الاختبار ضروري للتفريق بين الزكام و أوميكرون
 أكد البروفيسور جمال بن ساعد، أخصائي علم الأوبئة و الطب الوقائي و رئيس مصلحة الأوبئة بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة، للنصر، بأنه من الصعب التفريق بين أعراض الزكام الموسمي و أوميكرون، إلا من خلال إجراء الاختبار، و قال بأن غالبية الحالات التي يتم استقبالها بالمستشفيات تخص مصابين غير ملقحين، موضحا، بأن  الحديث عن تلقيح الأطفال سابق لأوانه، خاصة و أننا لم نتخط بعد نسبة 25 بالمئة من تلقيح الكبار.

حاورته / أسماء بوقرن

اللقاح يحمي من تعقيدات كوفيد بنسبة 95 بالمئة
ـ النصر: ما تقييمك للوضعية الوبائية حاليا هل بلغنا ذروة الموجة الرابعة؟
ـ الوباء في انتشار سريع، حتى وسط الطواقم الطبية، و الوضعية الحالية معقدة وصعبة، وكل المؤشرات  الوبائية و الإكلينيكية تشير إلى أن العدوى الأكثر انتشارا هي لمتحور أوميكرون    الذي يصيب الأطفال أقل من 15 سنة بنسبة كبيرة، و أرى بأن الدولة اتخذت قرارا صائبا فيما يتعلق بتعليق الدراسة مؤقتا، لأن ذلك يمكن  نسبيا من كسر سلسلة العدوى، خصوصا وأن نسبة الوفيات أقل  مقارنة بالموجة السابقة، كما أن المضاعفات التنفسية أقل شدة.
الحديث عن تلقيح الأطفال سابق لأوانه
ـ  هل نحن أمام حتمية تلقيح الأطفال؟
ـ أعتقد بأن تلقيح الأطفال سابق لأوانه، خاصة و أننا لم نتجاوز بعد نسبة تلقيح 25 بالمئة بالنسبة للكبار، لذلك وجب علينا التركيز أكثر على ضمان الالتزام بتدابير الوقاية وسط الأطفال، لأنه ما سيساهم فعليا في غرس ثقافة الصحة و النظافة لديهم.
ـ  هل بلغنا ذروة انتشار الوباء؟ وكيف يجب أن نتصرف في حال إصابة فرد في الأسرة بمتحور أوميكرون؟
نعم نعيش ذروة انتشار الوباء حاليا، و سيبدأ المنحنى في النزول بعد نحو 15 يوما، مع ذلك فبإمكان مصاب واحد أن ينقل العدوى إلى أكثر من عشرة أشخاص في نفس الوقت، و المخيف أن حامل الفيروس قد لا يبدي أية أعراض محددة، أو قد يصاب بأعراض خفيفة فقط، لذلك من الواجب الإنتباه لكل ما قد يشير للإصابة بالمتحور الجديد، على غرار سيلان الأنف وآلام الحنجرة و الحلق و السعال الخفيف جدا، و كذا آلآم العضلات، قد يشعر المصاب كذلك بالإعياء خلال أول يومين إلى ثلاثة أيام، دون  الإحساس بضيق في الرئتين، فلم نسجل إلى حد الآن التهابات رئوية كثيرة مقارنة بالموجة السابقة.
ـ كيف يجب أن نحتاط من المتحور الجديد؟
ـ علينا الالتزام كليا بالإجراءات الوقائية، خاصة ارتداء القناع الوقائي، إذ يتوجب على كل من تظهر عليه الأعراض داخل البيت أن يتقيد بالحجر داخل غرفة معزولة  مع ارتداء الكمامة، لأنها الطريقة الأفضل لتجنب انتقال العدوى وحماية باقي أفراد الأسرة ويجب أيضا، أن ننتبه جيدا للمسنين و المرضى المزمنين و الحوامل، لأن إصابتهم بمتحور أوميكرون قد توجب مكوثهم في المستشفى.
التهوية ضرورية لتفادي انتشار العدوى
ـ هل يسرع الطقس  البارد سرعة انتشار الفيروس؟
ـ  نعم خاصة و نحن في فصل الشتاء، فمع  انخفاض درجات الحرارة، تحرص العائلات على غلق النوافذ و كل منافذ التهوية للوقاية من برودة الطقس، و هو عامل يؤدي لانتشار العدوى بشكل أسرع، لذلك ينصح بتهوية البيت صباحا بشكل جيد.
ـ  كيف يمكننا التفريق بين نزلات البرد و كورونا، خصوصا وأننا في فترة انتشار الانفلونزا الموسيمة؟
ـ يستحيل التفريق بين الزكام الموسمي و أوميكرون، إلا من خلال إجراء الاختبارالفحص «أونتجينيك» أو « بي سي أر»، مع احترام مواعيد القيام بها، اذ يتم إجراء الاختبار الأول بعد يومين من ظهور الأعراض، أما اختبار»بي سي أر» فيمكن من كشف الإصابة قبل ثلاثة أيام من ظهور الأعراض.
أوميكرون سيعزز مناعتنا ضد المتحورات القادمة
 ـ  إلى أية درجة يمكن للقاح أن يخفف من مخاطر الفيروس عند التقاطه ؟
ـ نسجل نسبة قليلة جدا من الإصابات في أوساط الملقحين، فغالبية الحالات التي تقصد المستشفى تخص غير الملقحين، و هذا دليل على أن اللقاح لا يقي فعلا من العدوى لكن يحمي من التعقيدات الصحية الحرجة بنسبة 95 بالمئة، لهذا أرى بأن التطعيم ضروري للوقاية من المتحورات الجديدة، و حسب آراء الخبراء فإن متحور أوميكرون مثلا، سيمنحنا مناعة جماعية لمواجهة المتحورات القادمة، لكن يبقى التلقيح حاجة ملحة، لأننا لا نتحدث هنا سوى عن فرضية تحمتمل الخطأ.
اللقاح مهم ومفيد في تخفيف المضاعفات، لكنه لا يلغي احتمال الإصابة بالعدوى.
عمر الجائحة قد يمتد لسنة 2024
ـ وماذا بشأن المتحور الجديد دالتا كرون؟
ـ يقول بعض الخبراء الذين تحدثوا عن هذا المتحور «دالتاكرون» بأنه ليس سريع الانتشار، لكن تبقى مجرد فرضيات غير مثبتة، والأصح في كل الحالات هو الحذر الشديد، فعمر الجائحة قد يطول و المرجح أننا سنعيش الوضع الوبائي القائم إلى غاية 2023  وحتى 2024.               أ ب

الرجوع إلى الأعلى