* تلقـــيت رسالــــة تهـــــنئة من  رئيـــــس الجمهوريـــــة

أعرب سليم دادة، رئيس لجنة حفلي الافتتاح والاختتام، وتنظيم النشاطات الثقافية الخاصة بألعاب البحر الأبيض المتوسط عن سعادته البالغة، بعد رسالة التهنئة التي تلقاها من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عقب النجاح في إنجاز المهمة الصعبة التي أوكلت له، مشيرا في حواره مع النصر أن ألعاب وهران مكنتهم من التسويق لصورة الجزائر إقليميا ودوليا، مع تقديم العبقرية الجزائرية في المجال الفني في أحسن صورها، وكذا إبراز فن الإدارة.

* حاوره: سمير. ك

دادة الملحن الجزائري وعالم الموسيقى، والطبيب العام، والمصمم والمخرج، ورئيس المجلس الوطني للفنون والآداب بوزارة الثقافة الجزائرية عام 2019، كما تم تعيينه في جانفي 2020 كاتبا للدولة مكلفا بالإنتاج الثقافي، عاد بنا إلى كيفية الاستعانة بخدماته ومن كان وراء الاتصال به لأول مرة، كما تحدث عن العوامل التي أسهمت في وصول صدى هذه الألعاب إلى أبعد نقطة ممكنة، وعدة أمور أخرى تخص تظاهرة وهران ستكتشفونها في هذا الحوار الذي خصنا به.
بداية، كيف تمت الاستعانة بخدماتك للإشراف على مهمة تنظيم حفلي الافتتاح والاختتام، ومن كان وراء الاتصال بك ؟
بداية الاتصالات معي تعود إلى سنوات مضت، وكان ذلك في خريف 2019، عندما كان السيد سليم برناوي وزيرا للشبيبة والرياضة، والبطل الأسبق سليم إيلاس مديرا عاما، حيث جسا نبضي لأول مرة للإشراف على حفلي الافتتاح والاختتام للألعاب المتوسطية، وقبلها كانت لي جلسات عمل على مستوى وزارة الثقافة، حيث تم تكليفي في عهد الوزيرة السابقة مريم مرداسي بتقديم تصور للنشاطات الثقافية الخاصة بألعاب وهران وحفلي الافتتاح والاختتام، ولكن العملية توقفت فيما بعد، وفي شهر جانفي من عام 2020 تقلدت منصب كاتب دولة لدى رئس الحكومة مكلف بالإنتاج الثقافي، لتؤجل بعدها الألعاب بالكامل، بسبب جائحة كورونا، ليعين عزيز درواز محافظا للعرس المتوسطي بوهران خلال شهر أكتوبر وتم التواصل بيننا آنذاك، وفي الشهر الموالي كلفني بالإشراف على هذه اللجنة، ووافقت بعد تفكير وتقديم تصور، ليتم تعييني بشكل رسمي يوم 19 جانفي من عام 2021 كرئيس لحفلي الافتتاح والاختتام وتنظيم النشاطات الثقافية.
صراحة، ألم تشعر بالخوف لثقل هذه المهمة الوطنية التي أوكلت لك ؟
أكيد مهمة الإشراف على حفلي الافتتاح والاختتام في تظاهرة بحجم الألعاب المتوسطية ليست بالسهلة على أي شخص مهما كان ما يملكه من رصيد فكري، ففيها ثقل وتطلعات على كل المستويات من المواطن الجزائري البسيط إلى أعلى هرم في السلطة، بحكم قيمة العمل وأهمية الألعاب وندرة هكذا تظاهرات تنظمها الجزائر، وكل هذا جعل من المأمورية صعبة للغاية، ولكنني كنت مدركا وواع بكل هذه الجزئيات والتفاصيل، والحمد لله كانت المغامرة ناجحة، خاصة وأنني استفدت كثيرا من خبرتي في هذا المجال، فما لا يعلمه البعض أني نظمت الكثير من الأعمال، كما أن مكاسبي جعلتني أتصور العمل وأنتجه بطريقة محترفة.
كم احتجتم من الوقت للتحضير لذلك الافتتاح المبهر، وما السر وراء ذلك النجاح؟
الحقيقة لم يكن لدينا الوقت الكافي للاستعداد لهذا الموعد الكبير، وهكذا نوع من الافتتاحيات يحضر لها على مدار سنتين كاملتين، مع تقديم السيناريو والتصميم والعرض سنة قبل العمل، وكما تعلمون تم تعييني شهر جانفي عام 2021 للإشراف على كل شيء، وتوليت قيادة لجنة اختيار المشاريع والمؤسسات المخرجة للعرض، وكانت هذه اللجنة قد أعطت بعض التوصيات، من بينها الاشتغال على سيناريو جزائري يتضمن العنصرين الثقافي والتاريخي، وهذا كان أيضا من الأشياء التي حرصت أن تكون وحصلت على الموافقة فيها، كما كنت المشرف الفني على العملية بكل تفاصيلها وجوانبها، حتى تكون لدي رؤية جزائرية حقيقية، ولهذا اشتغلت على سيناريو البداية والنهاية، وكنت قد أنهيت إنجاز حفل الختام بعد أسبوعين، والافتتاح بعد ستة أسابيع، ففي بداية شهر مارس من عام 2022 كانت كل الأمور جاهزة لاحتضان الألعاب المتوسطية بوهران، لأقوم بعدها مباشرة بالاشتغال على مستوى تحقيق السيناريوهات وبعد النص والتصميم والموسيقى، أنجزت جزءا كبيرا منها، كوني كنت في تواصل مع محترفين لديهم خبرة كبيرة دوليا وفي مثل هكذا عروض ضخمة، وهذه هي مفاتيح النجاح، فالاشتغال مع الرواد والناجحين وأناس لديهم ثقل على المستوى العالمي على مستوى الصورة والفيديو والسيموغرافيا والألعاب النارية أسهم في ذلك النجاح الباهر الذي وصل صداه إلى كل البلدان العربية والأوروبية.


كيف كان شعوركم بعد ردود الأفعال الإيجابية، وهل تلقيتم تهاني خاصة من قبل رئيس الجمهورية الذي تابع الألعاب المتوسطية باهتمام كبير؟
خرجة رئيس الجمهورية تجاه القائمين على الألعاب المتوسطية شرف كبير ووسام أتقلده، ورسالة الشكر التي وصلتني من سيادته بعد النجاح الباهر الذي حققناه ستظل مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لي، وهذا يدل على قيمة العمل المنجز والرهان الكبير على حفل الافتتاح الذي كان الجميع في انتظاره في الجزائر أو في الخارج، وصراحة لم أكن أتوقع هذا النجاح على المستوى الدولي، فقد كنت واثقا من النجاح على المستوى الجزائري، ووعدت بأن يكون أكبر حفل تشهده الجزائر، وقد أعطيتكم بعض الدلائل في الندوة الصحفية التي سبقت العمل بخمسة أيام فقط، حيث قلت إن هناك العديد من المعطيات التي تدعوني للتفاؤل، ولكنني لم أجزم أن يصل صدى النجاح إلى أبعد نقطة ممكنة في العالم، ولم أتوقع أيضا هذا الاستقبال الدولي الكبير لهذا العمل الذي أنجزناه في ظرف قصير، كما أن الكم الهائل للقنوات التي بثت حفل الافتتاح كاملا دون انقطاع يؤكد صحة ما أقول، وهذا كله يشعرنا بالفخر ويدعونا للمضي قدما لتنظيم مثل هكذا مشاريع.
هل بالإمكان الآن التفكير في تنظيم تظاهرات أكبر، بعد أن اختبرنا قدراتنا واكتسبنا الخبرة والاحترافية ؟
ما تحدثت عنه هو الهدف المنشود من تنظيم مثل هكذا ألعاب، ولهذا علينا تثمين العمل، والأشياء الجميلة المقدمة، والاعتناء بالأشخاص الذين اشتغلوا على هذه التظاهرة بالإبقاء عليهم في هذا الميدان لتحقيق مشاريع أخرى، فالدولة الجزائرية تبوأت بهذا النجاح الباهر مكانة جديدة في تنظيم الأحداث الكبرى، وبإمكانها الآن تقديم ملفات لتنظيم تظاهرات رياضية وثقافية وحتى اقتصادية وسياسية.
س.ك

الرجوع إلى الأعلى