الجزائر بحاجة لتوسيع المساحات الغابية إلى أكثر من 10 بالمائة
دعا الخبير الزراعي لعلى بوخالفة إلى إطلاق برامج ومخططات وطنية كبرى للتشجير لتوسيع مساحة الجزائر من الغابات لتصل أو تفوق 10 بالمائة لما لها من أهمية في تحقيق التوازن البيئي ومحاربة ظاهرة التصحر، مسجلا بأن النسبة الحالية للغابات في بلادنا التي لا تتجاوز4 بالمائة ضئيلة جدا.

حاوره: عبد الحكيم أسابع

وأكد بوخالفة في حوار خص به النصر على ضرورة أن يتم تنفيذ المخططات الوطنية للتشجير وفق  دراسات تراعي خصوصية كل منطقة وما يتناسب معها من أنواع الأشجار الغابية أو المثمرة وتلك الموجهة لأغراض صناعية بحتة، من خلال استغلال أخشابها أو خصائصها الأخرى سواء الغذائية منها أو الطبية وما إليها.
النصر: برأيكم ما هي الأهمية التي تكتسيها عملية إعادة إحياء مشروع السد الأخضر الذي أطلقه في مطلع سبعينيات القرن الماضي الرئيس الراحل هواري بومدين كجدار مانع لزحف الرمال نحو الشمال؟
ل. بوخالفة: الجزائر في أمس الحاجة لإحياء هذا المشروع، وإطلاق مشاريع أخرى مماثلة، لغرس ملايين الأشجار سعيا لتوسيع مساحة الغابات في الجزائر التي تتراوح بين 2 و4 بالمائة، ورفعها لتبلغ بين 10 و 20 بالمائة، على أن يتم تنويع الأشجار بين الأشجار البريّة المستحلبة والبلّوط والفستق الأطلسي والأشجار المثمرة ، ويجب أن يتم استهداف الأنواع التي تتأقلم مع التغيرات المناخية المسجلة في السنوات الأخيرة من جفاف ونقص في هطول الأمطار، حفاظا على الغطاء النباتي.
كما يجب أن تصحب عمليات التشجير معها أهدافا اقتصادية، وتستضيء بمفاهيم جديدة مرتبطة بالتنمية المستدامة والتأقلم مع التغيرات المناخية، وتكون لها أيضا أبعاد الحفاظ على الاتزان البيئي والتنوع الحيوي، وحري هنا الأخذ بعين الاعتبار غراسة الأشجار التي تلبي حاجيات السكان المحليين وتعود عليهم بالنفع ويمكنهم استغلالها إما للمواشي، أو أن تختار نباتات عطرية أو طبية مثلًا.
النصر: برأيكم ما هي أنواع الأشجار الواجب إيلائها عناية أكبر في مخططات وبرامج التشجير؟
ل.بوخالفة: في اعتقادي يجب التوجه على مستوى الشريط الساحلي لغرس الأشجار المثمرة والبلوط والخروب، فهذه الشجرة المعمرة لحوالي 500 سنة، تتميز بكونها صديقة للبيئة ومقاومة لتأثيرات الاحتباس الحراري وقلة المطر وكريمة بنعمها الصحية على الإنسان، فهي مصدر هام لإنتاج الطحين، الصحي. أما في الهضاب العليا فيليق الاهتمام بغرس ثلاثة أنواع من الأشجار وهي الفستق الأطلسي والتين والزيتون والرمان لأن هذا النوع من الأشجار لا يتطلب المياه ويتحمل مختلف أنواع الأتربة، أما الجنوب فنجد أن الأشجار الأنسب للبيئة الصحراوية فهي أشجار الأرغان والباولونيا، المقاومة للتصحر والحرارة الشديدة التي تصل إلى 50 درجة مائوية.
وأشجار الأرغان المتواجدة حاليا في ولايتي أدرار و تندوف و مستغانم، ذات أهمية كبرى وهي ثروة نباتية بامتياز ولديها العديد من الفوائد الصحية والجمالية وحتى البيئية والرعوية أيضا. ولعل أبرز أهمية لشجرة الأرغان تتمثل في المحافظة على البيئة، بسبب عدم حاجتها الكبيرة للماء، ومساهمتها في منع انجراف التربة والتصحر فضلا عن أهمية الزيت المستخرج من ثمارها والمعروف باسم « الذهب الأخضر ».
ومن نافلة القول أن الاستثمار في شجرة الأرغان سيُحقق مداخيل إضافية للخزينة العمومية، بالنظر إلى كثرة الطلب على زيوتها في الأسواق العالمية، وهو ما جعل الحكومة تشدد على تطوير الاستثمار الزراعي في هذه النوعية من الأشجار من أجل تحقيق التنمية الزراعية والاقتصادية للبلاد.
فهي تعتبر ثروة إيكولوجية ورعوية إذ تمنح الاخضرار للمناطق السهبية والصحراوية وتُحافظ على التوزان البيئي.
كما يتعين الاهتمام بغرس شجرة الباولونيا المناسبة جدا لإقليم البحر المتوسط والمناخ الصحراوي حيث تعيش في درجة حرارة من ناقص 10 إلى زائد 45 درجة وأحيانا أكثر.
وإضافة إلى جودة أخشابها فإن سرعة نمو الباولونيا وجمال أزهارها تشكل أفضل الأنواع لأشجار الزينة في الحدائق العامة والخاصة، كما أن أزهار الباولونيا تنتج أفضل أنواع العسل في العالم، و يمكن تحويل المساحة المزروعة بشجر الباولونيا إلى مرعى على مدار السنة .لما توفره أوراق الباولونيا العريضة من علف للماشية مما يضاعف جدوى زراعتها الاقتصادية.
النصر: هل حققت التجارب الأولى لغرس أشجار « الباولونيا » في الجزائر النجاح المأمول؟
ل.بوخالفة: غرس هذه الأشجار في الجزائر في طور التجريب والنتائج المحققة، جيدة ويتعين تكثيف الاستثمارات الخاصة بتطوير هذه الشجرة التي توجه أخشابها حاليا لصناعة أرقى وأجود الأثاث، في العالم وغيره من الصناعات
 الخشبية.                         ع/ اسابع

الرجوع إلى الأعلى