تفوقي على البطلة الأولمبية بيليغريني يفتح لي آفاقا واسعة
اختارت البطلة آمال مليح صاحبة الرقم القياسي الوطني، في تخصص 50 مترا فراشة، توجيه نصيحة ورجاء في ذات الوقت لمختلف الشخصيات الراغبة في رئاسة اتحادات الرياضة، خاصة وأن العهدة الأولمبية انقضت وعملية تجديد المكاتب التنفيذية انطلقت، وقالت ابنة مدينة هنين بتلمسان، أن الجزائر تزخر بالكثير بالمواهب لكن النظرة الضيقة للمسؤولين أوقفت مشاريع عدة أبطال، متمنية في ذات الوقت النجاح في ضمان الحد الأدنى المؤدي إلى طوكيو الصيف المقبل، وقالت المحترفة مع نادي سانت بريست في حوار مع النصر، إن تفوقها على البطلة الاولمبية بيليغريني، يحفزها على الطمع فيما هو أكثر مستقبلا، وبداية لحاقها بمواطنها أسامة سحنون.
* نبدأ بآخر منافسة خُضتها بمدينة نيس الفرنسية، أين انتزعت قبل أيام تأشيرة التأهل لبطولتي العالم للسباحة بأبوظبي 2021 وفوكويكا 2022، بعد أن حققت توقيتا قدره 25 ثانية و92 جزء بالمائة، هل أنت راضية بالنتيجة، رغم أنها لا تكفى لحضور الألعاب الأولمبية؟
بطبيعة الحال، راضية جدا عن النتيجة المحققة في البطولة الأخيرة، التي احتضنتها مدينة نيس الفرنسية، وصراحة لم أكن أتوقع التأهل لبطولة العالم المرتقبة شهر فيفري الجاري، خاصة وأن ظروف التدريب الخاصة بي كانت صعبة للغاية، ولكن الحمد لله ، العمل الجاد الذي قمت به، خلال فترة الاستعدادات بدأ يؤتي ثماره، والدليل حجزي تأشيرة التأهل لبطولتي أبوظبي وفوكويكا.
لم أتوقع التأهل لبطولتي العالم بأبوظبي وفوكويكا !
* اقتربت من الحد الأدنى المؤهل لأولمبياد طوكيو تخصص 50 مترا سباحة حرة، والمقدر بـ 25 ثانية و46 جزءا، هل ترين نفسك قادرة على اللحاق بالبطل أسامة سحنون ؟
أعلم أنه يمكنني أن أحقق ما هو أفضل، خلال مسيرتي الرياضية التي أتمناها أن تكون حافلة على كافة الأصعدة والمستويات، عن نفسي أهدف للتأهل إلى أبرز المسابقات العالمية، وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية بطوكيو 2021، صدقوني لن أدخر أي جهد، وسأجتهد بتقديم كل ما أملك، سواء في التحضيرات أو المنافسات الرسمية التي تنتظرني، وآمل أن أقدم أفضل شيء لبلدي الجزائر، وبخصوص الرقم الذي حققته في ملتقى نيس الدولي، فإنه لأمر رائع بالفعل، السباحة بتوقيت قدره  25.92 ثانية، خلال سباق 50 مترا سباحة حرة، وهذا يبشر بالخير للمستقبل، خاصة وأنه تنتظرني استحقاقات أخرى أهم، وأعلم أنه يمكنني قطع ذات المسافة بتوقيت زمني أقل من  25.50، خاصة وأنه الحد الأدنى لحسم تأشيرة التأهل للأولمبياد، التي تبقى من أحد أهم أحلامي ومشاريعي.
من جنوب إفريقيا نلت لقب أفضل رياضية وأريدها جسرا لليابان
r الفرصة أمامك خلال البطولة الإفريقية القادمة المرتقبة شهر أفريل بجنوب إفريقيا، لتحقيق الرقم الأدنى المؤهل للألعاب الأولمبية، كيف ترين هذا الموعد ؟
واثقة في إمكانياتي كثيرا، ومُدركة بأنني قادرة على تحقيق أقل من 25.50 في سباق 50 مترا سباحة حرة، وبالتالي سأواصل التحضيرات بكل جدية وتفان، تحسبا للبطولة الإفريقية المرتقبة شهر أفريل المقبل بجنوب إفريقيا، كونها فرصتي الأخيرة، من أجل الظفر بتأشيرة التأهل للألعاب الأولمبية، والالتحاق بمواطني البطل أسامة سحنون، أنا الآن في أفضل أحوالي، خاصة من الناحية النفسية، وسأقدم كل شيء، لأكون ضمن المعنية بالمشاركة في المحفل العالمي بطوكيو.

*حصدت خلال الطبعة 45 لملتقى جنيف المعدن النفيس في سباق 50 مترا سباحة حرة، بتوقيت 26 ثانية و4 أجزاء من المئة، متفوقة على البطلة العالمية والأولمبية الإيطالية فيديريكا بيليغريني، ألا ترين ذلك حافزا لك للبروز أكثـر عالميا ؟
أجل، لقد تغلبت بالفعل على البطلة العالمية والأولمبية فيديريكا بيليغريني، خلال الطبعة 45، لملتقى جنيف في سباق 50 متر سباحة حرة، ولكن لم يكن ذلك هدفا لي خلال تلك المشاركة القوية، رغم أنني كنت سعيدة أيضا في ذلك الوقت بالإنجاز، غير أنني لم أتطرق إلى الأمر، وسرعان ما عدت إلى العمل وأجواء التحضيرات، حيث سأواصل بجد لتحقيق أهدافي، وتشريف بلدي الجزائر.
* بصراحة، ماذا استفدت من تجربتك الاحترافية مع نادي سانت بريست الفرنسي؟
صدقوني، أنا مرتاحة للغاية مع نادي سانت بريست، صحيح أنه فريق صغير في فرنسا مقارنة بنواد أخرى، والظروف والإمكانيات ليست بالضرورة متوفرة بالكامل، ولكني أشعر أنني بحالة جيدة، في ظل المكانة التي أحظى بها داخل المجموعة، على العموم أحب روح العائلة السائدة هنا في فريقي سانت بريست، ولعلمكم أيضا أنا أنشط بالموازاة مع ذلك مع نادي المجمع البترولي في الجزائر العاصمة، فهم يدعمونني ويقفون ورائي دوما، وأنا محظوظة لوجودي مع هذين الناديين اللذين أحترمهما كثيرا.
أجزاء بالمئة فقط تفصلني عن محفل طوكيو
* هل تفكرين في الاستمرار مع نادي سانت بريست أم أن لديك عروضا من أندية أخرى في أوروبا؟
تحت أي ظرف من الظروف، لا أفكر في تغيير نادي سانت بريست، أنا بخير وأحمد الله على كل ما قدموه لي، حيث أسهم ذلك في وصولي إلى مكانتي الحالية.
* حطمت من قبل الرقم الجزائري في سباحة 50 مترا فراشة بـ 27 ثانية و33 جزءا بالمائة، هل أنت راضية بإنجازاتك لحد الآن؟
سعيدة جدا بأدائي لحد الآن، في ظل الإنجازات التي حققتها، سواء في البطولات الإفريقية أو المنافسات الدولية، ولكنني أعلم أنه يمكنني القيام بعمل أفضل، في ظل حيازتي على كافة المؤهلات والإمكانيات، وسأفعل ذلك إن شاء الله، ولئن كان حلمي الأكبر التأهل إلى الألعاب الأولمبية القادمة، خاصة وأنه لا يفصلني عن ذلك سوى أجزاء قليلة من المئة، في انتظار ما سأقدمه خلال المنافسات المقبلة.
* حدثينا عن أبرز إنجازاتك الدولية، وما هي الميدالية الأقرب إلى قلبك ؟
حققت ألقابا وميداليات كثيرة خلال مسيرتي الرياضية لحد الآن، وأعظم إنجازاتي كان في عام 2016، عندما توجت بطلة إفريقية في ثلاث مناسبات كاملة خلال فعاليات دورة احتضنتها دولة جنوب إفريقيا، ليتم بعد ذلك اختياري أفضل رياضية جزائرية للعام ذاته.

شاطئ بلدة هنين علمني السباحة وأريد الذهب في وهران
* إلى ماذا تطمح آمال مليح، وما هي نظرتك لألعاب البحر الأبيض المتوسط، خاصة وأنها ستقام في الجزائر بولاية وهران صيف 2022؟
بالنسبة لألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران،  فأنا أهدف إلى النهائيات، ولماذا لا أعتلي منصة التتويج في سباق 50 مترا سباحة حرة أو 50 متراسباحة على الظهر، وآمل من أعماق قلبي، أن أمثل بلدي الجزائر بأفضل شكل ممكن، وسأبذل قصارى جهدي حقا لتقديم عروض رائعة بوهران، خاصة وأن عائلتي من تلمسان، وسوف يقومون بمساندتي هناك، ويهتفوا لي من أجل حصد الذهب.
شبابنا موهوب بالفطرة وهذه رسالتي لمسؤولي الاتحادات الجدد
* لماذا اخترت السباحة عن باقي الرياضات الأخرى، وكيف كانت بداياتك؟
سأفاجئكم إن قلت لكم، بأنني بدأت رياضة السباحة في سن الرابعة من عمري، ولقد كان والداي وراء ولوجي هذا العالم، من منطلق أنه من الضروري معرفة كيفية السباحة، خاصة عندما نقضي العطلة الصيفية في الجزائر بسواحل بلدة هنين بولاية تلمسان، فهناك لدينا شاطئ بجوار المنزل، ولم يكن حسب عائلتي لقضاء وقت الفراغ، بل لغرض الرياضة عالية المستوى وتعلم السباحة، وبالتالي القدرة على السباحة دون مخاطر.
لن أغادر سانت بريست والمجمع البترولي منحني الكثير
* ألا ترين ضعف الإمكانيات وغياب المرافق لا يواكب حجم المواهب الموجودة في الجزائر، والتي قررت غالبيتها الهجرة والاحتراف خارج الوطن، ما تعليقك؟

الجزائر مليئة بالمواهب في كافة الرياضات والاختصاصات، ونحن نأمل في الحصول على الالتفاتة والدعم المطلوبين، من أجل تفجير الإمكانيات، على أمل النجاح في التحول إلى أبطال عالميين، قادرين على رفع راية الجزائر عاليا.
* كبطلة جزائرية شرفت الراية الوطنية، ومع اقتراب نهاية العهدة الأولمبية، بماذا تنصحين المسؤولين الراغبين في الظفر بمقاعد الرئاسة ؟
إذا كان لدي أي نصيحة أقدمها للرياضيين، فهي ثقوا بأحلامكم وحاربوا للوصول إليها، لأنه عندما تريد يمكنك فعل ذلك، وبخصوص المسؤولين ممن يستعدون للترشح لمقاعد الرئاسة في مختلف الاتحادات، فما عليهم سوى توفير ظروف النجاح للرياضيين والأبطال، كونهم بحاجة ى أبسط الأشياء لتفجير المواهب.
حاورها: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى