يرى مدرب منتخب أنغولا بيدرو غونسالفاز ، أن الجزائر الأحق باحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، نظير ما تمتلكه من منشآت ومرافق عالمية، ناهيك عن الخبرة التي اكتسبتها، جراء تنظيمها المحكم لفعاليات النسخة السابعة من «الشان»، كما تحدث التقني البرتغالي في حواره مع النصر، باحترام شديد عن المدربين بلماضي وبوقرة، معرجا إلى ما حصل مع الأسطورة رابح ماجر، الذي قال إنه يحظى في البرتغال بمكانة أكبر من مكانة النجم كريستيانو رونالدو.

حاوره: سمير. ك

قُدت العارضة الفنية لمنتخب أنغولا في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، أين ودعتم المنافسة من الدور الأول، كيف تقيّم هذه المشاركة؟
استلمت زمام العارضة الفنية لمنتخب أنغولا منتصف أوت 2019، بعد إسدال الستار عن نهائيات «كان» مصر التي تُوّج الخضر بلقبها، فبعد عدم التأهل إلى ذلك العرس القاري، وكذا الفشل في التأهل إلى «شان» 2020، قررت اتحادية أنغولا لكرة القدم التعاقد معي للإشراف على المنتخب الأول، وفي نفس الوقت طلبوا مني التحضير لكأس العالم تحت 17 سنة في البرازيل 2019، لقد اتفقت مع مسؤولي المنتخب منذ ذلك الحين على ضرورة إقناع النجوم الناشطة في الخارج باللعب لأنغولا، ودفع المواهب الشابة في الداخل، وفي غضون الأربع أو ست سنوات القادمة، هدفنا الرئيسي هو الوصول إلى المستوى العالي في إفريقيا.
بلماضي مدرب محترم ومنتخبكم لديه مقومات تسيد إفريقيا
لدي عدة طموحات، وأريد الارتقاء بمنتخب أنغولا ضمن أفضل 10 فرق وطنية في إفريقيا، واعتقد أنه لتحقيق هذا المستوى يجب الارتقاء في الكثير من الأشياء.
لم تُحدثنا عن حصيلتكم خلال الطبعة السابعة من الشان ؟
سأعود إلى هذه المشاركة بالتفصيل، وقبل ذلك أود التأكيد على ضرورة مشاركة منتخب أنغولا في مختلف البطولات الكبيرة في القارة السمراء، كما أن منافسة «الشان» تتطور من نسخة لأخرى، وكان من المهم جدا أن نكون حاضرين في دورة الجزائر الاستثنائية، ولكي نضعكم في الصورة، كنا قد حضرنا لهذا الاستحقاق بـ 41 لاعبا محليا، ولكن كنا مجبرين على خسارة خدمات عدة عناصر بارزة، كان لديها عروض من أندية خارجية، وفضلت الاحتراف، بحثا عن ظروف أحسن.
لقد جرت الاستعدادات لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين بشكل جيد، وحققنا فوزين رائعين في التصفيات على حساب منتخبي جزر موريس وجنوب إفريقيا، ولكن للأسف بعد ذلك فقدنا خدمات 7 لاعبين متألقين انتقلوا لخوض تحديات جديدة خارج أنغولا، دون الحديث عن الحظ الذي أدار لنا ظهره في عملية سحب القرعة، التي وضعتنا في مجموعة من 3 منتخبات فقط، ما يعني بأننا سنكتفي بخوض مقابلتين فقط، عكس بقية المنافسين في المجموعات الأخرى، لقد تعادلنا في كلتا المباراتين، ولم يكن التأهل من نصيبنا للأسف، رغم أننا كنا أفضل بكثير من منافسينا من حيث المستوى، وفي بعض الأحيان لا تكون كرة القدم عادلة، وعلى أي حال أعتقد أن الجميع استمتع بأدائنا الجيد الذي هو في تطور ملحوظ.
أرفع القبعة لبوقرة لما حققه ولا شك بأنه يعمل بمشورة بلماضي
على العموم، نحن المنتخب الوحيد الذي أنهى الدورة دون خسارة، رفقة المنتخب الجزائري، كما استفدنا من احتراف لاعبين، وهذا يصب في صالح منتخبنا، دون نسيان نقطة مهمة تتعلق بالاحترام الذي أصبحنا نحظى به من كبار المنتخبات.
ماذا لو نطلب رأيك بخصوص ظروف التنظيم والأجواء العامة التي جرت فيها دورة الجزائر، التي وصفها أهل الاختصاص بالنسخة الأفضل في تاريخ الشان..

هي النسخة الأحسن دون أدنى شك، والمستوى فيها كان عاليا وفاق كل التوقعات، ولقد استمتعت حقا بالمشاركة في دورة الجزائر، رغم خيبة النتائج المحققة، فالمرافق والمنشآت أقل ما يقال عنها بأنها عالمية، والناس في الجزائر لديهم رعاية واهتمام بالكثير من التفاصيل، وأحيي الجزائر والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم على النسخة الاستثنائية، فالمردود المقدم من جل المنتخبات كان مرتفعا جدا، وهذا جيد جدا لتطوير كرة القدم الإفريقية، وخاصة اللاعبين المحليين.
أحترم محرز وبن ناصر لتمثيل بلدهما الأصلي
وفي خضم هذا، أعيب على البطولة الأخيرة شيئا وحيدا، ولا دخل للجزائريين به، ويتعلق بكيفية توزيع المنتخبات، فالمجموعات المشكلة من أربعة فرق كانت الأكثر حظا، مقارنة بالمجموعات المشكلة من ثلاثة، دون الحديث عما جرى بمجموعة قسنطينة التي تأهل منها منتخبان من أصل ثلاثة، على العموم، لا يجب البكاء على الأطلال، وعلينا التركيز على الأمور الإيجابية فقط، وأعتقد أن الكأس القادمة ستكون مختلفة، وعلى البلد المستضيف بذل قصارى المجهودات، من أجل تقديم بطولة تضاهي بطولة الجزائر التي أثنى عليها الجميع.
حسب ما وقفت عليه خلال فعاليات الشان الأخير، هل الجزائر تستحق الفوز بشرف تنظيم نهائيات كأس الأمم الإفريقية في 2025 ؟
بناء على ما رأيته وشعرت به، نعم الجزائر مستعدة، وهي مرشحة قوية للحصول على كأس الأمم الإفريقية في عام 2025، كونها تمتلك كل شيء، سواء البنى التحتية القادرة على احتضان بطولات وتظاهرات رياضية كبرى في شاكلة نهائيات كأس العالم، أو الخبرة المكتسبة في مجال التنظيم، فحسب متابعتي لما جرى بملعب ميلود هدفي كل الأمور سارت بشكل جيد، ولم يتم تدوين أي أخطاء أو هفوات تذكر، دون الحديث عن الحضور الجماهيري القياسي في كل مباريات البطولة، والذي اعتبره النقطة الفاصلة في ملف ترشحكم، فمسؤولو الكاف دون أدنى شك، سيولون هذه الجزئية أهمية كبيرة، كونها مهمة في نجاح أي دورة، فما بالك بمنافسة بحجم «الكان» التي يتابعها الجميع، سواء داخل القارة أو خارجها.
ماجر يتفوق على كريستيانو رونالدو لدى أنصار بورتو !
ما رأيك في اكتفاء المنتخب الجزائري بالمرتبة الثانية، وماذا تقول عن المدرب مجيد بوقرة الذي قدم أوراق اعتماده بقوة في مجال التدريب رغم صغر سنه ؟
تتويج المنتخب السنغالي مستحق، جراء ما قدمه «أسود التيرانغا» خلال هذه الدورة، وعن منتخبكم الوطني فقد قدم أداء جيدا، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالذهب، لولا ركلات الترجيح التي لم تبتسم لأشبال المدرب مجيد بوقرة، الذي أكن له كل الاحترام، نظير ما يحققه من نتائج جيدة مع المنتخب المحلي الجزائري، وأعتقد بأنه على اتصال قريب مع مدرب المنتخب الأول جمال بلماضي، خاصة وأنه ينتمي إلى طاقمه الفني على حسب معلوماتي، ومن المهم جدا أن يعملا معا بعلاقة جيدة، وفي النهاية الفوز للجزائر.
بصفتك مسؤولا على منتخب محترم في القارة السمراء، على غرار منتخب أنغولا، هل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أصابت بتجديد الثقة في المدرب جمال بلماضي رغم نكستي الكان والمونديال ؟
أنا متواجد في الخارج، ولا علم لي بما يحدث لديكم، ولذلك لا يمكنني التعليق على عمل كل زميل، والشيء الوحيد الذي يمكنني قوله إن بلماضي مدرب محترم، والمنتخب الجزائري يلعب كرة قدم جيدة معه، خاصة وأن لديه لاعبين جيدين، ومنتخبكم لديه كل المقومات للعودة والسيطرة على إفريقيا من جديد.
أهدف لجعل أنغولا ضمن أفضل 10 منتخبات في إفريقيا

الجزائر تزخر بعدة مواهب في الداخل، ولديها لاعبون نجوم يرتدون ألوان نوادي عالمية في أوروبا، على غرار محرز وسليماني وبن ناصر، ما تعليقك؟
صحيح أن محرز وبن ناصر وسليماني لاعبون ينتمون إلى الجزائر، ولكنهم في الحقيقة يعتبرون سفراء للكرة الإفريقية، فلاعبون من أمثالهم يدافعون بقوة عن ألوان منتخبهم الوطني ويلتزمون بتلبية الدعوة دوما يستحقون كل احترامي وتقديري على اختيار اللعب لبلدهم الأصلي، وأتمنى استمرارهم في تمثيل إفريقيا بشكل جيد.
كنا المنتخب الوحيد الذي لم يخسر في الشان رفقة الجزائر
نختم معك بما جرى لرابح ماجر بملعب نيلسون مانديلا، حيث تعرض لبعض صافرات الاستهجان، بصفتك برتغاليا يعرف قيمة هذا الأسطورة، ماذا تقول؟
 آسف، ولا علم لي بما حصل له، وكل ما أعرفه هو أنه أسطورة في عالم كرة القدم، وهنا أستفسركم عن الأسباب التي أدت إلى هؤلاء بالتصفير عليه إن أمكن؟؟.
هناك من لايزال يعيب على ماجر مشواره السلبي مع المنتخب الوطني..
صراحة، لم أكن أعرف أن ماجر قد أشرف على العارضة الفنية لمنتخبكم الوطني في الفترة الأخيرة، ولكن هذا لا يسمح لأي كان بالتصفير على «قامة» بحجم ماجر، الذي هو أسطورة في البرتغال، نظير ما بصم عليه من أداء خرافي مع نادي بورتو، إنه كان ولا يزال موضع ترحيب كبير في البرتغال، وماجر هو ماجر، وحتى في الوقت الحاضر، عندما يسجل أحد بالعقب يقول الجميع هو هدف رابح ماجر مع بورتو في نهائي دوري الأبطال، أنا أرى أن ما حصل معه هو مجرد فعل منعزل، ولا أحد بإمكانه التقليل من قيمة هذا الشخص، فصدقوني مكانته لدى أنصار بورتو أكبر من مكانة كريستيانو رونالدو، الذي أهدانا ألقابا غالية.
تنظيم «الشان» فاق التوقعات وحجم الاهتمام والرعاية أبهرني
بماذا تريد ختم الحوار ؟
شكرا لكم على هذه الالتفاتة الطيبة، وأنا تحت تصرفكم في أي لحظة، واستغل الفرصة لأشكر كل الجزائريين على حسن الضيافة والاستقبال في الشان، صدقوني بلدكم رائع وجميل، ولديكم لاعبون متميزون لا يقلون شأنا عن لاعبي المنتخبات الكبرى، فعلى سبيل المثال ماجر وسليماني وبراهيمي لاعبون تركوا بصمتهم في الدوري البرتغالي، نظير مشوارهم الرائع مع أندية بورتو ولشبونة.

الرجوع إلى الأعلى