نتطلع الآن لنيــل ميداليـــات في أولمبيــاد باريس

تحدث أحمد دين، مدرب المنتخب الوطني للملاكمة رجال، عن الإنجاز الباهر للقفاز الجزائري، خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تحتضنها وهران، مشيرا في حواره مع النصر، بأن مثل هذه النتائج ستمنح الرياضيين دفعا أكبر، من أجل التألق في أولمبياد باريس، كما تطرق دين إلى النتائج المبهرة للقفاز النسوي، واصفا إيمان خليف بمشروع بطلة أولمبية.

بداية نهنئك على هذا الإنجاز الفريد من نوعه بالنسبة للملاكمة الجزائرية..
شكرا لكم، ولو أننا كنا نتطلع لحصد المزيد من الميداليات الذهبية، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ونحن راضون بهذه الحصيلة التي تعد تاريخية بالنسبة للملاكمة الجزائرية، إذا ما احتسبنا ميداليات المنتخب النسوي الذي صنع الحدث في دورة وهران.
حصادنا تعدى أهدافنا والجيل الحالي بإمكانه كتابة التاريخ
بصراحة، هل كنتم تنتظرون حصد هذا الكم من الميداليات ؟
لكي نكون صرحاء سطرنا هدفا، قبيل انطلاق فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، يتمثل في حصد خمس ميداليات على الأقل، والحمد لله كان لنا أكثر من ذلك، من خلال الفوز بميداليتين ذهبيتين كانتا من نصيب يوغرطة آيت بقة (69 كلغ) ويحيى عبد اللي (63 كلغ)، فيما حصد الرباعي أسامة مرجان (57 كلغ ) ويونس نموشي ( 75 كلغ) ومحمد حومري ( 81 كلغ ) ومحمد سعيد حماني ( 91 كلغ) الميدالية الفضية، بينما اكتفى شعيب بولودينات بالميدالية البرونزية.
هل راهنتم على عبد اللي وآيت بقة لحصد الذهب أم أنكم علقتم الآمال على الأسماء المعروفة، على غرار نموشي وبولودينات ؟
لكي نضعكم في الصورة نموشي وبولودينات وحومري أكثر خبرة، وسبق لهم المشاركة في تظاهرات كبرى، على غرار الألعاب الأولمبية، ولذلك كان الرهان عليهم كبيرا خلال دورة وهران من أجل حصد الذهب، ولكن للأسف فشلوا في الوصول إلى هذا المبتغى، مكتفين بالمرتبتين الثانية والثالثة، فيما صنع الملاكمان يحيى عبد اللي وآيت بقة الاستثناء، عقب ظفرهما بالمعدن النفيس، وإن كان الحظ قد حالف الأخير، عقب انسحاب منافسه من المنازلة النهائية بداعي الإصابة، على العموم كل الملاكمين كانوا في المستوى وأنا راض عما قدموه، وإن كنت متحسرا بعض الشيء على ضياع الميدالية الذهبية بالنسبة لحومري، فقد كان يستحق التتويج، غير أن لجنة التحكيم كان لها رأي آخر، فقد كان متفوقا بشكل واضح على منافسه الصربي، الذي استفاد من مجاملة أحد الأشخاص بلجنة التحكيم.
التحضيرات بكوبا والدعم الجماهيري الرهيب وراء هذا الإنجاز
ما سر هذا التفوق وهل يمكن القول أن الملاكمة الجزائرية قد عادت إلى سابق عهدها ؟
قبل الحديث عن أسباب النجاح، يتوجب علينا العودة إلى المعاناة الكبيرة للملاكمين الجزائريين في فترة الجائحة، حيث ابتعدوا عن المنافسة لأشهر عديدة، إلى درجة كنت أخشى فيها على مستقبل القفاز الجزائري، خاصة مع غياب التربصات، والاكتفاء ببعض المعسكرات المحلية التي لا تجدي نفعا، فطبيعة هذه الرياضة تتطلب الاستعداد مع ملاكمين من مدارس مختلفة، وهو ما نجحنا فيه خلال تربصات كوبا، إذ واجه ملاكمونا منافسين أقوياء، ما سمح لهم بتطوير مستوياتهم والتحضير بشكل جيد لألعاب وهران التي كتبوا فيها أسماءهم بأحرف من ذهب، في انتظار مواصلة هذه النجاحات، بالموازاة مع اقتراب العديد من الاستحقاقات الكبرى، وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية المقررة بباريس.
مطالبون بالاستثمار في هذا الإنجاز للعودة إلى الواجهة مجددا، أليس كذلك ؟
لا يمكننا أن نجد وضعية مشابهة، من أجل الاستثمار فيها، ولهذا نحن نركز من الآن على المواعيد المقبلة، وفي مقدمتها أولمبياد باريس، فلا يعقل أن نظل بعيدين عن منصات التتويج في هكذا تظاهرات، كما أن الجيل الحالي بإمكانه كتابة التاريخ، إذا ما واصل العمل بكل جدية وتفان، فالفن النبيل كلما أعطيته أعطاك.
حومري «سلب» وحزنت لتضييع نموشي وبولودينات الذهب
حدثنا عن الإنجاز الخاص للملاكمة النسوية التي حصدت 3 ذهبيات وفضية ؟
لم نكن نمتلك ملاكمات جزائريات، غير أن الاتحادية الدولية للعبة طالبتنا ببعث هذه الرياضة، تماشيا مع التطورات التي تشهدها هذه الرياضة عبر كل العالم، والحمد لله أكدنا أننا نمتلك ملاكمات من الطراز العالي، وعلى رأسهم إيمان خليف التي أبهرت الجميع خلال ألعاب وهران بمستواها العالي، إلى درجة جعلت الجميع يجزم أنها مشروع بطلة أولمبية، وصدقوني ليست الوحيدة التي أراها مشروع بطلة عالمية وأولمبية، فحتى روميساء بوعلام المتوجة بالذهب متميزة ويكفيها فخرا أنها فازت على بطلة العالم، كما أن إشراق شايب وحجيلة خليف لهما أيضا إمكانات كبيرة، وإذا ما واصلا العمل بذات العزيمة، فإنهما قادرتان على كتابة التاريخ، على العموم القفاز الجزائري سواء الرجالي أو النسائي متميز، وعلينا أن نعطيه الاهتمام والرعاية الكافيتين من أجل صنع أبطال كبار.
إيمان خليف مشروع بطلة أولمبية
بماذا تريد ختم الحوار ؟
شكرا للجماهير الجزائرية على تلك المساندة الرهيبة، التي منحت أبطالنا دفعا أكبر لحصد الميداليات، كما أستغل الفرصة لتوجيه رسالة إلى المسؤولين على شؤون الرياضة الجزائرية بالاهتمام بالرياضات الفردية، كونها كانت ولا تزال تشرف الراية الوطنية، ويكفي العودة إلى نتائجها خلال ألعاب وهران للتأكد من ذلك.
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى