الدراما يجب أن تواكب سياسة البلاد  و تدعم جهودها الدبلوماسية
*  نحن بحاجة إلى المزيد من الأعمال الثورية لإبراز جـرائم فرنسا ببـلادنا
تدعو الممثلة الشابة صبرينة قريشي، كتاب السيناريو و المخرجين، إلى تجسيد أعمال درامية قوية، تحاكي الواقع المعيش و تطلعات وانشغالات و أهداف أبناء الجزائر العميقة، و تعكس الوضع السياسي الذي تعيشه بلادنا، التي تعرضت لاعتداءات و تجاوزات خارجية ، على غرار تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ادعى أن الأمة الجزائرية، لم تكن موجودة قبل الاستعمار الفرنسي، و رفض الاعتراف بجرائم فرنسا خلال الثورة المجيدة. و أكدت الفنانة بأن الدراما، يجب أن تواكب السياسة و قد تتفوق عليها، و يمكنها أن تعمل إلى جانب الدبلوماسية و تدعمها، وهناك مشاكل، حلولها، حسبها، ليست أمنية، أو دبلوماسية، بل يصنعها الفن، من خلال إبراز إنجازات و بطولات و تاريخ الوطن، و فضح جرائم المستعمر أمام العالم، و لا يمكن، كما قالت، أن تصل أي دراما إلى العالمية، إذا لم تنطلق من صميم الواقع المعيش..

حاورتها إلهام طالب

كما تحدثت الممثلة في حوارها مع النصر، عن جديدها الفني و مشاريعها، على غرار فتح قناة في يوتيوب للتشجيع على المطالعة..
أنا زغلة زوجة زغلول في مسلسل كوميدي جديد
. النصر:  فلنبدأ بجديد صبرينة قريشي ..
ـ صبرينة قريشي: جديدي عبارة عن سلسلة فكاهية عنوانها «زغلة و زغلول»، أو «  Z . a. Z » ، مع زميلي شاكر بولمدايس، نقوم بتصويره حاليا بقسنطينة.
.  هل يمكن أن تحدثينا أكثـر عن العمل.. و هل سيبث ضمن الشبكة التليفزيونية لرمضان المقبل؟
ـ العمل اجتماعي كوميدي، من إخراج أمين بن لعجيلة، و قضى زميلي الفنان شاكر بولمدايس في كتابة السيناريو عامين، و يجسد يوميات و انشغالات زوجين، نجسد الشخصيتين الرئيسيتين أنا و شاكر، أنا زغلة و هو زغلول، و  في كل حلقة يحضر ضيف ليشارك في تحريك الأحداث.. أترك البقية ليكتشفها الجمهور على شاشة رمضان المقبل.
هناك مشاكل اجتماعية و سياسية حلولها فنية!
. لا يمكن إلا أن نلاحظ أن معظم الأعمال التي تشاركين فيها، مستنبطة من قلب واقع البسطاء و الكادحين، و متبلة بشيء من الخيال، مع إضفاء لمسة كوميدية ساخرة أحيانا.. هل يتم ذلك عن اختيار أو توجه؟
ـ أنا مقتنعة بأن الفن يجب أن ينبع من صميم الواقع المحلي و الوطني، و أدعو عبر جريدة النصر، كافة المخرجين و المنتجين و الفنانين عموما،  إلى  تجسيد أعمال قوية، تحاكي تطلعات و أهداف و أحلام الأغلبية من أبناء الجزائر العميقة، و تعكس الوضع السياسي و الدبلوماسي الذي تعيشه بلادنا، التي تعرضت لاعتداءات من أطراف خارجية، على غرار تصريحات الرئيس الفرنسي، و رفض فرنسا الاعتراف بجرائمها و المجازر التي اقترفتها في حق الجزائريين خلال حرب التحرير، و كذا تجاوزات المغرب.
أنا أؤمن أن الدراما، يجب أن تواكب السياسة، و تعمل مع الدبلوماسية و تدعمها، من أجل الرد على الأعداء، و إبراز أمجاد و انجازات الوطن، و تاريخه العتيد، أرى أننا يجب أن ننجز الكثير من الأعمال حاليا، حول معاناة الشعب الجزائري من طغيان و همجية المستدمر و نفضح جرائمه أمام العالم،  أنا أؤمن أن هناك مشاكل اجتماعية و سياسية حلولها فنية، و أي دراما لن تحقق النجاح و الشهرة و تصل إلى العالمية، إذا لم تنطلق من صميم تاريخها و واقعها المعيش.
. على ذكر الثورة المجيدة، قلت للنصر في حوار سابق أنك بدأت كتابة سيناريو مسلسل ثوري، أين وصل المشروع؟
ـ نعم.. بدأت أول تجربة لي في كتابة سيناريو سلسلة ثورية واقعية، عنوانها «رجال الظل»، خلال الجائحة، و وصلت إلى الحلقة 18، و لم أكمل بعد السلسلة التي ربطتها بأحداث تاريخية عديدة، من خلال حكاية عائلة جزائرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إلى غاية الثورة التحريرية، هناك آلاف الحكايات التي لم تجسد بالصوت و الصورة و طواها الزمن و النسيان، أعتقد أن الأعمال الثورية لا تزال قليلة، رغم أن هذا أنسب وقت لتقديمها، أرى أننا لم نعط للثورة حقها، و لم نعط للفن و الثقافة حقهما، رغم أهميتهما في بناء الأمة، و لا أفهم الأسباب.
أتمنى تقمص كل أنواع الأدوار
. هل هذا يعني أنك تريدين الابتعاد عن الأدوار الكوميدية التي تقمصتها منذ انطلاقتك الفنية؟
ـ سبق لي تقمص شخصية سيدة يهودية، في عمل تاريخي، و هو دور درامي مليء بالمشاعر و اللحظات الإنسانية، و لدي رغبة كبيرة لتقمص كل أنواع الأدوار.. من بينها الدرامية.
.هل تشاركين عادة في عمليات الكاستينغ التي نسمع عن تنظيمها من حين لآخر؟
-  شاركت عدة مرات في عمليات الكاستينغ التي كانت تنظم بالمسرح، بالنسبة للتلفزيون، يتم اختياري عادة من قبل المخرج لأداء دور معين يرى أنه يناسبني. و في حالات كثيرة يكون المخرج تحت ضغط الوقت و ظروف العمل، فيختار الممثل الذي يرى أنه يتقن نوعا معينا من الأدوار، و لا يتعبه في أدائه، و هذا من اختصاصه و صلاحياته، كما أنه يتحمل مسؤولية اختياراته، فهو الذي يوضع في محك النقاد و الجمهور، عندما يعرض عمله، و بهذا الخصوص أقول أن الممثل الذي يؤمن بموهبته، يشتغل عليها و يطورها، و إذا قام بذلك و لم يختره المخرج، فهو الذي خسره، و ليس هو الذي خسر العمل.
لمستي حاضرة في كل أعمالي

. هل تلتزمين عادة بمضمون السيناريو و الحوار في الأعمال التي تعرض عليك؟
ـ أقرأ عادة السيناريو، و أدرس الشخصية التي تعرض علي من كل الجوانب،  و لا ألتزم عادة بالجزء المخصص إلي في الحوار، بل أضيف له دائما لمسة خاصة بي، لو ألتزم به حرفيا، هذا يعني أنني لم أبدع في أداء الدور، و الفنان هو ذلك المبدع دائما و أبدا.
. هل أثرت دراستك للفلسفة و علم الاجتماع بالجامعة على مسارك الفني؟
ـ أكيد الفنان يستند إلى أرضية ثقافية، و نظرة فلسفية، و خبرة حياتية، فيحلل الظواهر الاجتماعية و يجسد الواقع في أعمال فنية هادفة، لزرع ابتسامة أو إيصال فكرة مواطن كادح، فهو يغوص دوما في أعماق المجتمع، يتأثر و يؤثر على الآخرين.
.  ما رأيك في الكوميديا الجزائرية المعاصرة؟
ـ  في الحقيقة أنا لم أدرس الفنون الدرامية، لهذا ليس لي تصورا أكاديميا لها، لكنني أؤمن أن الكوميديا، كأي نوع آخر من الفنون، يجب أن تكون هادفة، و لو اختلفت أشكالها، حيث تجعلنا نرصد الأخطاء و نضحك أو نسخر منها، و نبحث عن الحلول المناسبة، و نمرر رسائل للمشاهدين، أي نؤثر عليهم.
. هل سنراك قريبا على المسرح ؟
ـ نعم.. من المنتظر أن أقوم مع طاقم مسرحية «خاطيني» للمخرج أحمد رزاق، و إنتاج مسرح مستغانم الجهوي، بجولة فنية، أما مشروعي المسرحي الآخر فقد تأجل لمدة سنتين، بسبب الجائحة، و أتمنى أن يرى النور قريبا، و هو عبارة عن عرض ثنائي، مع الممثل سيف الدين بوها من مسرح سكيكدة، لم نحدد بعد عنوانه، لكن موضوعه هو الهجرة غير الشرعية «الحرقة».
. لماذا لا نرى صبرينة قريشي في السينما؟
ـ هناك سبب وحيد لا دخل لي فيه، و هو أنني لم أتلق عرضا للتمثيل في السينما، و أتمنى فعلا أن يحدث ذلك.
أؤمن بفلسفة «طيموشة» و مستعدة للمشاركة  في الجزء الثالث
. لو يعرض عليك المخرج يحيى مزاحم المشاركة في الجزء الثالث من السلسلة الكوميدية «طيموشة» هل توافقين؟
ـ أديت دورا صغيرا في «طيموشة2 » لكنني أحببت العمل مع الفريق، و لو يعرض علي دور في هذه السلسلة، أكيد سأوافق.
. ما رأيك في إسناد أدوار للمؤثرين أي اليوتيبورز في عديد الأعمال؟  
ـ كل منتج أو مخرج حر في اختياراته، و أعتقد أنه لا يستهدف الشكل الجذاب، المبهر فقط، بل يستهدف العدد الكبير جدا من متابعي اليوتيبور، لكي يضمن متابعة أكبر للمسلسل. هذه طبيعة العصر، فمواقع التواصل الاجتماعي، فرضت نفسها بتأثيرها الإيجابي و السلبي. بخصوص  شخصية «طيموشة» التي جسدتها في السلسلة مينة لشطر، فلسفتها في الحياة هي أن قيمة الإنسان بعمقه و قيمه و مبادئه و عمله، و ليس مظهره و أناقته، و أنا أؤمن بذلك.
انتظروني في قناة «خوخة تقرأ لكم»..

. ألم تفكري في ركوب الموجة و إنشاء قناة خاصة بك في يوتيوب؟  
ـ أنا من جيل آخر، لست ضد التكنولوجيا، و التواصل جيد عبر العالم الافتراضي، إذا لم يكن المضمون يشجع على الماديات و المظاهر. فكرت في استغلال شخصية «خوخة» بطلة سلسلة «باب الدشرة» التي سبق و أن قدمتها، لأفتح قناة في يوتيوب، أطلق عليها مثلا «خوخة تقرأ لك»، و أقرأ للمتابعين بصوتي، روايات جزائرية مسموعة، لأشجعهم على المطالعة.
.بعد النجاح المعتبر الذي حققته سلسلة «باب الدشرة» للمخرج وليد بوشباح، تم الإعلان عن جزء ثان، لكننا لم نشاهده، هل سنراك مجددا في دور خوخة الذي تألقت به؟
ـ كان هناك مشروع لجزء ثان، لكنه توقف، بعد أن طفت مشاكل على السطح..
أتمنى أن يعرض «ماينا » في رمضان
. ماذا عن مسلسل «ماينا» لوليد بوشباح، الذي قدمت فيه دور البطولة و لم يبث بعد؟
ـ صحيح.. المسلسل أنتج في 2021 ، لكنه لم يبث بعد، و لا أفهم أين الإشكال، فهو جاهز و جيد من حيث السيناريو و التمثيل و الإخراج، و جسده طاقم يضم شبابا تقل أعمارهم عن 40عاما، و من لم تعجبه قصة العمل، سيعجبه أداء  الممثلين، أو المشاهد الطبيعية السياحية الرائعة في الجنوب. أتمنى فعلا أن يحظى بالاهتمام و يعرضه التلفزيون الجزائري في رمضان المقبل. أتذكر أننا قضينا شهرين و نصف في تصويره بمنطقة تيميمون، و شاركت في تقمص شخصيات العمل، أسماء معروفة مثل مراد صاولي محمد بوشايب و غيرهما إلى جانب ممثلين من الجنوب. تقمصت فيه شخصية امرأة غامضة، تعمل كمسيرة فندق، لتخفي نشاطاتها الأخرى.
. هل سنراك في أعمال أخرى عبر شاشة رمضان ؟
ـ الأمور لم تتضح بعد.. لكن إن شاء الله سأكون حاضرة على الأقل في مسلسل أو اثنين.                            
إ. ط

الرجوع إلى الأعلى