البرلمــــان القـــادم سيعرف تمثيلا واسعـــا بوجوه جديــدة
سجل أستاذ القانون العام والقانون الدستوري بجامعة الجزائر1 ، الدكتور أحمد دخينيسة، احتراما للضوابط والأخلاقيات التي التزم بها  المترشحون في الحملة الانتخابية،  معتبرا أن البرامج التي قدمت خلالها،  كانت متقاربة و تحمل عناوين حداثية كبيرة،  وأضاف في نفس الإطار، أن الجميع حاول تنويع طرق التأثير على الناخبين وخاصة حثهم على المشاركة في الانتخابات ، بغض النظر عن الاختيارات، وأشار إلى وجود فئات جديدة، دخلت المعترك الانتخابي، أعطته نكهة جديدة وقد اتسم الخطاب  عموما بالاعتدال -كما قال- ، من جانب آخر توقع أنه سيكون هناك زخم  وعناوين وشخصيات جديدة  في البرلمان المقبل و ستكون هناك فسيفساء سياسية، وأضاف في نفس السياق، و تمثيل للجميع بمستويات ونسب متفاوتة ، وسيكون هناك تمثيل أوسع بنخب وفئات وشخصيات جديدة.
النصر:  ساعات قليلة تفصلنا عن انتهاء الحملة الانتخابية لتشريعيات 12 جوان المقبل ، ما هو تقييمكم لهذه الحملة وما هي الأشياء الجديدة، في رأيكم والتي برزت خلالها؟  
أحمد دخينيسة:  يمكن تسجيل بشكل عام احترام للضوابط والأخلاقيات التي التزم بها المتدخلون في الحملة الانتخابية ، الأحزاب والمترشحون الأحرار ، و طبعا السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، أظهرت في تقييم لها، أنها قدمت إعذارات للمخالفين لبعض أحكام القانون المتعلقة بالحملة وأقامت حتى  دعاوى على بعض التجاوزات المتعلقة باللصق العشوائي والكثير من الأشياء التي طبقت فيها القانون.
 ومن جانب آخر، نلاحظ أن هناك نوعا من البرامج المتقاربة التي تحمل عناوين حداثية كبيرة ، وهناك إجماع بينها جميعا على كل الموضوعات ، بشكل متفاوت ، فالبعض ركز على الحملة كجانب تقني واستعمال وسائل التواصل  الاجتماعي والبعض  ركز على الحملات الجوارية والجميع حاول تنويع طرق التأثير على الناخبين وخاصة حثهم على المشاركة في الانتخابات ، الجميع كان يدعوللمشاركة بغض النظر عن الاختيارات .  
من حيث المتابعة والتغطية الإعلامية والأشياء التي عايشناها  ، هناك زخم جديد ، هناك وجوه جديدة وفئات جديدة، دخلت المعترك الانتخابي، أعطته نكهة جديدة في بعض الانشغالات ، واتسم الخطاب  عموما بالاعتدال ، وليست هناك مواضيع أو  اختلافات حادة ، وإن كانت هناك بعض المناوشات التي لم يكن لها طابع أيديولوجي أو حاد.
ونحن بصدد مرحلة جديدة ، فمعظم المترشحين وجوه جديدة وخطاب يمكن القول أنه خطاب جديد فيه الكثير من الحداثة والطرح والبرامج.
ويبدو أن الحملة  احترمت الضوابط،  والسلطة المستقلة للانتخابات قامت بواجبها ، حاول المترشحون ومعظمهم شباب وإطارات، أن يعطوها زخما، من حيث الفكر والمشاركة ، وبالتالي فتقييمها يمكن القول، أنه تقييم إيجابي من وجهة النظر القانونية والفكرية ، وإن كان أنه لم يظهر كل الاختلافات الفكرية ولم يركز الكثير على التميز، رغم أنه مطلوب ، فقد كانت نفس المواقف من قبل الجميع، وكلها متسمة بالذهاب إلى حريات أكثر وحقوق أكثر و حكامة أكثر وشفافية أكثر .    
النصر: كيف توقعون  تشكيلة البرلمان والتي ستتمخض عن الاستحقاق الانتخابي المقبل؟
أحمددخينيسة:  بالنظر لنمط  الانتخاب الجديد والترشحات الجديدة، لاشك أنه سيكون برلمان متعدد، وسيكون هناك زخم جديد وعناوين جديدة وشخصيات جديدة وشباب جديد ، و لن نسجل أغلبية طاغية ، ستكون هناك فسيفساء سياسية ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شروط لتوافقات ضرورية للذهاب إلى هيئة برلمانية متماسكة وقد تكون هناك مرحلة جديدة من التوافقات والنقاشات وممكن ذلك سيغذي الحياة السياسية .
و ليس لنا توقعات دقيقة و على المستوى العام، ستكون هناك توجهات كبرى موجودة ، الأحزاب التقليدية موجودة وستغدى بالكثير من القوائم الحرة التي بعضها سجل حضورا قويا ولا يمكنني شخصيا توقع نتائج بدقة ولكن سيكون هناك تمثيل للجميع بمستويات ونسب متفاوتة ، وسيكون هناك تمثيل أوسع بنخب جديدة وفئات جديدة وشخصيات جديدة .
النصر: ما هو الدور المنتظر من البرلمان الجديد، في رأيكم ؟
أحمد دخينيسة : البرلمان سيكون له وظيفة تمثيلية ، هو سيشرعن العمل السياسي للجزائر، لأن هناك رهانا أساسيا جدا بالنسبة للجزائر،  أن البرلمان سيعطي مناعة سياسية للجزائر، بدلا من البرلمانات التي كانت تنقصها الشرعية ومخدوش في مصداقيتها ، والشيء الأول الذي يحققه هو الوظيفة التمثيلية السياسية الشرعية، ثم المطلوب من هذا البرلمان هو الكثير من التوافقات لإخراج وإنتاج برلمان منسجم وخاصة فعال، لأن الرهان  ليس الانتخابات فقط، بل هو إنتاج مؤسسات تقوم بإنتاج السياسات العمومية  التي تستجيب للرهانات والتحديات، سواء اجتماعيا أو اقتصاديا أو حتى  دوليا ، وبالتالي المنتظر هو المرور إلى مرحلة جديدة بتوافق جديد بالابتعاد عن المهاترات والذهاب  إلى الفعالية والجدية
 والمصداقية.                     مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى