الجـزائر تمـلك 3 منتخبـات وبلماضي يعاني  من مشـاكل - الأثريــاء -
يعتقد المدرب التونسي شهاب الليلي، أن المنتخب الوطني يبقى أبرز المرشحين للتتويج بكأس النسخة 33 من بطولة أمم إفريقيا، رغم يقينه أن الوصول لهذا المبتغى، المشكل لهدف الجزائريين الأول تعترضه صعوبات أكبر من تلك التي واجهت بلماضي ولاعبيه في دورة مصر، وقال الليلي في حوار مع النصر، أن مدرب الخضر سيرهقه التفكير في ضبط الخيارات لكثرة النجوم، كما تمنى مدرب النجم الساحلي الأسبق بلوغ الجزائر وتونس المبرااة النهائية وتكرار سيناريو بطولة العرب، التي عاد فيها لتتويج كتيبة بوقرة وحادثة بن عيادة والمجبري وأمور أخرى..

*لنبدأ معك من نهائي البطولة العربية، كيف وجدته، وهل توّج الأحق ؟
حقيقة كانت مباراة ممتعة على كل المقاييس، وشاهدنا مستوى كبيرا يليق بسمعة المنتخبين، كما يؤكد تفوق الكرة المغاربية، والجزائر لم تنجح في ترجيح الكفة لصالحها سوى في الأوقات الإضافية، بفضل خبرة لاعبيها، وفرديات بعض الأسماء، على غرار يوسف بلايلي وياسين براهيمي وحتى البديل أمير سعيود، الذي سجل هدفا في منتهى الروعة، لقد توج الخضر عن جدارة واستحقاق، كونهم استغلوا أبسط الفرص التي أتيحت لهم، على عكس نسور قرطاج، الذين لم يستثمروا في التراجع البدني لأشبال بوقرة مع اقتراب نهاية اللقاء، بل أضاعوا فرصتين حقيقتين، خاصة عن طريق المهاجم الجزيري الذي كان منفردا بالحارس، على العموم كان نهائيا رائعا قدمنا فيه صورة جميلة عن منتخبين، سيكون لهما شأن كبير في البطولة الإفريقية، التي ستنطلق بعد أيام قليلة فقط.
خبرة وفرديات الخضر صنعت الفارق في نهائي كأس العرب
*ألا ترى أن الخضر قدموا أداء أقوى مقارنة بالمنتخب التونسي؟
مشوار الخضر كان صعبا للغاية، كونهم اصطدموا بمنافسين أقوى، بداية بالمنتخب المصري في الدور المجموعات، مرورا بمنتخبي المغرب وقطر، وصولا إلى المنتخب التونسي، وبذلك يكون أشبال بوقرة قد ظفروا بالكأس عن جدارة، ولو أن هذا لا ينقص من مجهودات المنتخب التونسي، الذي لم تكن انطلاقته موفقة، خاصة بعد السقوط أمام المنتخب السوري، ولكن سرعان ما عاد أشبال منذر لكبير في المنافسة، ليصلوا إلى النهائي وكانوا قريبين من حصد الكأس، لولا اصطدامهم بمنافس قوي يضم في صفوفه لاعبين كبارا، تعودوا على خوض مثل هذه النهائيات، على غرار بلايلي الذي كان نجما متألقا، وياسين براهيمي الذي بعث مشواره من جديد، وأرغم بلماضي على إعادته للمنتخب الأول، دون نسيان بدران وتوغاي، اللذين أبهراني حقا رفقة زميلهم في الترجي إلياس شتي.
أتمنى نهائيا مكررا بين الخضر ونسور قرطاج
*تبدو معجبا بما قدمته العناصر الوطنية في دورة قطر ؟
نتحدث عن بطل الدورة، الذي فاز في كل مقابلاته، مع تقديم عناصره لمستويات ملفتة، خاصة المايسترو بلايلي الذي كان ولا يزال رقما صعبا في تشكيلة الخضر، فإن لم يسجل يكون وراء تقديم تمريرة حاسمة أو جلب ضربة جزاء، وهي نفس الميزات التي يمتلكها براهيمي، ولئن كنت قد انبهرت بالتطور الكبير للاعب الترجي عبد القادر بدران، لقد بات من خيرة المدافعين في القارة السمراء، كما أن زميله توغاي ينتظره مستقبل كبير، دون نسيان شتي الذي ولد من جديد، فلا أحد كان ينتظر منه ذلك الأداء الباهر الذي مكنه من خطف مكانة مع كتيبة بلماضي، كما جعله مطلوبا من عدة فرق عربية وخليجية، وهذا كله لم يأت من فراغ، بل بفضل ما قدمه من مجهود، ناهيك عن لاعب الفتح السعودي سفيان بن دبكة، الذي يستحق دعوة بلماضي أيضا، فقد كان قوة ضاربة في وسط الميدان.
بلايلي وبراهيمي نجمان فوق العادة.. بدران وتوغاي أبهراني وشتي فاجأني
*أطراف تحدثت عن فضل الأندية التونسية في تتويج الخضر، ما رأيك ؟
صحيح أن لاعبي المنتخب الجزائري ينشطون بقوة في البطولة التونسية، وهذا تشريف بالنسبة لنا وليس العكس، ومن يروج لمثل هذه الأشياء لا يفقه كرة القدم، فلولا إمكانات هؤلاء اللاعبين لما تعاقدنا معهم أصلا، كما لا يجب أن ننسى ما جنته هذه الأسماء من احترافها في الدوري التونسي، حيث طوّرت مستواها أكثر، ما مكنها من نيل فرصتها مع المنتخب الجزائري، الذي بات التواجد معه ليس بالأمر السهل، في ظل توفر الثنائي بلماضي وبوقرة على عديد الخيارات الممتازة.
* الاصطياد في المياه العكرة وراء الترويج لحادثة بن عيادة وحنبعل، أليس كذلك؟
العلاقة بين الجزائر وتونس أكبر من كل شيء، وممتدة إلى قديم الزمان ولا يمكن لأي كان أن يشوهها، فما حدث بين لاعب النجم الساحلي بن عيادة وموهبة مانشيستر يونايتد حنبعل يمكن أن يحصل في أي مباراة، فما بالك بنهائي بحجم البطولة العربية الذي شهد بعض النرفزة والتشنجات بين اللاعبين، على العموم كان على هؤلاء أن يتحدثوا عن مبادرة الصلح بين اللاعبين بالفندق، وحتى عقب نهاية المباراة، عوض أن يركزوا على تفاصيل صغيرة، لا تسمن ولا تغني من جوع.
*ماذا عما بدر من ثنائي التعليق حفيظ دراجي وعصام الشوالي أثناء البطولة؟
للأسف تابعنا ما حصل أثناء البطولة العربية، والاتهامات التي طالت هذين القامتين، حيث رأت بعض الأطراف أنهما قد تحدثا عن أمور لا تعنيهما، ما تسبب في ردة فعل غاضبة لدى جماهير البلدين، أنا أؤكد لكما بأن حفيظ دراجي وعصام الشوالي لا يمثلان سوى نفسيهما، ولكن هذا لا يمنع أن يتخذا احتياطاتهما مستقبلا، كونهما قد يؤثرا بكلامهما على الجماهير لما يمتلكانه من شعبية كبيرة.
حفيظ دراجي وعصام الشوالي لا يمثلان إلا نفسيهما
صدقوني منظمو البطولة العربية، كانوا على حق بإسناد مهمة إدارة المباريات لحكام أجانب (من غير العرب)، لأنني متأكد بأنهم كانوا سيقعون في مشاكل كبيرة، لو منحوا هذه المهمة لحكام عرب، كوننا شعوب عاطفية، تنساق وراء أبسط التفاصيل.
*قبل أيام عن انطلاق نهائيات "الكان"، كيف ترى قرار تثبيت البطولة في موعدها المحدد ؟
أرفع القبعة لرئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو لما قام به، من أجل الإبقاء على الدورة في موعدها المحدد، ولئن كنت لا أزال متحفظا على موعد إقامة نهائيات "الكان"، فالأجدر على الكونفدرالية الإفريقية أن تبرمجها في الصائفة، لتفادي أي مشاكل مع الأندية الأوروبية التي تعج بالنجوم الأفارقة، فاللعب في الشتاء يتسبب في مشاكل للجميع، سواء لاعبين أو أندية وحتى منظمين، ولذلك على الكاف مراجعة هذه النقطة، مع الإبقاء على البطولة في القارة السمراء، وعدم الانسياق وراء من يحاولون نقلها إلى قطر أو أي بلد آخر خارج إفريقيا.
*من ترشح للتتويج بالنسخة 33 من نهائيات كأس أمم إفريقيا ؟
صدقوني المنافسة ستكون على أشدها في دورة الكاميرون، وأرى أن هناك أكثر من خمسة منتخبات مرشحة للظفر باللقب القاري، بداية بالمنتخب الجزائري صاحب اللقب الأخير، مرورا بالسنغال وكوت ديفوار والبلد المنظم الكاميرون، فضلا عن تونس والمغرب وحتى مالي، أنا لا أتوقع حدوث أي مفاجآت، والتاج سيكون من نصيب إحدى المنتخبات التي تحدثت عنها.
احتراف الجزائريين بتونس يشرفنا وليس العكس
*هل بلماضي وكتيبته قادرون على الحفاظ على لقبهم ؟
بطبيعة الحال، المنتخب الجزائري قادر على الفوز مجددا بالكان، لما وصله من مستوى، فضلا عن امتلاك بلماضي لكوكبة من النجوم قادرة على قول كلمتها في الكان، بداية بمهاجم مانشستر سيتي الانجليزي رياض محرز القادر على صنع الفارق في أي لحظة، دون نسيان بن ناصر وبلايلي وبراهيمي وفغولي، صدقوني المنتخب الجزائري منتشي بتفوقه بالبطولة العربية، التي منحت بلماضي خيارات إضافية، إلى درجة أن الخضر، باتوا يمتلكون ثلاثة منتخبات بذات القوة والفعالية.
*ماذا تخشى على بلماضي في البطولة الإفريقية المقبلة ؟
الضغط سيكون كبيرا على المنتخب الجزائري، بحكم أنه حامل اللقب، كما أن ذلك سيجعل منكم مستهدفين من كل المنتخبات، ولكنني على يقين أن بلماضي، سيتجاوز كل ذلك بفضل دهائه، وخبرته، كما أن امتلاكه لمجموعة متجانسة برهنت على مستواها القوي، كفيل بمساعدته على تجاوز كل العقبات، أنا معجب بشخصية هذا المدرب المحلي الذي أعاد الاعتبار للمنتخب الجزائري، وآمل أن يسير منذر لكبير على خطاه، ولم لا ينجح في قيادتنا للقب الذي نبحث عنه، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، كوننا لا نمتلك نفس النجوم، غير أن قوتنا تكمن في روح المجموعة، وهو ما تحدث عنه قائد المنتخب الخزري، عندما أوضح أن نسور قرطاج لا يمتلكون محرز أو صلاح، ولكنهم يحوزون على الغرينتة التي قادتهم نحو مربع الذهب في "كان" مصر ونهائي البطولة العربية رغم أن لا أحد قد رشح تونس للعب الأدوار الأولى.
الاصطياد في المياه العكرة وراء الترويج لحادثة بن عيادة وحنبعل
*هل من إضافة عن المنتخبين الجزائري والتونسي ؟
أتمنى من أعماق قلبي أن نرى نهائيا مكررا بين الجزائر وتونس في البطولة الإفريقية، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة، مقارنة بدورة قطر، في ظل المستوى المرتفع في الكاميرون، بمشاركة منتخبات قوية تضم في صفوفها نجوما كبارا، صحيح أن هناك احتمال أن يقع المنتخبان مع بعضهما البعض في الأدوار الإقصائية، ولكن لا نأمل حدوث ذلك مبكرا، لأنه قد يتسبب في خسارة منتخب كبير، أنا أتمنى كل الخير للمنتخب الجزائري الذي يعاني بلماضي معه من مشكل الثراء، في ظل وفرة الخيارات، فيما على منذر لكبير أن يتعامل مع الموجود، كونه لا يمتلك نجوما كبارا قادرة على صنع الفارق في المواعيد الصعبة.
أرفع القبعة لصامويل إيتو وحان الوقت لتغيير موعد "الكان"
*بماذا تعلق على ظاهرة غزو المدربين التونسيين للبطولة الجزائرية ؟
شرف كبير بالنسبة لنا أن تمنحنا الأندية الجزائرية كل هذه الثقة، ولئن كنت لا أرى أن التقني التونسي أجنبي في البطولة الجزائرية، فهو يشبه المدرب الجزائري في كل شيء، ما سهل من عملية تأقلمه واندماجه سريعا، وهنا أتمنى كل التوفيق لزملائي العاملين في الجزائر، ولم لا ألتحق بهم في يوم من الأيام.
 حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى