كشفت المديرة العامة للديوان الوطني للسياحة السيدة صليحة ناصر باي، أن الطبعة الـ 21 من الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي سيحتضنه قصر المعارض ‹› صافيكس ‹› بالجزائر العاصمة، في الفترة الممتدة بين الـ 29 من شهر سبتمبر، والثاني من شهر أكتوبر المقبلين، مرشحة لإعادة المقصد السياحي للجزائر إلى الواجهة على المستوى العربي  و الإقليمي والدولي، سيما بعد الانعكاس الإيجابي لألعاب البحر الأبيض بوهران على تزايد اهتمام السياح الأجانب بوجهة الجزائر.

* حاورها: عبد الحكيم أسابع

وأبرزت السيدة ناصر باي، بصفتها أيضا محافظة الصالون الدولي المقبل للسياحة والأسفار،  في حديث خصت به، النصر، بأن قطاع السياحة، بدأ يقطع خطوات متقدمة في مجال الرقمنة وتكريس السياحة الذكية مبرزة في ذات الوقت أهمية الدور الفعال الذي يقوم به صناع المحتوى والمؤثرون في إبراز الجزائر كوجهة سياحية بامتياز.
* النصر: ما أهم ما سيميز الطبعة الـ 21 من الصالون الدولي للسياحة والأسفار ‹› سيتاف››، المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة بين 29 سبتمبر
و 2 أكتوبر المقبلين؟
ناصر باي صليحة: تنظيم الطبعة الـ 21 من الصالون الدولي للسياحة والأسفار يأتي بعد الانغلاق العالمي الذي حدث جراء الأزمة الصحية التي تسبب فيها انتشار وباء فيروس «كوفيد19» وبالتالي فهو فرصة لإعادة الوجهة السياحية للجزائر إلى الواجهة على المستوى العربي الإقليمي والدولي.
ويعود تنظيم آخر طبعة للتظاهرة إلى سنة 2019، علما أن هذا الحدث من أهم التظاهرات المدرجة في برنامج عمل القطاع ككل، وقد أصبح موعدا سنويا يفرض نفسه خاصة وأنه مسجل في أجندة المنظمة العالمية للسياحة، ولديه صيت وسمعة كبيرتين، كما أن الصالون، موعد هام للفاعلين الباحثين عن ربط علاقات وإبرام عقود.
و نعتقد أنه حان الوقت لبعث النشاط والحركية السياحية في الجزائر من جديد بعد تحسن الوضع الوبائي، لذلك كان لا بد من التفكير في تنظيم هذا الصالون وعدم تفويت الفرصة، وكل الأنظار ستكون مركزة بدون شك وعلى مدى أربعة أيام من التظاهرة، على المقصد السياحي الجزائري، وطرح منتوج وعروض المؤسسات المتخصصة من وكالات وفنادق.
طبعا إن الصالون موجه للمحترفين المحليين والأجانب وللجمهور العريض أيضا، لكي يطّلع عن قرب على المنتوج السياحي الجزائري وعلى كل العروض المتاحة لتشجيع كل مهتم لترتيب قضاء عطلته داخل أرض الوطن.
و ككل موعد سيكون المجال مفتوحا للمشتغلين في مجال التجهيزات الفندقية وهيئات التأمين والبنوك وكل الذين لديهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بالفعل السياحي لتقديم عروضهم ومنتجاتهم للمهنيين والمستثمرين وعموم الزبائن، كما سنخصص فضاء للمؤسسات الناشئة التي تشتغل في الميدان لنمكنها من طرح تطبيقات وأرضيات في مجال السياحة.
كما أن ما يميز الصالون هذا العام هو الاهتمام المتزايد من السياح الأجانب والعرب بالجزائر كوجهة سياحية بامتياز خاصة بعد الانعكاس الإيجابي لألعاب البحر الأبيض المتوسط بعد النجاح الباهر الذي حققته، إضافة إلى أن أزمة كورونا التي كانت فرصة للجزائريين لاكتشاف السياحة الداخلية واكتشاف جمال بلادهم وبالتالي اجتماع كل هذه الظروف نراه كعوامل ستساهم في نجاح الطبعة المقبلة للصالون.
* النصر: لماذا اخترتم الفترة المحددة بين أواخر سبتمبر ومطلع أكتوبر لتنظيم هذه التظاهرة؟
ناصر باي صليحة: رغم أن الصالون موجه للمحترفين والمؤسسات ذات الصلة، فقد اخترنا هذه الفترة لأننا نستهدف الجمهور العريض للترويج لموسم السياحة الصحراوية، عشية انطلاقها سيما ونحن نمتلك أحسن منتوج في العالم في مجال السياحة الصحراوية.
* النصر: هل ثمة نشاطات ستُنظم على هامش الصالون وما طبيعتها؟
ناصر باي صليحة: أكيد سيكون هناك برنامج ثري ومتنوع، حيث ستنظم ورشات متعددة تضم سياحة المغامرات و السياحة لدى الطفل، و كذا ندوات علمية متخصصة وغيرها سنكشف عنها وعن تفاصيل برنامجها الكامل حين الانتهاء من ضبطها.
وسيكون حضور الصناعة التقليدية في أجنحة الصالون  مميزا، لإبراز مختلف عناصر ومكونات هويتنا، إلى جاب إبراز تقاليد المطبخ الجزائري، وسيتاح أمام المشاركين الأجانب والزوار، اكتشاف بعض مكونات الأكلات التقليدية وتذوقها.
* النصر: ما هي إستراتيجية الديوان الوطني للسياحة للترويج للوجهة السياحية الداخلية؟
ناصر باي صليحة: يعمل الديوان ككل سنة على ترويج الوجهة السياحية الداخلية بتسطير برنامج يشمل تظاهرات محلية ودولية، وهذا مع بداية كل سنة، حيث يتم تسطير برنامج ثري من الأنشطة ومخطط للاتصال السياحي خاصة في موسمي السياحة الصيفية والصحراوية، و سيتم تنظيم نشاطات سياحية والمشاركة في التظاهرات الوطنية في مختلف الولايات، خاصة تلك التي لم تحظ بتغطية وترويج كاف، و ترافقنا عادة في هذه النشاطات الصحافة الوطنية، لتسليط الضوء على مقومات كل منطقة. كما أن الديوان يستغل تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالمقومات السياحية للجزائر، إضافة إلى موقع الديوان وموقع «visitalgeria» خاصة إذا علمنا أن أغلب الجزائريين يملكون حسابات على هذه المواقع.
ضف إلى ذلك يقوم الديوان بتحضير أفلام وومضات إشهارية تبث على مختلف القنوات الإعلامية وهذا لحث الجمهور السياحي على اختيار الوجهة السياحية للجزائر سواء كانوا سياحا محليين أو الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج أو حتى الجالية الأجنبية والعربية منها.
* النصر: ما هو مشروعكم أو برنامج عملكم الرامي لتكريس السياحة الذكية؟
ناصر باي صليحة: الانتقال من السياحة التقليدية إلى السياحة الذكية أمر لا مفر منه، باعتبار أن التحول الحاصل في العالم وما نشهده حاليا من ثورة تكنولوجية، لم نكن نشهده قبل عقدين من الزمن فقط، هذا الأمر ينبئ بأن القادم سيكون لمن يمتلك التكنولوجيا ويتحكم فيها، لا سيما في القطاع السياحي من خلال الابتكارات والإبداعات التي شهدها القطاع في العالم وأصبحت الزيارات للمعالم السياحية افتراضيا و هذا ما يسمح باستدامة المنتج السياحي من جهة و اختصار لآلاف المسافات بين العالم، حيث أصبح الآن شعار الأمم هو الانتقال من الابتكار و الإبداع إلى الإبهار وهذا لا يتأتى إلا بمواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال.
* النصر: وما هي الآمال المعلقة على بوابة ‹›مسارات الجزائر السياحية ‹› التي تم إطلاقها مؤخرا وما ميزتها؟
ناصر باي صليحة: رقمنة القطاع السياحي في الجزائر هي عملية حديثة وخطوات أولى، لكنها في نفس الوقت ضرورية ومحفزة لتطوير القطاع السياحي بالجزائر، فمسارات الجزائر السياحية هو إبراز لمختلف أنواع السياحة التي تزخر بها الجزائر سواء كانت سياحة طبيعية أو تاريخية أو ثقافية وغيرها وبالتالي هي خطوة أولى في بناء السياحة الرقمية في الجزائر.
وتضم بوابة ‘’ مسارات الجزائر السياحية ‘’، 378 مسارا سياحيا و ما يناهز الـ 1114 موقع سياحي ما يُمكّن من اكتشاف مختلف المناطق والمواقع السياحية عبر الوطن، وقد تم بالمناسبة طبع ملصقة صغيرة تضم رمز الاستجابة السريعة ‘’ كيو آر كود’’. إذ من خلال القيام بتصوير هذا الرمز، بعدسة هاتف ذكي، يمنح المتصفح الولوج إلى محتوى كل هذه المسارات ، وبالتالي اختيار الوجهة أو الوجهات المفضلة له.
ويأتي تجسيد هذه البوابة مواكبة للتطورات التي يشهدها المجال السياحي عبر العالم، توخيا لتحقيق ديناميكية سياحية متواصلة على مدار السنة.
* النصر: كيف تقيّمون الجهود التي يقوم بها صناع المحتوى والمؤثرون للترويج للسياحة الداخلية في الجزائر ؟
ناصر باي صليحة: المؤثرون يقومون بدور فعال في إبراز الجزائر كوجهة سياحية بامتياز، حيث أن العديد من الفيديوهات التي ينشرونها قد تجاوزت نصف مليون مشاهدة، وهذا انجاز في حد ذاته، زد إلى ذلك أن هؤلاء المؤثرين لهم متابعين من داخل وخارج الوطن، حيث شهدنا في الأيام الأخيرة إقبالا لوفود سياحية من الدول العربية الشقيقة خاصة من تونس وليبيا، وهذا أمر جيد بالنسبة للسياحة في الجزائر. ونحن نثمن جهود المؤثرين ونحييها ونرافقهم في عملهم عرفانا بجهودهم التي تصب في ترقية الوجهة السياحية الداخلية وتشجيع تنفيذ مخطط الحكومة الذي يسعى إلى تشجيع السياحة الداخلية وحث الجزائريين على البقاء في بلادهم.
* النصر: ما هي برأيكم الأهمية التي يكتسيها تكوين المورد البشري للرقي بقطاع السياحة؟
ناصر باي صليحة: العنصر البشري هو أساس كل قطاع اقتصادي، فلا يمكن أن نتحدث عن تطوير السياحة الرقمية مثلا بدون وجود كوادر متخصصة في بناء هذا النوع من السياحية، إضافة إلى ذلك المورد البشري وتكوينه في قطاع السياحة يستلزم تكوينا خاصا في كل الخدمات السياحية كالإرشاد السياحي، والاستقبال و الإطعام وغيرها من الخدمات السياحية الأخرى، لأن أي نقص في التكوين سيؤثر في التعامل مع السائح، وهو ما سينعكس سلبا على الوجهة السياحية ككل.
* النصر: ما هي المكانة التي تحظى بها الصناعة التقليدية من بين عناصر الجذب للوجهة الجزائرية؟
ناصر باي صليحة: الصناعة التقليدية هي جزء من تاريخ الوطن، بل هي مرآة عاكسة لعبق وتاريخ هذا الوطن، فهي إذا جزء من الهوية الوطنية التي تحكي تاريخ هذا الوطن، ضف إلى ذلك أن العديد من الصناعات التقليدية في الجزائر مصنفة لدى منظمة اليونسكو ويعد ذلك علامة مميزة للمنتج التقليدي الجزائري، كما أن المنتج التقليدي في الجزائر يعرف ثراء وتنوعا من منطقة لأخرى، فزربية غرداية مثلا وصلت للعالمية، وفضلا عن ذلك ثمة أنواع أخرى من الزربية في المنيعة و خنشلة و منطقة القبائل.
ونحن نحرص دائما على أن ترافقنا الصناعة التقليدية في نشاطاتنا وحتى إلى خرجاتنا إلى الخارج، فلا تجد أي تظاهرة إلا ونصطحب معنا حرفيين إلى الخارج باعتبار أن الحرفيين هم الذين يخلقون النشاط على مستوى الجناح المتخصص من خلال تقديم عروض في عين المكان وتسويق منتوجات التذكارات.
* النصر: ما هو الدور الذي يلعبه الديوان للترويج للمواقع الأثرية الرومانية سيما وأن المنظمة العالمية للسياحة تصنف الجزائر في المرتبة الثانية من حيث تواجد هذه المواقع؟
ناصر باي صليحة:اعتدنا كل مرة يتم فيها تنظيم الصالون الدولي للسياحة والأسفار، ببرمجة جولات استكشافية لفائدة السياح والمتعاملين السياحيين الأجانب إلى المواقع الأثرية الرومانية.
وإن كان المنتوج السياحي المتميز للجزائر هو المنتوج الصحراوي إلا أننا سنحرص هذه المرة على إدراج منتوجات أخرى ومنها الآثار الرومانية، نظرا للفضول الكبير للأجانب الذين يرغبون  في زيارة الآثار الرومانية الواقعة عبر عدة ولايات.
وفي هذا السياق لدينا برنامج خاص لمتعاملين إيطاليين لزيارة مختلف هذه المواقع في الخريف القادم.   
* النصر: ما تقييمكم للمشاركة الجزائرية في المعرض العالمي ‘’ إكسبو 2020 دبي’’؟
ناصر باي صليحة: مشاركة الجزائر في المعرض العالمي بدبي « Expo 2020 D* bai « كان جد إيجابي ورائع في نفس الوقت، حيث أبرزنا خلال الأسابيع السياحية المنظمة على ثلاث فترات في كل من شهري نوفمبر و ديسمبر2021، وشهر فيفري 2022 السياحة الجزائرية للعالم كله، باعتبار أن هذا الحدث يعرف مشاركة كل دول العالم، كما أبرزنا الصناعة التقليدية والثقافة الجزائرية من خلال الحرفيين والفرق الفنية والفلكلورية المشاركة خلال هذه الأسابيع، ناهيك عن اللباس التقليدي الجزائري و مختلف المأكولات و الأطعمة الجزائرية التي تم عرضها على الجمهور العالمي الواسع الذي زار جناح الجزائر.
و يكفي أن نشير إلى أن هناك عائلات جزائرية قدمت من أمريكا الشمالية كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا، و من أوروبا والخليج كقطر خصيصا لزيارة الجناح الجزائري، وهذا يدل على الصدى الإعلامي الإيجابي لمشاركة الجزائر في هذا الحدث العالمي لاسيما بعد مشاركتنا في حصص تلفزيونية على القنوات الإماراتية والدولية أبرزنا من خلالها الجزائر كتاريخ وحضارة وجمال.   
ع.أ

الرجوع إلى الأعلى