الاتحـــاد الإفريقي يقطع الطــريق أمـــام الأطروحــــات المغربيـــة
 أكد المحلل السياسي  والباحث في العلاقات الدولية الدكتور بشير شايب، أمس، أن التدابير التي اتخذت في اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، لتسريع حل النزاع في الصحراء الغربية،  تقطع الطريق أمام الأطروحات المغربية وتعيد قضية الصحراء الغربية إلى نقطة البداية كقضية تصفية استعمار، مضيفا أن المغرب سيواصل سياسة  المماطلة ووضع العراقيل في طريق أي حل سياسي تفاوضي.
النصر : اتخذ المشاركون في اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي، أول أمس، عدة تدابير لتسريع حل النزاع في الصحراء الغربية،  ماذا تقولون بخصوص الجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي لتسوية النزاع في آخر مستعمرة في القارة السمراء؟
بشير شايب : باعتباره مجلسا للسلم والأمن، فهو يعنى بالقضايا الأمنية وقضايا السلم في القارة الإفريقية، وبالتالي فلا غرابة أن يناقش على رأس جدول أعماله قضية الصحراء الغربية، خاصة بعد الانتكاسات الأمنية التي حدثت في معبر الكركرات وقيام المملكة المغربية بالتملص من وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين، جبهة البوليزاريو والمغرب منذ 1991،  بل ذهب المغرب إلى أبعد من ذلك بخطوة استفزازية للسياسة الإفريقية ولمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي إلى اقتراح الحكم الذاتي الموسع كخيار وحيد، وبالتالي قفز على مبدأ حق تقرير المصير الذي تنادي به اللوائح الأممية والإفريقية واللوائح الإقليمية.
و قد جدّد اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي، أول أمس، المواقف الثابتة، على اعتبار أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وليست قضية أخرى  وأيضا تجديد الدعوة إلى تسهيل إجراء استفتاء تقرير المصير  في الصحراء الغربية ، وباعتبار أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضو في الاتحاد الافريقي وباعتبارها  أيضا على أجندة  كل المنظمات الدولية، سواء الأمم المتحدة ، الاتحاد الإفريقي ، الاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية في العالم ، فإن الاتحاد الإفريقي قرر بصوت مرتفع وأعلن عن مواقفه  السابقة بضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.  
النصر :  كيف تتوقعون تطورات الوضع حول القضية الصحراوية،  سيما بعد الطلب من طرفي النزاع العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات لبلورة حل سياسي وسلمي للقضية، استنادا إلى أحكام المادة الرابعة للميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي، مع التأكيد على ضرورة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال؟
بشير شايب : التدابير المتخذة في اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي، تعطي دعما قويا لجبهة تحرير الساقية الحمراء و واد الذهب وتعطي شرعية للكفاح المسلح الذي تقوده خاصة بعد معارك الكركرات، والذي انتظره بعد هذه التدابير،  أن المغرب سيواصل سياسة  المماطلة ووضع العراقيل في طريق أي حل سياسي تفاوضي، لكن الاتحاد  الإفريقي من خلال هذا الموقف القوي أعطى دفعا ودعما سياسيا كبيرا لجبهة البوليزاريو  وللجمهورية العربية الصحراوية ، وننتظر ما يراهن عليه المغرب، خاصة بعد عدم اتضاح موقف الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في الإدارة الجديدة .
و لا أتوقع أن يكون الحل في المدى المنظور، ولكن هذا الموقف من مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي سيقطع أطماع المغرب ويصبح اقتراحه المتعلق بالحكم الذاتي الموسع غير ذي معنى أمام تأكيدات هذه الجهات الدولية ذات المصداقية ومنها الاتحاد الإفريقي .
والمغرب لا يراهن على الاتحاد الإفريقي، وقد علقت عضويته فيه وأعيدت قبل سنوات ، كما أن المغرب في سلوكه السياسي طلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ، محاولة استمالة الكثير من الأطراف  في إفريقيا لتبني طرحه حول القضية ، إلا أن هذا  كله لم ينفع،  وبرأيي فإن موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من القضية هو موقف حاسم جدا ، بالإضافة إلى موقف روسيا والصين.
ونحن نرى أن هناك بعض  التلاعبات المغربية بإغراء بعض الدول لفتح ممثليات دبلوماسية في مدينة  العيون عاصمة الجمهورية العربية الصحراوية، لكن هذه المواقف أو هذه  الإجراءات لن تغير في طبيعة الملف شيئا. وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة، فإن إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب هو مجرد تصريح صحفي فقط ، فننتظر رأي إدارة بايدن حول هذا الملف ، إذا كانت إدارة بايدن عاكست موقف ترامب، فمن المنتظر أن يعاد طرح الملف وننتظر مستجدات فيه.
النصر : ذكر رئيس  الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بموقف الجزائر الثابت إزاء قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية ؟
بشير شايب:  بالنسبة للموقف الجزائري فهو واضح ، فقضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وعلى جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية أن يباشرا محادثات سياسية تفضي إلى تفعيل هذا الحق والذي تنص  عليه كل المواثيق الدولية والجزائر دائما تؤكد على أنها ليست طرفا في هذا النزاع ، وإنما هي من باب المبادئ الثورية التي  بنيت عليها الدولة الجزائرية والمبادئ الثورية التي تؤمن بها الجزائر، هي تدعم  كل الشعوب المستعمرة وبالتالي فموقفها مبدئي وليس موجها ضد أحد ، والجزائر لا تنطلق من مصلحة وإنما تنطلق من مبدأ ، وفي هذه النقطة  بالذات، هذا هو سر قوة الموقف الجزائري من قضية الصحراء الغربية.
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى