مشاهيـر الميديـا سطــوا على سـوق الـفن
كشفت الممثلة المسرحية و التلفزيونية حورية بهلول، عن انتهائها قبل أيام قليلة من تصوير الفيلم السينمائي "المحطة"، و هو آخر أعمالها، و قالت إنها تقمصت فيه دورا يختلف عن الأدوار التي كانت تؤديها و تعوّد الجمهور عليها، كما انتقدت بشدة واقع الفن و الفنان بالجزائر، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة، التي ترى بأنها أظهرت عيوب المنظومة الثقافية، مؤكدة بأنها تطمح لبلوغ العالمية ، كما تحدثت عن مواضيع متنوعة في هذا الحوار الذي أجرته معها النصر.

حاورتها إيمان زياري

.النصر:  حورية بهلول أو "فيفي جوجو"، كما يفضل الكثيرون مناداتك، تعرف بموهبتها الكبيرة على خشبة المسرح، و تألقها أمام كاميرا التلفزيون، ماذا عن السينما؟
ـ حورية بهلول: لدي تجارب في السينما، لكنها ليست كثيرة، ربما لأني لم أجد مكاني بعد في هذا العالم، أو لم أجد بعد الدور الذي يبرز ما أحمله بداخلي للسينما، لكنني أعترف أن التمثيل في السينما ليس سهلا، بل أصعب مما يقدم في التلفزيون، و يتطلب الكثير من الجهد الفكري و البدني معا، و مع ذلك يبقى العمل في السينما، أمرا ممتعا للغاية.
 . النصر: جديدك الفني في السينما أليس كذلك؟..
ـ حورية بهلول: شاركت في بطولة فيلم سينمائي عنوانه "المحطة" للمخرج لطفي بوشوشي إلى جانب فنانين مميزين، أمثال نبيل عسلي، كمال رويني و مراد صاولي. انتهينا من التصوير قبل أيام، و أعتبر هذه التجربة مميزة قمنا بها وسط أجواء رائعة، بالتعاون مع ممثلين و تقنيين شكلنا عائلة واحدة طيلة فترة التصوير.
. هل يمكنك إطلاعنا على دورك في "المحطة" ؟
ـ أعتذر، لا يمكنني تقديم تفاصيل كثيرة حول دوري في هذا الفيلم، مادام لم يعرض بعد، إلا أنني يمكنني أن أؤكد لكم أنني عشت تجربة مغايرة كليا، فقد تقمصت دورا مختلفا عن الأدوار التي أديتها من قبل، و أترك الباقي ليكتشفه الجمهور عند عرض الفيلم، و أعترف أن هذه التجربة قربتني من الكثير من الزملاء، كما تعلمت الكثير من المخرج.
لم يعد هناك مكان للفنان الحقيقي
. غبت عن شاشة شهر رمضان، على غرار الكثير من الأسماء المعروفة، في حين برزت أسماء أخرى جديدة، لماذا في رأيك ؟
ـ أنا لم أشارك في مسلسل أو سيت كوم في شهر رمضان الماضي، لكن كانت لي بعض المشاركات البسيطة، أما ما لمسناه من غياب الكثير من الأسماء المعروفة في الأعمال التلفزيونية، و ظهور أخرى جديدة غير معروفة، أرى بأنه لم يعد للفنان الجزائري الحقيقي مكان، وسط هذا الزخم من الوجوه الجديدة التي يسعى إليها  المنتجون و المخرجون لا لكفاءتها، و إنما لأنها من مشاهير الميديا الذين يزيد التهافت عليهم، كلما زاد عدد متابعيهم على مواقع التواصل الإجتماعي، و إن كانوا دون المستوى، و هو ما حوّل الفن إلى تجارة، في حين تحتاج التجارة إلى قواعد و أصول لتسييرها و من أجل صناعة نجوم حقيقيين، يقاسون بتكوينهم و محاولة استغلال موارد مالية و بشرية لصناعتها، و هذا للأسف ما لا يوجد عندنا.
تفشي عقلية البريكولاج
. ما هو تقييمك للمشهد الفني العام بالجزائر؟
ـ بكل صراحة، هناك تدني و تدهور شامل للمشهد الفني و الثقافي، نحن نعود إلى الخلف، بدل التقدم إلى الأمام، و عوض استغلال العلم و التكنولوجيا لتطوير ما لدينا، يبدو أننا نعود حقا إلى العصور الحجرية من خلال اعتماد "عقلية البريكولاج".
. في خضم كل هذه المتغيّرات، هل ترين أن هناك إضافة ما للساحة الفنية؟
ـ بالطبع ظهور وجوه جديدة إضافة للفن، لكن لا يمكن مقارنتها بالأسماء القديمة، و لا يكون ذلك إلا بالكفاءة التي تأتي بالتكوين و الممارسة، لأن الفن ليس مظهرا مقبولا فقط.
. هل أنصف الفنان الجزائري بمنحه بطاقة الفنان و تعديل بعض القوانين؟
ـ لم أستلم بعد بطاقتي، و في كل مرة أتوجه لأخذها، تطلب مني وثائق إضافية، و أنا شخصيا لا أراها إنصافا للفنان، فهي تبقى مجرد بطاقة لا تسمن و لا تغني من جوع، ما يحتاج الفنان حقا هو نقابة فعالة تدافع عن حقوقه، يحتاج للحماية و العمل طوال العام ، لا أن يعمل يوما و يعيش البطالة باقي السنة، الفنان يحتاج إلى دخل ثابت، ليعيش بكرامة.
. جائحة كورونا أثرت على مجالات عديدة، كيف كان تأثيرها عليكم كفنانين؟
ـ حقا، كورونا أظهرت عيوب المنظومة الثقافية ككل، و أكبر متضرر منها هو الفنان بالطبع، و الأمر المؤسف أنه تم تقديم مبلغ رمزي للفنانين، ما يعتبر صدقة في ظرف سنتين، و هو إجحاف في حق كل فنان أفنى حياته لخدمة الفن.
قلبي معلّق بالمسرح
. تحدثت سابقا عن عودتك بعروض أخرى لمسرحية "خاطيني"، أين وصل البرنامج و ما الجديد بشأنه؟
ـ للأسف لم يظهر أي جديد إلى غاية الآن، لكن أتمنى من كل قلبي أن تبرمج عروض لهذه المسرحية عن قريب، لأن العمل يستحق المشاهدة.
. أين تجدين نفسك أكثـر، على الخشبة أم أمام الكاميرا؟
ـ أجد نفسي في الاثنين، لكن أعترف أن قلبي معلّق بالمسرح.
. ما هو الدور الذي تطمحين لتقمصه و لم تتح لك الفرصة بعد؟
ـ لطالما أحببت أفلام الرعب، و أتمنى أن أتقمص شخصية مريضة نفسيا أو قاتلة مجنونة، يعني تقديم بسيكودراما، أحب كثيرا الأدوار المركبة، و الشريرة، مثل مشعوذة أو مدمنة مخدرات أو عضوة في عصابة، تستهويني حقا هذه الأدوار، في حين لا تستهويني الأدوار الثانوية و التافهة.
أطمح إلى العالمية..
. ما هي طموحات حورية بهلول و هل هناك أعمال جديدة في الأفق؟
ـ طموحاتي أن أقدم أعمالا أفضل من التي قدمتها، أحلم أن أصل للعالمية و أن أجد نفسي في عمل يكشف عن إمكانياتي الكامنة، و أشرف عائلتي، أصدقائي
و وطني، أما عن الجديد، ففي المسرح ليس هنالك جديد، لكن توجد بعض العروض الأخرى و أتمنى التوفيق و السداد من الله.
. كيف تمارسين حياتك اليومية بعيدا عن الفن؟
ـ حورية بهلول امرأة عادية، بسيطة، أمارس حياتي بشكل عادي و روتيني، كباقي الشعب الجزائري، أحب القراءة
و كتابة الشعر و بعض القصص، كما أحب أشغال البيت و أعشق الحلاقة.    إ.ز

الرجوع إلى الأعلى