يرى المدرب السابق لاتحاد الجزائر دينيس لافان، بحكم معرفته الجيدة بالكرة الكاميرونية التي عمل مع أنديتها ومنتخبها الوطني في الفترة الممتدة ما بين 2007 و2011 (درب فريق كوتون سبور وقاد الأسود الجموحة )، بأنه من الصعب التكهن بهوية المتأهل من لقاء الخضر والكاميرون، مضيفا في حواره مع النصر من فرنسا، بأن على جمال بلماضي وأشباله طي صفحة الإخفاق المسجل في نهائيات «الكان» الأخيرة، إذا ما أرادوا الظفر ببطاقة التأهل لمونديال قطر 2022، كما تحدث التقني الفرنسي عن الظروف المرتقبة بالعاصمة ياوندي شهر مارس المقبل، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.

بحكم عملك في الكاميرون، ومعرفتك الجيدة بالكرة الجزائرية، كيف ترى نتائج قرعة الدور التصفوي المؤهل للمونديال، والتي أوقعت الخضر في مواجهة «الأسود الجموحة» ؟
نتائج القرعة صعبة للغاية، بعد أن أوقعت بطل إفريقيا السابق (المنتخب الجزائري) في مواجهة أحد أبرز المنتخبات المرشحة للفوز بنهائيات كأس أمم إفريقيا الحالية (الكاميرون)، دون نسيان الصدامات الأخرى، حيث سيكون منتخب السنغال متصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية في مواجهة منتخب مصر المتمرس، ومالي ستلاقي تونس، في موعد متكرر عن ذلك الذي جرى بالكاميرون، فضلا عن ديربي غانا ونيجيريا وقمة المغرب والكونغو الديمقراطية.
سلسلة اللاهزيمة كانت عبئا وفخا وبطولة العرب لم تخدمكم !
بصراحة من ترشح بين الخضر والكاميرون للعبور إلى نهائيات كأس العالم ؟
من الصعب التكهن بهوية المنتخب الذي سيترشح لمونديال قطر، وإن كانت مأموريتكم ستكون صعبة للغاية، كونكم ستواجهون شبحكم الأسود، حيث يشير تاريخ المواجهات السابقة، أن الخضر لم يسبق لهم الفوز على منتخب الكاميرون في أي لقاء رسمي، ولئن كانت كرة القدم لا تعترف بأي منطق، ومن سيكون في أتم الجاهزية البدنية والذهنية سيظفر بالبطاقة المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
إذن «الأسود الجموحة» تمتلك بعض الأفضلية على حساب الخضر أم ماذا؟
لم أقل ذلك، وكل ما في الأمر أن تاريخ المواجهات يصب في صالح منتخب الكاميرون، ولو أنني أرى أن نتيجة مباراة الذهاب، ستكون حاسمة في تحديد هوية المتأهل، شريطة أن تدخلوا هذا الموعد متناسين ما جرى لكم في الكاميرون، حيث لم تظهروا بمستواكم المعهود، كما أن الشك قد انتاب المجموعة، وهو ما ظهر واضحا خلال مباراة الجولة الأخيرة أمام كوت ديفوار، أين كان بإمكان الفيلة إنهاء المباراة بنتيجة أثقل، لولا الحظ الذي خانهم في ترجمة الفرص المتاحة.
الظروف المناخية في الكاميرون أكثر قساوة شهر مارس
ألا ترى أن مباراة الدور الفاصل المقررة في الكاميرون ستلعب في ظروف أفضل من تلك التي خاض فيها رفاق محرز نهائيات كأس الأمم الأخيرة ؟
لا أعتقد ذلك، وبحكم معرفتي بالكاميرون التي سبق أن عملت فيها كمدرب، الظروف المناخية شهر مارس المقبل ستكون أكثر قساوة، فالحرارة في هذه الفترة من الموسم ستكون مرتفعة للغاية، على عكس الرطوبة التي لن تكون عالية في ياوندي، مقارنة بتلك التي اصطدمتم بها في مدينة دوالا التي تطل على المحيط، سننتظر إلى غاية شهر مارس، وسنرى كيف سيتعامل الخضر مع لقاء الذهاب، كون نتيجته ستكون جد حاسمة في تحديد هوية المتأهل للمونديال.
المباراة قد تلعب في ياوندي والملعب هناك أفضل بكثير من جابوما الذي أعاق أشبال بلماضي، وتسبب في مغادرتهم المبكرة للبطولة القارية، أليس كذلك؟
علينا أن نقر أن أرضية ميدان ملعب جابوما كانت كارثية بأتم معنى الكلمة، وحالت دون تقديم المنتخب الجزائري، لأسلوبه المعتاد القائم على الكرات القصيرة والسريعة، غير أن هذا الإشكال لن يصادف كتيبة بلماضي خلال مباراة الدور الفاصل، على اعتبار أن المباراة ستلعب بنسبة كبيرة بملعب ياوندي بالعاصمة، وهو ذو أرضية جيدة قد تصب في صالح رفاق محرز، الباحثين عن حسم التأهل في مباراة الذهاب، كون الأمور ستكون صعبة جدا في لقاء الإياب بملعب تشاكر.
في مثل هذه المعطيات والظروف العصيبة سنرى قوة بلماضي
في اعتقادك، لماذا مر الخضر جانبا في النسخة 33 من نهائيات «الكان»؟
هناك العديد من الأمور حالت دون تقديم الخضر لمستواهم المعهود، ولو أنكم تعلمون جيدا أنه لا يمكنك دائما تفسير ما يحدث في كرة القدم، ولئن كان واضحا للعيان أن أشبال بلماضي افتقدوا للكفاءة الهجومية، رغم أنهم صنعوا فرصا بالجملة على مدار اللقاءات الثلاث، وهنا أرى بأن اللاعبين مطالبون باستجواب أنفسهم حول الأسباب، التي حالت دون وصولهم إلى مرمى المنافسين، كما أعتقد أن سلسلة اللاهزيمة كانت عبئا وفخا لبعض اللاعبين، دون أن أنسى نقطة مهمة، وهي أن بطولة كأس العرب لم تكن مفيدة لبعض العناصر، فقد لعبت مسابقتين من هذا الحجم في مثل هذه الفترة القصيرة، وهذا ليس أمرا سهلا.
هل بإمكان بلماضي تحفيز المجموعة بعد هذا الإخفاق، خاصة وأنه ينتظره موعد هام بعد أسابيع قليلة ؟
على مدار ثلاث سنوات، أدار جمال بلماضي مجموعته بشكل جيد، حيث ظفر بكأس أمم إفريقيا 2019 ووصل إلى 35 مباراة متتالية دون هزيمة، ولكننا سنرى الآن كيف يتعامل مع الصعوبات ومرحلة الشك، وفي مثل هذه المعطيات سنعرف قوة المدرب، خاصة وأنه مطالب بإيجاد الحلول للخروج من هذه الوضعية العصيبة.
«الأسود الجموحة» قوية ومتحدة ولكنها تعاني تكتيكيا
بإمكانك أن تعدد لنا نقاط قوة وضعف المنتخب الكاميروني ؟
المجموعة المشكلة للمنتخب الكاميروني الحالي قوية ومتحدة، ولكنها تعاني من ناحية التنظيم التكتيكي، فالمتتبع للأسود خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الحالية، يرى بعض الفجوات الموجودة من الناحية الفنية، بدليل المتاعب التي خلقها لهم منتخب جزر الرأس الأخضر دون نسيان مواجهة الافتتاح أمام بوركينافاسو، ولئن كنت قد قلتها وسأعيدها المنتخب الجزائري، مطالب بتحقيق نتيجة طيبة في لقاء الذهاب، ولم لا التسجيل في ياوندي حتى تكون مهمته في العودة غير معقدة.
حاوره: سمير. ك

 

الرجوع إلى الأعلى