اختير مؤخرا ، عضو الأكاديمية الجزائرية للعلوم، الباحث الجزائري عادل بلوشراني، المتخصص في مجال الرياضيات التطبيقية و معالجة الإشارات الإحصائية و الهوائي والتحليل الزمني الترددي، ضمن قائمة أفضل 2 بالمئة من علماء العالم، و ذلك وفق تصنيف شمل جزائريين آخرين، أعدته جامعة ستانفورد المرموقة، استنادا إلى مستوى الاستدلال بأبحاثهم العلمية، و توظيف منشوراتهم الأكاديمية في عملية البحث، وهو تصنيف، قال عنه الباحث في حوار خص به النصر، بأنه يتضمن اعترافا بمستوى المساهمة العلمية للكفاءات الجزائرية في الداخل و الخارج، و تثمينا لجهودهم و يشكل دافعا قويا للشباب الباحثين، الذين نصحهم بالتعامل بمنطق مهني و احترافي مع بحوث الدكتوراه، و إدراك أهمية مهنتهم كباحثين، مضيفا بأن الدكتوراه يجب أن تكون أداة أو إطار عمل للاستجابة للحاجات المجتمعية و المشاكل الصناعية و العلمية الأساسية.
حاورته هدى طابي
 كما اقترح الباحث، في حديثه، بعض السبل التي من شأنها تفعيل نتائج البحث العلمي في بلادنا،
و استغلاله ميدانيا في تحقيق التطور الصناعي.
النصر: صنفتك مؤخرا جامعة ستانفورد من بين 2 بالمئة من أفضل الباحثين في العالم، ماذا يعني لك هذا التصنيف و ما الذي يضيفه لك كباحث؟
ـ عادل بلوشراني: الحصول على مثل هذه التصنيفات على المستوى الدولي، يشكل دائمًا حافزا مهمًّا، كما أنه فرصة لتثمين جهود العلماء الجزائريين الذين تمكنوا من التميُّز ومن اكتساب سمعة و شهرة دوليتين.  المكسب الثاني بالنسبة لي وللبحث العلمي في بلادي، يكمن في أن الحاصلين على هذا التصنيف، تألقوا وتقدموا علميا في الجزائر، مما يُشكِّل من وجهة نظري، دافعا قويا للباحثين الجزائريين الشباب، لمواصلة العمل والعطاء.
و أودُّ أن أضيف أنه عندما يتلقى الباحث تكريمًا علميًا، فهذا في الحقيقة تكريم لفريق بأكمله، لذلك أتقاسم فخري مع جميع من عمل معي من المساعدين و الطلبة.
15 عالما جزائريا مصنفون عالميا ضمن قائمة ستانفورد
ـ نريد تفاصيل أكثـر عن طبيعة هذا الترتيب، وعلى أي أساس تم إعداده؟
ـ يتعلق الأمر بتصنيف تم تنفيذه من قبل فريق من الباحثين في علم القياس وتحليل العلوم، من جامعة ستانفورد، بالولايات المتحدة، و قد تم استنادا لعدد المنشورات العلمية للباحثين و عدد الاقتباسات عنها و عدد المرات التي تم فيها الاستشهاد بها و الإشارة إليها من قبل باحثين آخرين في جميع أنحاء العالم، وفقًا للبيانات المقدمة من طرف قاعدة البيانات متعددة التخصصات « سكوبيس»، التي تعد فهرسا شاملا للملخصات و الاستشهادات بالمنشورات العلمية.
و يشمل التصنيف المعتمد 159684 عالمًا ، يمثلون 2 بالمئة من مجموع العلماء في العالم، موزعين على 22 مجالًا علميًا و176  فئة فرعية، حيث يضم هذا الترتيب، 15 عالمًا جزائريًا، منهم من  يمثلون الجزائر بوصفهم ناشطين في الداخل، بينهم عضوان مؤسسان للأكاديمية الجزائرية للعلوم، و هنا أنا و الدكتورة حورية التريكي، إضافة إلى ثلاثة أعضاء مؤسسين آخرين للأكاديمية الجزائرية للعلوم ينشطون في الخارج، وهم الدكتور عز الدين  بوسكسو، و الدكتور عبد الرحمن تاج الدين، والدكتور وليد حمداوي، فهم أيضًا جزء من هذا الترتيب، و قد تم احتسابهم لصالح البلدان التي يعملون بها حاليًا.
للعلم فإن التصنيف ضم أيضا عددا من العلماء الجزائريون الآخرين الذين تم احتسابهم لصالح الجزائر، و هم على التوالي  د. عادل مليط (جامعة جيجل) ،د. عبد المجيد بوحمادو، (جامعة سطيف) ،د. علي الزاوي (جامعة سيدي بلعباس /. جامعة ليل) ، د.ندير بوعريسة (جامعة المسيلة) ، د.موفق بن شهرة (جامعة سيدي بلعباس) ، د.عبد السلام بولكرون (جامعة جيجل) ، د. أمين بودغين ستامبولي (جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران). د. عبد الرحيم حومات (جامعة تلمسان) ، د. أحمد بن علال (جامعة البليدة) ، د.محمد تراري (جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين) ، د.مراد قدم (جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين) ، د.محمد ولد خاوة (جامعة البليدة) ، د.محمد سيد أحمد هواري (جامعة معسكر).
أحمل وسام تميز من بين الأعلى علميا وعالميا
ـ  حدثنا عن مسارك العلمي بتفصيل أكبر و عرفنا أكثـر بك كباحث، ما هو مجال اختصاصك  تحديدا؟
ـ حصلت على دبلوم مهندس الدولة من المدرسة الوطنية متعددة التقنيات عام 1991 ، ثم دبلوم الدراسات المتعمقة في معالجة الإشارات من المعهد الوطني في غرونوبل بعدها بسنة واحدة، كما تحصلت على لقب دكتور من « باريس تيليكوم» عام 1995.
منذ ذلك الحين إلى غاية 1997، تدرجت في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في بيركلي ، ثم في جامعة فيلانوفا بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي نوفمبر 1997، انضممت إلى المدرسة الوطنية متعددة التقنيات، حيث أعمل إلى غاية اليوم.
منذ عام 2000 ، وأنا أتلقى بانتظام دعوات للمساهمة كأستاذ جامعي من قبل العديد من الجامعات و المخابر حول العالم ( اليابان،الولايات المتحدة الأمريكية ،ماليزيا، تونس، فرنسا، المملكة العربية السعودية).
هنا أود أن أؤكد على أهمية التنقل الدولي بالنسبة للباحثين و للدول، علما أنه تنقل  ينبغي أن يكون في الاتجاهين، لكونه أمرا حتميا لتطوير البحث ، وذلك بالنسبة لأية دولة،  سواء كانت متقدمة أو نامية، و رغم الظروف الحالية التي فرضها الإغلاق بسبب تفشي الوباء، إلا أننا نعتمد على استخدام منصات مؤتمرات الفيديو و تعميمها لفتح آفاقً جديدة، و هي  فرصة أخرى بالنسبة إلينا.
أذكر أيضا في إطار مساري البحثي، أنه  كان لي شرف الترقية إلى رتبة « IEEE Fellow »  في 2020، و هو أعلى تمييز علمي و عالمي في مجالات اهتمام IEEE (معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات تأسس عام  1884 في نيويورك)،  حيث منحت هذا الامتياز ، نظرا لبحوثي و أعمالي حول فصل المصدر و معالجة هوائيات الإشارة غير الثابتة.
و أحيطكم علما أن هذا الوسام،  هو الأول المعترف به للجزائر، لأنه تم  منحه لباحث يعمل داخل الوطن، كما أنه التاسع بالنسبة لإفريقيا، و يذكر أن هذا التمييز في شكله الحالي، موجود منذ عام 1934، وقد تم منحه حتى الآن إلى 6462 عالمًا من جميع أنحاء العالم.
أختم بالقول إن أي مسار علمي لباحث ، مرتبط بباحثين آخرين، و هذه الرابطة و المشاركة هي جوهر العلم الذي يسمح للبشرية بالتطور في الاتجاه الصحيح، فقد أتيحت لي الفرصة للتعاون مع باحثين ممتازين، بما في ذلك طلبة الدكتوراه السابقين، وأود هنا أن أحيي كل الزملاء والطلبة الذين عملت معهم.
الأكاديمية الجزائرية للعلوم خلفية لتحديد قرارات سيادية
ـ ماذا عن الأكاديمية الجزائرية للعلوم، ما هي هذه المؤسسة تحديدا؟ و ما طبيعة نشاطها وما علاقتها بالحياة العامة؟
ـ الأكاديمية الجزائرية للعلوم و التكنولوجيا هي مؤسسة للتفكير و المشورة في ما يتعلق بالقضايا الأكاديمية والمجتمعية و التكنولوجية الكبرى في البلاد، يمكن لها كمؤسسة التعامل مع رئاسة الجمهورية أو أي هيئة وطنية أخرى، تمامًا كما يمكنها التعامل مع القضايا المجتمعية الرئيسية المتعلقة بالحياة العلمية والتعليم والتدريب والتكنولوجيا.. فالأكاديمية هي أيضًا هيئة ترويجية للعلوم و البحوث العلمية للجودة و الابتكارات، الرامية إلى تحقيق المصلحة الوطنية.
إنها هيئة تتوقع و تشرح وتعبر عن نفسها من خلال تقارير الخبراء والآراء و التوصيات أو التنبيهات، و تقدم محتوى حساسا و فاصلا يمكن للسياسيين الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات هامة وسيادية.  لذلك فهي تقدم دعما قويا وذا مصداقية للسياسيين، لأنها تستند في عملها، على منهج علمي صارم، لتحليل المناقشات والاختيارات في مجتمعنا، حيث تعتبر الأكاديمية هيئة إستراتيجية في البلاد.
الثقة والشراكة من ركائز التطور الاقتصادي
ـ  حدثنا أكثـر عن أبحاثك ما هي مجالاتها وما هي الجدوى العلمية والاقتصادية منها، و اشرح لنا ماهية نشاطك البحثي؟
ـ مجال خبرتي هو معالجة الإشارات الإحصائية و معالجة الهوائي  والتحليل الزمني الترددي و تطبيقها في الاتصالات الرقمية والرادار والطب الحيوي بشكل عام، حيث يعد هذا المجال البحثي جزءًا من الرياضيات التطبيقية التي تسمح بحل المشكلات الحقيقية التي تتم مواجهتها في القطاع الاجتماعي و الاقتصادي، ولاسيما في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصال، ومن المعروف أيضًا أنه العلم الذي يقف وراء حياتنا الرقمية.
لنكون أكثر دقة، فإن التزايد الهائل اليومي للبيانات، يؤدي إلى هيكلة «علم البيانات» الجديد، و في هذا المشهد العلمي، تلعب معالجة الإشارات دورًا مهمًا بشكل خاص، بين التشكيل الرياضي و النمذجة الفيزيائية والتحسين الحسابي.
الشركات الناشئة هي مستقبل الاقتصاديات الرامية للنمو
ـ ما الذي ينقص البحث العملي في الجزائر ليصبح ملموسا و جزءا من التطور الصناعي، هل هو المال، أم التثمين، أم الخبرة؟
ـ هذا سؤال مهم للغاية، و إذا استطعنا الإجابة عنه ومعالجته بشكل صحيح، فسنضمن التنمية الاقتصادية المستدامة للجزائر، وعليه سأحاول تقديم بعض الإجابات، مستعينا بمعرفتي واحتكاكي بزملاء يعملون في  ميدان  التنمية الصناعية، هنا في الجزائر و  في الخارج.
أولا، لكي يكون للبحث العلمي تأثير على التنمية الصناعية في البلاد، من المهم أن يكون هناك عمل على ثلاثة مستويات، هي السلطات العمومية و المصنعون و مقدمو الحلول وهم « الأكاديميون والمطورون في الشركات» ، بما في ذلك الشركات الناشئة.
ثانيا، لتحقيق أي تقدم يتعين على أصحاب المصلحة في كل مستوى، تنفيذ المهام المنوطة بهم، لكن مع وجوب ترشيد الحوكمة على كافة الأصعدة، فعلى مستوى السلطات العمومية، يتعين الاهتمام بوضع إستراتيجية صناعية مرتبطة بالتكوين و بالتعليم العالي، و بقطاعات النشاط الأخرى، و كذلك وضع قوانين و نظم واضحة و مستقرة للتحكم في سلاسل القيمة  لتحقيق التنمية و كذلك الابتكار، كما أنه من المهم جدا، تعزيز تنمية و ازدهار البيئة التكنولوجية للقيام بذلك، حيث يمكن للحكومات الاعتماد على الكفاءات التي تم استخدامها بالفعل في العالم، على المستويين الاستراتيجي والتنفيذي، و ذلك من أجل الاستفادة من الهياكل القائمة و تثمين الإنجازات الحالية.
ثالثا، يعد إنشاء فروع تكنولوجية على مستوى مراكز البحث، أحد الخيارات التي يمكن متابعتها، و يجب أن يكون كل هذا جزء من إستراتيجية وطنية متوسطة المدى، مرفقة ببرامج تنمية واسعة النطاق.
يجب أيضا، أن يساهم المصنعون و رواد الأعمال في العملية من خلال وضع استراتيجيات لشركاتهم،  تمنح التكنولوجيا والابتكار المكانة التي تستحقها،  كما يتعين توظيف هذا المجال، لخفض التكاليف و التنويع و التمييز، فالأمر يتعلق بشكل أساسي بقدرتهم التنافسية و إمكانية توسيع أعمالهم، بما في ذلك في الخارج.
 يتعلق التحدي الرئيسي، كذلك بتقليص اعتماد شركاتنا على الموردين الأجانب، ولكن هذا لن يصبح ممكنا، إلا بفضل إستراتيجية متوسطة و طويلة المدى.
وفي هذا السياق ، يجب على المصنعين و رواد الأعمال، دعم الشركات المحلية (الشركات الناشئة)، من خلال مناهج استباقية و واقعية و الاستثمار في شركات التكنولوجيا.
أخيرًا، يجب على القائمين بمشاريع البحث والتطوير، سواء على مستوى الجامعة أو المخبر أو الشركة، وضع استراتيجيات تلبي احتياجات الشركات المصنعة و المؤسسات التي تستخدم هذه التطورات و الدراسات التكنولوجية، كما أنه من المهم ضبط عمليات تطوير الحلول التكنولوجية محددة المعالم و المراحل، و هذا حتى نتأقلم مع البيئة المتغيرة و ننظر في جميع التبعات المتعلقة بالاحتياجات الحقيقية.
لكي ننجح في هذا السياق، يتطلب الأمر الكثير من التواصل و الشراكات القوية، المبنية على الثقة بين جميع المتدخلين، كما يحتاج المتدخلون إلى تسليح النفس بالكثير من الصبر والعزيمة،  لتحقيق النتائج المرجوة ، و الواضح طبعا من خلال ما ذكرت، أن هذه العملية طويلة المدى.
هذه أفضل سبل النشر العلمي لطلبة الدكتوراه
ـ ما هي النصائح والتوجيهات التي يمكن أن تقدموها للطلبة الباحثين المبتدئين و طلبة الدكتوراه؟
ـ يجب أن يفهم هؤلاء في البداية، بأن الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا هي خبرة مهنية، حيث يتعين على المتدرجين في هذا الطور، أن يتعلموا ممارسة مهنتهم كباحثين من جهة، كما يتعين عليهم كذلك الالتزام بالعمل، من أجل  تقديم  قيمة مضافة إلى المخبر أو المشروع الذي ينتمون إليه.
 من المهم كذلك، أن يكرس طالب الدكتوراه جل وقته للعمل على أطروحته، و لا ينبغي اعتبار الدكتوراه كدبلوم فقط، بل التعامل معها كأداة أو إطار عمل للاستجابة لحاجة مجتمعية أو مشكلة صناعية أو مشكلة علمية أساسية، و أن يكون الدافع الأساسي لطالب الدكتوراه و الباحث، سواء في بيئة أكاديمية أو صناعية أو إدارية، هو التأثير إيجابا في المجتمع و الإنسانية، و هذا ما يعطي معنى لحياة الأكاديمي.
في الدكتوراه، من المهم أن يكون هناك توافق بين موضوع الرسالة و الطالب المتدرج و المشرف على الرسالة، لتحقيق نتائج إيجابية، و يجب أن يكون الطالب على اطلاع دائم بكل ما يتم القيام به في مجال معين يتعلق بموضوع أطروحته، كما يجب أن يفهم و يتقن أدوات و تقنيات المجالات التي يرتبط  بها موضوع أطروحته.
 الدكتوراه هي منهجية و نهج بحث أصلي، لحل مشكلة واحدة أو أكثر، و بمجرد حصول الطالب على نتائج مثمرة، حتى ولو كانت جزئية، يجب عليه توصيلها لأن جميع الأعمال البحثية غير المنشورة، هي أعمال غير موجودة، و يعد التقدم لنشر العمل البحثي، فرصة لتقييم النتائج المحصل عليها، من قبل الخبراء و الأقران، مما سيحسن العمل من خلال تعليقات الخبراء، حتى و إن تم رفض المنشور.
 بالطبع، يتم تحديد فرصة نشر النتائج التي تم الحصول عليها، بالاشتراك مع مدير الأطروحة و أي مساهمين آخرين. كما أن النشر ليس الهدف النهائي لأطروحة الدكتوراه، بل هو بالأحرى نتيجة، دونها لا وجود للباحث.
من المهم كذلك، أن يتم النشر في مجلات معترف بها، لضمان رؤية علمية جيدة للباحث و للجامعة و للبلد، بالإضافة إلى ذلك، يتيح النشر في المجلات المعترف بها، المشاركة في تقدم العلوم و التكنولوجيا، من خلال (نظام التوثيق الوطني عبر الإنترنت) المتاح لجميع الأكاديميين، و الذي يمكن طالب الدكتوراه من الوصول إلى جميع المعلومات و الوثائق اللازمة، لإجراء بحثه.
يمتلك طالب الدكتوراه أيضًا عدة موارد على الإنترنت، تتيح له متابعة المؤتمرات حول كيفية كتابة مقالات علمية عالية الجودة. هذه جملة توصياتي، وختاما أتمنى كل التوفيق لجميع طلاب الدكتوراه و الباحثين الذين هم طليعة التطور العلمي و التكنولوجي في البلاد.

الرجوع إلى الأعلى