الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة ضرورية للحد من انتشار الفيروس
لا مبرر للتخوف من التلقيح بعد الدراسات العلمية التي أثبتت نجاعته
أكد، أمس الاثنين، أخصائي علم الأوبئة والطب الوقائي ومدير مستشفى تيبازة البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة بأن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة، أول أمس، ومنها العودة للحجر الصحي، تبقى ضرورية للحد من انتشار
فيروس كورونا.
حاوره: نور الدين عراب

وقال بوعمرة في حوار للنصر أن الحل للتخلص من الوباء يكمن في التلقيح، مضيفا بأن الجزائر لم  تصل إلى نسبة التلقيح التي تتحكم من خلالها في انتشار العدوى، مؤكدا بأن التخوف من التلقيح لا مبرر له حاليا بعد الدراسات العلمية التي أثبتت نجاعته، مشيرا إلى أن نقص الأكسجين في المستشفيات يعود إلى الطلب الكبير عليه من طرف المصابين، وقال بأن كل مصاب موجود في الإنعاش تصل حاجته إلى 35 لتر من الأكسجين.   
النصر: كيف تقيم الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا خاصة العودة للحجر الصحي المنزلي؟
بوعمرة: كل المعلومات العلمية تقول أنه لما تكون فيه عدوى كبيرة، التلقيح هو الحل لوقفها، لكن نحن لم نصل بعد إلى نسبة التلقيح التي نتحكم من خلالها في انتشار العدوى، ولهذا تبقى الاحترازات الوقائية ضرورية جدا، لا سيما وأنها كانت قد ساهمت من قبل في تخفيض العدوى، والاحترزات الوقائية تعني التقليل من الاختلاط بين المواطنين، وتنقل الأشخاص وتقاربهم، كما تخفض الاحترازات الوقائية من الزيارات، وكل هذه العوامل مهمة جدا، خاصة وأن فيروس كورونا سريع الانتشار، وينتقل من بؤرة إلى أخرى، وكل القرارات التي اتخذتها الحكومة أول أمس المتعلقة بالإجراءات الاحترازية يمكن أن تخفض من انتشار الوباء الموجود الآن في منحنى تصاعدي.
النصر: الجزائر تعيش منذ أسابيع موجة ثالثة من الوباء، هل وصلت إلى الذروة؟
بوعمرة: لم  نصل إلى الذروة، لكن لم يبق لنا الكثير عنها، في الحقيقة لا يوجد علم دقيق لتحديد ذروة انتشار الفيروس، لكن الاحتمالات تجعلنا نقول أن الذروة يمكن أن تكون خلال أسبوع ونصف أو أسبوعين، ويبقى هذا احتمال فقط لأننا نعتمد في تحديد الذروة على المعطيات الموجودة عندنا ومعطيات البلدان الأخرى، وهنا تقريبا نعرف متى تكون الذروة، ونؤكد مرة أخرى أن تحديد الذروة مبني على احتمالات ودراسات يمكن أن نتنبأ من خلالها، وليست علم دقيق يمكن تحديدها بيوم محدد أو أسبوع.
النصر: ما هي الرسالة التي توجهها للمواطنين الذين ما يزالون متخوفين من التلقيح للوقاية من الفيروس؟
بوعمرة: أعتقد أن التخوف من التلقيح خلال هذه المرحلة تم تجاوزه مع ما قامت به بلدان عظمى بتلقيح شعوبها، فمثلا أمريكا لقحت 130 مليون مواطن، وبريطانيا لقحت كل سكانها، وفرنسا 43 مليون مواطن، والخوف من التلقيح في البداية كان مقبولا، لكن اليوم مع المعطيات العلمية المتوفرة لدينا لم يعد هناك مبرر للتخوف من اللقاح، خاصة وأن كل المعطيات العلمية تقول بأنه إذا وصلنا إلى نسبة مقبولة من التلقيح يمكن أن نخفض من الحالات الخطيرة، والحالات التي تصل المستشفيات، والأشخاص الذين يدخلون الإنعاش، وكل هذه المعطيات علمية مبنية على أسس صحيحة، وهذا الذي ينبغي أن نأخذ به، أما ما يقال في الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي لا أسس علمية له ولا يأخذ به، ولاحظنا في الأيام الأخيرة توافد كبير للمواطنين على مراكز التلقيح، وكل مواطن يريد حماية نفسه وعائلته عليه بالتلقيح، وكل المصالح الطبية مسخرة لتوفير اللقاح للمواطنين.
النصر: تشهد بعض المستشفيات طلبا كبيرا على مادة الأكسجين على عكس ما حدث مع الموجتين الأولى والثانية، كيف تفسر ذلك؟
بوعمرة: صحيح المستشفيات تشهد ضغطا كبيرا، والآن كل مصاب يدخل المستشفى هو في حاجة للأكسجين سواء بالنسبة للحالات العادية أو الخطيرة، وتصل حاجة كل مصاب موجود في الإنعاش إلى 35 لتر من الأكسجين، ولهذا المستشفيات اليوم هي بحاجة لكميات كبيرة من هذه المادة، ونقصها كان منتظرا بالمستشفيات، والآن فيه مجهودات جبارة على الأرض لتوفير الأكسجين بالمستشفيات وتغطية النقص المسجل.        ن ع

الرجوع إلى الأعلى