدم توفر أجهزة واختبارات الكشف عن كورونا مثل تحاليل "PCR" رغم أنها الوسيلة الأنجع لتحديد الإصابة؟
د.فورار: إذا عدنا إلى الوراء بأشهر نجد أننا بدأنا مع ظهور الجائحة في بلادنا، في تشخيص الحالات المشتبه فيها بمخبر واحد وهو المخبر المرجعي لمعهد باستور،  لكن عندما تيقنّا أن الضغط أصبح كبيرا على هذه المؤسسة، فتحنا العديد من المخابر المرجعية ليصبح العدد يتجاوز اليوم الـ 50 مخبرا مرجعيا للتشخيص، وكلهم يستعملون تحليل الكشف عن كوفيد 19 المستجد المعروف باسم الـ  "PCR" ، وهو الإجراء الرامي إلى الإسراع في الكشف عن كل الحالات المشتبه فيها، لكن مع استمرار الضغط على المخابر بسبب المنحى التصاعدي لعدد الإصابات و الاختلالات التي قد تحدث بسبب عدم حصول مخابر على الكواشف أو اختبارات الكشف، نرى أنه من الضروري أن يلجأ أي مخبر للضرورة لإجراء تحاليله لدى مخابر مرجعية أخرى، وهذا الأمر لا يقع عندنا فحسب بل حتى البلدان المتطورة تواجهها مشاكل واختلالات من هذا النوع عندما تتفاقم حالات الإصابة بالعدوى.
مصالح  كوفيد في المستشفيات عززت من قدرتها الاستيعابية، ولا تعاني من أي ضغط
• النصر: ما مدى تشبع مصالح "كوفيد – 19"، بالمصابين ، وهل يمكن العمل بالمستشفيات المتنقلة على الأقل في مجال الفحص والتشخيص مثلما هو معمول به في دول أوروبية؟
د.فورار: لقد أعطى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تعليمات من أجل رفع قدرة استيعاب المصالح الاستشفائية المخصصة للتكفل بالمصابين بفيروس كوفيد - 19 عبر الوطن، وقد تم وفق ذلك تدعيم كل المصالح المعنية بأسرة إضافية، ولحد الآن لم نسجل ضغطا كبيرا أو تشبعا لهذه المصالح بالمرضى، وحتى مصالح الإنعاش لا تعاني من أي ضغط أو تشبع فالإمكانيات الاستشفائية المسخرة لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، كافية لأن المنحى التصاعدي للإصابات الذي جاوز الألف حالة لا يمكن وصفه بالضخم، يمكن الحديث عن الضغط في حال تفاقم الأمور بتسجيل 2000 أو 3000 إلى 4000 إصابة في اليوم.
• النصر: فتحت منذ ستة أشهر تحقيقات وبائية لم يفصح عن نتائجها إلى اليوم، ما هي أهم المؤشرات التي أظهرتها التحقيقات؟
د.فورار: عندما يظهر أي مرض من الأمراض المتنقلة في منطقة ما فإن مصالح الوقاية على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية تتجند تلقائيا للقيام بالفحص والتحقيق الوبائي في عين المكان حيث تقوم بتنظيم زيارات سريعة  لمعاينة حالة المصاب أو حالات المصابين التي من شأنها أن تتحول إلى بؤرة.
وحاليا كل وحدات الوقاية على مستوى مؤسسات الصحة الجوارية تعمل بنفس الطريقة  فيما يتعلق برصد ومتابعة الحالة الوبائية المرتبطة بانتشار كورونا، وإعداد تقارير عن ذلك كل 24 أو 48 ساعة كأقصى حد، لكن عندما يتم انتشار واسع لحالات الإصابة أو العدوى فقد يحدث التأخر في إنجاز التحقيق الوبائي.
وفي هذا الصدد أشير إلى أن لجنة التحقيق الوبائي التابعة لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، التي يترأسها البروفيسور محمد بلحوسين، كانت عقد قامت بعدة خرجات على مستوى بعض الولايات، وسجلت بأن الفرق المتنقلة التي تقوم بالتحقيقات الوبائية تعاني نقصا في وسائل النقل فكان لابد من اتخاذ إجراءات سريعة لتوفير هذه الوسائل بالتنسيق مع الجماعات المحلية في كل منطقة معنية بالتحقيق حتى نضمن السرعة في التوصل إلى النتائج المرجوة لاسيما في مجال التكفل بكل الحالات المسجلة.
كل الدراسات بينت أن القناع الواقي يحمي من انتقال الفيروس ولا يضر
• النصر: هناك مخابر للخواص تستقبل يوميا حالات مشتبه في إصابتها بفيروس "كوفيد – 19 " وتقوم بإجراء الاختبارات المصلية السيرولوجية "Test sérologique pour la COVID– 19 " بشكل عشوائي ما يجعل حاملي الفيروس يتنقلون بكل حرية، يحدث هذا في الوقت الذي تشتكي مخابر أخرى من عدم الترخيص لها بإجراء تحاليل اختبار المسحة الطبية PCR  أو ما يسمى باللغة العربية «تفاعل البوليميراز المتسلسل» فما تعليقكم؟
د. فورار: أؤكد هنا بأن اختبار الكشف عن كورونا الوحيد المرخص العمل به على مستوى المخابر والمعمول به عالميا مثلما هو معمول به على مستوى المخابر الجزائرية المرجعية ومن بينها مخابر الخواص المرخصة هو "تحليل PCR"، ونحن نعتمد في تقريرنا اليومي في الندوة الصحفية التي نعلن فيها عن الحالة الوبائية على عد الحالات التي خضعت لتحليل الـ " بي سي آر " بما فيها تلك المسجلة على مستوى شبكة مخابر الخواص المرخصة، دون غيرها من التحاليل الأخرى.
وأدعو من هذا المنبر إلى إخضاع  المخابر التي تقوم بالاختبارات السيرولوجية التي لا قيمة لها ولا فائدة، إلى المراقبة.
الإحصائيات التي نقدمها في تقريرنا اليومي عن الحالة الوبائية صحيحة ولا تشوبها أي شائبة
• النصر: نلاحظ أن مشاركة القطاع الخاص في التكفل بالمرضى محدودة، ألم يحن الوقت لتسخيره بقوة القانون للتكفل بعلاج حصة معينة من المصابين بفيروس كورونا، للضرورة الصحية؟
د. فورار: هناك عدد كبير من مسؤولي المصالح الاستشفائية التابعة للقطاع الخاص أعربوا عن استعداد مؤسساتهم للتكفل بالعدد الزائد من المصابين بفيروس كورونا المستجد ولكن أرى أن المصالح الاستشفائية العمومية المرجعية التي عزّزت من قدرتها الاستيعابية، على مستوى مختلف مصالحها قادرة على مواجهة الوضع دون تدخل القطاع الخاص، لكن في حالة تفاقم الوضع وارتفع منحى انتشار وتفشي الوباء أكثر بكثير مما هو عليه الوضع اليوم  فسوف نستنجد بالقطاع الخاص لا محالة.
• النصر: يتم حاليا تبادل فيديوهات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نطاق واسع يدعي فيها من يتم تقديمهم كخبراء أو أطباء وغيرهم على أن الأقنعة الواقية سيما غير المصنعة من القماش تضر أكثـر مما تنفع، كونها تحد من استنشاق الكمية الكافية من الأكسجين (...)؟
د.فورار: للأسف أننا كثيرا ما نجد على مستوى شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا لا هم لهم سوى تكسير المبادرات الوطنية وزرع الشكوك والريبة في النفوس،  لذلك أنصح بعدم الانسياق وراءهم أو نشر ادعاءاتهم الباطلة وغير المؤسسة.
و في ظل عدم وجود لقاح للقضاء على فيروس كورونا فإن الوسائل الأساسية الكفيلة بتكسير سلسلة انتقال العدوى من شخص إلى شخص أو من شخص إلى مجتمع، تتمثل في  طرق الوقاية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والمعمول بها دوليا، وأبرزها غسيل اليدين بالماء والصابون واستعمال السوائل التي تتضمن مواد مطهرة وارتداء القناع الواقي (الكمامة) والحفاظ على التباعد الاجتماعي، والجسدي وكل الدراسات التي أجريت عبر العالم بينت أن القناع الواقي يحمي من انتقال الفيروس من شخص إلى شخص.
اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية ليس له أي فعالية في الحماية ضد       كوفيد – 19
• النصر: برأيكم هل يجب الانتقال لأساليب أكثـر صرامة لفرض الالتزام بالإجراءات الوقائية؟
د.فورار: نعم يجب أن يطبق و بصرامة ضد كل من يرفض الالتزام بالإجراءات الوقائية سيما ارتداء الكمامة ومنع التجمعات وما إليها وأعتقد أن هذا هو الأسلوب الوحيد للحد من انتشار الوباء والقضاء عليه.
• النصر: كيف تردون على الذين يشككون في حقيقة الأرقام التي تعلنون عنها في ندوتكم الصحفية اليومية بخصوص الحالة الوبائية الناجمة عن تفشي الجائحة؟
د.فورار: نحن نقوم يوميا بجمع كل المعطيات عن حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا خلال 24 ساعة الماضية، التي تصلنا من كل ولايات الوطن، وحتى نتحرى الدقة أكثر فأكثر فإننا نعيد الاتصال بالمستشفيات تلفونيا كل يوم للتأكد من حالات الوفيات المسجلة في أوساط المصابين بكوفيد  - 19 ، وأؤكد أن التحقيقات الوبائية وحتى التحقيقات الإضافية التي فتحناها بناء على "الادعاءات بوجود عشرات الوفيات في ولايات معينة" تؤكد أن الإحصائيات اليومية التي نقدمها في تقريرنا صحيحة ولا تشوبها أي شائبة.
• النصر: يسوّق البعض من هنا وهناك بأن التلقيح ضد الأنفلونزا اليومية من شأنه التقليل من احتمال الإصابة بفيروس كورونا؟
د.فورار: اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية ليس له أي فعالية في الحماية ضد كوفيد – 19،  هذا اللقاح لا يحمي سوى ضد الأنفلونزا الموسمية وخاصة الفئات الأكثر عرضة لهذا المرض كالكبار في السن البالغين 65 فما فوق والأطفال و النساء الحوامل وعمال الصحة والمرضى المزمنين.
يجب تطبيق القانون بصرامة ضد كل من يرفض الالتزام بالإجراءات الوقائية
• النصر: وبخصوص الحالة الوبائية الحالية سيما بعد أن جاوز عدد الإصابات بالجائحة الألف، هل يمكن القول أننا نعيش اليوم في الجزائر الموجة الثانية من كورونا؟
د.فورار: أنا لا أحبذ الحديث عن وجود موجة أولى وثانية، كل ما في الأمر أن ثمة انخفاضا ثم زيادة في انتشار الجائحة ولا احد يمكن أن يتنبأ بآجال القضاء على هذا الفيروس، إن الدولة وفرت كل وسائل الوقاية واتخذت كل الإجراءات والتدابير لمحاصرة هذا الفيروس سيما  التكفل بالمرضى وفق البروتوكولات المعمول بها عالميا في انتظار اللقاح وما على الساكنة سوى  الالتزام باحترام قواعد الوقاية.
ع.أ

الرجوع إلى الأعلى