المنتخب الجزائري لديه إمكانيات بلوغ نصف نهائي المونديال
* مجموعة بوقرة أحرجت بلماضي وأسعدته في نفس الوقت !
يرى الناخب الوطني الأسبق جورج ليكنس، أن كتيبة بوقرة المتوّجة ببطولة كأس العرب، قد أحرجت جمال بلماضي، قبيل الإفراج عن القائمة النهائية المعنية بالمشاركة في نهائيات «الكان»، بعد تألق عديد الأسماء التي أبانت عن أحقيتها في التواجد مع رفاق محرز، مشيدا في حواره مع النصر بلاعبه السابق بوقرة، والفنان يوسف بلايلي، كما عرج إلى نقاط أخرى تخص الكرة الجزائرية والمنتخب الأول، مرورا إلى بعض الأحداث العالمية،
على غرار تتويج ميسي بالكرة الذهبية وقرعة دوري أبطال أوروبا، التي أسفرت عن صدامات عنيفة في الدور المقبل.

مرحبا «كوتش»، كيف هي الأحوال وما هو جديدك ؟
سعيد مرة أخرى بالتواصل معكم، وعن جديدي فأنا متواجد ببلجيكا، وحريص كعادتي على متابعة كل شيء يتعلق بالساحرة المستديرة، سواء المنافسات الأوروبية أو المسابقات القارية والإقليمية، على غرار البطولة العربية التي أقيمت بقطر، والتي شهدت تتويج منتخبكم الوطني بالكأس.
ما رأيك في تتويج الخضر ببطولة كأس العرب؟
كنت قد تحدثت معكم قبل أيام عن المشاركة الجزائرية، والمستوى القوي المقدم من كتيبة مجيد بوقرة، كما كنت أتوقع اعتلاءكم منصة التتويج، خاصة بعد إقصاء المنتخب المغربي بتلك الطريقة الرائعة، أنا سعيد للغاية بهذا الإنجاز الجديد للكرة الجزائرية، والذي يضاف إلى اللقب القاري، وكلها أمور تدل أنكم تسيرون في الطريق الصحيح.
توقعت نجاح مجيد كناخب لمعرفتي بشخصيته وذكائه
بصراحة، هل توقّعت تفوّق الخضر على المنتخب التونسي ؟
المباراة لم تكن سهلة، ولكن هناك أمورا حسمت الكأس لصالحكم، على غرار خبرة لاعبيكم، كون بعضهم قد سبق له خوض نهائي كأس الأمم الإفريقية عام 2019، لقد كانت مباراة رائعة استمر التشويق فيها إلى آخر الدقائق، هنيئا للكرة الجزائرية، وما قدمتموه متميز، كيف لا وهذا المنتخب المشكل من لاعبين محليين ناشطين في الجزائر وبعض الدوريات العربية وقف الند للند أمام منتخبات قوية، في شاكلة مصر والمغرب وقطر، وهنا أود العودة إلى لقاء ربع النهائي، الذي كان رائعا بأتم معنى الكلمة، بدليل أن الجزائر لم تقتطع تأشيرة التأهل، سوى بفضل ركلات الترجيح، ولو أنكم كنتم الأحق بالعبور للمربع الذهبي، بعد مستواكم المذهل، خاصة مع ما قدمه نجم البطولة يوسف بلايلي الذي أبهرني حقا، سيما بهدفه الصاروخي، الذي قلما نراه حتى في الملاعب الأوروبية، صراحة هذا اللاعب فنان، وأثبت علو كعبه، رفقة المنتخب الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، قبل أن يؤكد ذلك في قطر.
تبدو معجبا بما قدمه منتخب بوقرة ؟
هذا المنتخب رائع، ولم أشعر معه بأنني أشاهد المنتخب الرديف، صحيح أنني لم أتابع الدورة بشكل جيد، ولكنني أعدت مشاهدة جل اللقطات، ووقفت على مدى قوة كتيبة بوقرة الذي توقعت نجاحه كمدرب، وإن لم تخن الذاكرة، تحدثت معكم بخصوص هذه الجزئية، كوني أعرفه جيدا بحكم عملي معه، عندما كنت أشرف على العارضة الفنية للخضر، مجيد بالموازاة مع شخصيته وذكائه، لديه هدوء غير طبيعي، وهو ما أكده في دورة قطر، بدليل أنه صمد أمام المنتخب المصري الأول، ولقن المغرب درسا في كرة القدم، رغم أن هذا الأخير يمتلك تركيبة متميزة، تعمل جنبا إلى جنب منذ عدة سنوات، كما تفوق على البلد المنظم والمنتخب التونسي الذي يقوده مدربه الأول، هناك عديد الأمور التي أسهمت في نجاح بوقرة، والبداية بامتلاكه لاعبين مهاريين، في شاكلة براهيمي وبلايلي، دون نسيان بعض الأسماء الأخرى التي أبهرتني، على غرار المدافع الصلب توغاي والنشيط بن دبكة، فضلا عن ميرازيق وشتي والبقية.
صدقوني، لو يخوض المنتخب الجزائري دورة «الكان» المقبلة بالتعداد المشارك في دورة قطر، أنا متأكد أنكم ستصلون إلى محطة متقدمة.
أتمنى وقوعكم مع الكونغو أو مالي وحذار من مفاجآت الكرة الإفريقية
لا تزال متابع جيد للكرة الجزائرية، أليس كذلك ؟
الجزائر بلدي الثاني، والمنتخب الذي أشجعه بعد منتخب بلجيكا، كما أن عملي مع منتخبكم الوطني في مناسبتين، يعد من أفضل محطاتي التدريبية، حتى وإن لم تكن تجربتي الأخيرة بالموفقة، وهناك أسباب لا أود العودة إليها، وسبق أن تحدثنا فيها مرارا وتكرار، وبخصوص الكرة الجزائرية، فلا يمكنني أن لا أتابع آخر أخبارها، وبالتالي أنا ملم بعض الشيء بالدورة العربية، التي ورغم غياب أبرز نجوم الخضر عنها، إلا أن الجزائر قدمت مستوى قويا جدا، وتخطت كبرى المنتخبات، وهنا يمكنني القول إن كتيبة بوقرة ستورط بلماضي، قبل انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، خاصة وأن عدة عناصر أبانت عن مستوى قوي، وأحرجت بذلك الجميع، كونها أكدت أحقيتها بالتواجد مع أبطال إفريقيا.
بالحديث عن أبطال إفريقيا، كيف ترى حظوظهم في «الكان» المقبلة ؟
الجزائر أبرز مرشح للفوز بنهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، حتى وإن كانت المأمورية لن تكون سهلة، في وجود منتخبات أخرى قوية، في شاكلة البلد المنظم الكاميرون، الذي سيكون مدعوما بعاملي الأرض والجمهور، كما أن السنغال كانت ولا تزال المنافس الأبرز، لما تمتلكه من مجموعة قوية، دون أن أنسى المنتخب المصري الذي ورغم فقدانه للكثير من بريقه في السنوات الأخيرة، إلا أنه يجيد المنافسة خلال الدورات، ويكفي العودة إلى إنجازاته السابقة، أنا أتمنى حظا موفقا لكتيبة بلماضي، ولم لا يحافظ على اللقب القاري، ويكتب تاريخا جديدا للكرة الجزائرية، التي أراها قادرة على التألق حتى على المستوى العالمي.
ستحافظون على اللقب القاري والسنغال والكاميرون أبرز منافسين
هل نملك حقا المقومات للتألق على المستوى العالمي ؟
لديكم كل المواصفات للمنافسة على المستوى العالمي، كيف لا ومنتخبكم يضم نجوما ناشطة في كبرى الدوريات الأوروبية، في صورة لاعب مانشيستر سيتي الانجليزي رياض محرز ومتوسط ميدان ميلان إسماعيل بن ناصر، ومدافع فياريال الإسباني عيسى ماندي، وظهير بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني رامي بن سبعيني، وكلها أسماء تشرفت بالعمل معها في وقت سابق، وأرى أنها ستكون في الموعد خلال الاستحقاقات المقبلة، ولم لا تنجح في قيادتكم للتأهل إلى مونديال قطر، الذي لو تتواجدون به، أنا متأكد بأنكم ستصلون إلى أبعد محطة ممكنة.
ماذا تقصد بأبعد محطة ممكنة...
أتمنى تتويجكم بمونديال قطر (يضحك)، ولكن أرى بأن منتخبكم بقيادة مدرب في شاكلة بلماضي، بإمكانه خلق المفاجأة خلال نهائيات كأس العالم المقبلة، ولم لا يصل إلى المربع الذهبي، وإن كان تجاوز دور المجموعات يعتبر إنجازا كبيرا، بالنظر إلى قيمة المنافسة وشدتها في وجود منتخبات كبيرة تضم نجوم عالمية.
هدف بلايلي قلّما نراه حتى في الملاعب الأوروبية
مستوى الخضر أمام بوركينافاسو أثار المخاوف، كيف وجدت أشبال بلماضي؟
صراحة، لم أتابع اللقاء، كوني كنت منشغلا، ولكنني أعدت مشاهدة ملخص مطول عن تلك المواجهة، ووجدت أنكم كنتم خارج الإطار، مقارنة بمبارياتكم على مدار آخر ثلاث سنوات، ولو أن ذلك يحدث في عالم كرة القدم، فالفرق والمنتخبات الكبيرة لا تكون دوما في الموعد وتمر بفترات فراغ، والأهم بالنسبة لها أن تصل إلى مرادها، على غرار الخضر الناجحين في العبور للمحطة الأخيرة من تصفيات المونديال، بفضل التعادل بهدفين لهدفين أمام بوركينافاسو.

من تراه المنتخب المفضل بالنسبة للخضر في الدور الأخير من التصفيات ؟
عملت في إفريقيا ولدي فكرة عنها، ولا أفضل منتخبا بحد ذاته، فكل شيء ممكن في مثل هذه المباريات، والكرة الإفريقية لطالما عودتنا على المفاجآت، ولذلك أتمنى وقوعكم ضد الكونغو الديمقراطية أو مالي، ولو أن التباري مع منتخبات أقوى، سيجعلكم تدخلون المباريات بعزيمة أكبر، كل ما أتمناه أن تنجح كتيبة بلماضي في العبور للمونديال، كونها تستحق ذلك لما قدمته على مدار آخر السنوات.
هل أنت على اطلاع بسلسلة اللاهزيمة للمنتخب الوطني؟
أجل، لقد وصلتم إلى 33 مباراة دون هزيمة، وهذا رقم رائع بالنسبة لمنتخب إفريقي نجح في التفوق على كبار المنتخبات العالمية التي تضم في صفوفها لاعبين من الطراز الرفيع، أنا أتمنى أن تتواصل هذه السلسلة، ولم لا ينجح بلماضي ولاعبوه في تحطيم الرقم العالمي الذي هو بحوزة الإيطاليين.
لنعرج قليلا إلى الكرة العالمية وتتويج ليونيل ميسي بالكرة الذهبية، ما تعليقك؟
تتويج الأرجنتيني ميسي خلف العديد من ردود الأفعال، وعن نفسي أرى أن مجلة «فرانس فوتبول» منحته الكرة الذهبية نظير مسيرته الحافلة، وليس لموسمه حتى وإن كان قد ظفر بكوبا أمريكا مع الأرجنتين، أنا أعتقد بأن مهاجم بايرن ميونيخ ليفاندوفسكي كان الأحق، كونه تألق بشكل واضح، وبشهادة أهل الاختصاص.
تتويج ميسي بالكرة الذهبية مجاملة وأتوقعها لبن زيمة العام المقبل
كيف وجدت قرعة دوري أبطال أوروبا، والصدام الناري بين البي.آس.جي وريال مدريد ؟
مباريات دوري أبطال أوروبا متعة حقيقية، وكلنا ننتظرها بشغف كبير، وعن القرعة، فقد كانت قوية، وأسفرت عن صدامات عنيفة، خاصة تلك التي ستجمع بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان، وهنا أؤكد لكم بأنه نهائي سابق لأوانه، وعن توقعاتي، أرشح الريال المتميز مع المدرب كارلو أنشيلوتي، كما أن فريق البي.آس.جي ليس في أفضل أحواله، حتى في وجود الثلاثي الناري مبابي وميسي ونايمار في الهجوم، لقد تابعتهم في مباراتهم بدوري الأبطال أمام كلوب بروج في بلجيكا، ولم تقنعني كتيبة بوكيتشينيو كثيرا، في انتظار المباراتين القادمتين أمام ريال مدريد شهر فيفري، والتي قد نرى فيهما وجها آخر لعملاق الكرة الفرنسية.
تبدو معجبا بريال مدريد طبعة أنشيلوتي ؟
صراحة هذا المدرب الإيطالي يستحق كل التقدير والاحترام، حيث رفع التحدي رفقة الريال، رغم أن المأمورية لم تكن سهلة، على اعتبار أن الملكي خرج من موسم صفري، لقد شاهدنا ريال ممتع لحد الآن، ويكفي أنه فاز في كل مبارياته القوية هذا الموسم، ويبتعد بفارق كبير عن بقية ملاحقيه في «الليغا»، وأرى أنه سيحسمها مبكرا، في وجود لاعبين من شاكلة البرازيلي جونيور فينيسيوس، الذي أشبهه كثيرا بمواطنه رونالدينيو، كما أن الفضل الأكبر في هذا التألق يعود لكريم بن زيمة ذو الأصول الجزائرية، فهذا اللاعب يزداد بريقا مع تقدمه السن.
أرشح الريال على حساب البي.آس.جي وأنشيلوتي كلمة السر
الصحافة الإسبانية انتقدت بشدة مسؤولي فرانس فوتبول بعد حرمان بن زيمة من الكرة الذهبية، ما رأيك ؟
تمنيتها لليفاندوفسكي، حتى وإن كان بن زيمة قد قدم مستوى رائعا، سواء مع الريال أو مع المنتخب الفرنسي المتوج معه بالدوري الأوروبي، أنا متفائل بخصوص إمكانية ظفر بن زيمة بالكرة الذهبية الموسم المقبل، كونه متألق مع الريال، ويكفيه أن يكون في الموعد مع منتخب فرنسا في المونديال لخطف هذا التاج، وإثراء مسيرته الكروية التي أتمنى أن ينهيها بكرة ذهبية ولقب المونديال.
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى