إنجاز كالي ما هو إلا بداية وأتطلع للتألق في أولمبياد باريس

أعرب العداء إسماعيل بن حمودة، عن فخره بالإنجاز الذي حققه في بطولة العالم الأخيرة للشباب بكولومبيا، بعد ظفره بالميدالية الفضية في سباق 10 آلاف متر مشي، مشيرا في حواره مع النصر أن تتويج كالي ما هو إلا بداية نحو مشوار مليء بالألقاب، كما تحدث بن حمودة عن وصيف بطل العالم جمال سجاتي، وآماله في السير على خطاه، وهو الذي يستهدف التألق في أولمبياد باريس.

حاوره: سمير. ك

حققت إنجازا تاريخيا في بطولة العالم الأخيرة للشباب بكولومبيا، بعد أن ظفرت بالميدالية الفضية في سباق 10 آلاف متر مشي، بماذا تشعر ؟
الحمد لله الذي وفقني لاعتلاء منصة التتويج في بطولة العام الأخيرة المقامة بمدينة كالي بكولومبيا، حيث أنهيت الدورة في المركز الثاني، لأفتك بذلك الميدالية الفضية، في إنجاز هو الأول من نوعه بالنسبة للجزائر في هذا الاختصاص الذي لا نمتلك فيه أي تقاليد، مقارنة بسباقات 800 و1500 متر.

تتويجي صاحبه تفاعل كبير من الجزائريين عبر “السوشل ميديا”

دخلت تاريخ الرياضة الجزائرية من أوسع الأبواب، أليس كذلك ؟
أجل، كتبت اسمي بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة الجزائرية، باعتباري العداء العربي الأول الذي يفوز بميدالية في اختصاص 10 آلاف متر مشي في بطولة العالم، لقد حالفني الحظ في أول ظهور لي في دورة من هذا الحجم، وأنا الذي أفتقد للخبرة المطلوبة، كوني لا أمتلك الكثير من المشاركات في سجلاتي، واكتفيت بالمرتبة الرابعة فقط في البطولة الإفريقية المقامة بكوت ديفوار مؤخرا.
بصراحة، توقعت الفوز بالميدالية الفضية وخططت لها أم أنها جاءت صدفة؟
صدقوني في المستوى العالي لا مكانة للصدفة، ومن يريد معانقة المجد ما عليه سوى العمل بجد في سبيل الوصول إلى كل ما يصبو إليه، وعن نفسي لم أدخر أي جهد للتحضير الجيد لهذا الموعد العالمي، والحمد لله تضحياتي لم تذهب سدى، بعد أن حصدت الميدالية الفضية، وإن كنت قد خططت سلفا للبرونزية فقط، في ظل إدراكي لصعوبة المأمورية في بطولات من هذا النوع، لقد خضت النهائي بعزيمة فولاذية، لأنجح في إنهاء السباق في المرتبة الثانية، في إنجاز هو الأول من نوعه بالنسبة للرياضيين الجزائريين في هذا الاختصاص الصعب للغاية.
ما سر ذلك النجاح غير المتوقع ؟
الفضل فيما حققته في كولومبيا، خلال بطولة الشباب يعود بالدرجة الأولى إلى مدربي الذي كان وراء اكتشاف موهبتي (حليم بن عزوط)، حيث قام معي بعمل جبار في سبيل تجهيزي جيدا لهذا الموعد الكبير، والحمد لله كنت عند مستوى تطلعاته، ونجحت في إهدائه الميدالية الفضية التي تفاعل معها الجمهور الجزائري بشكل كبير، خاصة وأن الرياضات الفردية أصبحت تحظى بمتابعة قوية، بالموازاة مع النجاح الباهر الذي صاحب احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط.

سجاتي قدوة ويذكرنا بمخلوفي ومرسلي

هل تلقيت الدعم المطلوب بعد تألقك في كولومبيا ؟
صراحة، لم أتلق أي دعم من طرف السلطات العمومية، رغم مرور عدة أسابيع على تألقي في دورة كولومبيا، وربما السبب في ذلك يعود إلى تواجد جُل المسؤولين في عطلة، ولو أن هناك أخبار عن تكريمي من قبل ولاية البليدة، المتعودة على الوقوف إلى جانب أبطالها، صحيح أن فوزي بالفضية صنع الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحسابي في “أنستغرام” شهد تلقي الكثير من الرسائل، دون نسيان التهنئة الخاصة التي وصلتني من وزارة الشباب والرياضة.
لماذا اخترت سباقات المشي بالتحديد في وقت يفضل فيه الشباب اختصاصات أخرى؟
شبابنا في الجزائر مولع أكثر بكرة القدم، ولكن هذا لا يمنع أن البعض يميل نحو رياضات أخرى، وصوب ألعاب القوى بالتحديد، وعن نفسي كنت أخطط رفقة مدربي منذ الصغر للتألق في سباقات 1200 و2000 متر، وهذا بعد أن وقف على مؤهلاتي خلال الرياضة المدرسية، بحكم أنه كان أستاذي في المتوسطة، لقد جربت حظي في هكذا اختصاصات، قبل أن أقرر التحول إلى سباقات المشي التي أظهرت فيها قوة أكبر، والحمد لله خياري كان صائبا، بدليل أنني الآن وصيف بطل العالم، في انتظار مواصلة التأكيد في قادم المواعيد والاستحقاقات المرتقبة.
إلى ماذا تتطلع مستقبلا ؟
ما حققته في كولومبيا ما  هو إلا بداية، ويتوجب عليّ مواصلة العمل في سبيل تطوير مؤهلاتي أكثر، سيما وأن لدي أحلام كبيرة، وفي مقدمتها المشاركة في الألعاب الأولمبية المقررة بباريس عام 2024، أنا أرى أن الفرصة مواتية أمامي، ولن أدخر أي جهد في سبيل حجز مكانة في هذه التظاهرة الضخمة.
ما رأيك فيما حققه زميلك هيثم شنيتف ؟
لم أكن الجزائري الوحيد العائد من كالي بميدالية، على اعتبار أن زميلي هيثم شنيتف فاز هو الآخر بالميدالية الفضية في سباق 800 متر، ولو أنني حزين لأجله، لأنه كان قادرا على حصد الذهب، لما يتمتع به من مؤهلات، على العموم نحن سعداء بهكذا تتويجات، ونعد الجماهير الجزائرية بالتألق في قادم المواعيد.

أستاذ التربية البدنية وراء اختياري هذا الاختصاص

كلمة حول البطل المتألق جمال سجاتي ؟
سجاتي هو قدوة بالنسبة لنا كشباب، ويكفيه فخرا أنه نصب نفسه ضمن خيرة العدائين في العالم، بعد فوزه بفضية بطولة العالم الأخيرة بأوريغون، دون نسيان فضيته الجديدة في الدوري الماسي قبل أيام، هو مشروع بطل أولمبي، ونأمل في السير على دربه، كونه يذكرنا بأبطالنا السابقين مخلوفي ومرسلي والبقية.
بماذا تريد ختم الحوار ؟
فخور بميداليتي الفضية، وأتطلع لتحقيق المزيد من الإنجازات، ولكنني بحاجة إلى الدعم، من أجل التحضير الجيد للمواعيد التي تنتظرني، ثقتي في مسؤولينا كبيرة، كونهم وقفوا إلى جانب أبطالنا في الفترة الأخيرة، ويكفي رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يستقبل مؤخرا الرياضيين المتألقين في الألعاب المتوسطية بقصر الشعب، بهدف تكريمهم وتشجيعهم، تحسبا للاستحقاقات المقبلة.

الرجوع إلى الأعلى