حــصاد - أم الرياضـات - تاريـخي وقياســي والطمـوحات تعاظمـــت
وصف ياسين لوعيل رئيس اتحادية ألعاب القوى، إنجاز العدائين والرياضيين الجزائريين في دورة وهران للألعاب المتوسطية، بالتاريخية والقياسية، مؤكدا في حوار مع النصر  مباشرة بعد إسدال الستار على منافسات «أم الرياضات»، أن الكلمات تعجز عن وصف ما يحس به وباقي أعضاء منتخب ألعاب القوى والبعثة الجزائرية، خاصة وأن اليوم الأخير من منافسات هذا الاختصاص كان حافلا بالتتويجات، إثر النجاح في حصد 5 ميداليات، منها ذهبيتان لسجاتي وفريق «التتابع»، حتى أن لوعيل أطلق عبارة «الملحمة» على ما قدمه الرباعي قواند ومولى ولحولو وبن جمعة، كما لم يخف تطلعاته بقدرة الرياضيين على معاودة التألق بعد أيام، بمناسبة البطولة العالمية لألعاب القوى، المقررة بمدينة أوريغون في الولايات المتحدة الأمريكية.

بداية، نهنئك على حصيلة المنتخب؟
شكرا لكم، حقيقة اللسان يعجز عن التعبير، المنافسات اختتمت قبل قليل فقط (الحوار أجري مباشرة بعد ذهبية سباق 400 متر أربع مرات)، ونحن جد مسرورين وسعداء بما تحقق، لأن الخروج من المنافسة بـ13 ميدالية منها خمس ذهبيات حصيلة لم تكن متوقعة، رغم أنها مستحقة لعدة اعتبارات وعوامل.
13 ميدالية يعني بلوغ رقم منتخب الملاكمة، و5 ذهبيات في دورة واحدة عادل ما تحقق في دورتي أثينا (1991) وتونس (2001)؟
النتائج المحققة في دورة وهران تستحق وصف «تاريخية وقياسية»، لأن منتخب ألعاب القوى نال كما قلت 13 ميدالية، باختلاف ألوانها ومعدنها، وهو رقم كبير ويعادل ما منحته رياضة الملاكمة لحصيلة الجزائر، كما أن الوصول إلى 5 ميداليات ذهبية، يجعلنا نعترف أننا تخطينا الأهداف التي رسمناها قبل الدورة، رغم أنني أقول هذا الكلام بتحفظ، نقاطعه..

لما لا نحلم بمفاجآت في البطولة العالمية بأوريغون

..ولماذا التحفظ؟
بعد العودة من جزر موريس، والمشاركة في البطولة الإفريقية التي كان فيها التألق كبيرا والحصاد وفيرا، بكسب تسع ميداليات منها خمس ذهبيات، صرحت لمختلف وسائل الإعلام ومن بينها جريدة النصر التي تعكف دائما على مرافقة كل الأبطال في مختلف الرياضات الفردية، أن الهدف يبقى كسب ما بين 5 إلى 7 ميداليات، رغم أنني في قرارة نفسي كنت متأكدا من قدرة هؤلاء الشبان على منح الجزائر أكثر، لكن ارتأيت ذلك لتخفيف الضغط نوعا ما، لكن صدقني كنت واثقا أن الحصيلة في وهران ستكون أكبر، لمعرفتي بإمكانات شبان المنتخب الذي كان هدفهم واحد وهو إعلاء راية الجزائر عاليا وتشريفها، وإنجاح الدورة التي تحتضنها بلدنا لثاني مرة في التاريخ.
ختام المنافسات (ألعاب القوى) كان مسكا واليوم الأخير منحنا 5 ميداليات، لو طلبنا منكم اختيار واحدة لتكون الأفضل، من تختارون؟
كل الإنجازات أسعدتنا وكل الميداليات عزيزة على قلوبنا والمتوجين بها أبطال يستحقون الثناء، لكن رغم صعوبة السؤال، يمكنني المجازفة (يضحك) واختار..أخر ميدالية والتي حققها فريق التتابع (400م*4)، تبقى الأفضل، ربما لأنها الأخيرة وتحققت في سباق إسدال الستار على منافسات ألعاب القوى، ولكن صدقني السباق كان قويا وشخصيا أصنفه في خانة أروع منافسات ألعاب القوى، وربما أفضل منافسة ضمن هذه الدورة، فأبطالنا خاضوا سباقا بطوليا وقاموا بعمل جيد يستحق الملحمة، في حين يبقى ما حققه الشاب عافر في منافسة القفز العالي أكبر مفاجآت الدورة، حقيقة لقد فاجأ عافر بميداليته الذهبية كل المتبعين وأولهم نحن في الاتحادية، بتمكنه من خطف المركز الأول، وهو الذي عمل بثبات واجتهد في صمت لينال «ثواب» مثابرته ذهبا.

تتويج «التتابع» الأجمل وذهبية عافر أفضل مفاجأة

ألا ترى أنه مع كل ما تحقق، يحق لنا التحسر على تضييع المرتبة الأولى في ترتيب المنتخبات لهذه الرياضة؟
أكيد، أعتقد لولا مجانبة الثنائي بوعناني أمين (فضية 110 حواجز)، وعبد المالك لحولو (برونزية 400 م حواجز) للذهب وتمكن ياسر تريكي من نيل ذهبية ثانية لما أعاد الكرة في مسابقة الوثب الطويل مثلما وعدني (يضحك)، لزاحمنا المنتخب التركي على صدارة لائحة ترتيب مسابقات ألعاب القوى، ومع هذا فقد بصمنا على مشاركة تاريخية، نحن الآن نتلذذ حلاوتها.
الحديث عن إنجاز «400 متر تتابع» يجرنا سريعا لسباق 800م، أين كان الرهان ناجحا على سجاتي وحتحات، لكن تغيير الإستراتيجية واختصاص كل من قواند ومولى سليمان أتى أكله؟
كما تعلمون القوانين المسيرة للألعاب المتوسطية لا تسمح بتسجيل أكثر من رياضيين في كل اختصاص، لهذا تم تدوين اسمي سجاتي وحتحات في سباق 800 متر، وهذا طبعا بفضل أرقامهما العالمية، ومع هذا يمكنني القول إننا افتقدنا مولى فهو كان بطل إفريقيا، رغم أن سجاتي وحتحات احتكرا ذهبية وفضية هذا الاختصاص، لكن استثمرنا في قدرات سليمان وزميله الشاب الواعد محمد علي قواند أصغر عداء ورياضي في البعثة (19 سنة)، في حصد ذهبية غير منتظرة، حيث شكلا رفقة بن جمعة ولحولو فريقا من ذهب.
نتائج جيدة في بطولة إفريقيا كتبت التاريخ ثم مشاركة غير مسبوقة في دورة ألعاب البحر المتوسط، ما السر الذي يلف كل هذه الغنائم؟  
السر أننا شكلنا عائلة بنيانها مرصوص، وعملنا بنية خدمة للوطن وتعب المدة الأخيرة لم يذهب سدى، والقادم أفضل بحول الله.
القادم يعني البطولة العالمية بأوريغون المقررة بعد أيام؟
ينتظرنا عن قريب حدث كبير وهو البطولة العالمية، وكما قلت لكم سابقا لن نسافر إلى أمريكا لأجل السياحة، والهدف الاستثمار في هذه الدينامكية ومعنويات الرياضيين الجيدة لتحقيق نتائج طيبة، وواثق من قدرة الشبان على ذلك لذلك، يمكنني الحديث من الآن عن مفاجآت في طبعة أوريغون.

كان بالإمكان تصدر الترتيب ولحولو وبوعناني جانبا الذهب

كم عداء مرشح للتنقل إلى أمريكا ومتى برمجتم السفرية؟
نملك 8 عدائين مؤهلين لهذه الدورة، وهم سجاتي وحتحات ومولى وطابتي وبوشيشة وتريكي وبوعناني ولحولو، ومبدئيا في حال إنهاء كل الإجراءات الإدارية في موعدها، سنتنقل الأحد المقبل  10 جويلية.
كلمة أخيرة
الكلمة موجهة لكل الشعب الجزائري، وخاصة الأنصار الذين حضروا إلى مدرجات ملعب «هدفي ميلود»، وقدموا دعما كبيرا للرياضيين الذين زاد تحفيزهم، وصدقني فالجمهور كان له دور كبير، وبعض الرياضيين اعترفوا بأن تحفيزهم زاد، ما جعلهم يقدمون مستويات جيدة، حتى أن عافر، قال ذلك عقب تتويجه بالذهبية، فيما شاهد الجميع كيف تفاعل الأنصار مع سباق التتابع، والأجواء التي صاحبت المنافسة، حقيقة لقد كانوا رائعين.    
حاوره :كريم كريد

الرجوع إلى الأعلى