لست مستعدا لولوج مجال الدراما و رفضت التنشيط التلفزيوني
دعا الممثل الفكاهي و المؤثر مروان قروابي في حوار خص به النصر، إلى ضرورة فرض رقابة على محتوى منشورات المؤثرين، لما يتركه من أثر بالأخص على المراهقين و حتى الشباب، معتبرا  أن موقعهم حساس و دورهم لا يختلف عن دور المعلم في واجب تقديم رسالة نبيلة، مؤكدا بأنهم مطالبون بالتحلي بالكثير من الوعي و الذكاء في نشر محتوى هادف للخروج من هذه المحنة بأقل الأضرار الممكنة، متحدثا عن تكييف منشوراته  وفق متطلبات الأزمة  بإعداد حصص تفاعلية ذكر منها «أخطيني» و «الحجرة» و ذلك لنشر التوعية في قالب فكاهي.
* حاورته / أسماء بوقرن
uتعد من أبرز المؤثرين الذين نجحوا في تكييف محتوى منشوراتهم مع الجائحة
و ساهموا بقدر كبير في التوعية و التحسيس، و انفردت باختيار قالب فكاهي هزلي لتمرير رسالة هادفة، حدثنا عن ذلك؟   
مروان قروابي : استغليت موقعي كممثل و دوري  كمؤثر في نشر رسائل توعوية و تحسيسية سواء حول الوباء أو حول ظواهر و سلوكيات متفشية و التي لها تأثير سلبي على المتابعين و بالأخص المراهقين و الشباب، الفئتان الأكثر متابعة لحساباتي، لكن أحاول أن أضعها دائما في قالب فكاهي، للترفيه عن كل من يتعرض للمحتوى الذي أنشره، كما أخصص «ستوريهات» للحديث عن الأشخاص الذين تضرروا بفعل الأزمة الوبائية كالفقراء و عمال الأجر اليومي، و أقترح أسماء جمعيات  تعمل  على  مساعدة هذه الشريحة، اذ أحاول المساهمة قدر الإمكان في تقديم يد المساعدة.  
مؤثرون «يبيعون الأحلام» ويمررون رسائل غير مدروسة
u منذ بداية الجائحة، تطل على الجمهور من خلال   برنامجين تفاعليين بطابع فكاهي «الحجرة» و «أخطيني»، كيف كان ذلك؟   
أعددت برامج في الجائحة لأظل في جو التمثيل و لأتواصل مع جمهوري، فاستلهمت فكرتين من وحي الأزمة، بعد أن وجدت في الفضاء الافتراضي ما يجعلني قريبا من جمهوري و من عالمي الخاص الذي لا أقوى على فراقه و هو التمثيل، الذي أجبرتني الجائحة على الابتعاد عنه، فأعددت حصة « الحجرة» في الثلاثي الأول من الجائحة عند فرض الحجر المنزلي و استنبطت العنوان من كلمة «الحجر» ، و هو برنامج   تفاعلي  أبثه بمعدل 3 مرات في الأسبوع،  و مدته  ساعتين، أهدف من خلاله  لكسر الروتين المنزلي و إلزام جمهوري بالحجر من خلال تعويده على مشاهدته .  
كما تطرقت من خلال  «أخطيني»  لحلقات  تعكس استهتار البعض في التقيد بالإجراءات الوقائية، فتناولت موضوع حول طرق استعمال الجزائري للكمامة بأسلوب هزلي   مع تمرير رسالة توعية تفيد بأن وضعها في الذقن أو المرفق و غيرها،  سلوك خاطئ و التأكيد على ما يجب التقيد به، كما تطرقت لجوانب أخرى متعلقة بالظرف الوبائي، ككيفية تأقلم اليوتيوبر مع الكوفيد و يوميات الفنانين في الجائحة، و لا أكتفي بالحلقات و إنما أسجل يوميات أبثتها على ستوري حساباتي.   
uتناولت موضوع التأثير السلبي للمؤثرين، و لاقت الحلقة مشاهدة و إعجاب عدد كبير من المتابعين على أنستغرام، غير أن  بعض المعلقين رأى بأنك توجه   الانتقاد لفئة معينة منهم ؟  
لا، أنا أكن كل الاحترام لكل المؤثرين، لكن أؤكد على أن كل منهم مسؤول على المحتوى الذي ينشره خاصة في هذا الظرف العصيب، لهذا أوجه أحيانا بعض الملاحظات  لمن أرى بأنهم يبالغون في نقل صورة مثالية عن طبيعة عيشهم تتنافى أحيانا و واقعهم، و إن صح التعبير « يبيعون الأحلام»، و يؤثرون  بطريقة سلبية من خلال تمرير رسائل غير مدروسة، دون مراعاة  الفئات العمرية و المستويات الاجتماعية للجمهور الذي يتابعهم، بحيث تجر مراهقات لأمور لا يحمد عقباها، و أنصحهم بأنه و قبل إطلاق منشور سواء أغنية لفنان ما أو مقطع فيديو مباشر أو مسجل، وجب انتقاء الكلمات و دراسة المحتوى من كل الجوانب، خاصة في هذا الظرف الذي يستدعي الالتزام بالوعي و القيام بالدور المنوط به.
يجب فرض رقابة على محتوى منشورات المؤثرين
uتمكنت من المحافظة على شهرتك منذ 10 سنوات من البروز في وسائل الإعلام و كذا مواقع التواصل، هل ترى بأن البساطة و العفوية و التواضع من أسرار نجاحك ؟
أود أن أنقل من خلال حساباتي الافتراضية، صورة حقيقية عن شخصي، و أظهر بأن حياتي لا تختلف عن حياة الشباب الجزائري،  كما أنقل واقعي المعاش بأمانة لكل من يتابعني، فأنا الشاب الذي يحبذ التسلي مع والدته، و الذي يشتهي تناول فاصولياء في حي شعبي، و لا يزال يتمتع بروح الطفولة و يقفز عند نزوله السلالم و يغني، و يستمتع بمجالسة أصدقائه بالحي الذي يقطنه، و لا أحبذ أن أروج لحياة مثالية لا تعكس واقعي، و قد تؤدي بمراهقين إلى الهاوية لسعيهم لعيش حياة مماثلة،
و ما لمسته حقيقة خلال تفاعلي مع الجمهور أنه كلما تكون بسيطا كلما يزيد حب الجمهور لك، و ما فاجأني و أسعدني في الآن ذاته خلال الجائحة، هو توسع رقعة جماهيريتي التي لم تعد منحصرة في فئة الشباب و إنما تعدتها  لفئة الكهول.    
uكيف لمست تفاعل فئة الكهول مع منشوراتك؟  
لمست ذلك من خلال تعليقاتهم على منشوراتي، حيث هناك من فتحوا حسابات على أنستغرام لأول مرة لمتابعة ما أنشره، و هو ما أكدوه لي أيضا في رسائل خاصة، و كذا عند التقائي بالبعض في الشارع، اذ يثمنون ما أقوم به، و هو ما أسعدني كثيرا و جعلني أبذل جهدا مضاعفا لأقدم الأفضل، متحملا الإرهاق المترتب عن ذلك، لأن الالتزام بإعداد حصص تفاعلية ليس بالأمر السهل، خاصة في هذا الظرف الحساس، بحيث وجدت نفسي مجبرا على تخصيص كل وقتي للترفيه على جمهوري، و لم أترك حيزا زمنيا لنفسي كما اعتدت القيام بذلك، محاولا إخفاء قلقي و الآثار النفسية الناجمة عن تفشي الوباء و كذا توقف نشاطي، لأضحكهم.
uنفهم من كلامك أنك  مررت بظروف عصيبة ..

أعددت برامج من وحي الجائحة لأنشر الوعي
فعلا،  أنا حريص  على القيام بدوري كمؤثر كما ينبغي، و كممثل له حضور في الفضاء الافتراضي، و يتابعه  أكثر من مليوني و 500 متابع على أنستغرام، بنشر محتوى ترفيهي و توعوي في الآن ذاته، حيث استثمرت التزامي بالحجر في انتقاء مواضيع من وحي الأزمة الوبائية، و أضعها في قالب هزلي و أحرص على تمرير رسالتي، بحيث أقوم بكتابتها ثم أصورها بإمكاناتي البسيطة، و اختم بعملية المونتاج و النشر، لأنشرها فيما بعد، و ذلك بمعدل فيديو يوميا، و هذا يأخذ مني وقتا و جهدا كبيرين، غير أن مسؤوليتي تجاه جمهوري جعلتني أتحمل كل ذلك و أكتم ضغطي و قلقي لأرسم البسمة على وجوههم، فيما لم أكن أجد وقتا للترويح عن نفسي، بحيث لجأت للبحر أين بكيت بشدة .
uكشفت في حوار سابق للنصر، بأن مشاريعك التلفزيونية تأثرت بالجائحة،  حيث توقف تصوير السلسلة الفكاهية التي كنت أحد أبطالها..
نعم، كنت أحضر لسلسلة فكاهية جديدة، بتقمص دور مهم، و مغاير تماما عما قدمته من قبل، حيث كان يجرى تصوير مشاهد العمل في تيميمون، و ذلك بهدف إبراز جمال الجنوب الجزائري في قالب فكاهي، لكن الأزمة الوبائية أخلطت كل الحسابات، و توقف العمل و احتمال أنني لا أواصل عملي فيه، لكن عرضت علي مشاريع فنية أخرى، و وافقت على إحداها حيث من المرتقب مباشرة عملية التصوير،  و لا يمكنني التصريح بشأن تفاصيلها.  
إعداد حصص في الجائحة فرصة لأظل في جو التمثيل 
uهل تسعى لاقتحام عالم الدراما و ما الأدوار الفكاهية التي تود تقمصها؟
مبدئيا ولوج عالم الدراما مستبعد تماما في هذه الفترة، أما بخصوص الأدوار التي أطمح لأدائها فلحسن حظي أن الدور الذي اقترح علي مؤخرا و قدمت الموافقة بشأنه هو الدور الذي كنت أطمح لأدائه.
u شاركت في تقديم عديد البرامج التلفزيونية، هل تلقيت عروضا في هذا المجال الذي أصبح يستقطب الكثير من الممثلين و المؤثرين ؟
نعم، تلقيت عروضا في مجال التنشيط التلفزيوني غير أنني رفضت، لكونها غير مناسبة  كما لا أود أن أظل في نفس الصورة التي ألفها عني الجمهور، و أفضل الظهور بحلة جديدة.
uما الرسالة التي تود توجيهها، في الختام...
كهول أصبحوا يهتمون لمنشوراتي
أشكر كل المؤثرين الذين أدوا واجبهم كما ينبغي في الأزمة سواء بالمساهمة في التوعية، أو في إطلاق مبادرات خيرية، و أؤكد بأن للمؤثر دورا يختلف عن دور المعلم في أداء رسالة نبيلة للنهوض بالمجتمع، إذ يتحدث من موقع مهم و حساس لكونه يحظى بنسبة متابعة عالية، لهذا وجب انتقاء المحتوى قبل نشره، و أدعو إلى ضرورة فرض رقابة على محتوى المؤثرين، لوضع حد للذين يتمادون في تمرير  محتوى غير لائق.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى