الجزائـر بحـاجة إلى إستراتيجـية وطـنية للأمـن السيبـراني
دعا الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس كرار، إلى وضع « إستراتيجية وطنية للأمن السيبراني» تشرف على تنفيذها هيئة رسمية تابعة لرئاسة الجمهورية، لتكون الجهة المختصة في الأمن السيبراني، والمرجع الوطني في شؤونه، بهدف تعزيزه و حمايةً المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني و البنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية والخدمات والأنشطة الحكومية، والرد على الجهات المعادية التي تقوم بها المواقع المعادية، التي تشن حملات تحريضية وزرع الفتنة بهدف ضرب استقرار البلاد.

حاوره: عبد الحكيم أسابع

ويتطرق قرار في هذا الحوار الذي خص به النصر إلى ضرورة انخراط الجميع في تنفيذ هذه الإستراتيجية، مبرزا أهمية تدريب الأطفال من الصغر على الاستعمال الآمن للإنترنيت.
النصر: تعرضت الجزائر خلال الفترة الأخيرة إلى هجمات من أطراف معادية بهدف ضرب استقرار البلاد وزرع الفتنة بين أفراد الشعب، من خلال هجمات سيبيرانية و بث محتويات عبر مواقع الإنترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي، فما هو السبيل الأنجع لمواجهة ذلك؟
ي.قرار: فعلا لقد حذرت السلطات العمومية في أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة سيما في الفترة الأخيرة، من مؤامرات تتعرض لها الجزائر عن طريق محتويات عدائية يتم نشرها عبر مواقع الإنترنيت، بينها الـ 97 موقعا التي تحدث عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في خطابه الافتتاحي لأشغال لقاء الحكومة بالولاة السبت الماضي، وهي المواقع التي قال إنها تنشط بكل أسف في دول جوار ما عدا تونس، وقبل ذلك سبق وأن تعرضت مواقع حكومية، وأخرى تابعة لمؤسسات اقتصادية وحيوية إستراتيجية للعديد من الهجمات السيبرانية، والتي سبق للمؤسسة العسكرية وأن حذرت منها ومن خطورتها، لذلك فنحن مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالسعي لإنشاء هيئة وطنية تشرف على تنفيذ سياسة وطنية تحت مسمى « إستراتيجية وطنية للأمن السيبراني»، لتكون الجهة المختصة في الأمن السيبراني، والمرجع الوطني في شؤونه، بهدف تعزيزه و حمايةً المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني و البنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية والخدمات والأنشطة الحكومية.
كما يتعين على هذه الهيئة التي أقترح أن تكون تابعة لرئاسة الجمهورية، أن تتبنى السياسات والأساليب للرد على الجهات المعادية التي لا هم لها سوى أن تشن حملات تحريضية تهدف من خلالها إلى ضرب الاستقرار، وزرع الفتنة بين أفراد الشعب الواحد، وبث رسائل دعائية، والتسويق للأفكار الهدامة، خدمة لأجندات خبيثة.
وتعين أن ينخرط الجميع في تحقيق أهداف هذه الإستراتيجية، بداية من المواطن، من خلال وعيه بالمخاطر التي ينضوي عليها هذا الفضاء، وتقيده الصارم بالإجراءات السليمة عند استخدام الوسائل التكنولوجية، هو وأطفاله، ومتعاملي الأنترنيت الذين يتعين عليهم وضع في متناول الأولياء «برامج الرقابة الأبوية» لمنع الأطفال من تصفح مواقع معينة، فضلاً عن دور المختصين في هذا المجال، عبر المساهمة بخبراتهم وآرائهم في إنجاح الإستراتيجية الوطنية، وتوفير الحلول اللازمة، سواء الاستباقية أو العلاجية الكفيلة بحماية رصيدنا المعلوماتي.
كما يتعين على مختلف المؤسسات والقطاعات كالمجاهدين والتربية الوطنية والثقافة والشؤون الدينية والسياحة والصحة وغيرها من القطاعات والدوائر الوزارية، والهيئات الوطنية، أن تساهم بإنشاء قنوات على اليوتيوب ومختلف المنصات الأخرى للترويج لتاريخ الجزائر والثقافة الوطنية والرصيد الحضاري للبلاد وكل ما يحمي الأطفال ويحمي عقيدة الجزائريين ويدافع عن مكونات الهوية الوطنية، والترويج أيضا لجمال الجزائر وللوجهة السياحية للبلاد وإبراز كل الجهود الوطنية التي تبذل في كل المجالات وتشجيع الناشئة من أجل تصفح هذه المحتويات.
النصر: وهل ترون أن حجب هذه المواقع من أنجع الحلول أيضا ؟
ي.قرار:بكل تأكيد، ومثل هذا القرار يجب أن يتخذ على مستوى الهيئة المخولة لتطبيق الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، والتي أقترح أن تتوسع العضوية فيها لتشمل قطاعات « الدفاع الوطني والعدل والداخلية والتعليم العالي والتربية الوطنية والثقافة والصحة والشؤون الدينية ومنظمات من المجتمع المدني خاصة منظمات حماية المستهلك» ومن الضروري هنا أن يستند تدخل هذه الهيئة في ما يتعلق بحجب المواقع على التغطية القانونية من خلال سن تشريع مناسب.
النصر: وما دور المدرسة في توجيه الأطفال نحو الاستعمال الآمن للإنترنيت؟
ي.قرار: إن تعليم وتدريب الأطفال على الاستعمال الآمن للأجهزة الإلكترونية وشبكات التواصل والشبكة العنكبوتية، يجب أن يبدأ من الروضة، وأن تخصص وحدات في البرنامج الدراسي في هذا الشأن.
ومن الضروري إدراج برنامج تدريبي وتطبيق «مشروع الاستعمال الآمن للتكنولوجيا» في المدارس لتدريب التلاميذ وأساتذتهم المختصين في تقديم دروس في هذا المجال، من خلال تزويدهم بمعلومات عن أبرز الحلول والبرامج والأنظمة للوقاية من مخاطر الأنترنيت وكيفية الحد منها.
كما أن أفضل طريقة لحماية الطفل هي إقامة الآباء حوار مفتوح وصريح مع أبنائهم بشأن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات والألعاب والإنترنيت، من أجل إقناع الطفل عن سبب حرمانه من تحميل بعض الألعاب والتطبيقات التي لا تتناسب مع سنه.
النصر: كشفت المؤسسة العسكرية في ملتقى متخصص مؤخرا، بأن الجزائر أحبطت كل الهجمات السيبرانية التي استهدفت مواقع حكومية وأخرى تابعة لمؤسسات اقتصادية وحيوية إستراتيجية، ألا يعني هذا أننا نمتلك منظومة حماية قوية من مثل هذه الهجمات؟
ي.قرار: بكل تأكيد أن الجزائر تمتلك أحدث أجهزة الحماية من هذه الهجمات، ونحن مطالبون بتعزيز منظومة الحماية من الاختراقات ومن الهجمات الإلكترونية، باقتناء أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من حلول لضمان الفضاء السيبراني الجزائري.
ويجب التحذير هنا من أن بعض المؤسسات الوطنية لا تحتوي أجهة حواسيبها على برامج مكافحة الفيروسات وبعضها يعتمد على برامج مقرصنة ويجب معالجة هذه النقائص في إطار سياسة وطنية شاملة.
ع/ أ

الرجوع إلى الأعلى