المتعاملون السعوديون يرغبون في تكثيف التعاون ورفع حجم الاستثمار في الجزائر
* لمسنا رغبة حقيقية للجزائر في التوجه نحو تجسيد شراكات مستدامة مع شركائها
أكّد عضو اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال السعودي الجزائري، علي بن عبد العزيز الهريش، رغبة المستثمرين السعوديين في تعزيز الشراكة و التعاون مع نظرائهم الجزائريين، ورفع حجم الاستثمار في مجالات حيوية و خلاقة للثروة و زيادة فرص العمل في الجزائر.

حاوره: عبد الحكيم أسابع

وأكد الهريش في حوار خص به النصر، ممثلا لوفد رؤساء الشركات السعودية المشاركة في الطبعة 53 من معرض الجزائر الدولي، أنه سينقل الصورة الجيدة عن مناخ الاستثمار الجديد في الجزائر إلى المستثمرين السعوديين من أجل تحفيزهم أكثر على استغلال الفرص المتاحة للاستثمار ولتكثيف مشاريع الشراكة، و التعاون التجاري مع الجزائر، في مختلف المجالات، سيما في ميادين الزراعة والسياحة و كذا الصناعة الدوائية والتربية والترقية العقارية.
النصر: كيف تقيّمون المشاركة السعودية في الطبعة 53 لمعرض الجزائر الدولي ؟
ع. الهريش: لقد حرصنا أن تكون مشاركة المملكة العربية السعودية في طبعة هذه السنة من معرض الجزائر الدولي، قوية من أجل إعطاء المزيد من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين الفرصة لاستكشاف السوق الجزائرية، الواعدة والجذابة، سيما وأن الكثيرين منهم يرغبون في بعث مشاريع شراكة واستثمارات منتجة في ظل توفر جميع شروط الاستثمار وفقاً لمبدأ رابح- رابح، لاسيما في قطاعات الزراعة والسياحة والصناعة الدوائية والتعليم وغيرها.
وأؤكد أن المشاركة السعودية كانت مثمرة، وقد استقطبت أروقة كل العارضين الممثلين لمختلف قطاعات الإنتاج والصناعة في المملكة، اهتماما كبيرا من قبل عامة الجزائريين وخاصة من طرف المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، الذين يبحثون بدورهم عن فرص لدخول السوق السعودية وتكثيف التبادلات بين البلدين فضلا عن استكشاف فرص الاستثمار المتاحة في أرض المملكة.  وننتظر أن تكلل تلك اللقاءات في قادم الأيام بتوقيع اتفاقيات بين متعاملين ومستثمرين من البلدين.
النصر: ما هي مجالات وقطاعات إنتاج الشركات التي شاركت في معرض الجزائر؟
ع. الهريش: شاركت المملكة العربية السعودية، في طبعة هذه السنة التي نعتبرها الأفضل، بثمانية من كبريات الشركات التي تنشط في مختلف المجالات وهي، شركة الخزف السعودية والتي تتواجد منتجاتها في مختلف أسواق البلدان العربية، إلى جانب شركة بادريق التي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة في مجال الأدوات المنزلية عالية الجودة وسوق الأجهزة المنزلية، وكذا شركة ‘’ سهم ‘’ لصناعة الورق والألمنيوم، وشركة رائدة في صناعة جميع أنواع البالونات الخاصة بمختلف المناسبات، وهو مصنع رائد في منطقة الشرق الأوسط،  فضلا ، مصنع جبل للورد الطائفي ، وشركة مصانع الصناعات الجيرية التي تدخل في مجال البناء وغيرها من الاستعمالات الأخرى.  كما حضرت شركة ‘’ ديفا ‘’ لصناعة العدسات اللاصقة. ولعل حضور شركة نظارات الأمل، المخصصة للمكفوفين، كانت لافتة، باعتبار أن هذا الاختراع السعودي، مائة بالمائة، يُمكّن المكفوفين من قراءة النصوص إلكترونيا والاستشعار والمساعدة التي تغني غير المبصر من استعمال العصا في تحركاته.
النصر: وكيف تقيّمون مخرجات لقاء منتدى الأعمال الجزائري السعودي المنعقد الأربعاء الماضي في الجزائر العاصمة؟
ع. الهريش: لقد كان اللقاء على درجة كبيرة من الأهمية للطرفين حيث بحثنا خلاله الفرص الاستثمارية التي توفرها الجزائر في مختلف القطاعات، وقد جاءت مخرجات ذات اللقاء إيجابية جدا، إذ تم الاتفاق على تكثيف التعاون و الاستثمار في مختلف المجالات ذات القيمة المضافة بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين و نظرائهم السعوديين، خاصة في ظل مشروع قانون الاستثمار الجزائري الجديد، الذي تم التأكيد لنا أنه يحمل في طياته تحفيزات ومزايا لتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي بالجزائر.
وكانت رغبة متعاملي البلدين متبادلة في تعزيز الشراكة و التعاون والاستثمار في مجالات حيوية و خلاقة للثروة و فرص العمل.
النصر: ماذا لمستم من خلال العرض الذي قدم لكم خلال هذا اللقاء، عن مناخ الأعمال بالجزائر من طرف الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، وعن أهم القطاعات التي تسعى الجزائر لتطويرها؟
ع. الهريش: لقد خرجنا بانطباع جيد ولمسنا رغبة حقيقية لدى السلطات الجزائرية في التوجه نحو شراكة حقيقية مستدامة، في ظل قانون الاستثمار الجديد، لمواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية ونحن نثمن عاليا جهود الجزائر الرامية لدفع عجلة الحركة الاقتصادية و هو ما سيحمل  أثرا إيجابيا للرفع من حجم المبادلات التجارية ما بين البلدين. و سنعمل سويا في قادم الأيام من أجل رفع حجم الاستثمار السعودي كما و نوعا، في شتى المجالات بالنظر للإمكانيات التي يتوفر عليها البلدان، والمساهمة بالتالي في تحقيق. رؤية الرئيس عبد المجيد تبون في جعل سنة 2022، سنة اقتصادية بامتياز.  وأنا بدوري سوف أنقل الصورة الجيدة عن مناخ الاستثمار في الجزائر إلى المستثمرين السعوديين من أجل تحفيزهم أكثر على استغلال الفرص المتاحة للاستثمار ولتكثيف التعاون التجاري مع الجزائر، سيما في ميادين الزراعة والسياحة والصناعة الدوائية والتربية والترقية العقارية.
النصر: وكيف تقيّمون مستوى التعاون والشراكة الحاليين بين الجزائر والسعودية؟
ع. الهريش: لا شك أن ثمة تكامل قوي، بين الجزائر و السعودية، كما أن حجم الاستثمار السعودي في الجزائر قد تزايد خلال السنوات الماضية، والأمر يستدعي تضافر المزيد من الجهود من أجل تكثيف و تنويع الفرص الاستثمارية، وهناك انشغال ما زال يطرح في مجال التبادلات التجارية بين البلدين سنعمل على حله و يتعلق بضعف شبكة اللوجستيك، سواء البحرية منها أو الجوية.

الرجوع إلى الأعلى