وفيت بوعدي الأول في انتظار الثاني !

عبّر الرباع وليد بيداني عن سعادته البالغة بحصد ميداليتين في الألعاب المتوسطية، إحداهما ذهبية وأخرى فضية، مضيفا بأنه وفى بوعده الأول في انتظار تجسيد الثاني، كما تحدث ابن مدينة تلمسان عن كيفية تفوقه على صاحب برونزية أولمبياد طوكيو، وتطلعاته المستقبلية استعدادا لألعاب باريس، وأمور أخرى تخص رياضة رفع الأثقال، تكتشفونها في هذا الحوار الذي خصنا به.

*مرحبا وليد، كيف هي الأحوال ؟
مرحبا بكم وبكل محبي رياضة رفع الأثقال، وشكرا لكم على اهتمامكم المتواصل بمشواري الرياضي، وبكل الأبطال الجزائريين في مختلف الاختصاصات، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الرياضات الفردية بدأت تستعيد مكانتها لدى الجزائريين، بدليل أننا حظينا بتشجيع قوي في الألعاب المتوسطية التي احتضنتها وهران، وهو ما انعكس بالإيجاب على الحصيلة المحققة بإنهاء الدورة في المرتبة الرابعة، كأفضل نتيجة بالنسبة للبلدان العربية في هكذا منافسات.

عوّضت الميدالية الأولمبية باثنتين في الألعاب المتوسطية

*هل توقعت حصد ميداليتين، وماذا يمكنك أن تقول عن ذهبية الخطف ؟
كنت قد أجريت حوار مع جريدتكم النصر بعد خيبة طوكيو، وأكدت لكم بأنني سأعوّض ذلك الغياب الاضطراري بسبب كورونا، بالفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية، وكذا حصد ميدالية فضية في الألعاب الأولمبية بباريس، والحمد لله وفيت بوعدي الأول، في انتظار تجسيد الوعد الثاني الذي قطعته لكم، أنا أثق كثيرا في مؤهلاتي، ولولا ذلك الفيروس اللعين الذي أصابني عند الحلول بطوكيو، لكنت قد أهديت الجزائر ميدالية أولمبية، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وتلك الحادثة أصبحت من الماضي، والمولى عزوجل عوّضني في الألعاب المتوسطية من خلال الظفر بميداليتين، إحداهما ذهبية في اختصاص الخطف والثانية فضية في اختصاص النثر، وإن كنت متحسرا على تضييع فرصة التتويج بذهبيتين، كانتا ستزيدان إنجازي جمالا ورونقا، وإن كنت راضيا عما حققته.
*ألا تعتقد أنك غامرت كثيرا قبل الظفر بذهبية الخطف، كونك رفعت الأوزان بشكل كبير ؟
لكي أحيطكم علما، رياضة رفع الأثقال تتطلب المجازفة، وإن لم تكن تمتلك الجرأة والثقة، فلا داعي للتفكير في الظفر بالمراتب الأولى، لقد كنت مُدركا لأهمية هذه الدورة، كما توقعت منافسة شرسة من البطل السوري معين صاحب برونزية أولمبياد طوكيو، ولذلك حاولت رفع الأثقال بشكل كبير، حتى أتمكن من الإطاحة به، والحمد لله رفعت وزن 202 كلغ، في وقت فشل منافسي في مجاراة نسقي العالي، لقد عبرت عن سعادتي بمجرد رفع هذا الوزن، كوني كنت واثقا من استحالة رفعه من طرف البطل السوري، ولو أنني متحسر بعض الشيء على تضييع ذهبية النثر، على اعتبار أنني متعود على رفع مثل هذه الأوزان في التدريبات، على العموم حصيلتي ممتازة، وتؤكد بأن تضحياتي لم تذهب سدى، في انتظار مواصلة التأكيد، سيما وأنه تنتظرني العديد من الاستحقاقات الهامة.

تكريم الرئيس تبون يحفزني أكثر لاعتلاء "البوديوم" في باريس

*تفوقك على صاحب برونزية أولمبياد طوكيو ذكرك دون شك بحسرة الغياب عن ذلك المحفل، أليس كذلك ؟
بطبيعة الحال، الغياب بتلك الطريقة عن الألعاب الأولمبية التي احتضنتها العاصمة طوكيو أثر في نفسيتي كثيرا، بحكم أنني كنت قد حضرت بالشكل المطلوب لتلك الدورة الكبرى، وكنت واثقا من فوزي بالميدالية الفضية على الأقل، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، ولو أنني تقبلت مشيئة المولى عزوجل، وتطلعت لما هو قادم، والحمد لله كنت في الموعد في الاستحقاقات التي تلت تلك البطولة، بدليل أنني الآن بطل متوسطي في الخطف، ووصيف البطل في النثر.
*ما رأيك في تفاعل الجماهير الجزائرية مع إنجازك في وهران ؟
لا أخفي عليكم عشت بطولة استثنائية، وسأظل أتذكر تلك اللحظات الجميلة، كيف لا والقاعة كانت ممتلئة عن آخرها وتشجيع الجماهير لم يتوقف، وهو ما دفعني لمضاعفة المجهودات، صدقوني لولاهم ربما لما كنت بطلا متوسطيا، ولذلك أنا أشكرهم من منبركم هذا، وأتوجه أيضا بالشكر الجزيل لكل القائمين على تنظيم تلك البطولة الرائعة، التي منحت صورة جميلة عن بلدنا الجزائر.

تفوقي على البطل السوري ذكرني بحسرة الغياب عن أولمبياد طوكيو

*إلى ماذا يتطلع البطل بيداني في قادم الاستحقاقات والمواعيد ؟
أعمل بجد من أجل تشريف راية الجزائر، والحمد لله كنت في الموعد في جل المنافسات والتظاهرات التي شاركت فيها، ولو أن حلمي الأكبر يبقى اعتلاء منصة التتويج في الألعاب الأولمبية، ولذلك أتطلع من الآن لحصد إحدى الميداليات في ألعاب باريس، وما زادني عزما وإصرارا على ذلك خرجة الرئيس عبد المجيد تبون، فقد وجه لي ولبقية زملائي المتوّجين في الألعاب المتوسطية دعوة من أجل تكريمنا غدا ( يقصد اليوم )، وهو ما يؤكد اهتمام المسؤولين بكل الرياضات دون استثناء، صدقوني أنا أحس بهكذا مبادرات، كيف لا وأنا الذي دخلت ألعاب وهران أعاني من غياب الدعم الكافي، بالنظر إلى المشاكل التي تتخبط فيها اتحادية رفع الأثقال، على العموم كل الشكر لكل من يؤمن بالأبطال، ونعدهم بأن نكون عند مستوى تطلعاتهم، ولم لا نواصل تشريف الراية الوطنية.

دورة وهران عرفت الجزائريين بوجود أبطال في الرياضات الفردية

*بماذا تريد ختم الحوار ؟
أجدد تشكراتي لكم على العمل الرائع الذي تقومون به تجاه كل الرياضيين، وأعدكم بأن أظل في الموعد دوما، خاصة وأنني أشعر بامتلاكي قوة كبيرة في هذه الرياضة، وعليّ استغلال الأمر بالشكل المطلوب لحصد المزيد من الألقاب.
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى