فوزي بلقب بطولة العالم في التشيك يثري مسيرتي الحافلة

أعربت البطلة كاميليا حاج سعيد عن سعادتها البالغة بالفوز ببطولة العالم للكاراتي، التي أقيمت مؤخرا بالتشيك، مؤكدة في حوارها مع النصر، أن مثل هذه الألقاب تثري مسيرتها الحافلة، كما تحدثت الرياضية المتميزة في الكاراتي عن أسباب غيابها عن دورة الألعاب المتوسطية، وأمور أخرى تتعلق بنجاحها في التوفيق بين الدراسة والرياضة والحياة الزوجية، وهي التي نالت شهادة ليسانس في الصحافة والإعلام، مع تربعها على عرش رياضة الكاراتي في العالم، في وقت تحرص كما قالت على عدم التقصير في واجباتها الزوجية، بدليل أنها تحظى بكل الدعم من شريك حياتها.

 حاورها: سمير . ك

تُوجت قبل ثلاثة أيام ببطولة العالم للكاراتي التي جرت فعالياتها في التشيك في اختصاص «شوتوكان»، بماذا تشعرين، وهل توقعت حصد هذا الإنجاز ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأحيي في بادئ الأمر جريدة النصر على هذا الاهتمام بالرياضات الفردية، وبخصوص تتويجي الأخير، فقد جاء من رحم المعاناة كما يقال، فما لا تعلمونه هو أنني قمت بالمستحيل، من أجل عدم تضييع فرصة المشاركة في بطولة العالم للكاراتي، حيث تحملت بمفردي مسؤولية استخراج كل الوثائق المطلوبة، وفي مقدمتها تأشيرة السفر، وحتى تكونوا في الصورة رياضة الكاراتي تضم أربعة اختصاصات، من بينها «شوتوكان» الذي أمارسه، والبطولة العالمية الأخيرة بالتشيك التي كنت حريصة على التواجد بها، تحتوي كل الأنواع التي حدثتكم عنها، كما توجد بطولات عالمية لاختصاص محدد.

تذوقت كل الألقاب وطموحاتي ليس لها حدود

على العموم، لقد قمت بتسطير برنامج تحضيري خاص، وتنقلي إلى دولة التشيك كان من أجل العودة بالذهب، والحمد لله كان التوفيق من نصيبي، وأنا جد سعيدة بذلك، كون الأمر يتعلق بتشريف الراية الوطنية في أكبر التظاهرات الرياضية، فالجميع على دراية بصعوبة الظفر بالمرتبة الأولى، في وجود رياضيين من طراز رفيع.
خطفت الأضواء بهذا التتويج، حدثينا عن كيفية اعتلاء منصة التتويج؟
لا يوجد أي سر وراء هذا الإنجاز، كل ما في الأمر أنني دخلت البطولة بثقة كبيرة في النفس، خاصة بعد التحضيرات القوية التي أجريتها، والحمد لله سارت الأمور معي كما أريد، لأنجح في آخر المطاف في اعتلاء منصة التتويج عن جدارة، وأهدي هذا الإنجاز لكل من شجعني من قريب أو بعيد، كما أتوجه بالشكر لكل من هنأني، وأعد الجميع بأن أكون عند مستوى التطلعات في قادم المواعيد.
ما هو سبب غيابك عن ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة ؟
التخصص الذي أمارسه غير مُدرج ضمن منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ولهذا السبب غبت مرغمة عن هذه البطولة التي أقيمت بالجزائر شهر جويلية الماضي، وحقق خلالها أبطالنا نتائج رائعة، على العموم تخصص «كاتا» غائب عن الألعاب المتوسطية منذ القدم، ولو أنني أمتلك ميدالية برونزية في هذه المسابقة، كما أحوز على ميداليات أخرى في منافسات وتظاهرات دولية.

والدي عارض ممارستي الكاراتي وتألقي حوله إلى مشجعي الأول

كيف بدأت قصتك مع رياضة الكاراتي دو؟
شقيقي الأكبر كان يمارس رياضة الكاراتي دو، وفي أحد الأيام رافقت والدي لمتابعة تدريباته، وهناك أعجبت كثيرا بما رأيته، وبدأت أطالب أبي بالسماح لي بممارسته، وكما كان منتظرا عارض الفكرة جملة وتفصيلا في بادئ الأمر، بحكم أن هذا النوع من الرياضات تخصص «رجالي»، ولكنني لم أستسلم، وضغطت عليه من أجل الموافقة، وتلقيت آنذاك دعم والدتي التي شجعتني لولوج هذا العالم، والحمد لله اختياري كان صائبا، على اعتبار أنني شققت طريقي نحو النجاح، وتحوّل والدي بذلك إلى مشجعي الأول، وأينما أكون أجده خلفي ليدعمني ويؤازرني، وبعد مسيرة مظفرة لحد الآن، أنا فخورة للغاية لتشريف بلدي وعائلتي التي لم تبخل علي بشيء، وكان من بين الأسباب لوصولي هذه المرتبة.
ولكي أحيطكم علما، والدي بات متعلقا برياضة الكاراتي دو إلى أبعد الحدود، وصدقوني معنوياته تصبح في الحضيض، إذا رآني غبت عن التدريبات أو أي منافسة، ولذلك أنا أحاول قدر المستطاع أن أكون عند مستوى تطلعاته.

اعتبر أول فتاة تلتحق بتربص المنتخب الوطني في سن 14

حدثينا عن أول استدعاء تلقيته للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني ؟
أول استدعاء تلقيته من طرف المنتخب الوطني كان في 2007 في سن 14، وكنت أول فتاة جزائرية تلتحق بتربص الكبريات في هذا السن الصغيرة، وأتذكر حينها أننا كنا نحضر للبطولة الإفريقية التي أقيمت بالجزائر، وكنت آنذاك أمارس تخصصي «الكاتا» و»الكوميتي»، واعتبر بطلة العرب في فئة أقل من 16 سنة، وفي 2008 توجت بالميدالية البرونزية في دورة المغرب، وبعد ذلك بسنة وحيدة ( 2009) ركزت فقط في تخصص «الكاتا»، الذي تألقت فيه عقب فوزي بلقب بطلة العالم.
كيف تقيمين مسيرتك لحد الآن ؟
مسيرة ناجحة على كل المستويات، حيث تذوقت كل الألقاب، سواء وطنية (فزت ب19 ميدالية كاملة) أو عربية أو إفريقية أو متوسطية وحتى عالمية، وأنا الحائزة قبل أيام قليلة فقط على بطولة العالم بالتشيك، على العموم أنا في قمة الرضا عما حققته، ولو أنني كنت قادرة على البصم على نتائج أفضل، لما امتلكه من مؤهلات، صدقوني طموحاتي ليس لها حدود، وأتطلع للمزيد والمزيد.
بصراحة، هل حققت كل ما تحلمين به ؟

كما قلت لكم، أحلم بمعانقة المزيد من الألقاب، ولم لا كتابة اسمي بأحرف من ذهب في سجلات رياضة الكاراتي الجزائرية.

غبت مُرغمة عن ألعاب البحر الأبيض المتوسط

لنتكلم عن أمور أخرى، ألا تفكرين في ولوج عالم الصحافة، كونك حائزة على شهادة ليسانس في الإعلام والاتصال تخصص «سمعي بصري» ؟
لكي تكونوا في الصورة، ميدان الإعلام والصحافة أعشقه كثيرا، بحكم دراستي له، وحيازتي على شهادة ليسانس تخصص «سمعي بصري»، ولكن للأسف أنا الآن موظفة في قطاع أخر، ولا يمكنني ولوج عالم الصحافة، كما أن ارتباطاتي التدريبية في الكاراتي دو تحول دون التوفيق بين كل هذه الأمور، على العموم سأحاول إكمال مسيرتي المهنية، على أن أفكر في ممارسة الصحافة في يوم من الأيام، خاصة وأن لديها شيء خاص في قلبي.

هكذا وفقت بين الدراسة والرياضة والحياة الزوجية


كيف نجحت في التوفيق بين الرياضة والدراسة والحياة الزوجية ؟
التقسيم الجيد للوقت مكنني من التوفيق بين كل هذه الأشياء، كما أنني لم أغفل عن دراستي على الإطلاق، وأتذكر بأنني كنت أفكر فيها بعد نهاية التدريبات مباشرة، ولذلك كنت أسهر الليالي في سبيل النجاح، والحمد لله كان التوفيق من نصيبي، حيث تحولت إلى بطلة عالمية في رياضة الكاراتي دو، كما نلت شهادة ليسانس في الصحافة والإعلام تخصص «سمعي بصري»، وهذا ما يجعلني فخورة بنفسي.
صدقوني، هناك محطات لا تنسي في مسيرتي الحافلة، على غرار تمسكي بالمشاركة في إحدى المنافسات الدولية، رغم أنها مبرمجة أسبوع قبل موعد اجتياز امتحان البكالوريا، وكنت الوحيدة التي وافقت على خوض هذه المسابقة، والحمد لله نلت البكالوريا وقدمت بطولة مثالية، وكل هذا راجع لحرصي الشديد على تقسيم وقتي وعدم تجاهل واجباتي الدراسية التي كنت أوليها اهتماما شديدا.
وبخصوص حياتي الزوجية، فالحمد لله الذي منحني رجلا متفهما ولا يشترط الكثير من الأمور، ولو أنني أحاول قدر المستطاع إعطاء أسرتي الصغيرة حقها.

أعشق عالم الصحافة والإعلام وسألجه يوما

ما هي أهدافك المستقبلية، وإلى ماذا تتطلعين في قادم الاستحقاقات ؟
تشريف الراية الوطنية أكثر وأكثر هي غايتي، كما أخطط في نفس الوقت لمنح خبرتي الكبيرة في رياضة الكاراتي للشبان الراغبين في التألق، وأنا التي أمتلك شهادة تدريب «درجة ثالثة»، بالموازاة مع مواصلتي المنافسة في المستوى
 العالي.                                                           
س. ك

الرجوع إلى الأعلى