التألق في إسبانيا يوصلني إلى المنتخب الأول

خص المدافع الأيسر للمنتخب الأولمبي شمس الدين بكوش جريدة النصر بحوار حصري، تحدث فيه عن تجربته الاحترافية مع نادي ليفانتي، واصفا إياها بالناجحة لحد الآن، على اعتبار أن مسؤولي الفريق الإسباني يستعدون لشراء عقده من نظرائهم من شباب بلوزداد، كما عرج نجم رديف نادي ليفانتي إلى أسباب الإقصاء المرير أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، ونظرته المستقبلية لمشواره الاحترافي، وعدة أمور تخصه وتخص المنتخبين الأول والمحلي.

حاوره: سمير. ك

*مرحبا شمس الدين، كيف هي الأحوال ؟
مرحبا بكم، أنا في صحة جيدة، وكل أموري على أحسن ما يرام، وأجدد اعتذاراتي جراء التأخر في الرد على طلبكم، كوني كنت منشغلا بالتزامات مع فريقي، وأنا الذي أتدرب مع التشكيلة الأولى لنادي ليفانتي الإسباني، لقد عدت للتو من التمرين، وأنا تحت تصرفكم للإجابة على كل أسئلتكم واستفساراتكم.
أتدرب مع الفريق الأول ولدي 3 أهداف و5 تمريرات حاسمة

*حدثنا عن الأجواء هناك، وهل تأقلمت في مدينة فالنسيا ؟
لكي أكون صريحا معكم، البداية لم تكن سهلة على الإطلاق، وأنا الذي أخوض موسمي الأول خارج الجزائر، لقد واجهت بعض الصعوبات والعقبات، ولكنني نجحت في تجاوزها، والحمد لله تعودت على الأجواء في إسبانيا ومدينة فالنسيا الجميلة، وأعمل جاهدا لتعلم اللغة الإسبانية، كونها سبيلي الوحيد للنجاح، خاصة إذا ما كانت عملية تواصلي مع زملائي وأسرة الفريق ككل على أكمل وجه.
*الانتقال إلى إسبانيا صعب نوعا  ما مقارنة بأولئك الذين يختارون فرنسا، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، الاحتراف في البطولات الفرنسية أسهل بكثير من الانتقال إلى إسبانيا، فاللغة قد تكون عائقا أمامك، من أجل التأقلم والاندماج، وعن نفسي واجهت بعض المتاعب بخصوص هذا الشأن، كون لا أحد يتحدث اللغة الفرنسية في نادي ليفانتي، باستثناء طبيبة الفريق التي تعتبر سبيلي الوحيد للتواصل هناك.
تعودت على الأجواء بمدينة فالنسيا وباشرت تعلم اللغة الإسبانية
*حدثنا عن كيفية انتقالك إلى نادي ليفانتي ومن كان وراء الصفقة ؟
أتذكر أنني شرعت في التدريبات الصائفة الماضية مع أكابر شباب بلوزداد، والمدرب الجديد نبيل الكوكي كان يضعني ضمن مخططاته، وتحدث معي في الموضوع، ولكن بعد وصول عرض مسؤولي نادي ليفانتي الذين طلبوني على شكل إعارة، اتخذت قراري مباشرة بالرحيل، كونها فرصتي الثمينة ولم أود تضييعها، فمثل هكذا فرص قد تأتيك مرة واحدة وعليك أن تكون شجاعا، لقد تواصل مسؤولو الفريق الإسباني معي ومعي الرئيس بلحاج، وهذا بعد أن أعجبوا بمؤهلاتي خلال الدورة الودية (موريس ريفيلو) بتولون الفرنسية التي خضتها رفقة شبان الخضر.
قادر على سلك درب بن سبعيني والإسبان يودون شراء عقدي من بلوزداد
كما أود التطرق إلى نقطة مهمة تتعلق بالطلب الذي تقدم به مسؤولو ليفانتي عقب اتخاذ قرارهم بالتعاقد معي، إذ حاولوا منعي من المشاركة في ألعاب التضامن الإسلامي بمدينة قونيا التركية، ولكن حبي وتعلقي بالمنتخب الأولمبي جعلني أرفض ذلك، وأكدت على ضرورة عدم الغياب، وهو ما تقبلوه فيما بعد، وكل هذا جعلني ألتحق متأخرا بتدريبات ليفانتي، كما أضاع عني فترة الاستعدادات الصيفية، وهو ما خشيت بعدها أن يؤثر على استعداداتي، ولكن لحسن حظي تداركت نقائصي البدنية سريعا، بدليل أنني افتككت مكانتي الأساسية مباشرة.

*هل الاتفاق مع مسؤولي النادي الإسباني تم سريعا، ولماذا اكتفيتم بالإعارة فقط؟
مسؤولو ليفانتي رغم إعجابهم الشديد بإمكانياتي، إلا أنهم اقترحوا عقد إعارة فقط، مع أحقية شراء وثائقي مع نهاية الموسم، وهو ما وافقت عليه مباشرة، كوني واثق كثيرا من مؤهلاتي، وبالتالي أنا قادر بعدها على افتكاك عقد طويل المدى، لقد كنت عند مستوى التطلعات لحد الآن، وأنا الذي أتدرب بشكل منتظم مع الفريق الأول، وألعب كأساسي مع فريق أقل من 23 سنة والذي سجلت معه ثلاثة أهداف لحد الآن، بينما منحت زملائي خمس كرات حاسمة، وهي حصيلة رائعة بالنسبة لظهير أيسر، في انتظار مواصلة التأكيد في قادم المواعيد.
*لماذا لم تنل فرصتك لحد الآن مع الفريق الأول ؟
مدرب الفريق الأول يشيد بي في كل مرة، وهو يصر على تواجدي ضمن فريقه في التدريبات، كما أنه استدعاني في مناسبة واحدة في مباريات البطولة دون إشراكي، وهذا لا يقلقني في الوقت الحالي وأنا الذي أحاول تطوير مؤهلاتي، على أن أكون مع بداية الموسم المقبل إن شاء الله من بين ركائز الفريق الأول.
الاحتراف في فرنسا أسهل بكثير من نظيره في إسبانيا
*هناك أخبار تتحدث عن إقدام إدارة ليفانتي على شراء عقدك من نظيرتها من شباب بلوزداد، ما تعليقك ؟
أنا أيضا طالعت مثل هكذا أخبار، وكلها قادمة من رئيس شباب بلوزداد بلحاج الذي أكد في تصريحات صحفية اتفاقه مع مسؤولي ليفانتي على بيع عقدي بالكامل، وأنا لحد الآن لست على دارية بأي جديد يخص هذه القضية، وكامل تركيزي منصب على الميدان وما ينتظرني من استحقاقات رياضية مهمة.
أتمنى المواصلة في إسبانيا، كونها بطولة قوية ستساعدني على تطوير مؤهلاتي، وأنا الذي أحلم بمسيرة احترافية كبيرة، ولم لا أسير على خطى بعض لاعبي المنتخب الأول، على غرار رامي بن سبعيني وإسلام سليماني وهلال سوداني ويوسف عطال وهشام بوداوي، وكلها عناصر تلقت تكوينها في الجزائر، قبل أن تختار الاحتراف الأوروبي فيما بعد، وهو الذي أوصل الجميع للمنتخب الأول.
مسؤولو ليفانتي اكتشفوني في تولون وانتقلت معارا
*هل تضع بن سبعيني مثلا لك وهو الذي ينشط في نفس منصبك أم أن لك قدوة أخرى ؟
رامي بن سبعيني لاعب رائع وأي لاعب يحلم بتحقيق جزء بسيط من مسيرته الناجحة، وعن نفسي أنا واثق من شق طريقي نحو النجاح، كوني أمتلك كل المؤهلات، وما عليّ سوى الإيمان بمقدرتي على الوصول إلى كل أهدافي.
*تُؤمن بمقدرتك على الوصول إلى المنتخب الأول ؟
إن لم أكن مؤمنا بنفسي فكيف لي أن أرفع كل هذه التحديات، أنا لاعب شاب لا يزال في بداية المشوار، وأنا واثق أن العمل والاجتهاد كفيل بتحقيق كل أحلامي، بداية بالنجاح في مسيرتي الاحترافية بأوروبا، وصولا إلى الالتحاق بالمنتخب الأول، الذي يبقى أبرز أهدافي وأنا الذي حملت ألوان الخضر في كل الأصناف.

لم نستحق الإقصاء من «الكان» ولم أستمتع بتسجيل ثنائية !
*لنعد بك إلى ما حصل مع المنتخب الأولمبي الذي تمثل ألوانه، والإقصاء الأليم الذي تعرضتم له أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، ماذا تقول لنا في هذا الشأن؟
كانت صدمة بالنسبة لنا أن نفشل في التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية، وبالتالي ضياع حلم المشاركة في الألعاب الأولمبية بباريس 2024، ولو أن الخسارة في الذهاب أمام الكونغو الديمقراطية كانت وراء ذلك الإقصاء المرير، خاصة وأننا سقطنا بنتيجة عريضة جعلت مأمورية التدارك في لقاء الإياب شبه مستحيلة، ولئن كنا قاب قوسين أو أدنى من انتزاع تأشيرة التأهل بعد تسجيل ثلاثية كاملة بملعب الثامن ماي بسطيف، فلولا الهدف الوحيد الذي تلقيناه لكنا أصحاب تذكرة التأهل، حدث ما حدث، وعلينا طي تلك الصفحة الأليمة والتطلع لما هو قادم.
*سجلت هدفين في المباراتين، ولكنهما لم يكونا كافيين للتأهل..
رغم منصبي كمدافع أيسر، إلا أنني نجحت في تسجيل هدفين أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، ولكن لا معنى لهما باعتبار أن منتخبنا فشل في التأهل للدور المقبل من تصفيات كأس الأمم الإفريقية، صدقوني كنا نمتلك فريقا قويا يضم في صفوفه لاعبين متميزين، سواء الذين ينشطون في البطولة المحلية، على غرار ثنائي شباب بلوزداد إسلام بلخير وحسام ميرازيق أو العناصر القادمة من مختلف الدوريات الأوروبية، والتي جلبت الكثير من الإضافة، ولئن فشلنا جميعا في تحقيق الهدف المنشود.
رفضت الغياب عن دورة قونيا حبا في المنتخب
*ما هي الرسالة التي توجهها للاعبي المنتخب المحلي المقبلين بعد أيام على المشاركة في نهائيات الشان ؟
كل الأنظار ستكون مصوبة بعد أيام على بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، وكلي أمل أن ينجح منتخبنا الوطني في الإبقاء على الكأس بالجزائر، لتضاف إلى كأس أمم إفريقيا 2019 وكأس العرب فيفا 2021، أنا متفائل في وجود أفضل لاعبي البطولة المحلية، وفي مقدمتهم زملائي السابقين في شباب بلوزداد.

كتيبة بوقرة ستهدي الجزائر لقبا جديدا
*بماذا تريد ختم هذا الحوار ؟
بلدنا الجزائر يستحق تنظيم مثل هكذا تظاهرات، والآمال كبيرة لإنجاح هذا العرس القاري، في انتظار استضافة بطولات أكبر، على غرار «الكان»، وعن نفسي أتمنى أن أكون حاضرا مع المنتخب الأول في يوم من الأيام، ولم لا أساهم في قيادته إلى التتويج كما فعلت الأسماء الحالية التي أهدتنا لقبين جد غاليين.

الرجوع إلى الأعلى