مواجهة منتخب بحجم الجزائر أفضل اختبار لنا

خص مدرب حراس منتخب مالي جان دانيال بادوفاني النصر بحوار مطول، تحدث فيه عن الودية المنتظرة أمام الخضر بملعب ميلود هدفي بوهران يوم 16 نوفمبر الجاري، مشيرا بأن الاحتكاك بمنتخب بحجم الجزائر، يعتبر أفضل اختبار لتشكيلتهم الشابة، الباحثة عن استعادة الثقة، بعد الفشل في التأهل لمونديال قطر، كما يرى التقني الفرنسي أن غياب الخضر عن العرس العالمي، لا يقلل من قيمة بلماضي الذي لديه كل المؤهلات لتحقيق سلسلة جديدة من النتائج الإيجابية.

حاوره: سمير. ك

بادوفاني كال المديح أيضا للحارس رايس مبولحي الذي وصفه بالشخصية القوية، كما أبدى إعجابه بالوافد الجديد على بيت الخضر أنطوني ماندريا الذي يرى فيه مواصفات الحارس المستقبلي، القادر على خلافة مبولحي في قادم السنوات.  
كوتش معك صحفي جريدة النصر من الجزائر نود إجراء حوار بخصوص الودية المنتظرة أمام الخضر..
مرحبا بكم وبكل الجزائريين، وسيكون من دواعي سروري إجراء حوار مع صحيفة جزائرية، للحديث عن الودية المرتقبة أمام الخضر يوم 16 نوفمبر.

إقصاء المونديال لا يقلل من قيمة ما قدمه بلماضي للخضر

اتفقتم مع المنتخب الوطني على خوض ودية يوم 16 نوفمبر بملعب ميلود هدفي بوهران، كيف ترون هذا الموعد ؟
ستكون مباراة جيدة ومهمة بالنسبة لنا على كل المستويات، كونها ستجمع منتخبين تنافسيين على مستوى القارة السمراء، وأتمنى الخروج منها بمكاسب عديدة، خاصة وأننا في مستهل مشوارنا فقط على رأس المنتخب المالي، الذي قدناه لحد الآن في ثلاث مباريات فقط، بعد أن تم الاستنجاد بطاقمنا بقيادة المدرب إيريك سيكو شال، نحن نتمنى أن نكون في الموعد، ونواصل حصد النتائج الايجابية، ولو أننا لا نمتلك الكثير من الوقت، في ظل ضيق فترة التربصات الخاصة بالمنتخبات، وكما تعلمون المنتخب المالي أقصي في الدور الفاصل المؤهل للمونديال، وهو بحاجة لاستعادة الثقة لمواصلة المشوار، نحن نمتلك مشروعا على المدى القريب المتوسط، ولن ندخر أي جهد في سبيل تشكيل مجموعة قادرة على رفع التحدي، وصدقوني مواجهة منتخبات مثل الجزائر كفيل باسترجاع بعض المعنويات، على اعتبار أن الفوز على أشبال بلماضي سيكون أمرا رائعا بالنسبة لنا للتطور أكثر، ولو أننا لا نهتم كثيرا بالنتيجة النهائية، بقدر ما نحاول اختبار مدى جاهزيتنا أمام منتخب توج بطلا لإفريقيا سنة 2019 فقط.

شخصية مبولحي تبقيه ركيزة مهمة وماندريا حارس المستقبل

بصراحة، ما رأيك في المنتخب الجزائري تحت قيادة المدرب جمال بلماضي ؟
المنتخب الجزائري قدم أشياء مذهلة ومباريات مرجعية تحت إشراف المدرب جمال بلماضي، وهو ما أوصله لتحقيق مسيرة تاريخية ( 35 مواجهة دون انهزام)، دون نسيان الإنجاز الأبرز، والمتمثل في الفوز بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، ولئن كان الحظ قد أدار ظهره لهذا المدرب في «كان» الكاميرون و الدور الفاصل المؤهلتين للمونديال، حيث خسر بطاقة العبور لقطر في اللحظات الأخيرة، وإن كان هذا لا يقلل من قيمة هذا المدرب الذي قدم الكثير للكرة الجزائرية، وهو ما جعل المسؤولين يجددون الثقة في خدماته، على أمل أن يعيد المنتخب الجزائري إلى سابق عهده، خاصة وأنه يمتلك تشكيلة ثرية تضم في صفوفها لاعبين لامعين، في صورة رياض محرز وإسماعيل بن ناصر وعيسى ماندي، على العموم مثل هكذا مدربين شباب يستحقون نيل الفرصة كاملة، لأن لديهم ما يقدمونه لمنتخبات بلدانهم، لما يمتلكونه من فكر تدريبي معاصر.
الودية المقررة بملعب وهران يوم 16 نوفمبر الجاري ستجمع بين مدربين شابين، ويتعلق الأمر بجمال بلماضي وإيريك شال، ماذا تقول في هذا الصدد ؟
فريق مارتيغ النقطة المشتركة بين هذين المدربين المتميزين، فزميلي إيريك سيكو شال انطلقت مسيرته هناك، بينما كانت لمدربكم تجربة مع هذا النادي الفرنسي العريق، دون الحديث عن صغر سنهما ( بلماضي 46 سنة وشال 44 )، ولو أن بلماضي يتفوق من حيث التجربة، فهو مدرب يتواجد بالميدان منذ عدة سنوات، على عكس شال الذي باشر عمله كناخب منذ فترة وجيزة فقط، غير أن لديه طموحات كبيرة تضاهي تلك التي راودت بلماضي، عند استلامه زمام العارضة الفنية للخضر، صدقوني شال لديه فكر تدريبي معاصر وسطر أهداف مع الاتحاد المالي، ولن يدخر أي جهد في سبيل تجسيدها، خاصة وأنه يمتلك كل المؤهلات.

لاعبو مالي لا يقلون نجومية عن رفقاء محرز

المنتخبان أضاعا فرصة التأهل لمونديال قطر في الأمتار الأخيرة، ما تعليقك؟
كما تعلمون لم نكن على رأس العارضة الفنية لمنتخب مالي خلال مباراتي الدور الفاصل، ولذلك ليس لدي الكثير لأتحدث عنه حول تلك المواجهتين، على العموم المنتخبان الجزائري والمالي كانا يستحقان التأهل لمونديال قطر، لما يمتلكانه من نجوم، ولكن هذه هي كرة القدم والإقصاء ليس نهاية العالم والفريقان مطالبان بطي هذه الصفحة والتركيز على الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها كان 2024.
مأمورية الخضر لن تكون سهلة في مواجهة منتخب مالي الذي يضم لاعبين متميزين ينشطون في أفضل الفرق الأوروبية على غرار نجم توتنهام بيسوما وموهبة لايبزيغ حيدارا وقائد إيفرتون دوكوري، ماذا تقول لنا حول تشكيلة «النسور» ؟
أجل، لدينا لاعبين يصنفون في خانة النجوم، وفريقنا أقل ما يقال عنه أنه رائع، فجل لاعبينا ينشطون في أفضل الفرق الأوروبية كما هو الحال بالنسبة للاعبي المنتخب الجزائري، نحن سعداء بامتلاكنا هذا الجيل الذي ننتظر منه الكثير، ولذلك لدينا طموحات كبيرة، وصدقوني تشكيلتنا شابة، غير أن لديها الخبرة الكافية التي اكتسبها اللاعبون من خوضهم للمنافسات الأوروبية القوية مع فرقهم، على العموم ستكون مباراة قوية بالجزائر بين ألمع اللاعبين والغلبة للأفضل.
هل يمكن القول إن مباراة 16 نوفمبر الجاري ستكون ثأرية بالنسبة لكم، على اعتبار أن المنتخب المالي خسر في مناسبتين أمام المدرب بلماضي ؟
لم نكن على رأس المنتخب المالي أيضا، عندما انهزم في مناسبتين متتاليتين أمام المدرب جمال بلماضي، ولذلك ليس لدي ما أقوله عن هذا الموضوع، ولكن كونوا على ثقة أن المنتخب معنا في مرحلة جديدة، وسيعمل المستحيل لتكون هذه «العهدة» مُشرفة، فلقد أشرفنا على ثلاث مباريات لحد الآن كانت نتائجها طيبة، في انتظار القمة المرتقبة أمام المنتخب الجزائري، والتي سنقدم فيها كل شيء لحصد الانتصار الذي من شأنه أن يمنحنا دافعا أكبر للاستحقاقات المقبلة.

المنتخبان الجزائري والمالي استحقا التأهل للمونديال، ولكن..

بصفتك مدرب حراس منتخب مالي، حدثنا عن حراسك الثلاثة، وهل هم في نفس قيمة بقية اللاعبين الناشطين في أفضل الفرق الأوروبية ؟
أشكر المدرب شال على الثقة التي وضعها في شخصي، وسأعمل جاهدا لتحسين مستوى حراس المنتخب المالي الذي يمتلك أسماء لامعة في هذا المنصب، وأنا أحاول قدر المستطاع توظيف خبرتي، بحكم عملي مع نادي باريس سان جيرمان، من أجل تطوير إمكانيات رفقاء دياوارا، صدقوني هناك عدة مواهب في منصب حراسة المرمى في مالي، ولهذا الاختيار بينهم صعب للغاية، في ظل المنافسة القوية الموجودة، والتي ستعود دون شك بالفائدة على التشكيلة ككل.
ماذا عن الحارس رايس مبولحي ورفيقه في المنتخب الوطني أنطوني ماندريا ؟
أعرف حارس منتخبكم رايس مبولحي جيدا، وهو حارس خاض عديد التجارب الناجحة، وهو معروف بشخصيته القوية، وكان دوره حاسما مع الخضر في عدة منافسات، وهو حلقة مهمة في حسابات بلماضي، فهو يمنح الدافع والرغبة لزملائه، وهنا أود الإشارة إلى العلاقة القوية، التي تجمعني بمدرب حراس الخضر السابق مايكل بولي الذي كان وراء تطوير مستويات مبولحي كثيرا، وعن أنطوني ماندريا فهناك العديد من المؤشرات الطيبة التي أظهرها هذا الأخير، لقد تابعته خلال تجربته الموسم الماضي مع نادي أونجي، ولقد أبلى البلاء الحسن وقدم أوراق اعتماده بقوة، ولئن كان قد فضل تغيير الأجواء في فترة الانتقالات الصيفية، هو حارس المستقبل وسيستفيد كثيرا من احتكاكه مع حارس مثل مبولحي، الذي لديه تجربة كبيرة على المستوى الدولي عكس ماندريا.

أصبتم بتجديد الثقة في بلماضي وواثق من قيادتكم لسلسلة جديدة

هناك أخبار تتحدث عن تدعيم صفوف المنتخب المالي بلاعبين جدد، في شاكلة هداف نادي ليون ديمبيلي ومهاجم بورسيا مونشنغلادباخ بيليا، بعد اقتناعهما أخيرا بتغيير جنسيتهما الرياضية، هل تؤكد لنا هذا أم هي مجرد إشاعات ؟
ليس لدي أي فكرة، والمدرب شال هو الوحيد المخول له الحديث عن مثل هكذا تفاصيل تخص التشكيلة الوطنية، ولدينا كل الثقة في العمل الذي يقوم به رفقة كل أعضاء طاقمه الفني، الذي يعمل سوية منذ سنوات، بداية بالمحضر البدني توما مواك والمدرب المساعد ومحلل الفيديو طبوبي والمناجير سيديريك كانتي.

طموحات شال تضاهي تلك التي راودت مدربكم في مستهل مشواره

متى سيحل المنتخب المالي بالجزائر استعدادا للودية المرتقبة أمام الخضر ؟
لم نضبط ذلك بشكل رسمي بعد، ولكن سنكون بالجزائر السبت أو الأحد ( 12 أو 13 نوفمبر)، تحسبا للمواجهة المقررة الأربعاء ( 16 نوفمبر)، صحيح أن التربص القادم سيكون قصيرا كما جرت العادة، ولكن علينا أن نكون مستعدين له بالشكل المطلوب، إذا ما أردنا تحقيق المكاسب المرجوة، نحن نأمل فقط أن لا يتعرض لاعبونا للإصابات، خاصة وأن لديهم التزامات قوية مع أنديتهم نهاية هذا الأسبوع، قبيل الانضمام إلى المعسكر المقرر انطلاقته بتاريخ 14 نوفمبر.
س. ك

الرجوع إلى الأعلى