عاد بطل رفع الأثقال وليد بيداني لغيابه الاضطراري عن الألعاب الأولمبية بطوكيو، بعد تأكد إصابته بفيروس كورونا، عند حلوله بالعاصمة اليابانية طوكيو، حيث قال في حواره للنصر، إن ذلك حرمه من اعتلاء منصة التتويج، باعتبار أن أرقامه أفضل ممن فازا بالميداليتين الفضية والبرونزية، مضيفا بأنه طوى هذه الصفحة الحزينة، ويتطلع للتألق في التحديات المقبلة، بداية بألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، وصولا إلى أولمبياد باريس، الذي لم يعد يفصلنا عنه الكثير.
بعد تأكد إصابتك بفيروس كورونا عند حلولك بطوكيو، كيف كان وقع الخبر عليك ؟
ماذا عساني أقول لكم...، لقد تنقلت إلى طوكيو وكلي ثقة في مقدرتي على اعتلاء منصة التتويج، خاصة وأن نتائجي السابقة كانت تُرشحني لذلك، ولكن عند الحلول باليابان، وإجراءات الكشوفات المطلوبة صُدمت للنتائج الايجابية لفيروس كورونا، وهو ما جعلني أشعر بحسرة شديدة، كون أحلامي قد ضاعت في لحظة.
بقيت متمسكا ببصيص أمل المشاركة إلى آخر لحظة، غير أن نتائج الكشوفات الأخيرة صدمتك، أليس كذلك ؟
صدمتي كانت كبيرة جدا، ولم أكن أفكر سوى في غيابي عن البطولة، وأنا الذي حضرت لها على مدار عدة أشهر، لقد كنت واثقا من الظفر بالميدالية الفضية، كون أرقامي أفضل من الجميع، باستثناء بطل واحد، ولذلك لم أفقد الأمل، وكنت أجري التحاليل بشكل يومي، باعتبار أن الحظوظ كانت لا تزال قائمة لو أتخلص من الفيروس، قبيل دخولي غمار المنافسة، لقد تمسكت ببصيص الأمل، ولكن الأحلام تبخرت مع آخر تحليل أجريته، وهو ما جعلني أشعر بخيبة أمل كبيرة.
هل كان بإمكانك توخي الحيطة والحذر بتفادي إقامة معسكر إعدادي بتركيا التي كانت تعتبر بؤرة لهذا الفيروس اللعين ؟
الحديث عن هذه الأمور لا يجدي نفعا الآن، ولا أعتقد بأن انتقالي إلى تركيا لإقامة معسكر إعدادي أخير، كان قرارا خاطئا، لأن ما حصل معي قضاء وقدر، وكنت سأصاب بفيروس كورونا حتى لو لازمت منزلي بالجزائر، صحيح أن اسطنبول كانت بؤرة لهذا الفيروس، ولكنني كنت متوخ للحذر خلال عملية التحضيرات، ورغم ذلك لم أسلم، لست الرياضي الوحيد الذي أبعده المرض عن محفل طوكيو، فهناك أبطال كبار أيضا وجدوا أنفسهم مجبرين على الغياب بسببه.


كيف تعاملت مع فترة الحجر الصحي في اليابان ؟
صدقوني المعاملة كانت سيئة للغاية في فترة الحجر الصحي، خاصة وأنه بعد تأكد إصابتي بفيروس كورونا عند حلولي باليابان، لم أعد تابعا للجنة المنظمة لدورة طوكيو، بل تم تحويلنا إلى السلطات الصحية اليابانية، من أجل التكفل بي، حيث وضعوني في غرفة مترين على مترين (ضيقة للغاية)، واكتفوا بتقديم وجبات الأرز والمعكرونة فقط طيلة هذه الأيام، كما لم يكن بمقدوري حتى التواصل مع البعثة الجزائرية، لقد عشت أياما عصيبة، والحمد لله أنني عدت سالما إلى بلدي.
بعد تتويج بطل من سوريا بالميدالية البرونزية، وأنت الذي تمتلك أرقام أفضل منه، هل زاد ذلك من حسرتك ؟
قلت لكم بأنني كنت متوجها صوب طوكيو، من أجل العودة بميدالية فضية أو برونزية على الأقل، ولم لا إسعاد الشعب الجزائري الذي كان يعلق علينا آمالا كبيرة في هذه التظاهرة العالمية، ولكن للأسف حصل معي ما لم يكن في الحسبان، بعد تأكد إصابتي بفيروس كورونا، وهو ما جعلني أغيب عن المنافسات التي عرفت فوز بطل سوري بالميدالية البرونزية، أنا أهنئه بذلك، ولو أن حسرتي كانت كبيرة جدا، كوني كنت  قادرا على اعتلاء منصة التتويج، في ظل أرقامي المتميزة التي هي أحسن ممن ظفرا بالميداليتين الفضية والبرونزية.
لماذا مر الرياضيون الجزائريون جانبا في الألعاب الأولمبية؟
لست مسؤولا في الوزارة أو اللجنة الأولمبية، لكي أتحدث عن معاناة الرياضيين والأسباب التي أدت إلى إخفاق طوكيو، ولكن مشاكل ممثلينا مختلفة، وعلى الجميع النظر فيها، إذا ما أردنا رد الاعتبار للمشاركات الجزائرية في مثل هذه التظاهرات العالمية، لقد كنا نمني النفس في أن لا تكون حصيلتنا في طوكيو صفرية، ولكن قدر الله ما شاء فعل، وعلينا مراجعة الكثير من الأمور سريعا.
ما هي أهدافك المستقبلية بعد الانتكاسة الأخيرة ؟
طويت صفحة طوكيو الحزينة، وأتطلع للتحديات المقبلة التي تنتظرني على أحر من الجمر، على أمل النجاح في التعويض، بداية بالبطولة الإفريقية المقررة بالجزائر في 2022، وحتى ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستحتضنها مدينة وهران الصيف المقبل، دون نسيان بطولة العالم التي ستكون أفضل تحضير للألعاب الأولمبية بباريس 2024، حيث لم يفصلنا عنها سوى ثلاث سنوات، وإذا ما أردنا تفادي خيبة اليابان، ما علينا سوى بدء التحضيرات الجدية من الآن.
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى