للجزائر كل مقومات تنظيم - الكان -  والألعاب المتوسطية خدمتها
يرى التقني الفرنسي برنار سيموندي صاحب الصولات والجولات في مختلف البلدان الإفريقية، أن الجزائر لديها كل المقومات لاحتضان "الكان"، مبديا في حواره مع النصر دعمه الكامل للملف الجزائري، خاصة في وجود ملاعب من أعلى مستوى، ناهيك عن شغف الجزائريين بكرة القدم، والذي يراها عاملا إضافيا، من أجل تعزيز الفرص لدى مسؤولي الكاف، كما تحدث المعني عن غياب الخضر عن مونديال قطر ورأيه في العمل المقدم من جمال بلماضي.

*مرحبا كوتش، كيف هي الأحوال ؟
مرحبا بكم وبكل الجزائريين الذين تجمعني بهم علاقة طيبة، بحكم عملي في بلدكم مع عديد الفرق، وعن حالي أنا في صحة جيدة وكل أموري على أحسن ما يرام.
*هل أنت على دراية بنية الجزائر في الترشح لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، بعد سحب التنظيم من غينيا، بسبب تأخر الأشغال على مستوى المنشآت والبنى التحتية ؟
أجل، هناك من أخبرني بذلك، بحكم متابعتي للكرة الجزائرية على الدوام، وأنا سعيد للغاية بهذا الخبر السار، وآمل أن تسير معكم الأمور بشكل جيد، من أجل الفوز بشرف تنظيم نهائيات "الكان"، وهو الحدث الذي ستؤكدون من خلاله مدى تعلقكم بكرة القدم، التي تسري في عروق الجماهير الجزائرية، الشغوفة كثيرا بمنتخبها الوطني وأنديتها المحلية، ويكفي ما رأيته خلال تجاربي الكثيرة هناك.

تجهيز ملاعب بهذه الروعة في صالح ملف الجزائر

*بصراحة، ألا ترون أن الجزائر تستحق نيل هذا الشرف بحكم عملك بها في أكـثـر من مناسبة ؟
الجزائر بلد كبير، ولديها مكانة خاصة على المستوى القاري، ومن الطبيعي الترشح لاحتضان مثل هكذا منافسات، لقد برهنتم في الآونة الأخيرة أن لديكم كل الإمكانيات لإقامة بطولات دولية، وبالتالي فالأنظار ستكون مصوبة نحو الدورة الأهم في إفريقيا، وهي الكان التي يحلم الجزائريون بأن تلعب فوق أراضيهم منذ فترة، خاصة وأنه لم يسبق لكم تنظيمها سوى في مناسبة وحيدة (1990)، أنا أدعم الملف الجزائري من الآن، وواثق من مقدرتكم على إقناع أعضاء المكتب التنفيذي للكاف بالتصويت لكم، في انتظار ما ستقدمونه من ملف متكامل.
*تم تجهيز ثمان ملاعب من أعلى مستوى، هل لديك فكرة عنها؟
احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا يتطلب الالتزام بالكثير من الأمور، والاستجابة لكل ما موجود في دفتر شروط الكاف، والبداية بتوفير ملاعب من أعلى مستوى، وهو ما تحوزون عليه الآن، بعد ما زودتني بصور للمنشآت الجديدة. لا أدري أسماء الملاعب المقترحة في الملف الجزائري، ولو أن لدي فكرة بسيطة عن بعض المرافق الجيدة لديكم، على غرار ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة ومركب 5 جويلية الأولمبي بالعاصمة، ومع قليل من التعديلات والترميمات، سيكونان قادران على احتضان الكان، بالموازاة مع التحف المعمارية التي أريتني إياها.
*هل مثل هكذا ملاعب كفيل بترجيح كفتنا ؟
ليست الملاعب لوحدها التي تصنع الفارق في مثل هكذا مناسبات، فهناك متطلبات أخرى مهمة، تتعلق بضرورة توفير أماكن للتدريب في كل المدن المختارة، وهذا لن يشكل هاجسا بالنسبة لكم، بعد إنشاء عدة ملاعب عصرية في الفترة الأخيرة، والتي تحتوي دون شك على مرافق وملاحق للتمرينات، دون نسيان باقي التفاصيل والجزئيات المتعلقة بالفنادق التي توضع تصرف الوفود كمقر إقامات بالنسبة لهم وللهيئات الرسمية، ناهيك عن شبكة المواصلات من وإلى الملاعب.

الغياب عن المونديال ليس نهاية العالم وبلماضي سيعيدكم للسكة

*تبدو من كلامك داعما للملف الجزائري...
يضحك...هي مجرد حقيقة، ولست بصدد رمي عليكم الورود، بل الجزائر لديه كل المقومات لاحتضان بطولات كبيرة مثل "الكان"، والأهم من كل هذا الشعب الجزائري مجنون بكرة القدم، وستكون هذه الجزئية رقما مهما في تقوية الملف، على اعتبار أن الحضور الجماهيري يزيد من حلاوة هذه التظاهرات.
صدقوني إن ظفرت الجزائر بهذا الشرف، سيكون شيئا جميلا بالنسبة لكم، من أجل مواصلة التسويق لهذا البلد، بعد كل ما قدمتموه من صور ومشاهد مميزة في الألعاب المتوسطية بوهران، والتي جرت حسب الأصداء التي وصلتنا في ظروف أكثر من رائعة ولاقت إعجابا واستحسانا كبيرين من كل الوفود، وستكون مغامرة رائعة لكم لاختبار مدى جاهزيتكم لاحتضان منافسات دولية كبيرة، وأرى أن الوقت لا يزال أمامكم من أجل تحسين بعض النقائص الموجودة.
*إذن نجاح الألعاب المتوسطية سيكون عاملا فارقا لدى مسؤولي الكاف؟
ليس لدي أي شك في مقدرة الجزائر على احتضان نهائيات "الكان"، خاصة في وجود إرادة سياسية، كما أن العمل على الملف الجزائري ينطلق من الآن من خلال تجهيز كل المنشآت والبنى التحتية وفق المعايير الدولية، مع ضرورة تقديم صورة جميلة عن بطولتكم المحلية، التي تلعب في حضور جماهيري جد مقبول.

شغف الجزائريين بكرة القدم يجعلني داعما لكم

*في الأخير، ما رأيك في غياب الخضر عن مونديال قطر، وبماذا تنصح التشكيلة؟
للأسف الشديد المنتخب الجزائري، غائب عن نهائيات كأس العالم 2022، ولكنها ليست نهاية العالم، وعلى المدرب جمال بلماضي العمل، من أجل إعادة الثقة لهذه المجموعة المتميزة التي كان بإمكانها أن تفعل شيء في مونديال قطر لو تأهلت، ولكن حدث ما حدث، وعلى الجميع طي هذه الصفحة، والتركيز على الاستحقاقات المقبلة، على أمل النجاح في معانقة إنجازات جديدة، مثلما تلك المحققة في 2019 عندما توجتم بنهائيات كأس أمم إفريقيا على الأراضي المصرية.
حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى