انتظروني مع بيونة ونجوم الكوميديا في رمضان
* قسنطينة وراء دخولي المجال الفني
كشف نجم الكوميديا حميد عاشوري عن تحضيره لأعمال متنوعة ستعرض خلال رمضان، بعضها مع التلفزيون الجزائري، و أخرى عبارة عن سلسلات كوميدية أبرزها سلسلة «عايلة شوك» أين يؤدي دورا أساسيا، إضافة إلى  سلسلة «معيشة فالقود»، التي ستجمعه بكوكبة من نجوم الكوميديا، وأعرب الفنان، في حوار خص به النصر، على هامش انطلاق تصوير فيلم «السويقة» بقسنطينة، عن أمله في تقديم أعمال ترقى للمستوى الذي عود عليه جمهوره، كما أبدى رأيه في نوعية بعض الإنتاجات التلفزيونية، و دعا إلى تبني صناع محتوى و المواهب الشابة وإدماجهم في حلقة الفن والإبداع بالشكل الصحيح.

حاورته / أسماء بوقرن

ينتظر المشاهد عودتك إلى الشاشة الرمضانية هذا الموسم، فما هي الأعمال التي ستطل بها؟
ـ حميد عاشوري: سوف أعود هذا الموسم لجمهوري و للشاشة التي أعشقها، والتي تجمعني دائما بمن أحبهم، فقد تلقيت عدة عروض للمشاركة في إنتاجات رمضانية، الأولى مع التلفزيون الجزائري، و أذكر منها حصة فكاهية بمحتوى ثقافي، سأطل من خلالها على المشاهد قبيل موعد الإفطار، حيث سأطرح أسئلة  على المواطنين و أبحث عن الإجابات، كما أحضر لعملين فكاهيين، الأول بعنوان «معيشة  فالـقود good،  مع الممثل و المخرج الكوميدي الشاب أمين بومدين،  و هو عمل يجمع كوكبة من نجوم الفكاهة أذكر منهم بيونة و مراد خان و مصطفى هيمون و جمال بوناب و كذا الممثلة سالي بن ناصر، إضافة إلى نورة بن زيراري و فاطمة الزهراء علاهم، و سيحاكي العمل يوميات العائلات الجزائرية في قالب فكاهي كوميدي ممتع.
ـ ماذا تحمل في جعبتك الرمضانية أيضا؟
ـ مشاركتي  الثانية ستكون عبارة عن دور رئيسي في سلسلة « عايلة شوك»، و هو عمل كوميدي سيجمع ثلة من نجوم الفن، على غرار فاطيمة حليلو و بهية راشدي، بالإضافة إلى ممثلين آخري من أمثال الفنانة أسماء طارق و الوجه التلفزيوني الجديد «اليامنة»، و يتعلق الأمر بإنتاج كوميدي بامتياز يهدف إلى رسم البسمة على وجوه الجزائريين خلال سهرات الشهر الفضيل، و جمع شمل العائلة لمشاهدة البرامج الجزائرية التي تتناسب مع ثقافتنا و تلبي الأذواق.
وهنا أشير إلى أننا نسعى فعليا كفنانين من مختلف الأجيال، إلى كسب رهان المشاهدة خلال هذا الموسم و استعادة ثقة الجمهور، المتعطش للأعمال الفنية الجزائرية التي كانت تطبع أماسي و سهرات العائلات حيث نعمل بكل تفان كي نعيد للشاشة الفضية بريقها و مكانتها،  ونحي الذاكرة التي ترتبط بأعمال ناجحة جدا و بأسماء فنية كبيرة لعبت دوار محوريا في إنجاح العديد من المسلسلات و السكاتشات، وكانت نجوما أضاءت سماء الفن الجزائري و شجعت أمثالي على غوض التجربة.
من  هم هؤلاء المبدعون الذين كانوا سببا في دخولك عالم التمثيل؟
ـ تعلقي بفن التمثيل عموما و الكوميديا على وجه الخصوص، راجع لتأثري بممثلين كبار و بالأخص ممثلي مدينة قسنطينة، الذين قدموا أعمالا كوميدية خالدة، لا يزال المشاهد يستمتع بمشاهدتها إلى يومنا  و أذكر من بينهم  الفنان و عملاق الكوميديا و صانع البسمة رشيد زيغمي رحمه الله، وكذا عنتر هلال و آخرين من أبناء مدينة الجسور المعلقة الذين زرعوا البسمة على وجوهنا لسنوات، وكانوا واجهة فنية مشرفة دفعت بالكثير من الشباب إلى التعلق بمجال الفن ودخوله فعليا، بعد أن نجحوا في تمرير رسالة نبيلة و قدموا أجمل ما لديهم، دون أن يظهروا يوما تضحياتهم و معاناتهم، ما جعلني شخصيا أرى الجانب الإيجابي فقط لمهنة التمثيل، لأقرر بعد ذلك أن أخوض غمار التجربة بكل حماس و ثقة و حب و أكتشف لاحقا، بأن الواقع مختلف عن ما كان يبدو لنا عبر الشاشة، و بأنهم كانوا يضحون و يعانون كثيرا في سبيل رسم البسمة على وجوهنا، وهو ما جعلني أعي جيدا بأن الفن رسالة نبيلة، لا يمكن لأي شخص أداؤها إلا إن توفر فيه شرط الاستعداد للتضحية في سبيل إسعاد الجمهور.
نحن أمام تحد حقيقي لاستعادة الجمهور
ما رأيك فيما تقترحه التلفزيونات على الجمهور في السنوات الأخيرة ؟
ـ أرى بأنه يسير على السكة الصحيحة، فمادامت هناك إرادة لتغير واقع الفن و تقديم إنتاج متنوع      فهو  برأي دليل على أن السعي حقيقي، و الجهد للرقي بنوعية الإنتاج الذي يقدم للمشاهد الجزائري واضح جدا صراحة.

و هل تعتبر غزارة الإنتاج دليلا على جودة النوعية؟
ـ لا يمكن التعقيب على الجودة في الوقت الحالي و عرقلة سيرورة القطاع، لأننا مررنا بفترة فراغ فني جعلت الأعمال الأجنبية و العربية تستحوذ على المشاهد الجزائري، نحن اليوم أمام تحدي استعادة الجمهور من خلال أعمال تعكس عاداته و تقاليد بلده، و مهما كانت بساطة هذه الإنتاجات ستبقى تؤدي رسالتها  و تراعي  على الأقل الخصوصية المجتمعية، و ما علينا الآن هو التنويع في طبيعة الأعمال لتلبية أذواق كل الفئات و الأعمار، خاصة ما تعلق بالأعمال التوجيهية التي أراها ضعيفة جدا في وقت تزيد أهميتها جدا بالنسبة لفئة الأطفال، والواجب علينا هو الانتباه إلى هذا التفصيل و الاستثمار أكثر في تكوين الذائقة الفنية للأطفال لأنهم رجل الغد.
 يتوجب علينا فعليا، أن نغير الإستراتيجية الطاغية في الإنتاج البرامجي، بعد أن هيمنت حصص الطبخ و أصبحت تأخذ حيزا أكبر من الوقت والبرمجة، كما يجب اعتماد سياسة ثقافية من شأنها أن تضمن تنوعا في الإنتاج للمحافظة على الأسرة، خاصة و أن المشاهد الجزائري يفضل الأعمال التي تجمع أفراد العائلة و يرفض الأعمال البعيدة عن يومياته، و يبقى النقد البناء طبعا أداة لتطوير القطاع.
الثقافة يجب أن تتفوق على الطبخ
نفهم من كلامك أنك غير راض عن مستوى الأعمال الرمضانية ؟
ـ المشاهد الجزائري صعب و يصعب إقناعه، خاصة في ظل هيمنة مواقع التواصل التي أتاحت لكل فرد الفرصة للتعبير، و هذا أمر جميل إن تم استغلاله بطريقة صحيحة، أنا مع النقد البناء و بأسلوب مهذب  و لست مع الهجوم على الآخر بحجة التصحيح أو التوجيه، و عليه أدعو من خلال جريدتكم، الجمهور إلى التحلي بوعي أكبر لتجنب الحقد و إقصاء الأخر، و التزام الصمت بدل الإساءة للآخرين.     
هل من كلمة ختامية ؟
ـ  أشدد على ضرورة التفكير في صناعة جيل المستقبل، و ترميم حلقة الوصل بين الجيلين، التي فقدت في ظل كل المتغيرات السريعة التي يعرفها المجتمع الجزائري، و التي تسببت في حدوث نوع من القطيعة حال دون انتقال الخبرات للجيل الحالي، شخصيا أرى شبابا يقدمون محتوى رائعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المهم بالنسبة لي أن نستفيد منهم وأن نوجههم بشكل صحيح، و نفتح الأبواب أمامهم مع ضمان التأطير الجيد بدل إقصائهم و تهميشهم، كما أؤكد على أهمية تشجيع الأشخاص المبدعين و وضعهم على السكة الصحيحة، أما من ينشرون السلبية و يقدمون التفاهة فسيختفون كما ظهروا بعدما تطبق عليهم دائرة الرفض.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى