* فضلت الجزائر بعد تجربة ناجحة مع منتخبات فرنسا

خصت اللاعبة صبرينة زازاي نجمة نادي وفاق بيزانسون وقائدة المنتخب الوطني النسوي لكرة اليد النصر، بحوار حصري فصلت خلاله في أسباب تفضيلها تمثيل المنتخب الوطني، مبدية سعادتها البالغة بزيارة الجزائر ومسقط رأس والدها بقسنطينة، بعد غياب دام 14 سنة كاملة، كما عرجت صاحبة الأهداف الجميلة في دوري الدرجة الأولى الفرنسية للحديث عن أهدافها الشخصية والجماعية هذا الموسم، والبداية برغبتها الجامحة في قيادة سيدات الخضر للتأهل للبطولة العالمية وكذا البروز في دوري أوروبا الذي تخوضه بنية الوصول إلى أدوار جد متقدمة.

حاورها: سمير. ك

كيف تقيمين مشاركة المنتخب الوطني النسوي لكرة اليد في الألعاب المتوسطية التي أقيمت شهر جويلية الماضي بوهران ؟
ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها وهران جرت في ظروف جيدة، والتواجد من وجهة نظري في تظاهرة من هذا النوع يعتبر إنجازا في حد ذاته، بالموازاة مع توقف نشاط المنتخب الوطني النسوي لثلاث سنوات كاملة، لقد خُضنا البطولة التي أقيمت بمدينة الباهية في الجزائر بنية تحقيق نتيجة طيبة، ولكن الظروف كانت أقوى منا، حيث أنهينا الدورة في المرتبة الأخيرة، مع تقديم مستويات جد مقبولة في كل المباريات التي لعبناها أمام منتخبات معروفة على المستوى الدولي، ما كان يهمنا أكثر هو أن المنتخب النسوي لكرة اليد مازال موجودا، رغم كل الصعوبات التي واجهته على مدار السنوات الأخيرة.

أسعى لقيادة المنتخب للتألق في الكان والتأهل للمونديال

يبدو أنكن راضيات عما قدمتن، بعد توقف دام 3 سنوات كاملة، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال راضيات عما قدمناه، رغم إنهاء الدورة في المرتبة الأخيرة، ويكفي أن عودتنا في حد ذاتها تعتبر أمر مشجعا للمجموعة من أجل الاستعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة، ولو أن كل شيء متوقف على دعم الاتحادية الجزائرية.
المنتخب النسوي المشارك في دورة وهران ضم عدة نجمات ناشطات في أوروبا، كيف ترين مستقبل التشكيلة الوطنية في وجود مثل هكذا لاعبات ؟
المنتخب الوطني النسوي شارك بمجموعة جيدة في دورة وهران الأخيرة، ولو أنني لا أشاطركم الرأي بخصوص امتلاكنا لنجمات الصف الأول، رغم أن الفريق الحالي يضم لاعبات ناشطات في الدرجتين الأولى والثانية الفرنسية، كما توجد زميلتنا نسرين المحترفة في إيطاليا، دون نسيان نجاح لاعبتين محليتين في الانتقال إلى فرنسا هذه الصائفة، ويتعلق الأمر بسارة عزي وتينهينان صالحي، وهذا أمر مشجع لهما وللمجموعة ككل من أجل التطور، وهو ما من شأنه أن يصب في مصلحة المنتخب الوطني الباحث عن تحقيق نتائج طيبة في المستقبل.
ماذا عن مستقبل كرة اليد النسوية، وهل لديكن طموحات وأهداف مرسومة؟
أتمنى من أعماق قلبي أن نكون حاضرات في كل المحافل الدولية، وهذا هو الأهم بالنسبة لنا كلاعبات يمثلن الألوان الوطنية، كما آمل المشاركة في البطولة العالمية المقبلة، ولو أن هذا الهدف لن يتحقق سوى بتقديم بطولة إفريقية متميزة خلال الدورة المقررة شهر نوفمبر، ولهذا يتوجب على الاتحادية أن تضع المنتخب الوطني في أفضل الظروف من خلال توفير كل الإمكانيات وبرمجة عديد التربصات، من أجل السماح للاعبات بالانسجام مع بعضهن البعض أكثر فأكثر، خاصة وأنهن بعيدات عن المنتخب لثلاث سنوات كاملة، على العموم الجميع متحفز لتشريف الراية الوطنية، وتقديم صورة جيدة عن كرة اليد الجزائرية.

أهنئ عزي وصالحي على احترافهما بفرنسا

من وجهة نظرك، ما هي أسباب تراجع مستوى كرة اليد الجزائرية ؟
أدرك أن كرة اليد الجزائرية كانت في أفضل مستوياتها في فترة التسعينيات وبداية الألفية، سواء بالنسبة للرجال أو حتى السيدات، ولا أدري ماذا حدث مؤخرا حتى تراجعنا بهذا الشكل المخيف، ولكن ما يهمنا في الوقت الحالي هو أن يلتف الجميع حول هذه اللعبة، من أجل أن تعود إلى سابق عهدها، ولهذا آمل أن يطالع مسؤولو الاتحادية الجزائرية لكرة اليد حواري معكم، من أجل محاولة وضع المنتخبات الوطنية في أفضل الظروف على أمل العودة إلى النتائج الجيدة.
ماذا يعني لك حمل شارة القيادة في المنتخب الوطني ؟
اختياري قائدة للمنتخب الوطني النسوي تكليف أكثر منه تشريف، ولقد كنت فخورة للغاية بحمل هذه الشارة في دورة دولية تقام بالجزائر، وأنا أسعى دوما لتوظيف خبرتي، من أجل مساعدة المجموعة ككل، خاصة وأنني لاعبة محترفة وكان لي الحظ أن نافست في أعلى المستويات، هدفي الآن قيادة المنتخب نحو التأهل للمونديال، ولكن البداية بضرورة التألق في البطولة الإفريقية التي هي على الأبواب، ولو أن كل هذا متوقف على مدى تلقينا للدعم والمساندة من طرف المسؤولين، بداية بوزارة الشبيبة والرياضية، وصولا إلى الاتحادية الجزائرية المطالبة بتوفير كل متطلبات النجاح، سيما وأن المنتخب النسوي قادر على قول كلمته، لما نمتلكه من لاعبات جيدات ينشطن في أندية مقبولة محليا وخارجيا.

العودة للمنافسات الدولية بعد توقف 3 سنوات إنجاز في حد ذاته

لنتحدث الآن عن مشوارك الاحترافي ومستواك مع نادي بيزانسون الفرنسي..
أنا الآن لاعبة ناشطة مع الفريق النسوي لكرة اليد لوفاق بيزانسون المنتمي لدوري الدرجة الأولى الفرنسية، ولدي أهداف كثيرة، سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي، بداية برغبتي الكبيرة في التألق والبروز في بطولة أوروبا التي نتشرف بخوضها هذا الموسم، حيث نأمل في الوصول إلى الدور ربع النهائي على الأقل، كما سطرنا التواجد مع رباعي المقدمة في البطولة المحلية، ولما لا الوصول أيضا إلى نهائي كأس فرنسا كما كان الحال الموسم الماضي، أين حققنا أفضل موسم بالنسبة لنادي بيزانسون خلال ال15 سنة الأخيرة.
وعن طموحاتي الشخصية، فأنا أتمنى تقديم موسم مثالي على كل المستويات، ولم لا أشارك بانتظام مع فريقي، وأحوز على الوقت الكافي لإثبات مؤهلاتي، خاصة وأنني أقترب من نهاية عقدي مع نادي وفاق بيزانسون، ولذلك سأرى بعدها مع المدرب ووكيل أعمالي، إن كنت سأواصل مع ذات الفريق أم سأختار تحد جديد.

كنت قادرة على اللعب للمنتخبين الفرنسي والمغربي، لماذا اخترت تمثيل الجزائر دون غيرها ؟
أمتلك ثلاث جنسيات (الفرنسية والجزائرية والمغربية)، فوالدي ينحدر من الجزائر، بينما تعود أصول أمي إلى المغرب، فيما ولدت بفرنسا التي مثلت ألوان كل منتخباتها السنية، ومنطقيا كنت أطمح في المواصلة واللعب مع كبرياتها، ولكن للأسف هناك لاعبات متميزات في منصبي، وهو ما جعلني أفكر بعدها في إمكانية اللعب لمنتخبي والداي، واخترت في آخر المطاف تمثيل الجزائر على حساب المغرب، كون مشروعها الرياضي أفضل، وأنا سعيدة بقراري وآمل أن أكون عند مستوى تطلعات المسؤولين الجزائريين، الذين وضعوا فيّ كل هذه الثقة.

أطمح لتنشيط نهائي كأس فرنسا مجددا والبروز في دوري أوروبا

من أي منطقة تنحدر عائلة والدك في الجزائر ؟
تعود أصول والدي إلى مدينة قسنطينة التي تشرفت بزيارتها مؤخرا، فبعد غياب عن الجزائر دام 14 سنة كاملة، استغليت نهاية مغامرتنا في الألعاب المتوسطية، من أجل التواجد بجانب عائلة والدي بقسنطينة، حيث حظيت باستقبال مميز في مطار محمد بوضياف، ولئن كانت تلك الحشود متواجدة من أجل رياضي آخر، تألق في دورة وهران بنيله ميداليتين على ما أذكر ( تقصد بطل الوثب الطويل محمد الطاهر تريكي)، أنا ممتنة لكل من شجعنا، وأستغل الفرصة لتوجيه تشكراتي للسلطات المحلية لقسنطينة التي هنأتني وهنأت منتخبنا ككل.

على كل المسؤولين دعم كرة اليد لإعادتها لسابق عهدها

شكرا لك على هذا التجاوب، ونترك لك حرية ختم الحوار..
لا شكر على واجب، وأنا سعيدة جدا بتواصلي مع وسيلة إعلامية جزائرية، وآمل أن أكون قد أجبت على كل الانشغالات الخاصة بكرة اليد النسوية، التي نسعى لعودتها إلى الواجهة من جديد، خاصة في ظل امتلاكنا لجيل متميز من
اللاعبات.                                  س. ك

الرجوع إلى الأعلى