رفع البطل الجزائري في رياضة الملاكمة يوغرطة آيت بقة، صاحب ذهبية الألعاب المتوسطية في وزن 69 كلغ سقف الطموحات عاليا، عندما أكد على ضرورة اعتلاء منصة التتويج في الألعاب الأولمبية المقبلة المقررة بباريس صيف 2024، مضيفا بأنه سيسعى جاهدا للوفاء بالوعد الذي قطعه لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي طالبه ورفاقه بضرورة رفع راية الجزائر في سماء العاصمة الفرنسية، كما تحدث آيت بقة عن ألعاب وهران وتألق القفاز النسوي، وعدة أمور تخص هذه الرياضة، تكتشفونها في هذا الحوار الذي خص به جريدة النصر.

*بداية نهنئكم على حصد الميدالية الذهبية، وهل كنت تضعها ضمن مخططاتك قبيل انطلاق الألعاب المتوسطية؟
أعتقد أن كل الرياضيين الجزائريين ممن شاركوا في دورة الألعاب المتوسطية، قد دخلوا المنافسة بهدف التتويج بإحدى الميداليات، خاصة وأن العرس المتوسطي تم تنظيمه ببلدنا، وكان من الضروري على الجميع بذل قصارى المجهودات في سبيل إثراء حصيلة الجزائر، وعن نفسي لا أخفي عليكم وضعت المعدن النفيس نصب أعيني، قبيل انطلاق البطولة، والحمد لله كان لي ذلك، رغم صعوبة المنافسة، في وجود بعض الأبطال العالميين والأولمبيين.

الأبطال الأولمبيون لا يتفوّقون علينا سوى في جزئية وحيدة !

*متى آمنت بمقدرتك على التتويج بالمعدن النفيس؟
كنت مدركا لصعوبة مأمورية اعتلاء "البوديوم"، فما بالك بحصد الذهب، ولكن بعد الفوز على الملاكم الألباني، صاحب الميدالية البرونزية في البطولة العالمية بصربيا 2021، قلت في قرارة نفسي بأن تضييع المعدن النفيس سيكون خسارة كبيرة، كوني أزحت المرشح الأبرز في هذه البطولة، على العموم ذلك الفوز في الدور ربع النهائي، منحني جرعة معنوية كبيرة في المنازلة التي تلتها، كما جعلني أكثر استعدادا للمحطة النهائية، ولئن كنت لم أخضها كما تعلمون، بسبب انسحاب منافسي متأثرا بالإصابة البليغة التي لحقت به.
*انسحاب منافسك سافوفيتش من مونتينيغرو في النهائي، تعتبره بمثابة هدية أم أنك كنت تمني النفس في خوض تلك المنازلة التاريخية بالنسبة لك ؟
لا أرى انسحاب منافسي بمثابة هدية، بل هذه هي رياضة الملاكمة، والمتتبع لحيثياتها يدرك أن مثل هذه الأشياء قد تحصل في الكثير من المناسبات، فكما اضطرت الإصابة بطل دولة الجبل الأسود للغياب عن اللقاء النهائي، كان بالإمكان أن يحدث معي نفس الشيء، ولكن بفضل مردودي المتميز طيلة أدوار المنافسة تجنبت ذلك، ما يؤكد بأنني كنت أكثر استعدادا للفوز بالمعدن النفيس، مقارنة بمنافسي، على العموم أنا منتشي بهذا الإنجاز، ولا أفكر في مثل هكذا جزئيات.

حتى ولو لم ينسحب منافسي في النهائي كنت سأفوز عليه

*حظيت رفقة زملائك الأبطال بتكريم خاص من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ماذا يعني لك؟
تكريم الرئيس عبد المجيد تبون بقصر الشعب، وفي حضور كل تلك الشخصيات السياسية والرياضية، هو وسام على صدري وصدر كل الأبطال الجزائريين المتألقين في الألعاب المتوسطية، وهنا يتوجب علينا أن نشيد بوقفة المسؤولين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية، فقد كان خلف كل الرياضيين منذ فترة التحضيرات، ورسائله التشجيعية كانت تصلنا باستمرار، وهو ما دفعنا لتقديم كل شيء في سبيل إعلاء راية الجزائر في مثل هكذا تظاهرة دولية.
*ما فحوى الحوار الذي دار بينك وبين الرئيس عند تسلم التكريم؟
أجل، جمعني حديث مقتضب مع الرئيس عبد المجيد تبون لحظة تكريمي، ولقد قال لي كلمات ستظل راسخة في ذهني، كيف لا وهو قد شجعني على مواصلة العمل والمثابرة في سبيل تشريف الراية الوطنية في الألعاب الأولمبية المقبلة بباريس 2024، وبدوري وعدته بعدم ادخار أي جهد، شأني في ذلك شأن بقية زملائي في مختلف الاختصاصات، صدقوني مثل هذه المبادرات التشجيعية من الرجل الأول في البلاد، تزيدنا عزما وإصرارا على التألق في قادم المواعيد، كما أن الاهتمام بالأبطال في مختلف الرياضات كفيل بتطوير مستوياتهم أكثر، ولم لا النجاح في مقارعة الأبطال العالميين، الذين لا يتفوقون علينا من حيث المهارة والإمكانيات، بل هم يحظون بتحضيرات واستعدادات أفضل لكبرى البطولات.

إزاحتي لصاحب برونزية بطولة العالم قربني من الذهب

*لمن يعود الفضل في تألق القفاز الجزائري في دورة وهران؟
الفضل بالدرجة الأولى في تألق القفاز الجزائري خلال دورة الألعاب المتوسطية، التي أسدل عليها الستار قبل أيام بحصاد جزائري وفير يعود إلى المدربين (إبراهيم بجاوي وأحمد دين)، اللذين سطرا لنا برامج تدريبية في المستوى استعدادا لبطولة من هذا الحجم، فعلى مدار سنة كاملة ضحينا كثيرا، من خلال الدخول في عدة معسكرات مغلقة، ونسينا حياتنا الشخصية في سبيل الاستعداد الجيد للدورة، خاصة وأننا كنا مجبرين على الظفر بأكبر قدر من الميداليات، كون البطولة تقام على أرضنا وأمام أنظار جماهيرنا المشكورين على دعمهم الكبير.
*إلى ماذا تتطلع، وهل تستهدف ميدالية أولمبية في ألعاب باريس 2024؟
الميدالية الأولمبية حلم كل رياضي، وأي جزائري يضعها نصب أعينه بمجرد تلقي دعوة المنتخب الوطني، وأنا أدرك بأن الفوز بها ليس في متناول أي ملاكم، في ظل المستوى العالي ومشاركة خيرة الملاكمين في العالم، ولذلك فالألعاب الأولمبية تتطلب تحضيرا خاصا لا يقتصر على شهر أو شهرين، بل الاستعداد لها يمتد لسنتين أو أكثر، وهذا من خلال برمجة عدة تربصات داخل وخارج الوطن، ناهيك عن المشاركة في العديد من الملتقيات الدولية، ولذلك علينا أن نعمل بجد في الفترة المقبلة، تحسبا لأولمبياد باريس 2024، على أمل النجاح في اعتلاء "البوديوم"، وإعادة الاعتبار للقفاز الجزائري، الغائب عن التتويجات في بطولة عالمية من هذا النوع، أنا واثق من مؤهلاتي، وتألقي في دورة وهران يشجعني أكثر لمضاعفة المجهودات، لعّل وعسى يأتي الفرج بين قفازاتي.

القفاز النسوي بصدد كتابة التاريخ

*كيف عشت دورة وهران في حضور تلك الجماهير العريضة؟
صدقوني ألعاب وهران أفضل دورة بالنسبة لي، كيف لا وأنا قد فزت بالمعدن النفيس في بلدي وفي حضور جماهيرنا التي أبهرتنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد كانت خلفنا بقوة منذ أول يوم، ومنحت أبطالنا الدعم المطلوب لاعتلاء منصة التتويج، على العموم لا أحد منا انتظر أن تجرى دورة وهران في أجواء مماثلة، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على مدى تعلق الجزائريين بكل الرياضات، كما يتوجب عليّ أن أشير إلى نقطة أخرى، وهي أن الجزائري لا يضيع مثل هكذا فرص لتقديم صورة جيدة عن بلده الذي يفتخر بالانتماء إليه.

 

تكريم قصر الشعب وسام على صدري


*ماذا تقول عن تتويج القفاز النسوي الجزائري؟
القفاز النسوي شهد قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، فبعد تألقه في البطولة العالمية الأخيرة بحصد ميدالية فضية، بفضل المتألقة إيمان خليف وأخرى برونزية كانت من نصيب الصاعدة إشراق شايب، كان في الموعد في الألعاب المتوسطية من خلال الظفر بثلاث ذهبيات، وفضية وبرونزية، وهو ما يؤكد العمل الجبار الذي يقوم به الناخب الوطني عبد الهاني كنزي، إلى جانب طاقمه الفني والطبي، دون أن نبخس تضحيات الفتيات، اللواتي ضحينا كثيرا في سبيل الوصول إلى هذه المكانة، في انتظار مواصلة التألق وحصد ميداليات أولمبية.
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى