صدق الأغاني القديمة يجعلها الأكثر طلبا من الجمهور

انتهت الفنانة ندى الريحان، المعروفة بأدائها لعديد الطبوع الغنائية، مؤخرا، من تصوير كليب أغنية جديدة بجبال الأوراس بباتنة، و تظهر الفنانة في الكليب تارة بالزي القبائلي و تارة أخرى باللباس الشاوي، و أوضحت في حوارها مع النصر، على هامش إطلاق الكليب عبر موقع يوتيوب، أن تصوير أغنيتها التي أدتها بالقبائلية في بيئة أوراسية، يعكس الزخم الثقافي ببلادنا، مؤكدة أن الأغاني القديمة تبقى الأكثر طلبا من قبل الجمهور، لأنها صادقة، كما أكدت تأثرها، على غرار كافة الفنانين، بجائحة كورونا صحيا و نفسيا، مشيرة إلى أنها تعتزم العودة إلى النشاط الفني مجددا، بعد تجاوز الجائحة.

حاورها: يـاسين عبوبو

. النصر: لماذا اخترت ولاية باتنة لتصوير فيديو كليب أغنيتك الجديدة؟
ـ ندى الريحان: أحتفظ بذكرى جميلة عن ولاية باتنة، فقد شهدت ظهوري الفني الأول، عندما شاركت في مهرجان تيمقاد الدوَلي، و حظيت بأول تكريم في حفل، تحت إشراف الأستاذ الشريف قرطبي، و قد كان لي شرف المشاركة إلى جانب كوكبة من الفنانين، من أمثال راغب علامة و لطفي بوشناق، لهذا فإن ولاية باتنة، ستظل ذكرى جميلة في مشواري الفني.
كرمت الفنان سليمان عزام من خلال إعادة أداء "أنطلب رب أذيعفو"
. كيف راودتك فكرة تجسيد فيديو كليب أغنية قبائلية في بيئة أوراسية؟
ـ كما سبق و أن ذكرت، فإن ولاية باتنة، تعد محطة ظهوري الفني، لهذا فإنني رحبت بفكرة العودة مجددا إليها، بعمل فني جديد، يتمثل في فيديو كليب أغنية  "أنطلب رب أذيعفو" أي أطلب العفو من الله، للمغني و شاعر الأغنية الأمازيغية سليمان عازم، وقد  اجتهدت في إعادة أدائها، تكريما للفنان، و جسدتها في فيديو كليب، يرقى لمكانته. وحفزني على العودة إلى باتنة مجددا و تصوير الكليب بها،  صديقي المخرج هشام بن شريف، فقد قادني إلى مناطق طبيعية خلابة بعاصمة الأوراس أبهرتني حقا، و اتفقنا على تجسيد العمل،  بمنطقتي تاسريفت   بمنعة، و كوندورسي، الساحرتين.
و أرى أن تصوير كليب أغنية قبائلية في بيئة الأوراس، يحمل رمزية التبادل الثقافي، و يكسر الصورة النمطية التي ألفناها، بأداء كل طابع غنائي في بيئته.كما أن الفيديو كليب يروج للسياحة بمنطقة الأوراس، لما تزخر به من خصائص طبيعية و مناطق جذابة .
.حدثينا عن مضمون الكليب الجديد..
ـ كما يعلم الجميع فإن جائحة كورونا، أدت إلى توقيف الأعمال الفنية، و بعد أن تحسنت الوضعية الوبائية ببلادنا، سنحت لي الفرصة للانطلاق مجددا، من خلال إعادة أداء الأغنية القبائلية "أنطلب رب أذيعفو" للفنان و الشاعر القبائلي سليمان عازم و تصويرها على شكل كليب، خاصة وأنني أحب الأغنية وظلت تراودني فكرة أدائها بصوتي منذ سنوات، فهي تحمل معاني الحب و التضامن، التي يمكن استخلاصها عند مشاهدة الكليب، و شجعني على ذلك المخرج هشام بن شريف و رحب بالفكرة المنتج نبيل سيروكو، خاصة عندما شاهد صور المناظر الطبيعية بالمنطقة، و تنقلت فرقة موسيقية من تيزي وزو إلى باتنة، لمرافقتي..
جمهوري متعطش لأغنياتي ذات الطبوع التراثية المتنوعة
. تؤدي ندى الريحان مختلف الطبوع الغنائية، ما هو الطابع المفضل لديك؟
ـ تعود جمهوري على أدائي لطبوع عديدة و متنوعة من الطبوع التراثية الجزائرية، القبائلي، العاصمي، و كذا الأغاني الوطنية، إل جانب الطابع الخليجي و الشرقي عموما.كلما أشارك في حفلات و مناسبات متنوعة، أجد الجمهور متعطشا لأدائي لباقة متنوعة من الأغاني. و أظن أنا هذا ما بات يميزني، فقد ترعرعت في بيئة ليس لها حدود تراثيا، و أنا فخورة دوما بتنوع الطبوع التراثية الجزائرية، لكنني أود أن  أشير هنا، إلى أن إعادة أغنية تراثية، يتطلب إتقان لغة أو لهجة المنطقة التي تنتمي إليها.
. ماذا يمكن أن يضيف الفنان عندما يعيد أداء الأغاني القديمة؟
ـ قبل أن يعيد الفنان أغنية، عليه أولا ، أن يدرك كيف سيعيدها، خاصة إذا تعلق الأمر بأغاني فنانين كبار يعتبرون من رموز الفن الجزائري، من أمثال رابح درياسة، و الحاج محمد الطاهر الفرقاني، و فضيلة دزيرية وسلوى، وغيرهم.إن إعادة الأغاني يتطلب عدم تغيير الكلمات، و قبل ذلك طلب الإذن بذلك، و عليه أن يعي كيف سيعيدها، إن إعادة تلك الأغاني، تكريم لأصحابها، و إعادة تعريف الأجيال الصاعدة بها. كما أن الأغاني القديمة مطلوبة كثيرا، لأنها أكثر صدقا، و يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار، خلال إعادتها.
أدعو الجهات الوصية للالتفات إلى وضعية الفنان الجزائري
. كيف قضت الفنانة ندى الريحان فترة جائحة كورونا، و هل  قدمت   خلالها على أعمال فنية جديدة؟
ـ على غرار كافة المواطنين، أثرت جائحة كورونا علي نفسيا و صحيا، خاصة بعد فقدان الكثير من الأحبة، بسبب فيروس كورونا، لهذا لم أستطع بتاتا تقديم أعمال فنية، أو حتى مجرد التفكير في ذلك، لما خلفته الجائحة من حزن، كان بإمكان أي فنان أن يتقاسمه مع جمهوره و محبيه، لأن الفنان يشعر بآلام الآخرين. أتأسف كثيرا لمصير الفنانين، فقد عانوا من ظروف مزرية بسبب الجائحة، و أدعو الجهات الوصية للالتفات إلى وضعيتهم، و أخذ بعين الاعتبار معاناتهم .
. هل الكليب الجديد، خطوة لاستئناف نشاطك الفني، و هل تحضرين أغاني أخرى؟
ـ صحيح الكليب الجديد فرصة لاستئناف النشاط الفني، فقد حمسني جمال طبيعة تاسريفت بمنعة، و أشجار الأرز الأطلسي الباسقة بكوندورسي، على العمل، رغم الظرف الصحي، و برودة الطقس بالمنطقة، و أكملنا تصوير الكليب مؤخرا. بالنسبة لأعمال أخرى،  تبقى رهينة الوضع الصحي.

الرجوع إلى الأعلى