مستقبــل الخضـر أراه بلـون النجــاح

خص الدولي السابق إسماعيل بوزيد النصر بحوار مطول، تحدث فيه عن عديد النقاط والمواضيع التي تخصه وتخص مستقبل التشكيلة الوطنية، وفي مقدمتها استمرار الناخب الوطني جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية، رغم انتكاسة «كان» الكاميرون 2021، والفشل في التأهل لمونديال قطر 2022، معربا عن أمله في رؤية صديقه يعتلي منصات التتويج من جديد مع الخضر، كما عرج اللاعب السابق لنادي ميتز الفرنسي إلى بطولة «الشان»، ونهائيات مونديال قطر وأمور أخرى تتعلق بتدعيم المنتخب بلاعبين جدد في شاكلة حسام عوار وريان آيت نوري، حيث يرى أن أسماء من هذا النوع قادرة على جلب الكثير للخضر.

حاوره: سمير. ك

كما كان للمدافع الصلب الذي كانت له عديد التجارب الناجحة في فرنسا وألمانيا واسكتلندا وتركيا واليونان والإمارات والجزائر حديث عن تجربته الجديدة كمدرب، وهو الذي يشرف على العارضة الفنية لنادي شيفلانج اللوكسمبورغي.   
* اختفيت عن الأنظار منذ اعتزالك لعب كرة القدم ، أين هو إسماعيل بوزيد ؟
أولا شكرا لكم على هذا الاهتمام والاستفسار عن أخباري، وبخصوص جديدي أنا أعمل كمدرب في دوري لوكسمبورغ مع الفريق الأول لنادي شيفلانج، وهذا بعد إنهاء عملية الحصول على كل ديبلومات وشهادات التدريب الخاصة بي..، صدقوني كل شيء يسير على ما يرام، وإنه لمن دواعي سروري أن أصبح مدربا، وهذا بعد أن حققت مشوارا ناجحا كلاعب، سواء مع الفرق الكثيرة التي دافعت عن ألوانها أو المنتخب الوطني الذي تشرفت دون شك بحمل ألوانه.
أؤمن بمقدرتنا على تحطيم الرقم القياسي الإفريقي يوما ما
*لنتحدث معك عن نهائيات كأس العالم التي أسدل الستار عنها مؤخرا، وعرفت تتويج الأرجنتين، بعد انتظار دام ل36 سنة كاملة، ماذا تقول عنها، وما رأيك في المباراة الختامية التي تلاعبت بأعصاب الجميع ؟
مونديال قطر كان استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث حقق نجاحات على كل الأصعدة والمستويات (رياضية وتنظيمية واقتصادية)، وعن المباراة النهائية التي جمعت المنتخب الفرنسي بنظيره الأرجنتيني، فقد كانت رائعة للغاية مع الكثير من التشويق، جراء ما حصل على مدار 120 دقيقة، إذ لم يسبق أن تابعنا مواجهة ختامية تنتهي بنتيجة 3/3، ولكن بالنسبة لي من المؤسف حقا أن تُلعب كأس العالم بركلات الترجيح، أي بمعنى أن المنتخبين كانا يستحقان التتويج، سواء الأرجنتين التي كانت مسيطرة على مدار أكثر من 75 دقيقة أو المنتخب الفرنسي الذي عاد في مناسبتين، وكاد يحسم اللقاء لصالحه في أكثر من مرة.
أزكي قرار استمرار بلماضي ويجب ألا تكون لدينا ذاكرة قصيرة
*نفهم من كلامك أن المنتخب الفرنسي استحق هو الآخر التتويج ؟

أنتم تعلمون إن كان المنتخب الأرجنتيني يستحق التتويج أم لا، كل هذا لا يهم على الإطلاق، وسيتذكر الجميع شيئا واحدا وهو أن الأرجنتين بقيادة العبقري ليونيل ميسي، هي بطلة العالم في 2022، وهذا يعتبر مجدا بالنسبة لهم.
*ما رأيك فيما قدمه النجمان العالميان ليونيل ميسي وكيليان مبابي خلال هذه الدورة ؟
ليس لدي ما أقوله عن لاعبين من الطراز الرفيع، فالجميع يعلم أن ليونيل ميسي كان له الفضل الأكبر في تتويج «التانغو»، عطفا بما قدمه منذ أول مباراة، وهو ما مكنه في آخر المطاف من خطف جائزة أفضل لاعب، وأما زميله في باريس سان جيرمان كيليان مبابي فهو مستقبل المستوى العالي جدا، ولا مفر من رؤيته كأفضل لاعب في العالم، لقد تمت برمجته للنجاح منذ أن كان صغيرا، فهو يعرف ما يريد ويقاتل لتحقيق أحلامه .. إنه مثال لكل الشباب .. أنا معجب به وأهنئه.
الديكة يحصدون ثمار بقاء ديشان ل10 سنوات كاملة
*العرس العالمي الأخير شهد غياب الخضر، ما تعليقك ؟
كان غياب المنتخب الوطني عن مونديال قطر 2022 مُحزنا للغاية بالنسبة لكل الجزائريين، خاصة بعد خسارة تأشيرة التأهل أمام المنتخب الكاميروني في الثواني الأخيرة، فالكل يعلم أن رفقاء القائد رياض محرز كانوا سيستقبلون مثل الملوك في قطر، ولكن هذه هي كرة القدم صعبة ومؤلمة في بعض الأحيان، وعليك أن تتقبلها كما هي، وتتطلع إلى الأمام، مع ضرورة البقاء إيجابيا لعديد الاعتبارات، صدقوني سنبقى خلف الخضر مهما كان  في السراء والضراء، لأننا لا نملك سوى هذا المنتخب الذي سبق أن أسعدنا.
غياب الخضر عن محفل قطر كان مؤلما ولكنه ليس نهاية العالم
*الناخب الوطني جمال بلماضي قرر المواصلة وسيجدد عقده، هل أنت مع بقائه أم كنت تفضل التغيير بعد انتكاسة كان الكاميرون والغياب عن محفل قطر ؟
يجب أولا أن نشكر صديقي جمال بلماضي على العمل الجبار الذي قام به في السنوات الأخيرة، وعلينا ألا ننسى أنه جعلنا نعيش نشوة خاصة، بعد التتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، والوصول إلى سلسة تاريخية ( 35 مباراة دون هزيمة)، أنا أبارك قرار استمرار جمال على رأس العارضة الفنية للخضر وأحييه على هذا الشغف الجديد، فمن العار أن يكون لدى كثير من الناس ذاكرة قصيرة، .. أنا مع الاستقرار والانتظام، وهكذا يمكن أن ننجح على المدى الطويل. انظروا إلى المدرب ديديي ديشان  الذي يعمل منذ ما يقرب 10 سنوات مع المنتخب الفرنسي، وهو ما ساعده في التتويج بلقب كأس العالم 2018 والوصول إلى نهائي النسخة الموالية، دون الحديث عن الفوز بكأس دوري الأمم... ما دام بلماضي لديه أفكار جديدة ويريد البقاء، فلندعه يعمل ونقف خلفه.
أدعم بوقرة وطاقمه و أتمنى تتويجهم ببطولة «الشان»
*كيف تتوقع مستقبل التشكيلة الوطنية التي تنتظرها استحقاقات مهمة في مقدمتها نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار ؟
مستقبل الخضر أراه باللون الأخضر لون النجاح، ولكن يجب أن نستمر في العمل والاجتهاد مثل ما حدث معنا في السنوات الأخيرة التي حققنا فيها نجاحات كبيرة جدا وصلت إلى حد التتويج القاري، وإن شاء الله الناخب الوطني جمال بلماضي، يحطم الرقم القياسي للمنتخبات الإفريقية، ولما لا يشهد نهائي كأس العالم حضور جزائري.
من الجيد الاستفادة من لاعبين في شاكلة عوار وآيت نوري
*التشكيلة الوطنية ستتدعم بداية من معسكر شهر مارس بلاعبين جدد، في شاكلة المدافع الأيسر لولفرهامبتون آيت نوري ومتوسط ميدان ليون عوار، ماذا تقول عن هذا الثنائي الذي انتظر الجزائريون قدومه منذ سنوات ؟
ريان آيت نوري وحسام عوار لاعبان كبيران تلقيا الإشادة في أوروبا، نظير ما يقدمانه من عروض، ومن الجيد دائما للجزائر أن يأتي لاعبون مثل هؤلاء لتمثيل بلدهم الأصلي، وأتمنى لهما كل التوفيق في مشوارهما، وإن شاء الله يقودان المنتخب الوطني رفقة بقية الزملاء لتحقيق النتائج والأهداف المرجوة.
تحولت إلى عالم التدريب وأشتغل مع ناد في لوكسمبورغ

*كيف تقيم تجربتك مع المنتخب الوطني، وماهي أفضل ذكرى بالنسبة لك ؟
رحلتي مع الخضر عبارة عن ذكريات جميلة لن تمحى من مخيلتي، فلا أزال أتذكر بداياتي الأولى، أين كنت آتي للمنتخب الوطني بشغف كبير، فاللعب للجزائر وتمثيل الراية الوطنية كان مصدر فخر بالنسبة لي..وعندما أرى تطور المنتخب هذا يبعث في نفسي السرور والبهجة ، وأما عن أفضل ذكرى في مشواري فتعود إلى مباراتنا أمام المنتخب المغربي بملعب 19 ماي بعنابة، والتي لعبناها تحت أنظار 70 ألف متفرج، حيث حققنا الفوز وسيبقى ذلك في قلبي إلى الأبد.
استمتعنا بنهائي مونديالي مُشوق ومؤسف خسارة اللقب بركلات الترجيح
*ما هي رسالتك إلى الجمهور الجزائري قبيل انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، المقررة بالجزائر في الفترة ما بين 13 جانفي و4 فيفري ؟
رسالتي للجمهور الجزائري أن يكون فخورا بمنتخبه الوطني، وأن يبقى مُتحداً خلفه في الأوقات الجيدة وفي الأوقات الأكثر صعوبة. وليس لدي ما أقوله سوى «وان...تو...ثري فيفا لالجيري»، التي ستدوي بملاعب الجزائر في بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين التي سندعم خلالها المدرب مجيد بوقرة وطاقمه الفني المشكل من جمال مصباح وكريم مطمور ومحمد بن حمو من أجل حصد اللقب.
ميسي «عبقري» ولا مفر من رؤية مبابي أفضل لاعب في العالم
*بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
كنت سعيدا جدا بالتواصل معكم، وآمل أن أكون قد أجبت عن كل الأسئلة، ولو أنني حريص على نقطة واحدة ووحيدة وهي ضرورة المواصلة خلف المنتخب الوطني، فالدعم كفيل بجعل العناصر الوطنية تستعيد الثقة في النفس، خاصة وأنه الوحيد الذي ينقصنا في المرحلة الثانية، بالموازاة مع امتلاكنا لجيل رائع ومتميز.
س.ك

الرجوع إلى الأعلى