المدارس الرقمية النموذجية لبنة لتعميم التعليم الإلكتروني
*   الدخول المدرسي جرى في ظروف حسنة في كل المناطق المتضررة من الحرائق     *   تلاميذ مناطق الظل مازالوا يعانون من مشكلة النقل
رحبت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، جميلة خيّار بالمبادرة التي قامت بها وزارة التربية الوطنية بفتح مدرسة رقمية نموذجية في إقليم كل مديرية تربية عبر الوطن، باعتبار أن هذه المبادرة التي تدخل في إطار المشروع الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للتخفيف من وزن المحفظة، تعد كلبنة أولى للتوجه نحو تجسيد التعليم الإلكتروني مستقبلا.

وتتحدث السيدة خيّار في هذا اللقاء الذي خصت به النصر حول مختلف الانشغالات التي يطرحها الأولياء لضمان موسم دراسي ناجح.
النصر: ما رأي السيدة خيار في المبادرة التي قامت بها وزارة التربية الوطنية بتخصيص مدرسة رقمية نموذجية في كل ولاية من ولايات الوطن في إطار إجراءات التخفيف من ثقل المحفظة؟
– ج.خيّار: لقد رحبنا بهذه المبادرة التي جاءت كخطوة أولى في إطار المشروع الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مؤخرا باللجوء التدريجي نحو إدراج ما تتيحه الرقمنة في التعليم للتخفيف من المحفظة، بتوفير لوحة إلكترونية لكل تلميذ تحتوي على كل الكتب المدرسية مصورة، إلى جانب توفير سبورة تفاعلية للأستاذ.
ومن المؤكد أن تعميم العملية عبر كل المدارس وفي كل ربوع الوطن يتطلب إمكانيات ضخمة، لكن ثقتي كبيرة في أن الدولة لن تدخر جهدا في توفير مثل هذه الأجهزة التقنية الحديثة مستقبلا سيما وأن الإرادة السياسية موجودة وقد عبّر عنها الرئيس تبون وتم الإسراع في تجسيدها في أرض الواقع بشكل تدريجي.
النصر: ألا تعتقدين أن تداعيات الوضع الصحي الناجم عن تفشي فيروس كورونا، الذي تسبب في إغلاق المدارس والجامعات، يجبرنا على ضرورة التوجه بسرعة نحو تجسيد التعليم الإلكتروني؟
– ج.خيّار:  بالفعل لقد أبرزت تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، أهمية إنشاء نظام تعليم رقمي مستدام، وأن الدول الأكثر جاهزية نجحت في التخفيف من حدة التداعيات التي خلفتها حالة الإغلاق من خلال اعتماد الحلول الرقمية،  والرئيس تبون أكد حاجتنا لكي ندرك هذا الواقع وها هي الخطوة الأولى قد تجسدت وتم البدء ولو بشكل نموذجي في توفير الأدوات الرقمية، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة في التعليم.
وكما أسلفت فإن العملية تتطلب دراسة متأنية وإمكانيات ضخمة، قدرة تدفق كبيرة للأنترنيت، وهو ما يتطلب إعداد العدة لهذا المشروع الهام والضروري، وشراكات مع البلدان الرائدة في هذا المجال.
النصر: كيف يجري التنسيق بينكم وبين وزارة التربية الوطنية من أجل إنجاح الموسم الدراسي الجديد 2022/2021، وتوفير كل الظروف المواتية للتمدرس؟
– ج.خيّار:  نحن شريك أساسي والتنسيق والتشاور بيننا وبين الوزارة لا ينقطع، وتتم استشارتنا في كل القضايا التي تهم القطاع، سيما تلك التي تتعلق بالجوانب التي تضمن توفير الظروف المواتية للتمدرس وهو ما جرى قبل الدخول المدرسي الجديد، كما أن التنسيق يتم بين فروعنا ومديريات التربية الـ 60 لا ينقطع باعتبار أن تنظيمنا العريق يتواجد في كل الولايات، ويُنظر إلينا كشريك متميز وكقوة اقتراح بتمثيلنا عبر الوطن.
 النصر: ما هي النقائص التي وقفتم عليها في مناطق الظل ونقلتموها للوزارة؟
– ج.خيّار:  لقد لفتنا انتباه السيد وزير التربية إلى أن الكثير من أبناء المناطق النائية ما زالوا ينتقلون في الشاحنات وعلى متن الجرارات نحو المدارس ما يتطلب الإسراع في توفير النقل المدرسي بشكل عادل لكل أبناء الجزائر، عبر الوطن وتخصيصه فقط للنقل المدرسي لا غير، وقد أكد لنا السيد الوزير بأن هذا الأمر متكفل به في إطار التنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.
كما ألححنا على ضرورة توفير الإطعام المدرسي في كل مدارس البلاد التي هي في أمس الحاجة لذلك، وبوجبات نوعية وساخنة وفق الشروط والمعايير المعمول بها، إلى جانب دعوتنا لتوفير التدفئة في مدارس المناطق الجبلية وأجهزة التكييف في مدارس المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل لا يطاق، فضلا عن اقتراحنا توسيع الاستفادة من المنحة المدرسية للتضامن التي تقدر قيمتها بـ 5000 دينار لكل أبناء بعض الفئات الأخرى من الأسر ذات الدخل المحدود.
النصر: كيف كان الدخول المدرسي في المناطق التي تضررت من الحرائق الأخيرة، حسب الأصداء التي وصلتكم من فدرالياتكم الولائية؟
– ج.خيّار:  لقد حرصت الفدرالية الوطنية لجمعيات أوليات التلاميذ على مرافقة كل عمليات التحضير لهذا الدخول المدرسي في المناطق التي تضررت من الحرائق، مع السلطات المحلية ومع كل المتدخلين، والحاصل أن الدخول جرى في أحسن الظروف بفضل الإجراءات والتدابير المتخذة، سيما بعد أن تم ترميم المدارس المتضررة. وقد ساهمت عمليات التضامن الواسعة التي شارك فيها قطاع واسع من المواطنين الجزائريين في نجاح الدخول المدرسي.
كما أن المرافقة النفسية التي يقوم بها متخصصون نفسانيون منذ فترة قد أتت ثمارها وهي مستمرة.
النصر: وكيف تقيمون التدابير والإجراءات الوقائية المتخذة في إطار توصيات اللجنة العلمية للحد من انتشار فيروس كورونا وبالتالي ضمان دخول مدرسي آمن من الناحية الصحية، وهل كان لكم إسهام في هذا الجانب؟
– ج.خيّار:  لقد حرصت كل المؤسسات التعليمية على توفير كل متطلبات نجاح تطبيق البروتوكول الصحي سيما من خلال توفير أجهزة قياس الحرارة والمعقمات اليدوية والأقنعة الواقية لتسليمها للتلاميذ الذين قد يمسون ارتداء كماماتهم، فضلا عن رسم مسارات معينة لدخول وخروج التلاميذ لضمان تطبيق التباعد الجسدي ومساهمتنا كانت من خلال توعية الآباء والأمهات بضرورة توفير الكمامات لأبناهم وحثهم على تفادي التجمعات كما اقترحنا في لقاءاتنا التنسيقية على أهمية وضع برنامج خاص لخروج التلاميذ إلى ساحات المدارس في فترات الراحة، بالتناوب.
حاورها: عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى