جانبنا التتويج في آخر ثانية وعشنا لحظات لا تنسى

بدا مدافع المنتخب الوطني المحلي يوسف لعوافي، جد متحسر على تضييع فرصة تاريخية للتتويج بالبطولة الإفريقية للاعبين المحليين، وقال ابن مدينة رمضان جمال في حوار مع النصر، قبيل تنقله مع بعثة باب بلوزداد إلى العاصمة المصرية القاهرة لمواجهة نادي الزمالك، إن خسارة اللقب أمام منتخب السنغال لعب الحظ دورا كبيرا فيها، مؤكدا أنه عاش وبقية رفاقه أياما ولحظات لا تنسى بمناسبة «طبعة الجزائر»، التي استحقت صفة المميزة والاستثنائية لعدة عوامل، أبرزها ما فعل الجمهور في جميع المباريات والملاعب الأربعة، وكذا حجم الإمكانات المسخرة والتي جعلتهم كلاعبين يشعرون بالفخر لانتمائهم لهذا البلد الرائع.

حاوره: حمزة.س

في البداية، كلمة عن المشوار المقدم في البطولة الإفريقية للاعبين المحليين والخسارة في النهائي بضربات الترجيح؟
رغم أنني متواجد حاليا في مطار هواري بومدين الدولي رفقة فريقي شباب بلوزداد تحسبا للسفر إلى مصر، إلا أنني سأجيبكم عن أسئلتكم (الحوار أجري منتصف نهار أمس)، وبالحديث عن خسارة نهائي»الشان»، لا أخفي عليكم مازلت متأثرا إلى غاية الآن، لأننا كنا نريد إهداء الكأس إلى الجمهور الجزائري وإلى عائلة زميلنا السابق المرحوم بلال بن حمودة، لكن هذه هي كرة القدم والحظ أدار لنا ظهره، وكما تعلمون ضربات الترجيح نسبة الفوز فيها 50 بالمئة لكل منتخب، وجانبنا التتويج في آخر ثانية، وبالمناسبة لن نلوم محيوص أو أي لاعب آخر.
أطمح للعودة إلى المنتخب الأول والاحتراف في أوروبا
وما الذي كان ينقصكم للتتويج على حسب رأيك؟
كما قلت لك، لقد حاولنا تقديم أفضل ما لدينا، والفوز في الوقت الرسمي قبل التوجه إلى الوقت الإضافي وضربات الترجيح، لكن الأمور لم تسر معنا مثلما خططنا له، وحتى المنافس لا يستهان به، وتواجده في النهائي لم يكن من العدم، لكن لا يجب البكاء على الأطلال، وعلينا التفكير في ما هو قادم، والبحث عن استخلاص الدروس، على الرغم من كوننا بصمنا على مشوار أكثر من مميز، بدليل أننا لم نخسر النهائي في الوقت الرسمي بل في ضربات الترجيح، وأنهينا الدورة كأفضل هجوم وأفضل دفاع، وأكثر من ذلك لم تستقبل شباكنا أي هدف، وهو ما يعني بأننا قمنا بكل شيء من أجل الفوز، وحتى الجمهور لعب دورا مهما، وبالنسبة لي كجزائري أنا فخور بالنجاح الباهر للطبعة السابعة من «الشان» وباعتراف الجميع، لا أخفي عليكم نحن كلاعبين عشنا لحظات لا تنسى، مزيج بين الفرح والحزن.
من خلال الحديث عن الجمهور، كيف وجدتم الأجواء في ملعبي نيسلون مانديلا وميلود هدفي في وهران؟
لا يمكنني وصف الأجواء التي عشناها، صراحة الجمهور الجزائري في مختلف الملاعب فريد من نوعه، ويمنحك حماسا إضافيا، بل أكثر من ذلك يجعلك تلعب بقلبين، لأنهم ببساطة يعشقون كل ما هو جزائري، لا أخفي عليكم صوتهم في المدرجات، سواء في ملعب نيسلون مانديلا أو ملعب ميلود هدفي وكأنهم رجلا واحدا، يعرفون متى يدفعونك نحو الأمام، وأعتذر منهم مجددا على عدم إهدائهم التتويج، ونتمنى أن يكون القادم أفضل لكرة القدم الجزائرية، خاصة وأن كل الإمكانيات متوفرة حاليا، وأريد إضافة نقطة مهمة.
ماذا تريد القول؟
صحيح أننا لعبنا في «الشان» في ملعبي نيسلون مانديلا وميلود هدفي فقط، لكننا كنا نتابع الأجواء في ملعبي حملاوي وعنابة، والحضور الجماهيري المميز، رغم أننا لم نكن طرفا في المباريات، وهو ما يؤكد عشق الشعب الجزائري لكرة القدم ومحاولة المساهمة أيضا في نجاح التظاهرة، ما جعل الجميع يعترف بأن الطبعة السابعة، يمكن وصفها بأنها استثنائية والأفضل في التاريخ، وحتى رئيس الكاف صرح بذلك، واعترف بأن ما شاهده في الجزائر غير مسبوق.
الجمهور الجزائري يجعلك تلعب بقلبين
بحكم أنك كانت لك تجربة خارج الجزائر، كيف تعلق على المنشآت الجديدة؟
أقل ما يقال عنها إنها عالمية، وهذا ليس مجاملة، لقد خضت تجربة في تونس ولعبت في عديد الملاعب في إفريقيا، كما أنني أجريت تربصات خارج أرض الوطن، أؤكد لكم بأن الملاعب الموجودة حاليا في الجزائر أفضل بكثير من الملاعب الموجودة في عدة بلدان، ونحن نفتخر بذلك، وهو ما سيساعد على تطوير كرة القدم المحلية.
كنت من بين العناصر الأكثـر مشاركة في «الشان»، هل يمكن القول إن الخطة الجديدة المعتمدة من طرف المدرب بوقرة، منحتك حرية أكثـر ما جعلتك تبرز في عديد المباريات، أليس كذلك؟
صحيح الخطة التي اعتمدنا عليها في غالبية المباريات (باستثناء مباراة الافتتاح) منحتني رفقة بلخيثر حرية أكبر، لكن بالمقابل تجعلك تبذل مجهودات مضاعفة، ويجب أن تكون جاهزا بنسبة مائة بالمئة من الناحية البدنية، لأنك تلعب دورين في منصب واحد، من خلال المساهمة في الشق الهجومي والعودة إلى الدفاع، لقد حضرنا جيدا في تربص تونس لهذه الخطة، وتعودنا عليها كثيرا في التدريبات، بدليل أننا أنهينا الدورة دون تلقي أي هدف، وهو من بين المكاسب في هذه البطولة.
بعيدا عن المباراة النهائية، ما هي المباراة التي وجدتم فيها صعوبات كبيرة؟
مباراة كوت ديفوار، لأن المنافس يمتلك تشكيلة لا بأس بها من الناحية الفنية، إضافة إلى المعطيات التي عشناها، وطرد الحارس قندوز بعد مرور حوالي 20 دقيقة من بداية اللقاء، ومن حسن الحظ أننا عرفنا كيف نسير تلك المواجهة، وكل هذا يدخل ضمن الخبرة المكتسبة والتي ستفيدنا كثيرا كلاعبين محليين في المستقبل.

كسبنا خبرة ستفيدنا في رابطة الأبطال
من خلال الحديث عن المستقبل، هل حدثكم بوقرة في الموضوع؟
شكرا لكم على هذا السؤال، الذي منحني الفرصة لتوجيه عبارات الشكر إلى بوقرة وكل أعضاء طاقمه ومختلف الأطقم في المنتخب الوطني، لأننا قضينا أيام رائعة مع بعض وعشنا لأزيد من شهر كعائلة واحدة، وهذه من أبرز نقاط قوتنا، وأما بخصوص مستقبله، فهو من يمكنه التعليق على الموضوع، كل ما في الأمر أنه تحدث معنا بعد نهاية الدورة ورفع من معنوياتنا، خاصة وأن الجميع تأثر بتضييع التاج القاري بضربات الترجيح.
و ما هي أهدافك على الصعيد الشخصي؟
لا أخفي عليكم، الهدف القادم هو العودة في أقرب وقت إلى المنتخب الوطني الأول، ثم البحث عن خوض تجربة احترافية في أوروبا، ولكن قبل ذلك وجب علي تحويل كل التفكير والتركيز على المواعيد المقبلة مع فريقي شباب بلوزداد، بداية بلقاء هذا الجمعة أمام الزمالك المصري في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية.
أ لا ترى بأن المنافسة ستكون قوية للظفر بمكانة في المنتخب، خاصة بعد تأكيد قدوم الظهير الأيسر لنادي وولفرهامبتون الإنجليزي ريان آيت نوري؟
يجب علي كلاعب أن أكون طموحا، صحيح قدوم آيت نوري يشعل المنافسة في وجود عناصر في صورة بن سبعيني وتوبة، لكنني سأواصل العمل لإقناع بلماضي بقدراتي، وبالنسبة لي من يمكنه تقديم الإضافة مرحبا به، والناخب الوطني كان حاضرا معنا في سيدي موسى خلال «الشان»، إلى جانب متابعته لعديد المباريات، وقال لنا إنه لن يتردد في توجيه الدعوة لكل عنصر يستحق المشاركة مع الخضر.
مواجهة كوت ديفوار الأصعب لهذا السبب..
نعرج للحديث عن منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، والذي يعتبر التتويج بها أبرز أهداف شباب بلوزداد، أليس كذلك؟
لا نريد فرض الضغط على أنفسنا، نحن كلاعبين سنلعب هذه المنافسة مباراة بمباراة، والهدف الأول بالنسبة لنا هو تجاوز دور المجموعات، لا تنسوا بأننا نتواجد في مجموعة قوية، ولكن لدينا الإمكانيات للذهاب بعيدا، خاصة وأن التشكيلة تضم 8 عناصر، شاركت في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وهو ما يعني أنها اكتسبت خبرة المنافسة القارية، وأكثر من ذلك أمام أفضل لاعبي القارة، وسنحاول وضع ذلك في مصلحة الفريق.
نفهم من كلامك، أنكم ستتنقلون إلى مصر بنية العودة بنتيجة إيجابية أمام الزمالك أم ماذا، رغم أنكم تعانون نوعا ما من الناحية البدنية؟
بطبيعة الحال، سنعمل على العودة بنتيجة إيجابية أمام نادي الزمالك المصري، صحيح أننا بعيد عن أجواء التدريبات مع النادي في الفترة الماضية، ولكن كما قلت لك من قبل لدينا من الخبرة ما يكفينا للتعامل مع مثل هذه الظروف، وسنحاول كل ما في وسعنا للدخول بقوة في دور المجموعات، وتحقيق أول نقاط.
نشعر بالفخر لوجود ملاعب مثل نيسلون مانديلا وميلود هدفي
بماذا تريد أن تختتم هذا الحوار؟
أود أن أشاطركم هذا الاهتمام، وأجدد اعتذاري إلى كل الشعب الجزائري، على عدم نجاحنا في التتويج ب»الشان»، ونتمنى كل الخير لكرة القدم المحلية والمنتخب الوطني، وحتى فريقي شباب بلوزداد في المنافسة القارية.
 ح.س

الرجوع إلى الأعلى