أتمنى تجسيد شخصية الشهيدة مريم بوعتورة
كشفت النجمة سهيلة معلم في حوارها مع النصر، عن ميلها للأدوار الثورية النسوية في السينما، مشيرة إلى رغبتها في تقمص شخصية الشهيدة البطلة مريم   بوعتورة، و وصفت زميلها حكيم زلوم بالممثل الشجاع إذ أخذ على عاتقه مسؤولية كبيرة  في الجزء الثالث من سلسلة «عاشور العاشر» ، و ترى أن جعفر قاسم كسب الرهان مرة أخرى في  هذا العمل، معربة عن أسفها لأن بعض المنتجين جعلوا من عدد المتابعات على مواقع التواصل معيارا لتوزيع الأدوار.
حاورتها وهيبة عزيون
و أكدت الفنانة من جهة أخرى، بأن هناك مشكلا حقيقيا في السيناريو و الحوار يجب الاهتمام به.
النصر : في البداية نعود بك إلى سنة 2015 و مشاركتك في  برنامج «آراب كاستينغ»، هل كانت سهيلة معلم بحاجة للظهور في برنامج عربي رغم نجاحها في الساحة الفنية الجزائرية ؟
سهيلة معلم : المشاركة في «آراب كاستينغ» كانت بمثابة التحدي ، و الوقوف أمام لجنة تحكيم تضم أسماء ثقيلة في التمثيل بالوطن العربي ، كما سمحت لي التجربة  بتقديم عروض مباشرة بلهجات مختلفة ، وهي تجربة لم أعتد عليها من قبل، فأنا لم أمارس المسرح الذي يتيح للممثل هذا الإحساس من قبل،  الحمد لله تميزت و زميلي  زبير بلحور طوال عمر البرنامج، و تجاوزنا في كل مرة مرحلة الخطر، و فزنا بلقب البرنامج بتصويت ساحق للجمهور .
«بيبيش و بيبيشة» صنعت شهرتي و «أولاد الحلال» نقطة تحول
 بعد «آراب كاستينغ» لماذا لم نر سهيلة في أعمال عربية مثل بعض النجمات الجزائريات من بنات جيلك، هل هناك استبعاد للممثل الجزائري في الدراما العربية؟
ـ نحن مستبعدون كممثلين جزائريين في الإنتاج العربي ، عكس التونسيين و المغاربة ، و هذا مرده غياب هيئات أو جهات  مختصة في التسويق الفني و العلاقات العامة بالخارج،  تكون على مستوى وزارة الثقافة أو الوكالة الوطنية لتطوير السينما ، مهامها الترويج لصورة الفنان و الفن الجزائري في الخارج، أو ما يعرف بالبريستيج الفني .
  إن انتشار الممثل عربيا، لا يقاس باجتهاده محليا ، بل هو مرتبط بما يعرف بـ   "البريستيج الفني" أي الترويج له بطريقة ذكية و مميزة، لاقتناص الفرص ، وهذا من مهام مختصين في الماركتينغ و العلاقات العامة ، لتكوين علاقات مع مخرجين و منتجين عرب أو أجانب  و التسويق للفنان الجزائري  .
 هل تسعى سهيلة معلم للظفر بدور في عمل عربي؟
ـ أنا لا أسعى وراء ذلك ، اهتمامي منصب على عملي  و الاجتهاد  في كل دور أقدمه، باستثناء المهرجانات  التي تسمح للممثل بالاحتكاك و ربط العلاقات  يبقى الأمر متعلق، كما قلت سابقا، بجهات متخصصة.
هل حقيقة أن «أولاد الحلال» صنع نجومية سهيلة معلم؟
ـ أعتبر سلسلة  «بيبيش و بيبيشة» هي التي صنعت  نجوميتي ، لكن «أولاد الحلال» كان بمثابة النقلة النوعية في مساري الفني ، و التحول من الكوميديا إلى الدراما، فالدور منحني حيزا أكبر للتمثيل، خاصة و أنه كان مختلفا تماما عن شخصيتي و عما قدمته من قبل ، فكان بمثابة التحدي بالنسبة إلي ، خاصة و أنه  معقد و باللهجة الوهرانية ،  حقيقة أحسست طعم النجاح عند قراءة السيناريو ،  و حتى خلال التصوير، لكن ما حققه العمل من نجاح فاق توقعاتي.
الممثل الجزائري مستبعد في الدراما العربية
 هناك من يصف الكوميديا الحالية بالتصنّع، كوجه كوميدي هل توافقين على هذا الطرح؟
ـ هذه حقيقة للأسف ، وهو ما جعل الجمهور ينفر مما يقدم اليوم من أعمال كوميدية، إلا في بعض الحالات. العفوية و البساطة هي سر نجاح الممثل الكوميدي حسب رأيي، وهو ما تميزت به الكوميديا الجزائرية قديما. و في هذا السياق أشير إلى أن أحد أسباب دخولي مجال التمثيل هي المسلسلات القديمة العفوية و قدرة الممثلين على الارتجال و إضحاك المتفرج بمواقف بسيطة جدا ، لا نزال نتذكرها إلى غاية اليوم.
 تحدث مختصون عن مشكل سيناريو الذي كشفت عنه غزارة الإنتاج هذا العام ، هل واجهت كممثلة هذا المشكل؟
ـ   المشكل مطروح  منذ سنوات طويلة ، و بسببه رفضت أكثر من عمل ، و عموما يمكن أن نقول إن السيناريو في الجزائر ضعيف، و هناك مشكل كبير في الحوار و اللغة المستخدمة  التي ابتعدت كثيرا عن الروح الجزائرية ، و يجب الاهتمام أكثر بهذا الجانب و العمل عليه بدقة كبيرة في كل إنتاج جديد ، فمثلا أنا و زميلي  مروان قروابي عملنا كثيرا على الحوار في « بيبيش و بيبيشة»  و حاولنا تقديم لغة بيضاء مفهومة عند كل الجزائريين، و الابتعاد عن الألفاظ التي لا تنتمي لبيئتنا الجزائرية ليلقى القبول أكثر، فهو لا يعكس طبيعتنا الجزائرية.
هناك ضعف كبير في السيناريو و الحوار
 هناك من يرى أن الجزء الثالث من «عاشور العاشر» ظلم سهيلة معلم هذا العام، فكان دورك باهت، ما ردك؟
ـ وجهة نظر أحترمها كثيرا ، لكن «عاشور العاشر» هذه المرة مختلف تماما عن الجزأين الماضيين ، فهو عبارة عن مسلسل درامي كوميدي فيه تتابع و ترابط  للأحداث ، عكس ما كان عليه الجزء الأول و الثاني.
أما عن شخصية « عبلة» في هذا الجزء فقد تغيرت هي كذلك ، و لم تعد تلك الفتاة الصغيرة و الطائشة  المشهورة بمقالبها الفكاهية ، بل تحولت إلى فتاة  ناضجة  و مرت في هذا الجزء بالكثير من الأحداث التي غيرت حياتها، من موت شقيقيها و إصابتها بانهيار عصبي و لمسنا ذلك الاختلاف في الأداء  مع نهاية مفتوحة  وهو مقصود من المخرج، لكي لا يطرح مشكل السيناريو،  في حال كانت هناك نية لجزء رابع .
 هل تأثرتم كفريق عمل من الجدل الذي أثاره انسحاب صالح أوقروت ؟
ـ هناك من الممثلين من تأثروا من الضجة التي صنعها خبر غياب الممثل القدير صالح أوقروت عن الجزء الثالث من السلسلة ، و ظهر ذلك عليهم أثناء التصوير، لكن سرعان ما تلاشت هذه المخاوف مع بداية العمل و التصوير،  بفضل التضامن بين فريق العمل ، إضافة إلى الشجاعة التي تحلى بها الممثل  حكيم زلوم  الذي قبل تحديا كبيرا من الصعب أن يقبله أي ممثل ، خاصة و أننا نتحدث هنا عن قامة فنية كبيرة كصالح أوقروت الذي نتمنى له الشفاء من هذا المنبر ، و ليس أي ممثل يمكنه قبول التحدي.
عن نفسي لم أشعر بالخوف إلا بعد عرض الحلقة الثانية  التي أطل فيها حكيم زلوم ، و ردود الأفعال القوية التي لم تتقبل حكيم كبديل لصالح أوقروت ، لكنه كان شجاعا في الرد و المواجهة ، و سرعان  ما تلاشت الانتقادات  بمرور الوقت ، بفضل حنكة و موهبة جعفر قاسم الذي طوع موهبته و خياله ، لتمرير فكرة استبدال بطل «عاشور العاشر».
جعفر قاسم كسب الرهان في الجزء الثالث من «عاشور العاشر»

 كيف ترين ظاهرة استقطاب المؤثرين و عارضي الأزياء للتمثيل،
و استعمال عدد المتابعات على المنصات التفاعلية كمعيار بالنسبة للمنتجين؟
ـ لا أعارض الفكرة فالمجال يتسع للجميع ، و الفن موهبة لكن من غير المقبول أن يفتح المجال لأشخاص يفتقرون تماما للموهبة من أجل حب الظهور، و إن كانت لهم قاعدة جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي ، لكن للأسف الكثير من المنتجين و حتى المخرجين، يعتمدونها كشرط لانتقاء الممثلين، و هناك حتى من يستغني عن « الكاستينغ» و البحث عمن لهم أكبر عدد من المتابعين ، و هذا ما تسبب في فوضى كبيرة ، لكن لا يعني أن هناك مؤثرين لهم موهبة و محتوى هادف .
 ماذا أضافت لك تجربة «هليوبوليس»؟
ـ أنا فخورة بها ،  كان لي الشرف أن أشارك في فيلم ثوري رفقة المخرج جعفر قاسم الذي جدد ثقته بي ، و له الفضل في تلقيني الكثير من أساسيات التمثيل  منذ بداياتي .
 المميز في الفيلم أنه تجربة إنسانية  رائعة ، تحاكي الواقع الأليم بمنظور خيالي ، كأول تجربة لجعفر شجعناها كثيرا عليها ، و لأول مرة تظهر فيه المرأة الجزائرية المثقفة و الواعية ذات المستوى الاجتماعي المرموق ، عكس ما كانت تظهره عليه في الماضي ، و حسب رأيي السينما الثورية بخست المرأة الجزائرية حقها ، و كان التركيز أكثر على البطولات الذكورية.
اللهجة ليست عائقا في وجه  انتشار الإنتاج الوطني عربيا
ما ردك عمن يقولون إن «هليوبوليس» يمجّد الحركى؟
ـ بالعكس الفيلم يهدف إلى تصحيح بعض الأفكار التي كانت سائدة آنذاك ، فمثلا « مقداد» ابن قائد عاش طوال حياته في علاقة جيدة مع الفرنسيين، و له امتيازات كثيرة لكنه قرر في نهاية المطاف حمل السلاح لنصرة القضية الجزائرية .
لست بصدد التبرير ، لأن أي عمل كان لا يخلو من الإيجابيات و السلبيات ، لكن حسب رأيي يجب أن نفرق بين النقد البناء و الانتقاد ، فكما للفيلم نقاط ضعف، هناك الكثير من نقاط القوة ، وهذا ما ترجمته قاعات السينما المملوءة عن آخرها  بالجمهور خلال الجولة الفنية ، التي كان لنا شرف المشاركة فيها و الاحتكاك بالجمهور الذي عاد بقوة إلى السينما و خصوصا الشباب، و من هنا أوجه شكري لكل الجمهور الذي استقبلنا في وهران و الأغواط و قسنطينة بحفاوة و حب كبير.
 هل هناك شخصية ثورية تطمحين لتجسيدها في السينما؟
ـ كما قلت سابقا السينما بخست المرة الجزائرية حقها ، تحديدا ما تعلق بالبطولة و تسليط الضوء على أسماء ثورية نسوية كبيرة ، و من المؤسف أن نرى أجنبيات يجسدن شخصيات جزائرية كمريم بوعتورة و جميلة بوحيرد  ، و أتمنى حقيقة أن تمنح لي فرصة تجسيد إحداهن ، خصوصا البطلة مريم بوعتورة .
 كممثلة كيف ترين الاحتكاك الفني الذي حدث مع تونسيين و أتراك و غيرهم؟
ـ أعتبره ضروريا و مفيدا في نفس الوقت ، خدم الدراما الجزائرية كثيرا، خاصة من الجانب التقني الذي كان أحد أهم أسباب نفور الجمهور ، أعتبرها  إضافة للمنتوج الجزائري خاصة بالنسبة للتقنيين، و قد حان الوقت لفتح مدارس و معاهد للتكوين بعد سنوات من التبعية للفرنسيين و الإيطاليين .
منتجون يلهثون وراء نجوم  مواقع التواصل  لتحقيق الانتشار
 بعد تصالح الجمهور الجزائري مع الدراما المحلية، هل المنتوج الجزائري جاهز للتسويق عربيا، و هل اللغة هي العائق؟
ـ قبل الإجابة عن السؤال حقيقة هناك أعمال نجحت في مصالحة الجمهور الجزائري مثل «الخاوة» ، «مشاعر» ، «أولاد الحلال» و أخرى ، كما تراجعت نسب مشاهدة الجمهور الجزائري للأعمال العربية على حساب الوطنية.
 وما ينقصنا لتسويق أعمالنا عربيا هو إرادة المنتجين التي تكون مرتبطة أساسا بالجانب المادي و تخصيص ميزانيات ضخمة للتسويق للمسلسلات أو إنتاج أعمال مشتركة ، أما اللغة فليست عائقا حقيقيا، لكنها  تحتاج إلى بعض التنقيح ، فعلينا التخلص من المفردات الفرنسية التي تعيق الآخر عن فهمنا .
 في النهاية ، هل لديك مشاريع الفترة المقبلة؟
ـ حاليا ليس لدي أي ارتباطات مهنيةو أفضل الركون إلى الراحة.           و.ع

الرجوع إلى الأعلى