• بلماضي حفظ الدرس ومن الخطأ المغامرة بناخب جديد
• كل اللوم مُلقى على اللاعبين في الغياب عن المونديال
ثمن الدولي السابق نور الدين قريشي قرار استمرار جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية للخضر، مشيرا بأن الناخب الوطني لم يكن مسؤولا عن الإقصاء أمام منتخب الكاميرون في آخر الثواني، كما تحدث مساعد وحيد حليلوزيتش في مونديال البرازيل 2014 عن رؤيته المستقبلية للتشكيلة الوطنية ونظرته لمونديال قطر، وعدة أمور أخرى تخص الكرة الوطنية والعالمية، تكتشفونها في هذا الحوار.

*المنتخب الأرجنتيني بطل العالم بعد 36 عاما من الانتظار، ما تعليقك ؟
غريب أن ترى منتخبا بحجم الأرجنتين يُتوّج بالمونديال بعد كل هذه السنوات من الانتظار، فمنذ أن قادهم الأسطورة دييغو مارادونا عام 1986 إلى هذا الإنجاز الفريد من نوعه لم ينجح أحد في إهداء التاج ل"التانغو"، وانتظر الجميع إلى غاية قدوم النجم ليونيل ميسي الذي كتب اسمه هو الآخر بأحرف من ذهب في سجلات الكرة الأرجنتينية والعالمية، لقد تُوّج المنتخب الأفضل، ويكفي ما قدمه أشبال ليونيل سكالوني في النهائي، حيث كانوا أكثر حضورا من نظرائهم الفرنسيين، خاصة في المرحلة الأولى، التي كانوا متقدمين فيها بهدفين نظيفين، وكان بإمكانهم إضافة أهداف أخرى، لقد لعبت الأرجنتين دورة رائعة بفكر أوروبي، يطغى عليه عامل الاندفاع البدني والشراسة في اللعب، وهو ما وقفنا عليه أكثر في مباراة هولندا، أين كاد باريداس أن يتلقى البطاقة الحمراء، على العموم استمتعنا بنهائي مشوق، لاسيما مع عودة الفرنسيين في اللقاء في مناسبتين، وهذا بفضل لمسة المدرب ديديي ديشان الذي أخلط حسابات الجميع بتغييراته التكتيكية مع نهاية الشوط الأول وكذا تبديلاته مع بداية الشوط الثاني.
علينا طي صفحة قطر والتطلع لإنجازات جديدة
*ما هي أبرز الملاحظات المسجلة حول النسخة الأخيرة من المونديال ؟
ما شاهدناه في مونديال قطر، يؤكد بأن "التكتيك" أصبح يحظى باهتمام كبير من قبل المدربين، فالجميع يركز على تحصين المناطق الخلفية ويحرص على الفوز بالصراعات الثنائية، وهو ما جعلنا لا نرى أصحاب الأقمصة رقم 10 بكثرة (يتحدث عن عدم الاعتماد على صناع اللعب كما كان الحال في وقت سابق)، لقد تغيّرت الكثير من المعطيات مقارنة بالنسخ السابقة، ويكفي أن منتخبات بحجم ألمانيا وبلجيكا أصبحت تغادر من الدور الأول، في وقت عرفت الكرة الإفريقية قفزة نوعية، فالمنتخبات الخمس المشاركة كانت عند مستوى التطلعات، وإن كنت أنتظر أكثر من منتخب السنغال الذي تضرر بغياب نجمه الأول ساديو ماني، بينما حقق منتخبا تونس والكاميرون نتيجتين تاريخيتين بفوزهما على فرنسا والبرازيل على التوالي، وهي أمور قلما نراها في منافسات المونديال.
كما شدت انتباهي جزئية أخرى في محفل قطر، وهي أن التكوين كان له النصيب الأكبر في الإنجازات المحققة، فالجميع يعلم أن بعض خريجي المدارس الأوروبية قادوا منتخبات بلدانهم لنتائج باهرة، وهو ما يجعلنا مطالبين بالاهتمام بهكذا جانب، إذا ما أردنا أن نجني الثمار على مستوى المنتخبات الوطنية، أنا معجب للغاية بما يحدث على مستوى المنتخب الفرنسي فهو مثال حقيقي للتكوين، بدليل أن تشكيلة الديوك تضم نجوما واعدة وفي مقدمتهم كيليان مبابي الذي لا أحد سيقف في وجهه مستقبلا، إذا ما استثنينا هالاند الذي سيكون منافسه الوحيد على الكرة الذهبية، وإن كان مبابي يمتلك أفضلية انتمائه لمنتخب أقوى.
"التانغو" يطبق كرة أوروبية باندفاع وشراسة لاتينية
*لنتحدث الآن عن غياب الخضر عن النسخة 22، ماذا تقول ؟
كنا نمني النفس في رؤية المنتخب الوطني بمحفل قطر، على اعتبار أن الظروف كانت مواتية، من أجل البصم على نتائج مشرفة، ولكن للأسف حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث تلقينا ضربة موجعة من طرف المنتخب الكاميروني في آخر الثواني، والمدرب جمال بلماضي ليس مسؤولا عن ذلك الإقصاء، كما أن مسيري الفاف غير مسؤولين أيضا، وكل اللوم مُلقى على اللاعبين الذين فقدوا التركيز في آخر الثواني، وهنا يتوجب تذكيرهم أن مباريات كرة القدم تلعب إلى غاية صافرة النهاية، لقد كان غيابا مؤلما لنا جميعا، وخاصة للجماهير التي كانت تستعد لغزو قطر، سواء تلك القاطنة بالجزائر أو المستقرة في الخارج، صدقوني ألم الغياب فاق كل التوقعات، ولكن لا يجب أن نواصل البكاء على الأطلال، فالمنتخب تنتظره تحديات جديدة وعلينا أن نكون في أتم الاستعداد لها، من أجل العودة إلى القمة من جديد، وثقتي كبيرة في مقدرة بلماضي على تكرار إنجازاته السابقة.
*تبدو مؤيدا لفكرة بقاء جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية للخضر..
بطبيعة الحال، بقاء جمال بلماضي أكثر من ضروري، بعد العمل الجبار الذي قام به على مدار السنوات الماضية، وكيف لنا أن نتخلى عنه، بسبب انتكاسة لا يتحمل مسؤوليتها؟..، فكما أخبرتكم اللاعبون من أضاعوا عنا فرصة المشاركة في المونديال، عقب فقدانهم لتركيزهم في آخر ثواني لقاء إياب الدور الفاصل، على العموم بلماضي يكون قد تعلم من الأخطاء السابقة، وسيحاول قيادة المنتخب من جديد للنتائج المرجوة، خاصة وأنه يمتلك جيلا مميزا من اللاعبين، كما أن المدرب الحالي اكتسب الخبرة، وسيكون له شأن أكبر في قادم المواعيد الهامة.
لاعب بمواصفات غويري يتمناه أي ناخب وطني
سيكون من الخطأ المغامرة بجلب مدرب جديد، لا سيما وأن كأس أمم إفريقيا المقبلة على الأبواب، وعلى أسرة المنتخب الشروع في التحضير لها من الآن، على أمل النجاح في اعتلاء منصة التتويج من جديد، وإن كان ذلك صعبا لعدة اعتبارات.
*كيف ترى مستقبل التشكيلة الوطنية المقبلة على تحديات مهمة مثل "كان 2023"؟
أعلق آمالا كبيرة على الناخب الوطني جمال بلماضي، حيث سيحاول تعويض الجزائريين خيبة الفشل في التأهل للمونديال، هو يحب عمله كثيرا، ولا يزال لديه ما يقدمه للمنتخب، ولكن يتوجب علينا البقاء خلفه وتشجيعه، لأنه بحاجة ماسة إلى الدعم في الوقت الحالي، من أجل استعادة الثقة في النفس ونقل ذلك لكل المجموعة.
الفيفا كافأت افريقيا والقارة تستحق
*المنتخب الوطني سيستفيد شهر مارس المقبل من لاعبين مميزين مثل آيت نوري وعوار، ما رأيك ؟
المنتخب الوطني بحاجة إلى ضخ دماء جديدة خلال المعسكرات المقبلة، من أجل إعادة بعث المنافسة داخل المجموعة، وأنا واثق بأن المدافع الأيسر ريان آيت نوري ووسط الميدان حسام عوار سيجلبان الكثير مستقبلا، وإن كنت أتمنى رؤيتهما يلبيان الدعوة من أول مرة، فأنا أعيب عليهما التردد كثيرا قبل الموافقة، خاصة وأن مثل هكذا مواضيع لا تحتاج للتماطل، فمن يرى نفسه فخورا باللعب لبلده الأصلي ما عليه سوى الإجابة ب"نعم"، ومن لديه قرار آخر سنحترمه، وهنا أؤكد لكم بأنني لم أتردد للحظة واحدة في ارتداء زي الخضر، حيث لبيت الدعوة بكل فرح وسرور.
تمنيت تلبية عوار وآيت نوري للدعوة مبكرا !
*هناك أخبار أيضا تتحدث عن إمكانية قدوم هداف نادي رين أمين غويري...
من لا يرغب في رؤية لاعب بمواصفات غويري في فريقه، أنا أتمنى أن يكون ضمن تعداد الخضر في الاستحقاقات المقبلة، فهو قادر على إنهاء مشكلة الهجوم، خاصة وأنه لاعب شاب تلقى تكوينا خاصا، لست أدري إن اختار اللعب للجزائر، وإن كنت متأكدا بأن الناخب الوطني ومسؤولي الفاف سيحاولون إقناعه للقدوم.
*ما هي الرسالة التي توجهها للناخب مجيد بوقرة ولاعبيه قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين المقررة بالجزائر ؟
قبل كل شيء  مجيد بوقرة يذكرني بنفسي كثيرا، سواء لما كان لاعبا أو حتى لما أصبح مدربا، فأسلوبه وطريقته في الدفاع تشبهني كثيرا، فهو يهتم بفرض الرقابة اللصيقة والفوز بالصراعات الثنائية، وهي الجزئيات التي أصبحت غائبة عن الكرة الحديثة، وعن الاستحقاق الذي ينتظره مطلع السنة المقبلة، والمتعلق ببطولة الشان، فأنا متأكد للغاية بأنه سيُبقي اللقب بالجزائر، فالذي يفوز ببطولة كأس العرب التي شهدت مشاركة منتخبات قوية، لن تستعصي عليه بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستلعب بالجزائر وفي حضور جماهيرنا الغفيرة، وهنا أوجه لهم رسالة مفادها تقديم صورة جميلة عن بلدنا، الذي نأمل أن يفوز بشرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، فالجميع مطالب بالمساهمة في ترجيح كفة ملفنا.
هالاند منافس مبابي الوحيد على الكرة الذهبية
*بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
كنت سعيدا برفع عدد المنتخبات المشاركة في المونديال إلى 48، ما زاد من حصة المنتخبات الإفريقية التي ستكون ممثلة في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمسكيك ب9 منتخبات على الأقل، وهي حصة لا بأس بها، وتتماشى مع تطور الكرة الإفريقية التي أصبحت تقف الند للند للمنتخبات الكبيرة، وما حصل في نسخة قطر يؤكد بأن الفوارق زالت ، ولم تعد هناك منتخبات إفريقية تنهزم بنتائج عريضة.   
       حاوره: سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى