يتحدث البروفيسور مروان دباح الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي والعلوم الرقمية و مدير مركز بحث في الإمارات العربية المتحدة في هذا الحوار الذي خص به النصر على هامش مؤتمر دولي نظمته جامعة البليدة 1 مؤخرا حول تطوير الالكترونيات وأنظمة الاتصالات ، عن مسيرته العلمية والبحوث والتجارب التي أجراها خصوصا في ميدان الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، وكذا تطويره لتقنية الجيل الخامس لدى شركة هوواي للاتصالات، ويري البروفيسور دباح بأن الجزائر تتوفر على كل المؤهلات والكفاءات العلمية للمساهمة في تطوير تقنية الجيل السادس للاتصالات المتوقع دخولها حيز الخدمة سنة 2030، مشيرا إلى أن فتح مدرسة عليا للرياضيات وأخرى للذكاء الاصطناعي خطوة هامة نحو تكوين كفاءات عالية في الاتصالات والذكاء الاصطناعي.

حاوره: نورالدين عراب

النصر: من هو البروفيسور مروان دباح ؟
-البروفيسور دباح: بدأت مسيرتي بمسقط رأسي بقسنطينة، ثم انتقلت إلى فرنسا و واصلت مسيرتي الجامعية وتحصلت بهذا البلد على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من كلية «ايكول نورمال سوبريو «بباريس،  ثم انتقلت إلى العمل في النمسا في مجالات الاتصالات والذكاء الاصطناعي، وعدت بعدها إلى فرنسا للتدريس بجامعة سنتراليه سوبيليك في جيف سورايفيت، كما اشتغلت مديرا لمجموعة « ألكاتيل لوسنت « للأبحاث الراديوية التي تعد المجموعة البحثية الأولى من نوعها في مجال الاتصالات بفرنسا، وفي سنة 2014 شغلت منصب مدير مختبر هواوي للعلوم الرياضية والخوارزمية، وأشرفت على تطوير شبكة الجيل الخامس للاتصالات لدى شركة هواوي إلى غاية 2021 أين انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة وأشغل حاليا مديرا لمركز بحث في الذكاء الاصطناعي والاتصالات.
النصر: أجريت بحوثا عديدة حول شبكتي الجيل الخامس والسادس للاتصالات، أين وصلت هذه الأبحاث التي تقوم بها؟
-البروفيسور دباح:  نعم كانت لي أبحاث عديدة حول الجيل الخامس للاتصالات وحاليا أجري بحوثا أخرى حول الجيل السادس، وكنت قد أشرفت على تطوير تقنية الجيل الخامس لدى شركة هوواي، و قد قدمت تقنية الجيل الخامس فوائد مختلفة للمجتمع في مجال الاتصالات، كما أن تقنية الجيل السادس التي ستدخل حيز الخدمة في سنة 2030، ستقدم هي الأخرى فوائد عظيمة للمجتمع، منها سرعة نقل البيانات بقوة هائلة في الثانية الواحدة، إلى جانب كثافة الحركة والاتصالات والتنقل، وقدرات تحديد المواقع، بالإضافة إلى تغطية شبكات أوسع، واستحداث تطبيقات ذكية ومتطورة، وابتكار الآلات الذكية المتطورة التي يمكن استخدامها في المجال الصناعي والفلاحي والطاقوي، بالإضافة إلى السيارات الذكية التي يتم العمل عليها بشكل واسع، و قد دخلت مرحلة التجارب.
النصر : الجزائر تستعد لاستخدام الجيل الخامس للاتصالات، ماهي القيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها خصوصا للاقتصاد الوطني؟
-البروفيسور دباح:  نعم استعداد الجزائر لاستخدام تقنية الجيل الخامس للاتصالات أمر مهم ومفيد كثيرا للاقتصاد والمجتمع ككل، وتطوير مجال الاتصالات بصفة عامة، أمر في غاية الأهمية، كما ستساهم تقنية الجيل الخامس بشكل مهم في المجال الصناعي والفلاحي والطاقوي باستخدام تقنيات تكنولوجية أكثر تطورا، ونريد في هذا الإطار أن ندعو الباحثين والمهندسين في الجامعات الجزائرية للمساهمة في تطوير تقنية الجيل السادس من خلال القيام ببعض التجارب حتى تكون لهم نافذة وإضافة في هذا الميدان.
النصر: هل ترى أن الجزائر تتوفر على المؤهلات العلمية والكفاءات الجامعية التي بإمكانها المساهمة في تطوير تقنية شبكة الجيل السادس للاتصالات؟
-البروفيسور دباح:  نعم اعتقد أن الكفاءات موجودة، خصوصا وأن الجزائر تتوفر على مدرسة عليا للرياضيات، ومدرسة عليا للذكاء الاصطناعي وهاتين المدرستين ستشرفان على تكوين كفاءات في هذا المجال، كما أن هذين الميدانين هما أساس تطوير الجيل السادس للاتصالات، والجزائر تتوفر أيضا على أحسن العناصر في ميدان الرياضيات والذكاء الاصطناعي وتملك هذه العناصر مؤهلات كبيرة لتطوير الأفكار في هذا المجال، سواء في مدرستي الرياضيات والذكاء الاصطناعي أو في جامعتي باب الزوار والبليدة 1 في تخصص الإلكترونيك .
النصر: تعمل الحكومة حاليا على رقمنة الإدارة في جميع القطاعات، وقدم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أوامر في هذا المجال لتسريع العملية، ماهي النصائح التي يمكن أن تقدمها للقائمين على الرقمنة؟
-البروفيسور دباح:  ينبغي التركيز على الاستثمار بشكل واسع في التكوين في التكنولوجيات الحديثة وكل ما هو رقمي بشكل عام من أجل تكوين عنصر بشري مؤهل في هذا الميدان، ولا ننسى أيضا الاستثمار في مجال البحوث العلمية وخاصة درجة الدكتوراه في مجال التكنولوجيات والرقمنة والاستفادة من هذه البحوث، والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي يجب أن تركز بشكل كبير على التكوين في هذا المجال واستحداث تطبيقات جديدة وأنظمة اتصالات متطورة.
النصر: ماهي نصيحتك للطلبة والباحثين في هذا الميدان؟
-البروفيسور دباح:  أنصح بالاهتمام بالرياضيات والذكاء الاصطناعي لأنهما أساس شبكات الاتصالات الحديثة وخصوصا تطوير شبكة الجيل السادس التي تجري البحوث حولها، إلى جانب التركيز على استحداث تطبيقات الكترونية في مذكرات التخرج لتطوير قدرات الطلبة و الباحثين.
النصر: ما المطلوب القيام به لعودة الباحثين الجزائريين البارزين في الخارج للجزائر واستثمار قدراتهم ومؤهلاتهم في الجزائر؟
-البروفيسور دباح:  الجزائر تتوفر على مؤهلات علمية كبيرة وباحثين برزوا بشكل كبير كما قلت في الخارج، ويقودون مراكز بحث متقدمة، وبالمقابل هم خريجو الجامعات الجزائرية، وهذا يؤكد أن مستوى التعليم في الجامعات الجزائرية لا يختلف عن الدول الأخرى، ولهذا يجب على السلطات أن تسعى جاهدة من خلال توفير الظروف والإمكانيات لعودة هؤلاء الباحثين واستثمار قدراتهم وجهودهم في بلدهم.
ن ع

الرجوع إلى الأعلى