- لحبـال - أول عمـل ثوري لي و كورونــا أخذت منــا الكثيــر
عبّرت الفنانة الكوميدية فريدة كريم، عن حزنها الشديد لرحيل العديد من الوجوه الفنية بسبب جائحة كورونا، و تأسفت لإصابة الكثيرين بفيروس قلب كل الموازين، كاشفة عن انتهائها من تصوير أول عمل ثوري في مسيرتها الفنية تأمل أن يرى النور قريبا.
النصر: نعرف أنك تشاركين في عمل فني جديد، هلا حدثتنا عن ذلك؟
نعم، أنهيت منذ أيام تصوير فيلم «لحبال» للمخرج مسري الهواري بولاية برج بوعريريج، و هو فيلم تاريخي ألعب فيه دور أم شهيد قتل على يد الاحتلال الفرنسي، غير أن مساهمتي في هذا العمل الذي يستغرق 90 دقيقة تعد بسيطة جدا، إلا أنه دور معبر  عن معاناة و آلام الأمهات اللائي كن يفقدن فلذات أكبادهن الذين ضحوا لكي يعيش جيل الاستقلال.
وجوه شابة فاجأتني باحترافيتها
النصر: تصوير العمل جاء تزامنا و  ما يقال عنه الموجة الثانية من فيروس كورونا، كيف تعاملتم مع الوضع؟
استمرار الجائحة أثر حقا على عملنا، و هو ما كان وراء التعجيل في عملية التصوير، حيث لم أعمل سوى ليوم واحد في هذا الدور، كنا نستعجل في كل شئ، شرط الاتقان، و حرصنا على احترام البروتوكول الصحي خاصة في ما يتعلق بالتباعد الجسدي، بينما كنا نسرع لوضع الكمامات فور انتهاء التصوير، أما أنا فشغفي بعملي أنساني حتى كورونا، فانغماسي في الدور و إعطاء إحساس الأم المجروحة، جعلني أنسى أننا في فترة وبائية، و لا أعود لوعيي إلا بانتهاء التصوير، فعلا هي ظروف استثنائية و حرجة آمل أن تنتهي لتعود الأمور إلى سابق عهدها.
النصر: هل سبق لك و أن شاركت في أعمال تاريخية أم أنها أول مرة؟
لا، هذا أول عمل تاريخي في مسيرتي، شاركت في الكوميديا و الدراما، غير أن الأفلام الثورية تعد التجربة الأولى، أنا سعيدة جدا بهذا العمل، خاصة و أنه جزء من كل شخص فينا، أما عن تعاملي مع الدور، فلا أعتبره سهلا، و لا أدواري الأخرى، فكل منها يحتاج لأن أعيشه بصدق، غير أن طبيعة الدور و البيئة التي صورنا فيها الفيلم، أعادتنا إلى عهد الاستعمار، و ساعدتنا كثيرا على العمل بشكل جيد، خاصة و أن للمخرج لمسته في كل ذلك، فهو من كان يشجع كل واحد فينا على العطاء لأبعد الحدود، و هذا ما جعل العمل مميزا و أتمنى أن يعرض قريبا و ينال إعجاب الجمهور.
النصر: شاركت  في أعمال كثيرة مع المخرج مسري الهواري، ما  هو سر هذا التعاون ؟
مسري الهواري مخرج جيد، و يتقن عمله، شاركت معه في عدة أعمال هي «العار المستعار»، «المدينة»، «ذو الوجهين» و «لحبال» كلها أعمال رائعة في نظري، غير أنها لم تعرض و لا مرة واحدة، لا أدري لماذا لم تقدم للجمهور، يحز في قلبي كل ذلك المجهود الذي نبذله في عملنا، ثم يحفظ و دون تقديم تبريرات.
النصر: شاركت  في هذا العمل الجديد   أسماء كثيرة شابة إلى جانب وجوه أخرى معروفة مثل فطيمة حليلو، ما رأيك في الجيل الجديد؟
الطاقات الشبانية التي وقفت إلى جانبنا في هذا العمل صدمتني حقا، كفاءات في القمة، و على الرغم من أنهم شباب ليست لديهم خبرة كبيرة في مجال التمثيل، إلا أنهم قدموا عملا متقنا، و تقمصوا أدوارهم بكل احترافية، هؤلاء الممثلون من برج بوعريريج و سطيف، و  حقا هم  أكفاء و نعول عليهم لحمل المشعل لمواصلة مسيرة الفن الجزائري.

الجائحة أوقفت تصوير «رقم 0»
النصر: هل لديك أعمال أخرى جديدة؟
باشرنا مؤخرا تصوير «سيت كوم» جديد بعنوان «رقم 0»، غير أن الظروف الوبائية أوقفتنا عن العمل، فبعد عمل أيام و اجتماع الممثلين، تبين أن بعضهم أصيب بكوفيد 19 و حتى المخرج،  أمر مؤسف حقا، الوضع مخيف و آمل أن يتعافى الجميع و يزول الوباء نهائيا.
النصر: كيف تتعاملين مع الوضع بعد اكتشافك لإصابة من كنت تعملين معهم جنبا إلى جنب بكورونا ؟
لا أخفيكم أنا أحاول عزل نفسي قدر الإمكان في بيتي على الرغم من أنه لم تظهر علي  أعراض، لكن الحيطة مطلوبة، أنا مثل الجميع، أحاول تحقيق الوقاية عبر تناول الطعام الصحي و شرب المشروبات الساخنة كالزعتر و القرنفل، مع الدعاء المستمر لرفع الوباء، كورونا نغصت علينا عيشنا و أخذت منا الكثير من الفنانين هذا العام و حتى غير الفنانين، هي حقا فترة حرجة تستدعي مراجعة النفس و التعامل بصدق فيما بيننا، بتنا نرى الموت كل يوم يقترب منا، اللهم احفظ الجميع و ارفع عنا الوباء يا رب.            
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى